جوازات السفر الإلكترونية تواجه مشاكل

93 % من مديري السفر والسياحة ونشطاء الدفاع عن الخصوصية يعارضونها

TT

تجابه خطط الحكومة الاميركية باصدار جوازات سفر تحتوي على رقيقة تعرف بهوية حامليها بإشارات لاسلكية ترسلها، من بعد، الى ضباط الحدود، مقاومة من قبل عدد كبير من مؤسسات السفر والسياحة، وكذلك من نشطاء مجموعات حماية الخصوصية الفردية.

وتصمم الرقائق المزروعة داخل جواز السفر بشكل مشابه للرقائق المزروعة في بعض هويات تعريف العاملين التي يمكن لجهاز قارئ التعرف على محتوياتها للتدقيق في الهوية. ويقول مسؤولو وزارة الخارجية ان هذه التقنيات التي تعرف باسم تقنيات «التعرف على الهوية بالموجات الراديوية» ستسمح لأي موظف في الجمارك عملية تسهيل مرور ركاب الطائرات والسفن والحافلات عند نقاط الحدود.

الا ان مؤسسات السفر ومجموعات الدفاع عن الخصوصية تتخوف من احتمال رصد اللصوص أو الارهابيين للمواطنين الاميركيين في اي موقع في العالم سواء في الطائرات او السفن أو السيارات او في الشوارع، وتمييزهم عن أي سائح آخر.

ووفقا لأحدث استطلاع إلكتروني قال 93 في المائة من ممثلي قطاع السفر التنفيذيين المشتركين في «رابطة التنفيذين في شركات السفر» بانهم ضد استخدام هذه التقنيات. وتضم هذه الرابطة مديري وكالات السفر وخطوط الطيران والفنادق.

* خصوصيات فردية

* وسوف تصدر اولى الجوازات للدبلوماسيين في أغسطس (آب) المقبل ثم يتوسع الاصدار للمواطنين بعد ذلك. وتقول وزارة الخارجية ان الرقيقة جزء من حملة عالمية لمكافحة الاحتيال ومنع تزوير الجوازات. وستحتوي كل رقيقة على تسجيل رقمي إلكتروني لكل البيانات عن صاحب الجواز وصورته المعززة بتقنيات التعرف على وجهه. وفي حال تغيرت محتويات الجواز فان موظفي الحدود سيرصدون الاختلاف بينه وبين الرقيقة.

الا ان مجموعات تمثل خدمات الأسفار والرحلات اضافة الى مجموعات الدفاع عن الخصوصية الفردية، تؤكد ان الرقيقة سوف تزيد الامور سوءا بدلا من تحسينها. وبما ان كل رقيقة مزودة بهوائي صغير جدا يرسل موجاته منها الى جهاز قارئ للتعرف عليها، فإن أي لص أو إرهابي يستطيع حمل جهاز قارئ لهذه الرقيقة للتعرف فيما اذا كان الشخص يحمل جواز سفر اميركيا. أي انه سيتعرف على الاميركيين من دون سواهم بين جموع السياح من جنسيات مختلفة في شارع أو في موقع سياحي في العال م! ويمكن شراء أي جهاز قراءة مثل هذا بأثمان تتراوح بين 500 دولار وعدة آلاف من الدولارات. ويقول باري شتينهاردت مدير برنامج «التقنيات والحرية» في «اتحاد الحريات المدنية» الاميركية «افترض انك تتمشى في بيروت ويمكن ان يكون احد الافراد المجاورين شخصا منظمة «القاعدة» وهو يستطيع تمييزك عن أي مواطن سويدي مثلا يسير جنبك.

الا ان مسؤولي وزارة الخارجية يؤكدون انه لا يمكن قراءة محتويات الرقيقة عبر الهوائي الا على مبعدة يسيرة من الجواز هي اربع بوصات (10 سنتمترات)، ولذا فمن الصعب على الارهابيين التعرف على الاميركيين.

وطلبت الوزارة من المعهد القومي للمقاييس والتقنية اختبار الرقائق ومدى تأثيرها على خصوصية الافراد وبالضبط احتمال التسلل الإلكتروني نحو البيانات الشخصية داخلها والوصول الى هوية حامليها. الا ان منتقدي التقنيات الجديدة يؤكدون انها لم تختبر بما فيه الكفاية لتأمين سلامة الاميركيين ولهذا ستظل موضع الشكوك والمخاوف.

* خدمة واشنطن بوست:

خاص بـ«الشرق الأوسط»