كومبيوترات رخيصة للفقراء

تتيح دخول 84 في المائة من سكان البشرية المحرومين إلى عصر المعلومات

TT

سيقود تصميم اجهزة كومبيوتر رخيصة على قائمة طويلة من المنافع لعشرات الملايين من الاشخاص الذين يعيشون في القرى والمراكز الحضرية في دول العالم النامي، فأجهزة الكومبيوتر في القري تسمح للاطفال بتلقي الدروس في مناطق اغلقت فيها المدارس، وتسمح للبالغين بتعلم استراتيجية تسعير المحاصيل الزراعية. وسيارة شاحنة صغيرة مجهزة باتصالات بالاقمار الصناعية والطابعات سوف تنشر العديد من الكتب الرخيصة للاطفال في دولة مثل اوغندا.

وفي بعض الدول، مثل مصر، فان كل هذه التصاميم ستوسع القاعدة التكنولوجيه المتنامية التي تساهم في زيادة افراد الطبقة المتوسطة وبالتالي تحقيق الاستقرار السياسي.

وتجدر الاشارة الى ان مليار شخص فقط، أي 16 في المائة من اجمالي سكان البشرية وعددهم 6.5 مليار نسمة، يستخدمون الانترنت، طبقا لتقديرات «أدفانسد مايكرو ديفايزس» ADVANCED MICRO DEVICES.

وتصميم اجهزة قوية ورخيصة بدرجة كافية لكي تصل الى الذين لا يستخدمون الانترنت، قد اثبتت انها اصعب مما كان متوقعا، فجهاز سينبوتر الذي تنتجه الهند، وهو عبارة عن جهاز كومبيوتر محمول على اليد، فشل. بينما عملت البرازيل لسنوات على جهاز كومبيوتر للفقراء يعمل على نظام لينوكس المفتوح، بلا جدوى.

واوضح لويس انافيتارتي المحلل في مؤسسة غارتنر ان مبادرات من هذا النوع تحتاج الى اهتمام جديد من الجميع. ويجب على الدول النامية تعليم اولادها التقنية في سن مبكرة. ولكن الواقع يتغير عندما ننظر الى تكلفة وعمل هذه الاجهزة.

وقد ظهرت في الآونة الاخيرة بعض الافكار. وفيما يلى بعض مميزاتها وعيوبها.

جهاز نغروبونتي > التصميم: جهاز سعره مائة دولار من نيكولاس نغروبونتي ومركز الاعلام في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ويعمل طبقا لنظام تشغيل لينوكس. ويمكن ايصال الاجهزة بعضها ببعض عبر شبكة اتصال. ويسمح النظام للاشخاص بالاتصال بالانترنت لاسلكيا. والطاقة الكهربائية المستخدمة في هذا الجهاز جديدة، حيث يوجد ذراع تدوير الى جانب الجهاز، ويمكن شحن الاجهزة عن طريق الدراجات الهوائية او الطاقة الشمسية.

الايجابيات: وحد عدد من الشركاء جهودهم لدعم هذا الكومبيوتر، فشركة (ريد هات) ستنتج البرنامج الاليكتروني المستخدم، وشركة كوانتا التايوانية ستصنع الجهاز نفسه وشركة ايه ام دي ستقدم المعالجات. وعندما يظهر هذا الجهاز الجديد، سيتم شحن ما يتراوح بين 5 الى 15 مليون جهاز منه الى الصين والبرازيل والهند والارجنتين ومصر ونيجيريا وتايلاند.

السلبيات: لتحقيق السعر الرخيص، كان على منتجي الجهاز ترك بعض الملامح التقنية المهمة، فالجهاز يوجد به معالج يعمل بتردد 500 ميغاهرتز وسعة تخزينية قدرها 500 ميغابايت (على شكل ذكرة «فلاش» ـ ولن يتضمن الجهاز «سواقة») وبالرغم من كل هذه الاجراءات التي تهدف الى خفض التكلفة، فيبقى الانتظار لمعرفة ما اذا كان من الممكن التوصل لتكلفة مائة دولار في انتاج كميات كبيرة. واوضحت غارتنر ان «مائة دولار رقم في غاية التفاؤل». واضافت انه من المؤكد ان الجهاز سيكلف اكثر من ذلك. وهو ما يعني ان على الحكومات دعمه. ولسوء الحظ فإن رؤساء الدول الذين رحبوا بالقرار لم يحددوا خططهم المالية.

وبالاضافة الى ذلك فإن اجهزة كومبيوتر بدون «سواقات» فشلت تاريخيا. كما ان الشاشات الصغيرة تنفر الناس.

