منازلة إلكترونية لتحدي نجاح «آي بود»

الشركات الإلكترونية تتوحد لإنتاج موصل واحد لشتى الأجهزة الموسيقية خصوصا في السيارات

TT

على أمل تخفيف قبضة شركة «آبل» كومبيوتر على أسواق أجهزة الموسيقى الرقمية تقوم شركة «مايكروسوفت» بحشد شركات المعدات الإلكترونية الاستهلاكية لتشكيل وصلة إلكترونية مشتركة لتكون البوابة القياسية لوصل اجهزة عرض الموسيقى وتشغيلها (ميوزيك بلايرز) الى نظم الاستماع الصوتية في المنازل والسيارات.

وهذه واحدة من سلسلة خطوات تقوم بها «مايكروسوفت» في محاولة لتوحيد العديد من شركات انتاج الاجهزة الموسيقية وتسويقها العاملة في هذا الحقل، فجهاز «آي بود» الشعبي من «آبل»، يملك وصلة قياسية تتيح لكل الموديلات الحديثة الاتصال بمكبرات الصوت والمعدات في السيارات والاجهزة الاخرى، لكن الشركات الاخرى الصانعة للاجهزة الموسيقية (ميوزيك بلايرز)، مثل «كرييتيف لابس» و«ديل» و«آي ريفر» قامت بتصميم بواباتها الخاصة التي صعبت الامر على شركات انتاج المعدات والاجهزة الملحقة التي هي بحاجة الى تصميم معدات قادرة على العمل مع الصيغ المختلفة. وتقوم «آبل» صانعة «آي بود» الاولى في السوق باستيفاء رسم عن كل أداة ملحقة تتصل بالجهاز، عبر بوابتها، من الشركة الصانعة لها.

وكان راي أوزي، مدير قسم التقنيات في «مايكروسوفت»، قد امتدح «آبل» لقيامها بدمج أجهزة «آي بود» مع خدمات «آي تيوتس» في وحدة واحدة، في حين قام المديرون الآخرون بالاقرار بمكانة «آبل» وزعامتها في هذا الميدان، في الوقت الذي كانت «مايكروسوفت» تراقب عن كثب تطابق أجهزة «آي بود» مع المعدات الاخرى التي تتصل بها، ومثال على ذلك جهاز الالعاب «اكس بوكس 360».

موسيقى السيارات: وتقول «مايكروسوفت» انها استمعت الى طلب عدد من الشركات، بما في ذلك تلك التي تصنع الاجهزة، وتلك التي تبيعها، وتلك التي تنتج الادوات الملحقة، والشركات الصانعة للسيارات، وحاجتها الماسة الى أجهزة قياسية موحدة. واكثر ما تستدعي الحاجة الى ذلك هو المعدات والاجهزة داخل السيارات، على حد قول شاد هودج، مدير الانتاج في وحدة الوسائط الرقمية المتعددة في «مايكروسوفت» ويندوز، الذي تابع قائلا: «ان وجود 15 موصلا مختلفا في لوحة القيادة في السيارة أمر غير عملي، لذلك أنا أقدر جهود آبل لما قامت به في هذا الصدد».

ويبدو أن هناك الكثير من الشركات الراغبة في الحصول على حصة من كعكة «آبل» هذه.

وحتى الآن انضم أكثر من 60 شخصا من أكثر من 40 شركة لكي يشكلوا جزءا من الفريق العامل على هذا الموصل المشترك، وهم يمثلون شركات مثل «كرييتيف تكنولوجي» وآي ريفر» و«سايروس» و«بيلكن» و«بيست باي» و«بوز» و«نوكيا». و«آبل» ليست عضوا في هذه المجموعة التي انبثقت مناقشات لجنة صانعي المعدات الإلكترونية الاستهلاكية CEA في الصيف الماضي، والتي عقدت اجتماعها الاول في أوائل الشهر الحالي.

وترمي مجموعة العمل هذه الوصول الى موصل قياسي موحد كهربائيا وميكانيكيا، بحيث يمكن للشركات تصميم المعدات الملحقة المشتركة. بيد ان الاستخدام هذا لا يملي أيا من أساليب الترميز الموسيقية الرقمية المستخدمة، لكنه يصلح للانتاج الرقمي والتناظري أيضا.

ورغم أن مثل هذا التعاون يتطلب بعض الزمن لكي يثمر، إلا أن هناك شعورا بالسرعة يعتري جميع المتعاونين «فالهدف هو اتمام المشروع في العام المقبل»، على حد قول دايف ويلسون، مدير قسم توحيد المقاييس في لجنة صانعي المعدات الإلكترونية الاستهلاكية.

وتكافح شركة «مايكروسوفت» للحاق بأجهزة «آي بود» من «آبل» التي استمرت في السيطرة على السوق بالنسبة الى أجهزة «ام بي 3»، فقد اختارت الشركة خيار وضع برامج يمكن استخدامها من قِبل العديد من صانعي الاجهزة المختلفين، ومن قبل العديد من المخازن ومحلات بيع الموسيقى على الإنترنت في الوقت ذاته. والفائدة المرجوة من ذلك هو أن المستهلكين الذين يختارون جهازا موسيقيا معينا بمقدورهم استخدام مخازن عدة والعكس بالعكس. أما جهاز «آي بود» من «آبل» فإنه يعمل مع مخزنه الموسيقي «آي تيونس» فقط، في حين أن المخزن الاخير لا يدعم سوى جهاز آبل الموسيقي هو الآخر ايضا.

ويقر هودج أن «مايكروسوفت» لم تكن واضحة تماما، خاصة مع بروز عامل الاشتراك بالخدمات الموسيقية، فليست جميع هذه الخدمات تتطابق مع الاجهزة التي تسوقها تحت اسم «بلايز فور شور». فهي تميز الآن بين أجهزة «بلايز فور شور» والمخازن التي تعمل في مجال الاشتراكات الموسيقية، وبين تلك التي لا تعمل في هذا المجال.. «فقد كانت هناك بعض الفوضى والاضطراب، لكننا تعلمنا درسنا مع الوقت»، على حد قوله.

لكن «آبل» لا تعلق على خطوات «مايكروسوفت» ومجموعة شركات المعدات الإلكترونية الاستهلاكية، وليست متحمسة للانضمام اليها، مع كل النجاح الذي واجهته مع موصلها، كما انه من المشكوك فيه أن تختار مقياسا آخر اذا كان مختلفا عن ذلك الذي تستخدمه.

وتقول المحللة كيفوركيان إن السيارة هي المكان الذي يناسب جدا مسألة توحيد المقاييس، سواء بالنسبة الى الشركات الصانعة، أو المستهلكين الراغبين في حماية انفسهم من التغيرات المستمرة، اذ انه من المخاطرة بالنسبة الى المستهلك الذي يشتري سيارة جديدة تملك موصلا لا يعمل، الا مع نوع واحد خاص من الاجهزة.

ورغم أن «آبل» قد حققت الكثير في الآونة الاخيرة، الا ان الامور قد تتغير بعد عشر سنوات من الآن مثلا. فاذا مضى على امتلاك السيارة مثل هذه المدة، فقد يكون من الصعب على مالكها أن تحتوي على جهاز عاطل عن العمل، عفا عنه الزمن، ولا يستطيع الاستفادة منه.