كاميرات فيديو صغيرة عالية الوضوح تتواصل مع أجهزة التلفزيون

تتفوق على الأنواع الأخرى وتتمتع بتصاميم جذابة ويمكن تشغيلها وإدارة أزرارها بيد واحدة

TT

عندما يتعلق الامر بالتلفزيون العالي الوضوح، يمكن تقسيم العالم الى ثلاثة معسكرات: المعسكر (أ)، يعتقد أن التلفزيون العالي الوضوح هو أهم اختراع منذ الميكروويف، وهو يحسب بالساعات الفترة التي تتحول فيها البلاد بالكامل الى التلفزيون العالي الوضوح. ثم هناك المعسكر (ب)، الذي يعتقد بأن التلفزيون العالي الوضوح هو أداة كبيرة لمؤامرة صناعية حكومية لحلب المواطن من أمواله، بالمليارات. والمعسكر (ج)، يرغب بقيام جهة معينة تشرح له ما هو التلفزيون العالي الوضوح.

لا توجد مشكلة هنا، فالتلفزيون العالي الوضوح High Defenition TV، أو HDTV هو صيغة من التلفزيون بعروض مرئية محسنة، وهذا هو الجديد بالنسبة الى المعسكر الاخير. والصورة عريضة مثل شاشات السينما، وحادة أيضا بحيث يمكنك عد الحبوب التي هي على وجه الممثل. وبالنسبة الى الكثيرين، فإن نظرة واحدة على الصورة الواضحة الأخاذة ذات التقاسيم الواقعية هي كافية لنقل هذا المعسكر الى المعسكر (أ).

المشكلة طبعا هي أن التحول الى هذا التلفزيون ينطوي على شراء أجهزة تلفزيون جديدة، وآلات كاسيت لتسجيل الفيديو مع كاميراتها، واجهزة لتشغيل أقراص «دي في دي».

كاميرا جديدة < في ابريل (نيسان) الماضي أعلنت شركة «سوني» عن رغبتها في المساعدة لحل هذه المشكلة عن طريق اطلاق كاميرا فيديو لشبه المحترفين من طراز «اتش دي آر ـ اف اكس1» HDR-FX1 (3300 دولار)، ذات الصور الواضحة والدقيقة التي أعجبت شركات الانتاج ومحطات التلفزيون.

لكن من سوء الحظ كانت كاميرا «اف اكس1» هذه من الضخامة والكبر بحيث يصعب استخدامها في الحياة اليومية العادية.

المطلوب في الواقع كاميرا عالية التحديد بحجم وشكل معقولين بسعر الكاميرا العادية، فهل هذا ممكن؟، نعم.. فكاميرا «سوني» الجديدة «اتش دي آر ـ اتش سي 1» HDR-HCI، هي الاصغر في العالم والاقل سعرا بين الكاميرات العالية الوضوح. فهي بحجم 7.4X2.8X3.7 بوصة، يبلغ حجمها ثلث حجم الطراز السابق العالي الوضوح، ومن الصغر بحيث يمكن القبول بها ككاميرا رقمية عادية، وهي بسعرها على الشبكة البالغ 1750 دولارا هي بنصف سعر كاميرا «اف اكس1». كما لو أن السعر والحجم وحدهما لا يكفيان لجعل الكاميرا هذه شيئا مميزا عن الكاميرات الاخرى، فإليكم اذن المزايا الاخرى الاضافية.

قبل كل شيء هي مصممة بشكل جميل جدا بحيث تعلن عن فروقاتها واختلافاتها عن الكاميرات الاخرى بشكل صامت، وتتسم بذوق رفيع عن طريق جسمها الرشيق الاسود اللماع. وهي الكاميرا الاولى ذات الوضوح العالي التي يمكن تشغيلها بواسطة يد واحدة، فقد وضعت «سوني» بحصافة جميع ازرار التشغيل في المكان المناسب الذي تتوقعه.

أما اللوازم الضرورية الاخرى، مثل الـ «فاير واير» وفتحات «يو اس بي» ومنافذ الفيديو الاخرى، فقد وضعت ايضا بشكل مناسب على طول خط مرتب على طول الحافة السفلية اليسرى مخفية تحت بوابة واقية. أما برميل العدسات، فقد زينت بحلقة زوم يدوية للتقريب والتبعيد، التي هي من النوادر في الكاميرات الاستهلاكية، والتي تجعل من الممكن التقاط صور ومشاهد لا يمكن الحصول عليها بالاساليب الاخرى.

ان زمن التحول هذا يتطلب كاميرات فيديو متحولة ايضا الى الافضل مثل كاميرا «اتش سي آي»، والكاميرات الاكبر التي سبقتها التي تؤمن جميع أنواع المرونة. ومثال على ذلك كاميرات «اتش دي في» HDV، التي تعني أنها تستطيع تسجيل جميع الصور والمشاهد بشكل عالي الوضوح في اشرطة «ميني» صغيرة الحجم، التي يمكن العثور عليها في المحلات المختلفة مقابل خمسة دولارات للشريط الواحد.

ولجعل الامور اكثر سهولة ومرونة بإمكان الكاميرا الفيديوية هذه التسجيل حسب النمط العالي الوضوح، أو النمط العادي القياسي. وكمزية اخرى نهائية، بإمكان كاميرا «اتش سي 1» عرض كل من التسجيلين: العادي أو العالي الوضوح، سواء في التلفزيون العادي، أو في التلفزيون العالي الوضوح. فإذا كنت تملك جهازا عالي الوضوح فإنك سترى اشياء اضافية أخرى مثل الصور الاخاذة في صيغة تدعى 1080i مثلا العالية الوضوح، كما أن شريط الفيديو سيكون واضحا وحاد المعالم.

