أجهزة جوالة لرجال الأعمال أثناء السفر والترحال

الهاتف الذكي والمساعد الرقمي الخاص أبرز معدات الاتصالات ومعالجة البيانات

TT

السؤال الكبير الذي يطرح ذاته على الآلاف من رجال الاعمال المتنقلين في ارجاء الارض والسياح، هو: ما هي الاجهزة الالكترونية المحمولة التي يحتاجها كل منهم؟، فإذا اشتريت واحدا من كل نوع منها فقد تحتاج الى نطاق «باتمان» (الرجل الوطواط) الشهير لحملها جميعها، وهذا من شأنه أن يناقض مبدأ الاجهزة المحمولة والمنقولة.

لذلك يتوجب على المتنقل باستمرار على الطرقات، اختيار الاجهزة التي يحتاجها التي من شأنها أن تزيد من قدرته على الحسابات واجراء الاتصالات، وقد يكون من الممكن الحصول على جهاز واحد يقوم بعدة وظائف معا.

* هاتف أم مساعد رقمي

* ما هي الاجهزة التي تحتاجها؟.. ان كل ذلك يعتمد على أسلوب حياتك أثناء السفر والترحال، وهنا بعض الملاحظات التي قد تساعد على ذلك. اذا كنت تتنفس الاوكسجين أي انك متجول حر، فأنت بحاجة الى هاتف جوال، إلا ان الهاتف الجوال، والتأكيد هنا هو على كلمة جوال، يعتبر اليوم أقل الاشياء التي يحتاجها الجميع في يومنا هذا، لأن الجميع تقريبا يملك مثل هذا الهاتف سواء شاؤوا أو أبوا.

اما اذا كنت في سن السادسة عشرة من العمر، فأنت بحاجة الى هاتف جوال مع خدمة لارسال الرسائل النصية. واذا كان عندك موقع «بلوغ» (المدونات او اليوميات) على الانترنت، فأنت بحاجة الى هاتف بكاميرا لكون مواقع الـ «بلوغ» المتنقلة (التي تدعى اختصارا «موب بلوغس»)، هي آخر الصيحات لدى استخدام الهاتف الجوال لالتقاط الصور التي تعنيك وعرضها على الشبكة ليراها الجميع. كما أن مثل هذه الهواتف الجوالة المزودة بالكاميرات هي أداة مهمة لرجال الاعمال. فهم لدى زيارتهم لمعرض ما مثلا، او لمحاضرة، أو عرض يقدمه أحدهم، يتمكنون من ارسال الصور الى مكاتبهم آنيا. واذا كنت تتعامل مع آلاف من الاتصالات والمواعيد فقد تحتاج الى جهاز مساعد رقمي شخصي (أو خاص) PDA، أو ربما الى هاتف ذكي. ورغم حجم المساعد الرقمي الخاص الصغير، الا انه يملك عقلا بعقل الكومبيوتر باستثناء طبعا لوحة المفاتيح، فهو يستخدم بدلا من ذلك شاشة تعمل باللمس. كما أنه أداة مهمة لتخزين المعلومات الخاصة بالاتصالات والمواعيد وممارسة الالعاب الألكترونية خلال الاجتماعات المملة. وكل مسافر، أو متنقل على الطرق يملك واحدا من هذه الاجهزة، الا اذا قرر الحصول على هاتف ذكي بدلا من ذلك الذي يملك مهام المساعد الرقمي الخاص أيضا، من هنا فهو أكبر حجما من الهاتف الجوال العادي، وأصغر حجما عادة من المساعد الرقمي الذي قد لا يكون ملائما جدا للقيام بعمليات عديدة وتخزين معلومات كثيرة لكونه لا ينتمي الى هذين العالمين المختلفين.

اما اذا كنت من النوع الذي يدون الكثير من الملاحظات، فأنت بحاجة الى مساعد رقمي خاص لا سيما خلال الاجتماعات المهمة.

