خدمة بحث «غوغل» الجديدة.. «حقل ألغام»

تتيح للعاملين الوصول إلى جميع ملفات الشركة وتطرح مشكلة تأمين المعلومات والمحتويات وخصوصياتها

TT

في عالم البرمجيات قد تكون مزية يتمتع بها شخص ما، هي فيروس الآخر، وهذا هو الحال مع برنامج «غوغل ديسك توب 3 بيتا».

لقد بدأ هذا البرنامج كمنتج مخصص للبحث يستخدم على سطح مكتب اجهزة الكومبيوتر، يعطيك القدرة على العثور على البريد الإلكتروني والملفات وصفحات الإنترنت التي جرت زيارتها أخيرا. وكانت النسخة الثانية من هذا البرنامج التي أطلقت في الخريف الماضي قد ادخلت الشريط الجانبي (سايد بار)، وهو المزية التي تضع الاخبار وما يرسله نظام «آر إس إس»، على سطح مكتب الكومبيوتر. وكشفت البرنامج عن مدى نجاح «غوغل» التي حولت ذاتها من شركة بسيطة للبحث الى مطورة للبرامج، ومزودة للمحتويات.

اما النسخة الثالثة التجريبية (بيتا) من البرنامج، فتعيد التركيز على البحث عن طريق سطح المكتب في أجهزة الكومبيوتر، لكن مع مزية جديدة اضافية هي «البحث عبر الكومبيوترات» SAC Search Across Computers، التي باتت تشكل كابوسا بالنسبة الى خبراء ومحترفي الأمن وتقنيات المعلومات، في ما يتعلق بأمن المعلومات والخصوصيات منها التي يتوقعون ان تخترق!.

تمكن هذه المزية المستخدمين العثور على الملفات الموجودة في جميع أجهزتهم الكومبيوترية، بحيث يمكنهم مثلا الوصول الى سطح مكتب كومبيوترهم الشخصي «بي سي» في المكتب وهم متنقلون خارجه بدفتر ملاحظات إلكتروني. ويبدو أن المزية هذه مفيدة جدا، وهي حتى الآن غير متوفرة في أي أدوات مجانية رئيسية للبحث على سطح المكتب مثل «كوبيرنيك» أو «ياهو».

ولكي يعمل هذا النظام يتوجب تحميل المعلومات المتعلقة بمستنداتك، أو مستندات شركتك على خادم «غوغل». وهنا تكمن المشكلة. فكما يدرك أي خبير محترف في شؤون الأمن أنه حالما تخرج المعلومات من بيئة الكومبيوتر فإنها ستكون معرضة للكشف ولن تكون مأمونة أبدا.

وتشبه هذه العملية في بعض الوجوه خدمات دعم المعلومات التي مقرها الإنترنت، مثل خدمات LiveVault InSync أو InfoSure أو EVault. فمع هذه الخدمات تقوم بتسديد رسم شهري لدعم بعض الملفات المختارة لكي تحفظ لها موقعا على الإنترنت. والفرق بينها وبين «غوغل»، أن في الاولى يكون المستخدمون مدركين لأمن الخدمات وفنون الترميز قبل ارسال أي ملف عبر الإنترنت. فهم يعلمون مثلا أن خدمات الدعم هذه تستخدم «مستوى الترميز المتطور» AES سعة 256 بت، وبثا يستخدم تقنية «الطبقات المقبسية الأمنة» SSL، وتخزن المعلومات في مركز للمعلومات والبيانات مراقب على مدار الساعة.

ومقابل ذلك يقول موجز لمزايا «غوغل» الخاصة بسطح المكتب (غوغل ديسك توب)، عن هذه العملية التالي: «بغية قيام أجهزتك الكومبيوترية بالمشاركة في ملفاتك المفهرسة، نقوم أولا بنسخ محتوياتها ووضعها في خادمات سطح المكتب التابعة لـ «غوغل» لتخزن هناك بشكل مؤقت حيث نقوم أيضا أوتوماتيكيا بإلغاء وحذف الملفات القديمة».. الخ.

وتضيف سياسة «غوغل» لسطح المكتب المتعلقة بالخصوصيات «إذا اخترت ان تنشط «عملية البحث عبر أجهزة الكومبيوتر»، تقوم «غوغل» ببث ونقل بشكل أمين نسخ عن الملفات المفهرسة الى خادمات «غوغل» لـ «سطح المكتب» بغية توفير هذه المزية. وتقوم «غوغل» بمعاملة مثل هذه المحتويات الخاصة بملفاتك المفهرسة، كمعلومات شخصية وفقا لسياسة «غوغل» المتعلقة بالخصوصيات».

