صل نفسك بالعالم أينما رحلت أو حللت

أساليب اتصال فعالة بالإنترنت السلكي واللاسلكي والشبكات الخليوية وعبر مقاهي الإنترنت

TT

هل قررت السفر الى الخارج؟ قبل ان تنطلق اقرأ ما يقوله الخبراء لكي تبقى على اتصال من اي مكان في العالم انت موجود فيه.

السفر الى الخارج في رحلة عمل قد يكون مهمة شاقة، بينما السفر للترويح عن النفس هو تجربة غنية، لكن قضاء الوقت هناك بعيدا هو مصدر ازعاج كبير لدى التفكير في كيفية البقاء على اتصال مع الاخرين، فقد يتوقع رئيسك في العمل ان توافيه بانتظام بآخر تطورات مهمتك في حين ترغب عائلتك بمعرفة وصولك الى وجهتك بسلام. لكن حالما تخرج من الطائرة فقد يرفض هاتفك الجوال استئناف عمله اوتوماتيكيا، وقد لا تستطيع ايضا وصل كومبيوترك الحضني الى مقبس الجدار لاعادة شحنه. وفضلا عن ذلك، قد لا يجري ارسالك الى الخارج مرة أخرى اذا ما حاولت ان تقدم فاتورة فندق كبيرة عن تكاليف اتصالك بواسطة نظام واي ـ فاي للاتصالات اللاسلكية مع الانترنت.

خيارات جديدة لكن من حسن الحظ ان ثمة اساليب تمكنك من الاتصال بالشبكة وبمكتبك، أو منزلك وتجعله أمرا اكثر سهولة، وربما اقل كلفة.

لم يكن امامك للاتصال بالشبكة، حتى قبل سنوات قليلة، الا خيار واحد وهو الاتصال برقم معين، كما يقول ريكي بيلوديو المدير الاقدم في شركة لتسويق قنوات الاتصال لنظام «اي باس» iPass وهو النظام الذي انشئ لتسهيل مهمة الاتصالات من الطرق والشوارع وتمكين المسافرين من رجال الاعمال طلب رقم هاتفي محلي، لدخول الشبكة بدلا من الاتصال بنقطة خدمات في الولايات المتحدة وتحمل كلفة الاتصالات الدولية.

ان شركات مثل «اي باس» و«غو ريموت» قد تقدمت كثيرا لتشمل خدماتها الاتصال بالانترنت بالنطاق العريض و«واي ـ فاي». وكلا الشركتان تركزان بشكل رئيسي على اعمال الشركات بحيث ان اي مشروع من مشاريع تلك الشركات قد يتطلب توفير خدمات هاتين الشركتين لعدد كبير من موظفيها المسافرين.

وقبل توجه هؤلاء المسافرين الى وجهاتهم بامكانهم الاستعانة بقاعدة المعلومات التي تؤمنها الشبكة لمعرفة اي الفنادق التي هي جزء من الشبكة، ومن هي القادرة على تأمين خدمة الاتصال بالنطاق العريض.

وعادة يجري تقييم الفاتورة التي ستدفعها الشركات مقابل استخدامها خدمة «اي باس» على اساس 14 سنتا للدقيقة الواحدة التي هي ارخص بكثير من رغبة اي مسافر عادي يود ان يسدد كلفة الاتصال مباشرة الى مزود الخدمة. ومن الخدمات الاساسية التي تؤمنها «اي باس» و«غو ريموت» ايضا هي المزايا الامنية التي قد لا تهم احيانا المستخدم كثيرا، لكنها تهم الشركات، خاصة اذا ما تلوثت الكومبيوترات الحضنية بفيروس أو دودة ما، كما يقول بيلوديو. ان البرمجيات الخاصة التي تركب في اجهزة المسافرين الحضنية تقوم بتشغيل نظامي «فاير وول» و «في بي ان» الآمنين مباشرة من شبكة الشركة لتأمين الاتصالات السلكية واللاسلكية.

