«التكنولوجيون» الأميركيون ينتمون إلى جميع الشرائح الاجتماعية

المنازل التقنية الأكثر تقدما تتكون من المولعين بالتكنولوجيا بغض النظر عن مدخولاتهم

TT

عندما تفكر بالاشخاص الذين يميلون الى التقنيات ويهوونها، ربما يخطر على بالك شخص شاب في مدينة سياتل، أو في وادي السيليكون، أو في نيويورك، جالس في مقهى ليرسل بريده الإلكتروني عبر كومبيوتره الحضني، أو عبر المنظم الإلكتروني الصغير «بي دي ايه»، أو حتى عبر هاتفه الجوال.قد تكون محقا في ذلك، لكن ليس دائما.ان أكثر المنازل تقدما على صعيد التقنية في الولايات المتحدة حاليا، هي التي قامت منذ البداية باعتماد الاشياء الجديدة مثل التلفزيونات المتفاعلة TiVo، أو الإنترنت الموصول لاسلكيا، والمنتشرة في جميع مناطق البلاد.وسكان هذه المنازل، سواء على صعيد الدخل وأسلوب الحياة والسلوك الشرائي، هم مجموعة متنوعة ومختلفة عن بعضها بعضا. وهم ليسوا أشخاصا ميسورين مثل اولئك الذين يعيشون في المناطق الرئيسية للمدن، أو على الساحلين الشرقي والغربي. وتشير الاحصاءات الى ان 29 في المائة من سكان المنازل الاميركية، كانوا من فئة اوائل الافراد الذين اعتمدوا هذه التقنيات. منازل تقنيةوردت الاحصاءات بعد تحليل من نوع فريد للمستهلكين نفذ منطقة منطقة، مع نبذة عن عاداتهم الشرائية قامت به «يو اس توداي»، وشركة «كلاريتاس» لابحاث السوق. وتبين أن 11 في المائة من البلديات (كاونتيس) الاميركية، التي بلغ عددها 3141 دائرة تتضمن على الاقل 29 في المائة من سكان المنازل الذين هم من أوائل المعتمدين للتقنيات الحديثة.

ورغم أن هذه المنازل هي اكثر كثافة وتركيزا في مناطق المدن، الا ان المعتمدين الاوائل هولاء يعيشون في جميع مناطق البلاد.وتكمن اربع دوائر من أصل 25 دائرة التي تتضمن أعلى نسبة من المنازل التقنية في ولاية كولورادو في منطقة دينفر، التي تتطور وتنتعش حاليا. وتوجد ست من هذه الدوائر في ممر واشنطن ـ بالتيمور في ولاية فيرجينيا، وثلاث أخرى في ولاية يوتاه في مناطق مدينة سولت ليك سيتي وبروفو، ومن بين الدوائر الاولى أيضا 25 دائرة في ولايات ايوا وكينتاكي ومينيسوتا وميشيغان وتكساس.«ليست مناطق المدن الكبيرة هي التي تتضمن الاشخاص الميالين الى التقنيات فحسب»، كما يقول نائب رئيس شركة كلاريتاس موريس سنيور. ويضيف ان النتائج قد تبدو مثيرة للدهشة، لكون مثل هذا التحليل ينظر الى نسبة جميع سكان المنازل ضمن البلدية الواحدة الذين هم من المعتمدين الاوائل للتقنيات. وهذا هو السبب أن دائرة مثل سانتا كلارا في كاليفورنيا، التي تغطي جزءا من وادي السيليكون، لا تظهر في القائمة التي تتضمن الدوائر الـ 25 الاولى. فالدائرة هذه واسعة جغرافيا وتملك نسبة كبيرة من السكان الذين لا يقعون ضمن سكان وادي السيليكون، فهي تأتي في المرتبة الـ 149 في القائمة.ويحطم التحليل هذا القالب الذي صنف الناس داخله، كما يقول سنيور، الذي اردف قائلا «ليس بالامكان الغاء الاسواق الصغيرة».