* كومبيوتر محمول

* اذا كنت تسافر كثيرا فأنت بحاجة الى جهاز كومبيوتر حضني، أو ربما الى مساعد رقمي خاص، أو ربما حتى الى هاتف ذكي، فعندما تكون بعيدا عن المكتب قد تحتاج الى تصريف بعض الاعمال أيضا والكشف على بريدك الالكتروني وإلا تراكم البريد المتطفل.. من هنا أنت بحاجة الى حمل أداة معك يمكن وصلها الى خط هاتفي، أو نقطة لاسلكية ساخنة للكشف على هذا البريد. لذلك فإن دفتر الملاحظات الالكتروني الذي هو كومبيوتر صغير، هو مثالي لمثل هذه الاغراض الذي يمكن استخدامه أيضا لتدوين الملاحظات، لكنك اذا لم تحتج الى مثل هذه الملاحظات، فقد تستطيع استخدام المساعد الرقمي الخاص الذي يمكنه الارتباط بشبكة «واي فاي» لتصريف الرسائل الالكترونية. وبمقدور الهاتف الذكي الاتصال بشبكة «واي فاي» ايضا وارسال البريد الالكتروني وتلقيه. اما اذا نقلت معك بعض الاعمال المكتبية لانجازها في المنزل، فأنت بحاجة الى ذاكرة «يو اس بي»، ففي الايام الخوالي كان نقل المعلومات من مكان الى آخر عبر الاقراص الطرية التي كان يتسع الواحد منها الى 1.44 ميغابايت، أما اليوم فبعض الرسائل الالكترونية هي اوسع من ذلك. من هنا كانت هناك حاجة ماسة الى أداة تخزينية يمكن حملها ونقلها تتسع الى أكثر من ذلك.

وهذا ما جرى مع الأداة الصغيرة من ذاكرة «يو اس بي» التي تدعى أيضا «ذاكرة فلاش التخزينية»، أو الذاكرة التي تعلق في علاقة، أو حلقة المفاتيح، أو مشغل «يو اس بي»، علاوة على اسماء اخرى عديدة. فبسعتها التخزينية التي تصل الى 2 غيغابايت، فإن مثل هذه الادوات الصغيرة يجري قبسها باي فتحة من فتحات «يو اس بي» في الكومبيوتر الشخصي الذي يقوم بالتعرف عليها كمشغل اضافي للذاكرة. والمعلوم ان التقنيات البسيطة هي الاكثر عملية ويصعب قهرها، لا سيما عندما تستدعي الحاجة نقل الملفات من هنا الى هناك.

* طرز كومبيوترات الحضن

* بالنسبة الى أغلبية رجال الاعمال فإن جهاز الكومبيوتر الشخصي الحضني هو أداة نقالة محمولة اساسية. ومع الجهاز المناسب يمكن انجاز أي عمل يمكن القيام به في المكتب، من أي مكان يكون فيه الشخص المعني. وشراء مثل هذا الجهاز ليس بالعمل الهين لكون هناك العديد من الاجهزة والانواع المختلفة في السوق، لكن على الاقل يمكن الاختيار من الطرز التالية:

* الصغير والمدمج جدا: اذا كنت تستخدم دفتر الملاحظات الالكتروني لاغراض البريد الالكتروني وتشغيل برنامج «باور بوينت» لدى القيام بالعروض والقاء الكلمات، وذلك عن طريق استخدام الة عرض (بروجيكتور) خارجية، لكن ليس للطباعة الثقيلة، فإن هذا هو الجهاز المطلوب. وهو مجهز بشاشة صغيرة 10 بوصات في 12 بوصة ولوحة مفاتيح اصغر من لوحات الكومبيوترات الكبيرة. وهو بالتالي أصغر حجما وأقل وزنا ويستخدم طاقة أقل، مما يعني أن شحن البطارية يدوم طويلا. ومثل هذه الاجهزة الصغيرة تنزلق بسرعة في حقيبة اليد من الموديلات الاكبر. وبالنسبة الى الرجال العاديين المسافرين الذين لا علاقة لهم بالتجارة والاعمال، لكنهم بحاجة الى القيام باشغال كثيرة اثناء سفرهم، فهذا يعني ضرورة وجود شاشة كبيرة ولوحة مفاتيح كبيرة معهم، أي ان يكونوا مزودين بكومبيوتر حضني تقليدي بشاشة قياس 14 ـ 15 بوصة، ولوحة مفاتيح كاملة ومشغل أقراص «سي دي/ دي في دي»، مع قدرة حسابية كافية للقيام بمهام «وورد» و«اكسيل». وبعد القيام بعمليات البحث والتقصي، فقد تعثر على طراز رقيق نسبيا وخفيف الوزن شرط أن تدوم بطاريته ثلاث ساعات أو أكثر من التشغيل المستمر. اما نوع كومبيوتر الحضن البديل للكومبيوتر المكتبي، فهو ممتاز، اذا كانت مسألة الطاقة تهم أكثر من مسألة الحمل والنقل ويمكن لهذا الكومبيوتر الحضني العمل ككومبيوتر مكتبي شخصي كامل. ومثل هذه الطرز البديلة للكومبيوترات المكتبية تستخدم معالجات بنتيوم 4 بدلا من معالجات «ام» الخاصة بالاجهزة المحمولة، وتؤمن شاشة واسعة قياس 15.4 بوصة، أو شاشات اوسع عريضة، وقدرات لتشغيل أقراص «سي دي/ دي في دي». كما أنها مزودة بذاكرة أوسع، وأقراص صلبة اكبر، وكل الامور الاخرى التي تتوقعها من جهاز الكومبيوتر الشخصي الكبير. لكن الجهاز يبقى أكبر حجما بالتالي من الكومبيوترات الحضنية العادية، واثقل وزنا مع بطارية تدوم طويلا. وفي الواقع فإن البديل هذا للكومبيوتر المكتبي ليس خيارا فعلا للمسافرين الدائمين ما لم تكن على مقربة دائما من مصدر للطاقة.

