بقعة من الـ«واي فاي» في قلب بيروت

في مقهى أميركي بشارع الحمراء بين غابة من الأسلاك والكابلات

TT

تستوقف عابر شارع الحمراء في غرب بيروت غابة من الاسلاك والكابلات المنتشرة على الاعمدة الكهربائية، تثبت بما لا يقبل النقاش ان وسائط الاتصال المختلفة قد لا تكون متوفرة في لبنان وغيره من الدول المجاورة، سوى من خلال هذا النسيج العنكبوتي، الذي يمعن في تشويه البيئة وتعطيل التقدم التقني، لا سيما على صعيد الانترنت.

ثمة ثورة اليوم تحرر المستخدم من أسر هذه الاسلاك، وتتيح له الاتصال بشبكة الانترنت من خلال تقنية «الشبكة الموضعية اللاسلكية» Network Wireless Local Area والمعروفة اختصاراً بـ«واي فاي».

هذه التقنية التي باتت تطبع بعض المدن، تؤمن عصراً انترنتياً جديداً يُعتق المستخدم من القيود التقنية، ويسمح له بنقر فأرته مراراً وتكراراً، متنقلاً من موقع الكتروني الى آخر في سرعة موصوفة تصل الى 54 ميغابت في الثانية، بفارق واضح من الاتصال بواسطة الهاتف او الكابل.

وفيما يحصر الاتصال بشبكة «واي فاي»، شرط تزويد كومبيوتر المستخدم ببطاقة مخصصة لهذا الامر، فإن جيل الاجهزة المحمولة الجديد مهيأ لها. والـ«واي فاي» التي تستخدم موجات الراديو لتبادل المعلومات في مدى قد يصل الى 45 متراً، باتت من ضمن الخدمات التي توفرها المطاعم والمقاهي ذات الطابع الاميركي.

وفي بيروت، اصبح من الممكن ان يحتسي اي كان قهوته الصباحية ويتصفح المواقع الالكترونية ويقرأ صحف العالم على ايقاع انغام اميركية، فقد امتدت سلسلة مقاهي «ستار باكس» في نسختها البيروتية الى خط «واي فاي»، وادرجت هذه الخدمة الفريدة على لائحة خدماتها، وهذه الوسيلة ما زالت في بداياتها، متواضعة الانتشار في لبنان مقارنة بدول الخليج العربي (دبي والكويت)، الا انها باتت في عداد الضروريات عند البعض لدى شرائهم الكومبيوتر المحمول.

وتزخر المواقع الالكترونية المتخصصة بالاشارات الى نقاط «واي فاي» للدلالة على انتشار هذه التقنية وازدياد المستفيدين من خدماتها الدقيقة والسريعة.

واذا كانت غابات الاسلاك عنوان الولوج الى شبكة الانترنت في لبنان، فيما اختراقات الواي فاي محدودة، فان عصر هذه التقنية بات سمة بعض المدن «النظيفة سلكياً» في بقاع مختلفة من الارض. والدراسات تبشر باختراق واسع لها لا ينحصر في الانظمة السمعية والبصرية والكومبيوتر والهاتف المحمول، بل يتوقع ربطها باجهزة كهربائية اخرى، كالثلاجات والغسالات وغيرها من الادوات المنزلية ليصبح تشغيلها ممكناً بواسطة الهاتف او الكومبيوتر.