كذلك فإن الامر لا يتعلق بالمال فحسب، فالدخل الخاص ليس عملا حاسما لتحديد من كان المتبني الاول للتقنيات الحديثة.ولع بالتكنولوجياويظهر تحليل «يو اس توداي» أن أوائل المستخدمين للتقنيات هم من المحتمل أن يكونوا من الاشخاص الذين يشترون ويستخدمون العديد من المعدات والاجهزة التقنية بغض النظر عن مقدار دخلهم. ويقول سنيور إن العديد من الشباب ينفقون جزءا كبيرا من دخلهم على التقنيات والاجهزة الخاصة بها «فاعتماد التقنية باكرا هي حركة اجتماعية تنم عن اسلوب الحياة» على حد قول سنيور، «فالمال لم يكن عاملا اساسيا».

ولتحديد سكان المنازل الذين من المحتمل أن يكونوا من المعتمدين الاوائل للتقنية، قامت «كلاريتاس» باستعراض 20 سلوكا تقنيا مختلفا منها:« اجراء الاتصالات عبر الإنترنت.« الاستعاضة عن الهواتف الارضية بالهواتف الجوالة.« استخدام شبكات «واي ـ فاي» خارج المنازل أو المكاتب.« شراء مسرح منزلي، ومساعد رقمي شخصي، ومسجل فيديو رقمي، وتلفزيون عالي التحديد والوضوح، أو هاتف جوال مدمج بمنظم إلكتروني «بي دي ايه».والمعتمدون الاوائل للتقنيات هم أكثر تشابها مما قد تدل مداخيلهم، اذ اظهر التحليل انه يضم أشخاصا يقعون في المرتبة الـ 11 في السلوك الشرائي للمستهلكين. فبعضهم هم ضمن المجموعة التي تطلق عليها «كلاريتاس» عبارة «المتطلعين دائما الى التقنيات العالية». فسنهم يقل عن 35 سنة، ومداخيلهم تقل عن 25 ألف دولار للشخص الواحد، يهوون الموسيقى ومشاهدة بعض البرامج التلفزيونية المعينة وقراءة مجلات ومنشورات محددة.وهم يشملون ما يسمى «هواة الاجهزة اللاسلكية» الذين تقل اعمارهم عن 35 سنة، ومداخيلهم تتراوح بين 25 الفا و35 الف دولار للشخص الواحد، يمارسون رياضة كرة القدم، ويشاهدون برنامج «ايام في حياتنا». أو قد يكونون من جماعة ما يسمى «ايمتي نيست ايليت»، أي «نخبة العش الفارغ»، الذين تتراوح اعمارهم ما بين الـ 45 و54 سنة، ويجنون أكثر من 75 الف دولار سنويا للشخص الواحد، ويقرأون مجلة «فوربس»، ويسددون رسوم خدمات مثل الإنترنت العالي السرعة الذي يعمل عبر الهاتف (دي اس ال).

والمهتمون الاوائل بالتقنيات هم أيضا من «هواة الاتصالات التقنية»، الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 35 سنة والـ 54 الذين يحققون دخلا قدره 100 الف دولار الى 150 الفا للفرد الواحد، والذين يحجزون سفراتهم عبر شبكة الإنترنت، ويقرأون مجلات محددة تتناول الطعام والشراب.سكوت ييتس من دينيفر (40 سنة)، واحد من هؤلاء، يستعد لتجديد منزله الذي يعود تاريخه الى عام 1897، بحيث سيجهز جميع مرافقه بموسيقى لاسلكية، لكنه لن يشتري نظاما معينا. فهذا أمر يتعلق بكونه من المعتمدين الاوائل للتقنيات، لذلك سيحاول تركيب النظام بذاته.وفي ما يتعلق بالامور التقنية التي يملكها، هناك هاتف جوال قادر على ارسال وتلقي الرسائل الإلكترونية والرسائل النصية القصيرة والدخول الى الإنترنت، فهو مجهز بكل شيء. ورغم ذلك يقول سكوت في مقابلة له عبر هاتف الإنترنت، الذي يملكه ايضا، انه ليس متقدما تقنيا بما فيه الكفاية. وهو يهوى «غوغل ايرث»، البرنامج الكومبيوتري الذي يستخدم الصور الملتقطة لجميع مناطق الارض بالاقمار الصناعية.

* خدمة «يو اس ايه توداي» (خاص بـ «الشرق الاوسط»)