الفائدة الاخرى من هذه الخدمات انها تؤمن نقطة واحدة للوصل والتشبيك للدخول الى الشبكة من اي مكان في العالم مما يجعل مهمة المسافرين اكثر فائدة، موفرين في الوقت ذاته من الاتصالات والمكالمات الباهظة الكلفة بمكاتب النجدة والمساعدة في الشركة. اتصال لاسلكي أما اذا رغبت ان تفعل ذلك بمفردك، اذا رفضت شركتك استخدام خدمات «اي باس» و«غو ريموت»، ومحاولة العثور على خيارات أخرى بعيدة للاتصال بالنطاق العريض، فما عليك سوى استخدام خدمة «واي ـ فاي» المناسبة جدا مقابل خدمة النطاق السلكي العريض، ولكن بمقابل ثمن «تدفعه» ربما من المشاكل والمصاعب. وهذا يعني انك قادر على الجلوس في اي مكان من غرفتك للعمل. ثم ان معظم الفنادق التي تقدم خدمة واي ـ فاي في الغرف تقدمها ايضا في بهوها، لذلك ما عليك سوى ان تتيقن من ذلك قبل ساعتين من سفرك من امكانية ذلك.

لقد انشأت شركات مثل «بيونغو» «مواقع ساخنة» Hot spots للاتصالات اللاسلكية في جميع انحاء العالم موفرة لمستخدميها بلوغ اي من هذه المناطق في شبكتها. وبالنسبة الى الاشخاص الكثيري السفر فان مبلغا مثل 22 دولارا شهريا يتيح الاستخدام غير المحدود لشبكتها، كما يمكن للمستخدمين الحصول على اذن يومي لاستخدام الشبكة مقابل عشرة دولارات يوميا.

ورغم ان العديد من مؤسسي المواقع الساخنة في العالم، أو مشغليها قد يتفاخرون بأنهم يملكون عشرات الالآف من هذه المواقع الساخنة في العالم، قد تجد انهم لا يملكون سوى موقع واحد، أو موقعين في المدينة التي سافرت اليها، فضلا عن انه اذا كنت لا تسافر كثيرا لتبرير حصولك على اشتراك شهري، فان من الافضل ان تكتفي بالموقع الساخن الذي يوفره فندقك.

لكن هذا يأتي ايضا مع الكثير من الازعاج والمضايقات لكون الاتصالات في البلدان الواقعة خارج الولايات المتحدة هي أغلى بكثير من داخلها. واذا ما انتهيت في فندق ذي اسعار اتصالات عالية فما عليك الا النظر في خيارات أخرى. ان مشغلي المناطق الساخنة في العالم كله يوفرون مثل هذه الخدمة في المقاهي ايضا، ولكن بأسعار خيالية كالفنادق تماما. ثم ان هناك مناطق ساخنة أقل خارج الولايات المتحدة من داخلها مثل تلك التي تؤمنها «جي واير» و«واي فاي فري سبوت» التي من المفيد التحري عنها مقدما. واحدة مميزة تستخدم عالميا.

مقاهي الانترنت واذا كنت تملك ميزانية محدودة فان مقاهي الانترنت هي المكان الشائع حاليا في العالم حتى في الاماكن النائية، ففي دبلن عاصمة ايرلندا، بإمكان المسافرين جلب كومبيوتراتهم الحضنية الى مقاهي الانترنت وقبسها مباشرة الى الشبكة بكلفة لا تتعدى 2 يورو (2.5 دولار) في الساعة. كذلك فان المناطق المجاورة للجامعات هي المكان المناسب في العالم للعثور على مقاهي انترنت رخيصة لكن يتوجب عليك التأكد من انك لا تستطيع تشغيل نظام «في بي ان» وانظمة الامان الاخرى في مثل هذه الاماكن.