* كومبيوتر لوحي

* الكومبيوتر الشخصي اللوحي: هذا أحد المتفرعات عن دفتر الملاحظات الالكتروني الذي يعمل ككومبيوتر شخصي خفيف ومحمول مع شاشة تعمل باللمس يمكن الكتابة عليها بقلم الكتروني. ومثل هذا الجهاز مناسب جدا لبعض الاعمال المحددة مثل قراءة العدادات والمقاييس، أو الكشف على المواد الموجودة في المستودعات وجردها. وبالنسبة الى أغلبية الاشخاص من امثالنا فهو جهاز غير ضروري للاعمال الكومبيوترية العادية. وبغض النظر عن الكومبيوتر الحضني الذي تقرر اعتماده فأنت بحاجة الى التأكد من أنه يلبي بعض الاعمال الصغيرة، لذلك ينبغي أن يكون مجهزا بمعالج «ام»، الذي لا يسخن بسرعة ويستخدم طاقة أقل من معالج بنتيوم 4 العادي المجهزة به الكومبيوترات المكتبية، وأن تكون ذاكرته بسعة 512 ميغابايت ويتمكن من الاتصال بشبكات «واي فاي» مع مشغل لاقراص «سي دي» التي يمكن التسجيل عليها وأقراص «دي في دي». وستطرح قريبا دفاتر ملاحظات الكترونية التي تستخدم الجيل المقبل من تقنية «سنترينو» التي تدعى «سونوما» التي تتميز بأداء أفضل بفضل دارة الوصل (بص) بسرعة 533 ميغاهيرتز، وذاكرة «دي دي 2 رام» و«بي سي 1اكسبريس» ومزايا صوتية وعرض محسن للفيديو. وتدعم «سونوما» أيضا ما يسمى بـ «التعطيل التنفيذي المتراكم»، الذي يعزز العامل الامني للجيل المقبل من دفاتر الملاحظات.

* اختيار المساعد الرقمي

* رغم قول بعض الخبراء إن المساعدات الرقمية الخاصة (بي دي ايه) في طريقها الى الزوال لتحل محلها الهواتف الذكية والهواتف شبه الذكية فإنه لا يزال هناك سوق لمثل هذه المعدات الصغيرة التي تعلق عادة على أحزمة الخصر. وأكثرها عملية هي الاجهزة الكفية (بالم أو سي)، أو تلك الجيبية (مايكروسوفت بوكيت بي سي)، لكن بعضها المتطور عالي السعر. ومزايا النوعين متقاربة رغم أن من الافضل التوجه الى النوع الجيبي اذا كنت تستخدم كثيرا ملفات «وورد» أو «اكسيل». ومن اللاعبين الكبار في سوق الاجهزة الكفية شركة «بالم وان» التي كانت تدعى سابقا «أولد بالم» التي تنتج حاليا نوعين مختلفين من الاجهزة، «تنجستين» لاستخدمات التجارة والاعمال المختلفة، و«زاير» للاستخدامات العامة. أما النوع الجيبي «بوكيت بي سي» فهو جواب مايكروسوفت على المساعدات الرقمية الخاصة الكفية (بي دي ايه). فهي أكثر توجها للاعمال وأكثر قوة من الاخيرة، كما أنها أعلى سعرا أيضا منها. ومن الشركات المنتجة الكبرى للطرازات الجيبية «بوكيت بي سي» شركة هيليويت باكرد HP، وديل. وتستخدم أغلبية الناس المساعدات الرقمية الخاصة لادارة الاتصالات وجدولة المواعيد واعداد الاجندات وممارسة الالعاب الالكترونية، لكن أي نوع من المساعدات ينبغي شراؤها الكفية «أو سي»، أو الجيبية «بي سي»؟، هنا بعض النقاط التي ينبغي النظر اليها لدى القيام بعملية التبضع والشراء:

* الحجم والوزن: في الواقع أنت تدفع الكثير مقابل القليل لكون الوحدات الصغيرة تأتي غالية السعر، كما أن بعض أكثر الوحدات ذات السعر العالي جدا هي كبيرة الحجم لكونها تتضمن لوحة مفاتيح صغيرة وكاميرا التي تزيد من الوزن الاجمالي.

