تسوق على الإنترنت.. عبر الجوال

يستخدم حاليا لمقارنة الأسعار والتحقق من مزايا البضائع

TT

تحولت الهواتف الجوالة اليوم الى كاميرات واجهزة لتسجيل الموسيقى وتشغيلها، وهناك أكثر من 300 مليون جهاز منها في الولايات المتحدة فقط التي بامكانها تصفح الانترنت، ولذا يتساءل الخبراء: متى يمكن استخدامها لشراء اجهزة التلفزيون والاحذية الرياضية مثلا؟

لقد أطلقت بوابات الانترنت الكبرى مثل «أميركا أون لاين» و«مايكروسوفت» إم اس ان و«ياهو» نماذج مبسطة من مواقعها للتسوق على الانترنت التي تمكن مشتركي الهاتف الدخول اليها عن طريق اجهزتهم التي قد تشكل الخطوة الاولى في الموجة المقبلة من عمليات الشراء عن هذا الطريق. لكن الشركات لا تقوم حاليا بتشجيع مثل هذه الصفقات عبر الهاتف، بل انها مكتفية الان في تأمين الاسعار الاساسية والمعلومات الخاصة بالسلع وترك عمليات الشراء الفعلية الى وسط آخر.

وفي هذا الصدد يرغب كريس سياتو مدير ادارة المنتجات في «ياهو شوبنغ»، من الزبائن والمستهلكين الموجودين في محلات البيع اللجوء الى اجهزتهم الهاتفية للكشف في اللحظة الاخيرة على الاسعار، «فعندما تكون في محل ما لشراء كاميرا رقمية مثلا، أو قطعة الكترونية، أو بنطال من الجينز، وترغب في معاينة الاسعار، والتأكد من أنك ستحصل على صفقة جيدة، فما عليك سوى القيام بعملية بحث عبر هاتفك هذا التي قد لا تستغرق سوى ثوان قليلة، فإذا لم يعجبك السعر فما عليك أيضا سوى التوجه الى منزلك وشراء المطلوب عبر جهازك الكومبيوتري الشخصي «بي سي». ان الانتظار للقيام بعملية الشراء عبر الكومبيوتر بدلا من الهاتف هو أمر معقول جدا حتى الحين الذي يتمكن عدد كاف من البائعين تنفيذ وانشاء نسخ مبسطة من مواقعهم على الشبكة التي تناسب الشاشة الصغيرة في الهاتف الجوال. وبعض المواقع مثل «إي باي» و«أوفرستوك دوت كوم» شرعت في تنفيذ ذلك. لكن هناك أيضا ضرورة كبس رقم بطاقة الائتمان على مفاتيح الهاتف الجوال.

ويقول كريغ ايسلر المدير العام ونائب رئيس شركة «اميركا أون لاين» ان الهاتف «أداة لمقارنة الاسعار والتحقق منها مقابل رسم، وانا غير متأكد من قيام الناس بشراء السلع عبر الهاتف الجوال الى جانب ممارسة الالعاب عليها، اذ ان هناك طريقا طويلا لجعل المستهلكين يدخلون رقم بطاقة الائتمان في الهاتف الجوال لشراء جهاز تلفزيون ذي شاشة مسطحة» مثلا.

وكانت شركة «اميركا أون لاين» قد ادخلت خدماتها الخاصة بالبحث عبر الهاتف الجوال في يوليو الماضي مانحة المستهلكين القدرة على البحث عبر الانترنت ومقارنة الاسعار والوصول الى اللوائح والقوائم المحلية المأخوذة من دليل «يالو بيجيس» التابع لـ «ياهو». «اذ ان البحث المحلي عن طريق الهاتف الجوال هو افضل مزية يمكن أن نقدمها كما نعتقد» على حد قول أيسلر.

ان فكرة قيام عدد متزايد من المستهلكين باللجوء الى هواتفهم الجوالة للبحث في الشبكة عن معلومات تخصهم لم تغرب عن بال «جمعية التسويق عبر الهاتف الجوال»، إذ تقول هذه الجمعية التي تمثل المعلنين ومنتجي الاجهزة ومشغلي الاجهزة اللاسلكية ومقدمي الخدمات انها شرعت في البحث عن نماذج تجارية ممكنة واساليب تشغيل وتشبيكات تقنية تتيح للمشغلين تقديم خدمات البحث على الانترنت لمشتركيهم.

ورغم اقرار الجمعية بالحاجة الى تثقيف المستهلكين بالخدمات الجديدة الا انها تعتقد أن تقديم خدمات البحث الى زبائن الهواتف الجوالة سيؤدي في النهاية الى سوق مثمرة جدا تماما مثل سوق خدمات الرسائل القصيرة التي تبلغ عن السلع المطروحة للبيع التي بلغ حجمها 600 مليون دولار في العام الماضي وحده.

والعقبة الوحيدة التي تقف حجر عثرة في وجه الهاتف الجوال هو المساحة الصغيرة لشاشة الهاتف، «فالعديد من مواقع الشبكة غير مزودة حتى الان لكي تقدم عرضا للانترنت مكيفا حسب الهواتف الجوالة» على حد قول سياتو. فلكي تواجه التحدي التقني هذا لتكييف صفحات الشبكة المصممة أصلا للكومبيوترات المكتبية اتفقت «اميركان أون لاينز» لهذا الغرض مع شركة «انفوجن أنك» وهي شركة اسرائيلية. فبدلا من اغفال أقسام كبيرة من كل صفحة لجعلها اصغر مساحة «يبدو أن الصفحات صممت اصلا للشاشات الصغيرة» كما يقول ايسلر.

ومنذ أن أطلقت «ياهو» نسخة تجريبية من «موبايل شوبنغ» للتسوق عبر الهاتف الجوال في سبتمبر الماضي تزايد عدد طلبات البحث أربعة أضعاف خاصة في عطلات نهاية الاسبوع الامر الذي يفسره سياتو على انه مؤشر مشجع لكون الناس أثناء ذلك يكونون خارج مكاتبهم. وستكون الخطوة التالية اضافة ميزات جديدة مثل مراجعات للمنتجات مع خصائصها وصورها الفوتوغرافية. «لكنك لن ترى القائمة الكاملة للمراجعات على الصفحة العليا لكنك سترى مرجعات اجمالية وتقديرات لجودة المنتجات مثل «اربع نجوم من أصل خمسة» كما يقول سياتو «لاننا لن نملأ الصفحة كلها بالنصوص». وبينما تبدو «ياهو» و«أميركان أون لاين» حذرتين من المستقبل، الا أن كاثلين ستوكهام نائبة الرئيس في شركة «موترستي» في نيويورك تعتقد أن فكرة استخدام الجوال للتأكد من موعد اقلاع طائرة، أو وصولها، أو لشراء سلعة ما ظهرت على التلفزيون هو أمر قابل للتنفيذ خلال السنتين أو الثلاث المقبلة. ولكن لماذا تظن ستوكهام المديرة السابقة في قناة التسوق في «أميركان أون لاين» والتي عملت أيضا كمديرة للتسويق في «بيست باي دوت كوم» أن ذلك أمر قابل للتنفيذ، فهو لان المستهلكين لن يحتاجوا الى أي تثقيف من أي نوع يذكر.. «فقد تطلب الامر عشر سنوات لاقناع الناس بسهولة التبضع عبر الانترنت. لكن اعتماد الجوال سيكون أكثر سرعة لكوننا أزلنا الارتباك المتعلق بفكرة شراء سلعة ما قبل ان نراها» كما تقول.