الحلول العربية

TT

ولحل هذه المشكلة طرحت ثلاث شركات مختلفة متهمة بتعريب أسماء المواقع حلولا مختلفة، تعتمد في الأساس على استخدام برمجيات تستطيع ترجمة المحارف العربية إلى ما يقابلها في مجموعة ترميز «آسكي»، أو ما يسمى بعملية المقابلة Resolving حتى يستطيع نظام DNS التعامل معها، وترجمتها بالتالي إلى عنوان IP الخاص بها وقد أصبحت هذه المهمة أقل صعوبة مع الانتشار الواسع لاعتماد استخدام الترميز الموحد «يونيكود» في برامج استعراض الإنترنت، حيث أنه يحتوي على المحارف الخاصة بجميع اللغات الحية في قائمة واحدة. ويمكن لهذه البرمجيات الخاصة أن تشغل من خلال جهاز الكومبيوتر الشخصي الخاص بالمستخدم، أو على الأجهزة الخادمة للإنترنت لدى الجهات المزودة لخدمة الإنترنت (ISP)، في أي بلد.

وبالإضافة إلى ذلك اختارت كل شركة من الشركات نظاما خاصا بها لتعريب الأحرف على نوع الموقع، ونعني بها com التي تدل على شركة، وgov التي تدل على موقع حكومي، وهكذا. وفي ما يلي ملخص للحوارات التي أجرتها «الشرق الأوسط» مع ممثلي هذه الشركات الثلاث.

شركة «نيتف نيمز» يقول جارالله الجارالله رئيس شركة «نيتف نيمز» (wwwnativenamesnet)، التي تتخذ من مدينة لوس انجليس في ولاية كاليفورنيا الأميركية مقرا لها، إن نظام تسجيل أسماء النطاق باللغة العربية وغيرها من اللغات الذي تقدمه شركته يعتمد على حل تقني بسيط يطلق عليه اسم NativeNamesDNS، يعمل على مستوى الأجهزة الخادمة. ويستطيع هذا النظام أن يعمل مع بنية DNS الحالية، ويستطيع ان يقوم بعملية المقابلة لأسماء النطاقات متعددة اللغات من خلال جميع بروتوكولات الإنترنت المستخدمة مثل وhttp وftp و«تلينيت» و«غوفر» بالإضافة إلى البريد الإلكتروني. وتتوائم تقنية «نيتف نيمز» مع الترميز المتوافق مع «آسكي» (ACE)، وتدعم بشكل كامل مجموعات الترميز UTF وUTFوCIDNUC وSACEوRACE وغيرها. ويؤكد الجارالله أن تقنية NativeNamesDNS مصممة بحيث لا يعرض أمن نظامDNS لأي خطر، ذلك لأنها متناسبة تماما مع مواصفاته الأمنية.

الأسماء وبرر اختيار شركته للملحق «شركة» ككلمة كاملة بدلا من حرف واحد مثل «ش» للتعبير عن «com»، وما إلى ذلك من ملحقات، بأن ذلك جاء استجابة لمسح أجرته الشركة على عينة عشوائية من مستخدمين عاديين للإنترنت للأسواق العربية في كل من الكويت والسعودية والإمارات والعراق وسورية والأردن ومصر والمغرب، أظهر تفضيل معظمهم لهذه الملحقات. ويضيف أنه بوصفه الرئيس الحالي لمجموعة العمل العربية في MINC، وجد أن الغالبية العظمى من أعضاء المجموعة تفضل هي أيضا هذا الاختيار. ويذكر أن «نيتف نيمز» تعطي الملحق «شركة» لأسماء النطاق الخاصة بالشركات العادية، و«شبكة» لشركات خدمات الإنترنت وما يشاكلها، و«منظمة» للهيئات والمنظمات، و«اعلام» (tv) لشركات الإعلام من راديو وتلفزة وجرائد ومجلات، وما إلى ذلك. كما تضيف كذلك الملحق «شخص» (name) لأسماء النطاق الخاصة بالمواقع الشخصية، و«معرفة» (info) لمواقع المكتبات وبنوك المعلومات، مع انهما مازالا في قيد الدراسة من قبل هيئة ICANN.

التقنية ولا يحتاج مستخدم الكومبيوتر عند استخدام نظام «نيتف نيمز» لتثبيت أي نوع من البرامج عند استخدامه للنظام للتعامل مع أسماء النطاقات العربية، لأنه حل على مستوى الأجهزة الخادمة لمزودي خدمة الإنترنت، إلا أن الجارالله يؤكد أن هذا ليس بالأمر الضروري، في حالة تعامل المستخدم مع مزودي خدمة لا يدعمون هذا النظام، إذ بإمكان المستخدم إجراء تعديل بسيط على إعدادات الشبكة في جهازه بإدخاله لقيمة DNS الخاص بالشركة فيه.