ومن المعلوم ان معظم الطرز الحديثة من الكومبيوترات الحضنية صممت لكي تستوعب كلا النوعين من فرق الجهد الكهربائي الذي تعمل عليه الاجهزة الكهربائية في مختلف مناطق العالم (الفولتية). فجميع الكومبيوترات الحضنية من طراز «اتش بي» التي صممت منذ عام 1990 على سبيل المثال صنعت حسب هذا الاسلوب مما يعني الاستغناء عن المحول الكهربائي.. فقط مهيئ خاص لادخال المقبس في الجدار. الهاتف الخليوي وعليك ان تتزود في سفرتك بمقابس لشحن الاجهزة الالكترونية الاخرى مثل جهاز التشغيل الموسيقي والهاتف الجوال من دون أن نذكر السلع الكهربائية الاخرى مثل مجففات الشعر. ان استخدام الهاتف الجوال هو اسلوب رائع للبقاء على اتصال مع الاخرين، لكن معرفة كيفية استخدامه عالميا هو أمر معقد بعض الشيء. وهناك عدة خيارات لاستخدام الجوال في الخارج، بما في ذلك شراء أو استئجار جهاز دولي. ففي كلا الحالتين عليك التأكد من أن هاتفك قادر على العمل بشكل مناسب في ظروف الشبكة ونطاق التردد اللاسلكي في البلد المضيف.

ان معظم البلدان حول العالم تملك شبكات خليوية تعتمد على نظام «جي اس ام». وتستخدم الشركات الاميركية للهاتف الجوال وشركة «تي ـ موبايل» وشركة «سنغيولار» شبكة «جي اس ام» ايضا، في حين تستخدم «سبرنت» و«بي سي اس» و«فيريزون وايرليس» على الصعيد الاخر نظام «سي دي ام ايه» العادي الذي أوجدته شركة «كوالكوم». وتستخدم بعض الاقطار في أميركا اللاتينية وآسيا، بما في ذلك هونغ كونغ والهند، النظام الاخير. غير أن معظم الاقطار التي تملك هذا النظام تملك ايضا شبكات «جي اس ام»، من هنا فان الاخير هو الافضل لدى السفر الى الخارج. لكن هناك ايضا معضلة أخرى وهي ان بعض البلدان المختلفة تشغل شبكات خليوية بنطاقات مختلفة من التردد مما يعني ان على جهازك العمل ايضا في موجة قادر على التعامل معها. ان العديد من اقطار اميركا اللاتينية تستخدم موجات كالتي تشغلها الشركات الاميركية مما يعني ان بعض المسافرين قد يجدون أن أجهزتهم العادية كافية جدا للايفاء بالغرض، لكن تستخدم في أوروبا واسيا عموما موجات مختلفة مما يعني انك بحاجة الى هاتف خاص.

ان معظم مشغلي الهواتف الجوالة في الولايات المتحدة يبيعون اجهزة عالمية يمكن استخدامها في الكثير من المناطق وليس جميعها. كما ان بعض الاجهزة العالمية من الهواتف تعمل على كلتا الشبكتين: «سي دي ام ايه» و«جي اس ام» والموجات المختلفة الاخرى. وهذا يتطلب دفع رسم اضافي لذلك. اما بعض الهواتف الاخرى فانها تعمل على شبكة «جي اس ام» فقط وعلى موجات مختلفة ايضا.

يبقى القول ان ما من شبكة عالمية للاتصالات الخليوية تعمل في كل مكان من العالم لكون اليابان مثلا تستخدم نظاما مختلفا تماما عن سائر انحاء العالم مما يعني ان عليك الحصول على هاتف معين قبل توجهك اليها، وهذا يعني ايضا عدم قدرتك على الاحتفاظ برقم هاتفك الاصلي الذي يعرفه معارفك واصدقاؤك. بيد ان شركة «سيل هاير» تقدم حاليا خدمة تتيح لك تحويل مكالماتك على هاتفك الاصلي في الارسال والاستقبال الى الجهاز الذي استأجرته شرط ان تسدد ثمن المكالمات التي تستقبلها ايضا. يبقى ايضا الاشارة الى امكانية اضافة شريحة صغيرة (سيم) في البلد المضيف الى هاتفك الـ «جي اس ام» بكلفة متدنية في حال عجزه عن التواصل مع شبكتها المحلية لتمكنك من اجراء الاتصالات على رقمك العادي.