التلفزيون الرقمي يهزم التقليدي نهاية العام المقبل

تشريعات أميركية لالغاء البث التلفزيوني التناظري وتحرير تردداته لأعمال الطوارئ

TT

يستعد المشرعون الاميركيون لإصدار تشريع جديد يرغم جميع اصحاب اجهزة التلفزيون المستخدمة في الولايات المتحدة، التحول لاستقبال اشارات البث التلفزيوني الرقمي في نهاية عام 2008، وذلك في محاولة لتحرير ترددات الموجات في نطاق الطيف التناظري بغية استخدامها في مجالات اخرى كخدمات النطاق العريض للاتصال بالانترنت، والاتصالات في حالات الطوارئ والاغاثة والاسعاف.

ان العالم الرقمي هو اكثر الامور شعبية في واشنطن، لكن بعض الاسئلة التي لم تجر الاجابة عنها، قد تبقي السياسيين يتجادلون لاشهر عديدة، وربما استمر ذلك الى العام المقبل.

من بين هذه الاسئلة هل سيعطى اصحاب المنازل الذين لا يملكون سوى تلفزيزنات تناظرية عادية (التلفزيونات التقليدية) اجهزة محولات رقمية او ما يسمى بـ «العلب»؟ ومن سيتحمل كلفتها؟ وكم هي عدد البيوت في اي حال، التي ما زالت تعتمد فقط على البث التلفزيوني هذا؟

تحول حاسم < في هذا الصدد يصف السناتور جون ماكين ممثل ولاية أريزونا هذا التحول المقترح انه أهم قضية سيواجهها الكونغرس التاسع بعد المائة للولايات المتحدة. وأشار الى ان التفجيرات التي شهدتها لندن بداية الشهر الحالي، أكدت الحاجة الى مثل هذا الطيف، أو المجال من الترددات اللاسلكية، لافتا النظر الى انه توجب على اسكوتلاند يارد ان تستعير بعض الطيف من خدمات أخرى لمواجهة احتياجاتها.

وبموجب القوانين الحالية يتوجب على التلفزيون التناظري ان يتوقف عن البث في 31 ديسمبر2006، أو عندما تستطيع 85% من المنازل تسلم الاشارات الرقمية، وفقا لما سيأتي أولا. وفي الشهر الماضي اقترحت لجنة الاتصالات الاتحادية الانتقال الى مارس 2006 كتاريخ يتوجب عنده ان تحتوي جميع التلفزيونات المزودة بشاشات قياس 25 الى 36 بوصة على موالفات (اجهزة توافق وتآلف) رقمية، اذ يتوجب على جميع التلفزيونات وأجهزة تسجيل الفيديو ومشغلات دي في دي استيعاب هذه التقنية بحلول عام 2007. وفي هذا الصدد اقترح السناتور تيد ستيفنس ممثل ولاية الاسكا ورئيس لجنة التجارة والعلوم والنقل ان يقوم الكونغرس بتحديد تاريخ نهائي آخر يصبح بعده من غير الشرعي بيع التلفزيونات التناظرية في الولايات المتحدة.

تكاليف التحول < ان التحول الى التلفزيونات الرقمية من شأنه أن يؤثر على الاشخاص المحدودي الدخل الذين يعتمدون كليا على البث التلفزيوني التناظري الذي يجري استقباله عبر الهوائي العادي. ويتوجب على مثل هؤلاء شراء اجهزة تلفزيونية مجهزة بموالفات رقمية، أو بعلب تحويل رقمية الى تناظرية تكلف نحو 50 دولارا للعلبة الواحدة، توضع فوق اجهزتهم التلفزيونية التناظرية.

ويحتاج نحو 12% من الاجهزة التلفزيونية الرئيسية في البلاد و14% من التلفزيونات الاخرى التي تكون موجودة في المنازل ايضا، الى علب تحويل، كما يقول غاري شابيرو رئيس جمعية المستهلكين للاجهزة الالكترونية الذي يمثل اغلبية الشركات الاميركية الصانعة للمعدات الالكترونية. ولاحظ شابيرو ان مبيعات التلفزيونات الرقمية أخذت تسجل أرقاما قياسية في ربع كل سنة. وأشار الى أن جمعيته تتوقع ان تمتلك 86% من المنازل الاميركية موالفات رقمية في نهاية الموعد المحدد.