* السرعة والتخزين: حتى أقل المساعدات الرقمية سعرا تملك سرعة ومتسعا كافيا لتخزين جميع المعلومات الخاصة بالاتصالات وجدولة المواعيد، لكن اذا رغبت في ممارسة الالعاب الالكترونية عليك بجهاز ذي معالج أسرع.

* الشاشة: الشاشة الملونة أغلى سعرا بالطبع من العادية، لكنها أقل رفقا بالعين. وبعض الطرز تملك شاشة أكبر مساحة من العادية وهذا أمر جيد.

* لوحة المفاتيح: أغلبية الوحدات مجهزة بقلم الكتروني لادخال المعلومات واستخراجها، لكنك اذا كنت تفضل الطباعة، عليك بالتفكير بجهاز يملك لوحة مفاتيح صغيرة جدا من طراز «كويرتي» QWERTY.

* الاتصال اللاسلكي: اذا رغبت أن تكون على اتصال دائم أثناء السفر والتجوال ابحث عن «بلوتوث» أو شبكات «واي فاي».

* آلات الموسيقى الرقمية: العديد من المساعدات الرقمية الخاصة تعمل ايضا كآلات لتسجيل وتنزيل الموسيقى الرقمية لكونها مجهزة ببرنامج للوسائط الموسيقية.

* الكاميرات الرقمية: للحصول على الاقصى عليك بالبحث عن تلك المزودة بالكاميرات الرقمية شرط التأكد من سعة التخزين الواسعة لاحتواء جميع الصور الملتقطة.

* اختيارالجوال الذكي

* اختيار الهاتف الجوال هو قرار رئيسي، فهل تفضل هاتف عادي بغطاء قلاب، أو يشبه قالب الحلوى الصغير؟ وهل تستخدمه للحديث فقط أم لارسال الرسائل النصية ايضا؟، لكن ماذا عن التقاط الصور، أو التفضيل بين الغطاء الفضي أو الازرق. لكن الاهم من ذلك هو الشركة المقدمة لخدمات الهاتف الجوال وتقنية الشبكات المستخدمة لكون أن بعض الهواتف تعمل مع شركة خدمات معينة لا تستطيع العمل مع شركة أخرى لكون الشركات المختلفة تستخدم تقنيات مختلفة. وقبل العصر الرقمي الحالي كانت الهواتف الجوالة التناظرية تستخدم تقنيات تدعى FDMA التي تعني الدخول او الوصل المتعدد عبر تقسيم الترددات اللاسلكية. أما اليوم فإن الشبكات الرقمية تستخدم تقنيات مختلفة. شركات الخدمات من أمثال «سبرنت» و«فيريزون» تسنخدم تردد 800 ميغاهيرتز أو 1900 هيرتز بتقنية CDMA أي الدخول المتعدد عن طريق تقسيم الرمز، أما شركتا «سينغيولار» و«تي موبايل» فتستخدم تردد 1900 ميغاهيرتز جي اس ام (النظام العالمي للاتصالات الجوالة)، وهذه جميعها لا تتوالف مع بعضها بعضا. هذا بالنسبة الى داخل الولايات المتحدة، اما في خارجها فإن تقنية جي اس ام هي السائدة لكون الشركات الاسيوية والاوروبية المقدمة للخدمات الهاتفية تستخدم النطاقين 900 ميغاهيرتز و1800 ميغاهيرتز اللذين لا يتوافقان مع الشركات الاميركية التي تعمل على نطاق 1900 ميغاهيرتز جي اس ام.

ومما يزيد من ارباك الوضع أن الشركات المنتجة للهواتف الجوالة تنتج طرزا مختلفة لانظمة مختلفة، فقد تختار طرازا معينا لتكتشف بعد ذلك انه غير متوفر بالنسبة الى الشركة المقدمة لخدمات الاتصالات الجوالة مما يرغمك على اختيار طراز يعمل مع هذه الشركة بالذات والعكس بالعكس.

ثم هناك الهواتف الذكية التي هي مزيج من المساعدات الرقمية الخاصة والهواتف الجوالة التي تجري الاتصالات وتخزن المعلومات والمواعيد الشخصية وأغلبيتها مجهزة بشاشة أكبر من شاشة الهاتف العادي مع لوحة مفاتيح «كويرتي» صغيرة.

لكن لماذا تود الحصول على هاتف ذكي؟، لانه يجمع بين الاثنين الهاتف والمساعد الرقمي الخاص، وبالتالي يجعلك تختصر الاشياء التي تحملها الى النصف رغم حجمه الكبير نسبيا.