برامج الكترونية لتنشيط الذاكرة

تدريب صحي على «اللياقة الذهنية» بوسائل تحد تعليمية حساسة

TT

بدأت كاترين موسكوفين البالغة من العمر 71 سنة، وهي كاتبة طابعة طبية متخصصة، في ملاحظة ان ذاكرتها قصيرة المدى بدأت تضعف. وتقول موسكوفين «اذهب الى حجرة وانسى ماذا اريده» وهذا من بين الاسباب التي دفعت بها الى تجربة برنامج إلكتروني جديد من شركة «بوسيت ساينس كورب» Posit Science Corp. في سان فرانسيسكو، يساعد على منع حدوث بعض اعراض الشيخوخة والقضاء عليها، مثل فقدان الذاكرة، وضعف النظر والسمع، وضعف المقدرة على السيطرة.

وقضت موسكوفين وعدد آخر من سكان مجمع بريدج بوينت في سان فرانسيسكو ساعة يوميا طوال الاسابيع الثلاثة الماضية تستخدم بعض العاب الكومبيوتر المستخدمة لتقوية وتنشيط الذاكرة والسمع، وقد طبقت ثلث برنامج التدريب الصحي للدماغ الذي يصل مداه الى 40 ساعة، ويجرى كل 8 اسابيع. وقد بدأت تشعر بفرق ملموس، وتقول موسكوفين التي تتحدث الروسية والانجليزية «انا مهتمة بتعلم الاسبانية، وقد لاحظت انه عندما اسأل واحدا من العاملين في الرعاية الاجتماعية الذين يتحدثون الاسبانية عن معنى كلمة، اتذكرها بطريقة افضل من ذي قبل». ويعلم معظم الناس ان مبدأ «استخدمه او افقده»، (الذي ينطبق على العضلات مثلا) ينطبق على المرونة الذهنية كما ينطبق على اللياقة البدنية، غير ان مؤسسة «بوسيت ساينس» تقول ان برنامج تدريب الدماغ يتبنى منطلقا اكثر صرامة ولكنه مدعوم بأبحاث علمية.

وقد قضى واحد من مؤسسي الشركة والمدير العلمي المسؤول مايكل مرسزنيتش وهو بروفسور علم الاعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، اكثر من 30 سنة يدرس مرونة الدماغ.

* مرونة الدماغ

* واوضح مرسزنيتش في عرض قدمه امام المؤتمر القومي للشيخوخة في الشهر الماضي ان «الدماغ يستحق التدريب على اللياقة مثل الجسد، ويحتاج الدماغ الي وسائل تحد تعليمية حساسة ومكررة وتحتاج الى جهد»، وقد اسس علماء «بوسيت» تدريبات لتنشيط وظائف معينة في الدماغ، ثم حول مصممو الالعاب الإلكترونية تلك التدريبات الى العاب كومبيوتر مع «مدربين كارتون» لتقديم النصائح و«جوائز» عندما يستكمل اللاعبون المهام.

وذكرت الشركة ان واحدة من اهم النقاط لتنشيط الدماغ هي تزايد صعوبة الممارسات مع تقدم اللاعبين بحيث يواجهون دائما تحديات جديدة. وقال جيف زيمان المدير التنفيذي وواحد من المؤسسين «عندما نكبر، تبدأ الاشياء في التباطؤ، حيث يقل الاعتماد على حواسنا، وتقل عملية الاستيعاب». وكانت شركة بوسيت قد بدأت نشاطها قبل 18 شهرا، ولكنها اصبح لديها حتى الان 53 براءة اختراع، كلها تقريبا من ابداعات مرسزنيتش. وقد حصلت بوسيت على ترخيص لمعظم هذه الاختراعات من ساينتفيك ليرنينغ وهي شركة في اوكلاند اسسها مرسزنيتش عام 1996، وهي متخصصة في اختراع برامج كومبيوتر لتعليم اللغات وتطوير مهارات القراءة لتلاميذ المدارس. والبرنامج ليس جاهزا للتسويق بعد، وتأمل بوسيت في اصدار اول نموذج، وهو يركز على السمع، في نهاية العام، وستتعلق باقي النماذج حل المشاكل والمهام المتعددة والسيطرة والتوازن والحركة.

وسيتراوح سعر البرنامج من 50 الى الف دولار فأقل، اعتمادا على مدى مستوى البرنامج وغيره من العوامل. ويتوقع زيمرمان ان تشتري مراكز اقامة كبار السن وغيرها من التسهيلات رخصا لاقامة مراكز لياقة ادراكية.

ولا تدعي الشركة اية ادعاءات طبية تتعلق بالبرنامج، وبدلا من ذلك تروج له كوسيلة للشيخوخة الصحية، وتقول ان الاختبارات التي اجرتها على مجموعة من المشتركين تشير الى ان ذاكرتهم تحسنت الى ما كانت عليه قبل 10 سنوات.

* تحديات ضد الشيخوخة

* وقد شارك بوب زوريتش البالغ من العمر 75 سنة ورئيس مجلس بريدج بوينت في اختبار البرنامج، واوضح انه بالرغم من شكل البرنامج الذي يشبه العاب الكومبيوتر، فإنه يتطلب جهدا كبيرا ولكنه لاحظ انه استفاد. ويشير تشالرز ديكارلي بروفسور علم الاعصاب في مدرسة دافيز الطبية في جامعة كاليفورنيا ومدير مركز امراض الزهايمر، ان مركزه يجري اختبارا على برامج بوسيت على 40 مريضا يعانون من الاعاقة الاداركية، ويستخدم 20 منهم البرنامج، اما المجموعة الباقية فتقضي نفس الوقت في اعمال على الكومبيوتر من اختيارهم، ويجري فحص المرضى واجراء اختبارات عصبية نفسية بعد فترة الاختبار التي تستمر 6 اسابيع. واوضح ديكارلي «هذه واحدة من الاشياء القليلة التي اعتقد انها قائمة على معلومات بيولوجية في غاية القوة»، وفي الوقت الذي يقول فيه ديكارلي ان من السابق لاونه تقييم ما اذا كان البرنامج يعمل كما هو مقترح، ولكنه يقدر الجوهر العلمي والاختبارات التي اجريت عليه.

وتشير ايفيت كيلي البالغة من العمر 76 سنة انها تستمع بالتدريبات العقلية الذي يوفرها البرنامج، وقد اعتادت كيلي وهي مدرسة متقاعدة وناظرة مدرسة على محاولات التفوق، وتحافظ على تفكيرها ناشطا بممارسة البريدج ولعبة ماه جونغ وحل الكلمات المتقاطعة، الا انها اوضحت «هذا اكثر تنشيطا، واتطلع الى زيادة نتائجي، ويبدو الامر كأني في مدرسة تريد ان تحقق اعلى النتائج».