والمعلوم أن جميع التلفزيونات بحاجة الى علب تحويل. فزبائن خدمة «دايريك تي في ساتيلايت» يمتلكون مثل هذه المحولات التي تتضمنها خدماتهم الشهرية، أما مستخدو الكابلات من الزبائن فلا يمكنهم أن يتوقعوا اي صعوبات أو مشاكل في الخدمة على حد قول شركات الكابل، اذا ما أتيح لفنييها استخدام أسلوب يدعى "التحويل نزولا" الذي تقوم شركات الكابل بموجبه باعادة هندسة اشاراتها ابتداء من المصدر أو من الطرف الاعلى بحيث أن التحويل الى الاشارات التناظرية يحدث عبر اسلاك الكابل من دون الحاجة الى علبة تحويل.

وفي هذا الصدد يقول كايل ماكسلارو رئيس الجمعية الوطنية للكابلات والاتصالات ومديرها التنفيذي «وفروا لنا المرونة الكافية للتحويل بهذا الاسلوب لتزول الحاجة الى عملية التحويل بواسطة العلب». لكن محطات التلفزيون لا تعجبها الفكرة، اي "التحويل نزولا"، خشية استغلالها من قبل شركات الكابلات لتخفيض نوعية الاقنية المحلية أو اسقاط بعض الاقنية من البث كليا. فهي ترغب أن يرغم الكونغرس شركات الكابل على بث اقنيتها جميعا، وليس التناظرية فحسب، التي تشترط عليها القوانين الحالية.

وتجادل شركات الكابل بالمقابل أن تلبية مطالب محطات البث التلفزيوني من شأنه اشغال مساحات واسعة في تردداتها اللاسلكية التي يمكن استخدامها في استضافة تقنيات أخرى مثل الوصلات العالية السرعة، أو الاتصالات الصوتية عبرا الانترنت.

ترددات الطوارئ < ومن ناحية اخرى، قامت الهيئات المختلفة باستطلاع منافع تحرير نطاق الطيف التناظري لمصلحة موظفي الاغاثة والطوارئ وتقنية النطاق العريض الجديد. وعلى ذلك يعلق هارلن ماكاوين الرئيس السابق للجنة الاتصالات والتقنيات في جمعية رؤساء الشرطة أن الوصول الى الطيف التناظري كان مهما جدا للتخفيف عن الازدحام في الترددات التي يستخدمها عادة اوائل المستجيبين الى نداءات الاستغاثة.

وقد تطلع آخرون الى استخدام الطيف التناظري لتأمين اتصالات لاسلكية بالنطاق العريض لكون الاشارات على ذبذبة 700 ميغاهرتز يمكنها من قطع مسافة أبعد وبخط مستقيم. "اذ يمكنك ان تخرج الى الارياف لتشيد شبكة بالنطاق العريض بثلث كلفة نطاق البث التلفزيوني" على حد قول كالابريس من مؤسسة "نيو أميركا فونديشن.

وكانت السناتورة أوليمبيا سنو ممثلة ولاية ماين أعلنت فيه عن تقديمها مشروع قانون بعنوان «مساعدة التحول الى البث الرقمي التلفزيوني المنخفض القوة» الذي سيركز على منح المحطات التلفزيونية للبث التناظري المنخفضة القوة، وقتا أطول للتحول، مع منح مالية لتسهيل الكلفة الكبيرة.

أما في مجلس النواب فقد تعهد النائب جو بارتون ممثل ولاية تكساس في بيان له بالعمل مع مجلس الشيوخ للخروج بتشريع هذا العام «لان تحديد موعد ثابت من شأنه الضمان ان تقوم الشرطة وفرق اطفاء الحرائق بتلبية احتياجاتها الاساسية في مجال الاتصالات، وأن يتلقى المستهلك أيضا مقابل ذلك جميع منافع الجيل المقبل من خدمات النطاق العريض في الاتصالات الاسلكية.