والكاميرا هذه مجهزة تماما بالمميزات الاضافية ايضا التي هي من معالم «سوني»، مثل الاشارة الى «الدقائق المتبقية» بالنسبة الى البطارية مثلا، وصيغة «الرؤية في الليل» التي تمكنك من التسجيل في الظلام الدامس تماما.

تصميم احترافي < أما بالنسبة الى الصور الساكنة بقدرة 2.8 ميغابيكسل، فهي الافضل من اغلبية الكاميرات الفيديوية الاخرى، وان كانت لا تجاري الكاميرات الرقمية الخاصة. كما أن كاميرات «اتش سي 1» ورثت أيضا نسخة مصغرة من مزية كاميرا «اف اكس 1»، التي تمكن من حفظ وضعين للزوم، وأوضاع للتركيز والتعريض التي تعتقد أنها البداية والنهاية. وبذلك يمكن بلمسة زر جعل الكاميرا تنزلق من وضع الى آخر بأسلوب احترافي جدا. فإذا كانت كاميرا «اتش سي 1» جيدة لهذه الدرجة فمن الذي يجهد نفسه لشراء كاميرا مثل «اف اكس1» بضعفي سعر الاولى؟.

الجواب هم المحترفون بشكل رئيسي، فالاخيرة «اف اكس 1» تملك الكثير من الازرار والضوابط اليدوية والمميزات الاضافية، واضافة الى كل ذلك فإنها مجهزة بثلاث شرائح الكترونية، واحدة لمراقبة كل لون من الوان الفيديو الرئيسية التي تتيح لك التقاط الألوان الفعلية في جميع احوال الاضاءة.

وشأنها شأن أغلبية الكاميرات الفيديوية، فإن كاميرا «اتش سي 1»، مجهزة بأداة استشعار واحدة، لكن ما تنتجه من الالوان لا يزال يفوق الطرز الاخرى من الكاميرات المجهزة بشريحة واحدة، لكنها في ما يتعلق بالمشاهد المنخفضة الاضاءة، فإن فيديو «اتش سي 1» قد تتخلله احيانا جزيئات حبيبية راقصة تعرف بـ «الضجيج الفيديوي». أما خلاف ذلك فإنك ستكون مأخوذا بالمشاهد الفيديوية التي التقطت بواسطة هذه الكاميرا المريحة التي يمكن الاعتماد عليها. وفي الواقع اذا ما اخذنا في الاعتبار المرات الصحيحة التي اصابت بها «سوني» بواسطة هذه الكاميرا، فإنه يبدو من عدم الوفاء الاشارة الى اي عيوب فيها.

ومن هذه الحسنات حياة البطارية التي تدوم لمدة 45 دقيقة من التسجيل العالي الوضوح، وبالامكان شراء بطارية أكبر، لكن من شأن ذلك الوقوع في مشكلة أخرى، وهي ان عدسة الرؤية التي توضع عليها العين لا تمتد خارجا بشكل كاف لتغطية العمق الاضافي للبطاريات الكبيرة. كما ينبغي التذكير بأن حجرة شريط كاميرا «اتش سي 1» هي في اسفلها، وهي من مميزات التصميم الشائع للكاميرات الاستهلاكية، لكنها تعني ايضا عجزك عن تغيير الاشرطة عندما تكون الكاميرا على حاملها الثلاثي.

ومرة أخرى اختارت «سوني» جعل جسم الكاميرا يبدو أكثر بساطة وترتيبا عن طريق احالة أغلبية ازرار الضبط والتشغيل الى عروض على شاشة الجهاز الذي يعمل باللمس. وهذه كما هو الحال دائما عبارة عن مقايضة تعني انك لو رغبت مثلا اعادة مشاهدة بعض مشاهد الفيديو لكي تشاهدها العائلة على التلفزيون، عليك أن تبقي الشاشة مفتوحة مستهلكا من طاقة بطاريتها لأن عليها، اي على الشاشة، تظهر اشارات «تشغيل» Play، و«توقف» Stop، و«اعادة اللف» Rewind.

وعلى الصعيد التصويري، فإن كاميرا «اتش سي 1» تملك «زوما» للتقريب والابعاد يوازي 41 ـ 480 ملليمترا. وهذا بالمفهوم الانساني يعني عليك أن تقف الى الخلف بعيدا لكي تستوعب جسم انسان كامل داخل الاطار، وما لم تقم بإضافة عدسة مهيأة عريضة الزاوية، فإن أغلبية الصور التي ستلتقطها للاشخاص في الغرفة ذاتها ستكون من الخصر فصاعدا.

بيد انه لو أخذنا في الاعتبار حجم انجازات هذه الكاميرا، فإن من شأنها أن تستقطب الكثير من المعجبين. كما بمقدورك القيام بعملية تحرير المشاهد الملتقطة على جهازي «ماك» أو «بي سي» (الكومبيوتر الشخصي)، الا أن معظم البرامج التي تتماشى مع الفيديو العالي الوضوح هي غالية الثمن. ولا يمكن الحفاظ على افضل ما صورته على شريط، لانه ما من أحد يملك جهاز كاسيت لتسجيل الفيديو العالي الوضوح، كما لا يمكنك فعل ذلك أيضا على قرص «دي في دي» لكون آلات تسجيل مثل هذه الاقراص ليست موجودة بعد.

الاسلوب الوحيد العملي المتوفر الآن هو وصل كاميرتك هذه مباشرة الى جهازك التلفزيوني العالي الوضوح، بعبارة أخرى، فإن شراء مثل هذه الكاميرات العالية الوضوح اليوم هو خطوة مسبقة الى الامام تحسبا لما سيأتي من جديد، اي اعتمادا على المبدأ القائل «صور الآن واعرضه في ما بعد».

* خدمة نيويورك تايمز