ومن الممكن ترميز الملفات المفهرسة الموجودة على سطح مكتب خادمات «غوغل»، لكن اليكم ما يقوله موجز المزايا: «ان تنشيط هذه المزية من شأنها تخفيض اداء سطح مكتب «غوغل» (غوغل ديسك توب) بسبب العمل الاضافي للقيام بأعمال الترميز وفكها. ومن شأن هذه المزية استغلال نظام ويندوز للملفات المرمزة EFS.

من هنا يتبين أن «غوغل» لا تقوم بتوفير معلومات كافية لاتخاذ اي قرار، لذلك مطلوب منك ببساطة رفض العرض، لكن سطح مكتب «غوغل» (غوغل ديسك توب) يقدم العديد من أعمال الكشف للمساعدة في الحفاظ على معلوماتك مؤمنة وشخصية.

أولا ان قدرة أو «مزية البحث عبر الكومبيوترات» Search Across Computers هي معطلة بحكم الامر الساري Default، واذا ما رغبت في تجربتها عليك أن تنشطها عن طريق «الافضليات» Preferences. واذا كنت تفكر في تجربتها في كومبيوتر في مقر العمل، عليك أن تفكر طويلا وبعمق، فضلا عن استشارة دائرة تقنيات المعلومات في شركتك قبل الاقدام على أي عمل، لكون اي شيء موجود في كومبيوتر العمل هو ملك الشركة الشرعي ومسؤوليتها. كما أن جميع خبراء الأمن لا يرغبون أن يكونوا مسؤولين عن حماية المعلومات التي تقع خارج مركز الشركة، خاصة لدى وجودها في عناية شركة قد تكون عرضة الى التخريب، أو التسلل إليها، كما هو الحال مع «غوغل».

كذلك فإن «مزية البحث المفهرس عبر الكومبيوترات» SAC هي فرع من فهرس سطح المكتب الكامل لـ «غوغل» (غوغل ديسك توب)، وهو يحتوي فقط على تاريخ الشبكة Web Documents، ومستندات «باور بوينت» وملفات نصية و«بي دي إف» التي توجد عادة في ملف «ملفاتي» My Documents. وبمقدورك أن تجعل كلا من المستندات وتاريخ الشبكة قابلين للبحث، أو واحدا منهما فقط. وهذا ما يقلل المخاطر ويحد منها لكون وضع مستندات المكتب على خادم «غوغل» أمرا خطيرا لكونك لا ترغب في أن يصل أحدهم الى حسابات الربح والخسارة لشركتك، أو الى تقييم إدائك عن طريق الكومبيوتر المنزلي لاحد موظفيك.

وتنشيط مزية SAC يتطلب فتح حساب في «غوغل»، ويمكنك تأليف اسم استخدام جديد وكلمة مرور، أو استخدام «جي مايل» أو Orkut login.

قد كان استخدام مزية SAC سهلا جدا وان كان مضيعة للوقت، وفقا لما ذكره خبراء مجلة «إنفورميشن ويك»، اذ ان ترتيب فهرس من 80 ألف بند يتطلب ساعات قليلة رغم أن فهرسا من نسخة سابقة من «سطح مكتب «غوغل» (غوغل ديسك توب) كان موجودا سلفا على كومبيوتر اختبار. ولدى تنشيط SAC في الكومبيوتر الثاني ظهرت النتائج من الكومبيوتر الاول فورا مرفقة باسم الكومبيوتر الاول. ان الاسم الساري للكومبيوتر هو اسم شبكة ويندوز رغم انه يمكنك أن تغيره الى الاسم الذي ترغبه، لكن الغريب أن عمليات البحث لم تتماش مع بعضها بعضا. فالبحث عن وثيقة باسم «تشارلتون» على الكومبيوتر رقم 2 أظهر نتيجة واحدة من الكومبيوتر رقم 1، لكن عند اجراء البحث ذاته على الكومبيوتر رقم 1 ظهرت 11 وثيقة، والسبب ان الكومبيوتر رقم 2 لا يحصل على الفهرس الكامل للكومبيوتر رقم 1. انه يحصل فقط على تحديث اضافي بالنسبة الى المستندات التي جرى تعديلها بعد تشغيل SAC. وهذا أمر عملي لكون المستندات والوثائق التي تهتم بها أكثر، هي التي كنت تعمل عليها أخيرا، مما يقلل من عرض الوثائق كلها عليك، لذا يجري ارسال القليل منها اليك.

