حول كومبيوترك الشخصي إلى تلفزيون رقمي متفاعل

التقنيات الحديثة تتيح تطوير النظم المعلوماتية لعرض البرامج التلفزيونية المتفاعلة

TT

«الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا» هذه عبارة الشاعر روديارد كيبلينغ الشهيرة التي كانت تنطبق تماما قبل عقد من الزمن على الخط الفاصل بين جهاز الهاتف وجهاز الكومبيوتر الشخصي. وكانت الجهود الاولى للتقريب بين الاثنين مكلفة وغير مجدية وغير مقبولة من حيث الشكل، لكن مع القفز السريع الى عامنا الحالي 2005، زال هذا الخط واختفى.

وسواء كنت تملك كومبيوترا قديما أو كنت تبحث عن واحد جديد تماما، هنا العديد من الخيارات الجذابة لإضافة المشاهد التلفزيونية وتسجيلاتها الى كومبيوترك. وفي الواقع أن القدرة على العمل مع جداول البرامج حتى الدقيقة الواحدة، وبالتالي الحصول على دفق من وسائط الاعلام المسجلة وتسجيل مشاهد شرائط الفيديو على أقراص «سي دي» و«دي في دي» من شأنها أن تجعل الى حد ما جهاز الكومبيوتر الشخصي، على صعيد خدمات التلفزيون المتفاعلة، أفضل من خدمات جهاز التلفزيون التلفزيونية، مثل جهاز TiVo ذاته المصمم لمثل هذه الخدمات اصلا.

لكن ليس هذا دائما بالطبع، فإذا كنت راغبا في التمتع بجودة تسجيلات الفيديو وبساطتها، فلا يمكنك التغلب على التركيب المتكامل والصقل الجميل الذي تتمتع بهما علبة TiVo، التي تعرف ايضا بمسجل الفيديو الرقمي، لكنك اذا رغبت في الحصول على الوسط المعلوماتي هذا متحركا طليقا داخل المنزل، أو مشاهدة مباراة رياضية في مكتبك، هنالك لتطوير جهازك الكومبيوتري الشخصي بكلفة منخفضة، أو الحصول على واحد جديد التي تضع العديد من المزايا الجديدة لمسجل الفيديو الرقمي على مكتبك.

وفي ما يلي نظرة على الاختيارات القليلة التي تواجهها في عالم الكومبيوتر التي تمكنك من مشاهدة البرامج التلفزيونية.

الخيار الاول، هو شراء جهاز جديد. واذا كنت ترغب في مشاهدة التلفزيون انطلاقا من الكومبيوتر الشخصي، فإن أفضل خيار هو كومبيوتر «ويندوز ميديا سينتر»، المعتمد على نظام التشغيل «مايكروسوفت ويندوز ميديا سينتر ايديشن 2005». ومثل هذا التوسيع لبرامج «ويندوز اكس بي»، يدخل في عتاد اجهزة الفيديو والصوت للمساعدة في الحصول على المشاهد وأتمتها وتبسيط جميع المهام من مشاهدة التلفزيون الى جدولة التسجيلات.

ويشكل الخط المكوكي «اكس بي سي» XPC محور النظام، فهو عبارة عن جهاز كومبيوتر شخصي صغير بحجم علبة حفظ الخبز يمكن تركيبه بسهولة في اي مكان، ومع ذلك فإنه من القوة بحيث يمكنه في وقت واحد تسجيل الاشارات التلفزيونية على قرص صلب في الوقت الذي يشغل فيه المتصفحات وبرامج عرض المعلومات على الشاشة والاستخدامات الانتاجية الاخرى، ثم أن تشبيكات سطح المكتب السهلة الاستخدام وادوات التحكم ببرمجيات الـ «ميديا سينتر» هي سهلة الاستخدام ايضا. ولكون هذا النظام يقوم بتشغيل برنامج التشغيل «ويندوز اكس بي» تحت الغطاء الاعلامي الغني، فهو يعمل بكفاءة كمكتب، ولممارسة الالعاب الالكترونية، أو ككومبيوتر متعدد الاغراض.

ومستقبلا يمكن النظر الى المنظومات الجديدة المعتمدة على ما أعلنته انتل أخيرا، ألا وهي منصات «فييف» (المشتقة سجعا من كلمة «فايف»، أي رقم خمسة بالانجليزية). وهي لكونها مصممة للعمل من دون اي عقبات مع مجموعة من أجهزة الوسائط المتعددة والتقنيات الاخرى، فإنها واعدة في زيادة الخيارات المتاحة لمالكي الكومبيوترات الشخصية المولعين بالبرامج التلفزيونية. ومن المتوقع طرح أجهزة «فييف» الاولى في الربع الاول من العام المقبل.