ويقول جارالله الجارالله ردا على سؤالنا حول قبول هيئات الإنترنت العالمية لتقنية «نيتف نيمز»، إنها متوافقة مع متطلبات هيئة IETF واختبرت ووفق عليها من قبل «فيري ساين». هذا عدا عن أن شركته من مؤسسي ائتلاف MINC، كما انها مسجل معتمد من قبل هيئة ICANN. أما عن ممثلي شركته في العالم العربي فيقول إنه لا تكاد تخلو دولة عربية من شركاء لها يمكن من خلالهم تسجيل أسماء النطاق العربية التي يرغبون بها.

ولا ينكر الجارالله أن الاختلافات الحالية بين الشركات الرئيسية المختلفة لتسجيل أسماء النطاق العربية ستسبب الارتباك للمستخدم العربي، بشكل قد ينعكس سلبا على هذه الشركات، إلا أنه قال إنه لن يألو جهدا بوصفه رئيسا لمجموعة العمل العربية في ائتلاف MINC، للتنسيق بين هذه الجهات. وقد استطعنا الوصول إلى حل مع iDNS يتيح له تسجيل اسم النطاق من دون اختلافات، وما زلنا نبحث عن حل يتناسب مع حل شركة «وليد» لكونها لا تعتمد على تقنية DNS.

كما أكد أن من أولى المهام التي سيكلف بها ائتلاف AINC هو الوصول إلى صيغة موحدة لملحقات أسماء النطاقات باللغة العربية.

شركة iDNSnet يقول وائل نصر مدير تطوير الأعمال لمنطقة الشرق الأوسط في شركة iDNS (wwwidnsnet ) المتخصصة بتقديم حلول تقنية متعددة اللغات لشبكة الإنـتـرنت، إن شركته هي الأوسع انتشارا من الناحية الجغرافية على مستوى العالم، وأوضح أنها قد تلقت حتى الآن حوالي 120 ألف طلب لتسجيل أسماء النطاقات بلغات مختلفة، وأن معظمها قد جاء من قبل مؤسسات صغيرة ومتوسطة في قطاع التقنية، وضرب على ذلك مثالا شركتي «ياهوو» و«إيسر» اللتين سجلتا أكثر من 20 اسم نطاق بلغات مختلفة. أما عن الأسماء العربية فقد قال إنها بالآلاف بدون أن يكشف عن عددها بالضبط. وكشف النقاب عن أن مصر كانت أول دولة عربية تسجل اسم النطاق العربي الخاص بها وهو «مصر» من خلال شركته، وأن جميع مزودي الخدمة هناك قد زودوا أجهزتهم ببرنامج المقابلة الذي تنتجه، وأنه من المتوقع أن تحذو شركات في السعودية والإمارات حذوها. ويمكن تسجيل أسماء النطاق في العالم العربي حاليا من خلال شركتين في مصر هما «إنترنت إيجبت» (wwwinternetegyptcom) و«لينك إيجبت» (wwwlinkcomeg)، وشركة «عذيب» (wwwnetaqnet) في السعودية.

كيف يعمل النظام؟

يعتمد النظام على برنامج يقوم بعملية المقابلة (Resolving) يوضع في الأجهزة الخادمة لدى مزودي الخدمة المختلفين مجانا من دون مقابل، ومن دون الحاجة لوضع أي برنامج في جهاز المستخدم، إلا إذا كان يتعامل مع مزود خدمة ليس لديه هذه الخدمة، فعندها يستطيع أن يحصل من موقع iDNS على برنامج مجاني يوضع في كومبيوتره الشخصي. أما الأسماء التي تسجل من خلال الشركة فتتميز بأن ملحقها يضم حرفا واحدا فقط وليس كلمة كاملة، اذ يشير الحرف الشين (ش) إلى com، والحرف كاف إلى net، والحرف ميم إلى org، والحرف تاء إلى edu، والحرف عين إلى mil، وأخيرا الحرف حاء يشير إلى gov.

ويقول وائل نصر إنه لضمان توافق دولي شامل لأسماء النطاق التي تسجل لديهم مع نظام أسماء النطاق المعتمد حاليا بدون أية مشاكل، تضيف الشركة ملحقا إضافيا تلقائيا خفيا هو acednet لا يظهر للمستخدم ولا يؤثر على كتابة اسم النطاق بأية صورة من الصور.

أما بالنسبة لاحتمال أن يتعارض الحل الذي تقدمه شركته مع أي بروكسي، قال إن عمل النظام بشكل طبيعي في السعودية يثبت عدم وجود أي مشكلة في هذا المجال، وأن شركته على استعداد لتقديم حل مجاني شامل لأي زبون قد يواجه مشكلة مع أي بروكسي. وأضاف أن استعمال المستخدم الذي يعمل من خلف بروكسي لبرنامج iClient على جهازه سيتيح له استخدام الأسماء العربية للوصول إلى المواقع من دون مشاكل. وأوضح أن النظام الذي تنتجه شركته يتوافق مع معايير وبروتوكولات الإنترنت الموجودة حاليا.