واستغرق النظر الى مستندات الكومبيوتر الثاني وتاريخ تصفح الشبكة في الكومبيوتر الاول أكثر مما هو متوقع. وانهى الكومبيوتر الثاني عملية الفهرسة، لكن ملفاته لم تظهر على نتائج الكومبيوتر الاول فورا. ولم يكن هناك ما يشير في وضع الفهرسة الى متى ستظهر هذه الملفات وبعد مضي بعض الوقت، الذي كان يكفي للفهرس كي يحدث ذاته ويعدلها، أسرعت ملفات الكومبيوتر الثاني في الظهور مدرجة على نتائج الكومبيوتر الاول، وكانت مدرجة على «صفحة البحث المتقدم»، ولم يكن هناك ما يدل على تحديث الفهرس ليشمل نتائج الكومبيوتر الثاني. في أي حال هذا منتوج تجريبي، لذلك من المؤمل أن تجري معالجته وتحديثه قبل أن تصبح النسخة النهائية جاهزة.

وعندما تقرر أنك انتهيت من عملية «البحث عبر الكومبيوترات» SAC يقوم «سطح مكتب غوغل» (غوغل ديسك توب) بتأمين زر لعملية «نظف ملفاتي من غوغل» Clear My Files From Google لازالة الفهرس من خادم «غوغل»، كما ان «غوغل» تبين ذلك في سياستها الخاصة المرسومة لخصوصية «سطح مكتب غوغل» المؤرخة في التاسع من الشهر الماضي، التي تنص على (أن معلوماتك وبياناتك ستبقى في خادمات «غوغل» لمدة 60 يوما بعد تفكيك «سطح مكتب غوغل» (غوغل ديسك توب) أو الغاء حساب «غوغل»). لكن ينبغي أيضا أن تتذكر أن فهرس المستندات سيبقى في أي من الكومبيوترات التي استخدمتها في عملية البحث بينها. ولازالة ذلك فأنت بحاجة الى تفكيك «سطح مكتب غوغل» والنقر على «لا» No عندما تسأل اذا كنت تريد حفظ الفهارس.

وإذا رغبت، ورغم كل التحفظات والقلق في المضي قدما بعملية «البحث عبر الكومبيوترات» SAC، يقوم «غوغل ديسك توب» بتأمين بعض الادوات لمساعدتك على ادارة العملية بشكل أفضل. ففي البداية يدعك «غوغل ديسك توب» شأنه شأن «إكس 1» X1 و«كوبيرنيك» ان تستثني الملفات الفردية من عناوين الإنترنت URL، لكن من الغريب أن «غوغل ديسك توب» لا يجعل هذه الامكانية تصل، أو تطاول البريد الإلكتروني، بينما تسمح كل من «كوبيرنيك» و«إكس 1» لك باختيار اي من ملفات البريد الإلكتروني ترغب في ضمها، أو استثنائها. وينبغي القيام باستثناء الملفات قبل تركيب الفهرس، فحالما تصبح هذه البنود جزءا من الفهرس هذا، تظل هناك على الدوام ما لم تقم يدويا بحذف ذلك. وهذه اضافة مرحب بها رغم انها ليست بالامر الجديد في هذه النسخة من البحث على سطح المكتب. أما «كوبيرنيك» و«إكس 1»، فلا تسمحان لك البته بإزالة أي بنود فردية من الفهرس.

وتشمل الاضافات الجديدة على «غوغل ديسك توب» القدرة على فهرسة الملفات المضغوطة ومحتوياتها واضافة البحث المتقدم عليها، وهذا ما يتيح لك تضييق البحث على أنواع معينة من الملفات، أو على ملفات محددة أعدت أخيرا. أما البحث المتقدم فهو شرطي، فاختيار الملفات مثلا، سيتيح لك البحث ضمن ملفات محددة اذا ما اخترت ذلك. كما أن البحث ضمن الملف وملفاته الفرعية وكتب الدليل، باتت الآن المزية الجديدة للنسخة الثالثة من هذه الخدمة.

كما حصلت بعض التحديثات التي تخص الشريط الجانبي Sidebar، فقد باتت هناك لوحات جديدة تتيح لك الكشف على حالة السير والمرور في المناطق المحلية، والبحث عن وظائف جديدة، ورصد المزادات العلنية في «إي باي».