ويوجد هنا القليل من المآخذ والعيوب، فرغم أن أسعار كومبيوترات «ميديا سينتر اديشن»، قد تدنت، الا أن المنصات هذه معيبة على صعيد البساطة، فالمزايا التي قد تتوقع أن تكون موجودة لعمليات تسجيل برامجك على أقراص «دي في دي» لا يمكنك العثور عليها، كما أن التحكم بعرض صور «السلايد» واعادة الاستماع الى القطع الموسيقية، هو أمر محدود تماما، كذلك فإن الدعم الخاص بالتلفزيون العالي التحديد والوضوح محصور بالاذاعات التي يجري بثها على الهواء.

الخيار الثاني، هو اضافة موالف تلفزيوني الى جهاز الكومبيوتر الشخصي. والطريق الاكثر اقتصادية الى مسجل الفيديو الرقمي المتربع على المكتب هو تطوير العتاد/ البرمجيات الى مرتبة أعلى والتي من شأنها اضافة موالف تلفزيوني ومسجل فيديو واستخدامات للتحكم والادارة للجهاز الحالي. وتحتاج العديد من أجهزة الكومبيوتر الشخصي الى اضافة بطاقة للموالف التلفزيوني التي تتيح للجهاز، أن يعمل مع الاشارات التلفزيونية القادمة عبر الهوائي، أو الكابل المحوري. وتضم مجموعة «ايه تي آي أول ان ووندر» ATI All-in-Wander بطاقة تعتمد نظام Pro PCI Express 9600 يبلغ سعرها 200 دولار، وبطاقة أخرى تعتمد نظام AIW 9600 AGP يبلغ سعرها 150 دولارا من شأنهما معا توحيد مسرع عملية الغرافيكس ذات القدرة العالية والموالف التلفزيوني والمعالج الفيديوي في بطاقة واحدة.

واذا كنت تملك دفتر ملاحظات كومبيوتري شخصي ولا ترغب في فتح علبة الجهاز لاضافة الموالف التلفزيوني، قم بشراء جهاز TV-PVR-USB2 من صنع «هابوغ وين». وهو بحجم كتاب صغير الذي يقبس بالكومبيوتر عن طريق فتحة «يو اس بي 2.0» من جانب واحد والكابل المحوري من الجانب الآخر. ومثل هذا الموالف التلفزيوني والعتاد الخاص بفك الترميز يتيح العمل مع تسجيلات الفيديو، كما انه سهل التحريك من جهاز كومبيوتر الى آخر.

اما الخيار الثالث، فيتمثل في تركيب البرنامج على جهاز كومبيوتر شخصي مجهز سلفا لاستقبال الاشارات التلفزيونية.

اذا كنت تملك جهازا بموالف تلفزيوني ادرس مسألة تركيب برنامج يتطابق معه وقم بتطوير مزايا تشغيل الوسائط الاعلامية من المستوى الذي كانت عليه، اذ ان استخدامات مثل «سناب ستريم» بسعر 60 دولارا التي هي ما وراء نظام «تي في 3» وتتجاوزه، من شأنها توسيع مدى المزايا العادية للمشاهدة التلفزيونية والتسجيل الموجودة في البرنامج المصاحب، مما يعني تقديم أفضل شيء على جهازك الكومبيوتري على صعيد الجودة بعد التلفزيون التفاعلي TiVo. وفي الواقع ان ما وراء نظام «تي في 3» من شأنه تحويل الكومبيوتر الشخصي الى خادم للوسائط المتعددة على الشبكة، بحيث ان بمقدور الاجهزة الاخرى في شبكتك المحلية، أو حتى على الانترنت، اعادة تشغيل مشاهد الفيديو المضغوطة المسجلة على القرص الصلب. وهكذا مع تشبيكات سطح المكتب الفريدة من نوعها والجدولة القوية وخيارات التسجيل، فإن مثل هذه الاستخدامات وسيلة مهمة للحصول على اقصى ما يمكن من اجهزتك (عتادك) الحالي.

والمآخذ والعيوب هنا في ان التوافق والتجانس قد يكونان مشكلة، لا سيما مع العتاد القديم الذي تأمل في تطويره مستخدما برمجيات من الطرف الثالث، كذلك فإنه بالرغم من أن استخدامات ما وراء نظام «تي في 3» بشكل خاص هي استخدامات قوية وفريدة من نوعها، الا أن تشبيكات سطح المكتب غير القياسية قد يربك المستخدمين المبتدئين.