«الزبون الرقيق» > التصميم: «ثين كلاينت» Thin Client (الزبون الرقيق) هو عبارة عن محطة رخيصة وخفيفة تعتمد على اجهزة خادم لتخزين المعلومات. وتستخدمها المصارف وشركات الطيران والتأمين في الغرب. ويروج لها عدد من رجال الاعمال الهنود مثل راجيش جين ومن الاكاديميين مثل ديباك فاتاك وعشوق جونجونوالا لاستخدامها في المناطق الريفية.

* الايجابيات: لانها لا تحتاج الى معالجات سريعة او اقراص صلبة، يمكن انتاج «ثين كلاينت» بتكلفة تصل الى مائة دولار بما في ذلك شاشة مستعملة. وتستخدم بعض التصميمات اجهزة التلفزيون لخفض التكلفة اكثر. وحقيقة ان البرامج الالكترونية مركزة على جهاز خادم تجعل من السهولة التعامل مع عمليات التحديث والتحكم في انتشار الفيروسات. والملفت للانتباه ان القيادات المحلية وليس الشركات متعددة الجنسيات، هي التي تقف وراء هذا المشروع.

*السلبيات: يعتمد الجهاز على الخادم، ولذا اذا ما توقف الخادم توقفت الاجهزة، كما ان المستخدمين يقولون ايضا ان الجهاز يمكن ان يتباطأ كلما زاد عدد المستخدمين في نفس الوقت. كومبيوتر «إس يو في»

* كومبيوتر «أس يو في» SUV جهاز مخصص للعمل في الظروف الصعبة. وهو يعمل على بطاريات السيارات او الطاقة الشمسية، وهو محكم تماما لمنع دخول الاتربة. وقد اعدت شركة انتل و«فايا تكنولوجيز» via technologies نماذج للجهاز الجديد.

الايجابيات: يعالج هذا الجهاز المشكلتين الاساسيتين وهما الغبار والكهرباء. كما يمكن العثور على قطع الغيار بسهولة. وحقيقة ان هذه الاجهزة هي اجهزة كومبيوتر شخصية تقليدية تعنى بحصول القرويين على خبرات لوظائف عالمية حقيقية عن طريق استخدامها. وفي برنامج في كيرالا بالهند، يتعلم اطفال المدارس كيف يستخدمون الكومبيوتر، ثم يعودون الى بيوتهم لتعليم ابائهم. وقد ساهمت مقاهي الانترنت في الاسواق النامية في تعريف الناس باستخدام الكومبيوتر ايضا.

السلبيات: من المتوقع ان يصل سعر الجهاز الى 250 دولارا. وتتصور الشركات الداعمة لهذا المشروع وجود اجهزة كومبيوتر للاستخدام المشترك في القرى. كما ان هذه الاجهزة، مثل بعض الاجهزة الاخرى في هذه القائمة فشلت في معالجة مشكلة التوصيل. ففي الهند يعنى النطاق العريض بسرعة 128 كيلوبت في الثانية فقط، وفي افريقيا هي غير موجودة تقريبا. هاتف مايكروسوفت الجوال > التصميم: عرضت شركة مايكروسوفت نموذجا لجهاز محمول يمكن ان يعمل كجهاز كومبيوتر المميزات: الهاتف الجوال هو عبارة عن جهاز معروف لملايين من الناس، يستخدمونه الناس في الهند والصين اكثر ممن يستخدمون الكومبيوتر. وحتى في الدول الثرية، مثل الامارات العربية المتحدة. وتصل ملكية الهاتف المحمول الى 90 في المائة بينما ملكية اجهزة الكومبيوتر الشخصي تصل الى 20 في المائة.

السلبيات: التوصيل يمكن ان يكون مكلفا. وعلى الرغم من ان الهاتف المحمول جيد في الحصول على معلومات، فهو ليس جيدا في اداء الواجبات المدرسية ولا الحسابات المنزلية.

وهذه الاجهزة في حاجة الى لوحة مفاتيح وشاشات وتطبيقات. ومشكلة الشاشة الصغيرة اضرت بعديد من التجارب المماثلة للدول الفقيرة.

«الطرق الاربعة» > التصميم: اجرت هوليت باكارد تجارب على كومبيوتر اطلقت عليه شبكة 441 في جنوب افريقيا. (يشمل الجهاز طابعة تعمل بالطاقة الشمسية وكاميرا لاستديو متنقل ايضا). ويمكن للجهاز التعامل مع اربعة مستخدمين في نفس الوقت بأربع لغات مختلفة، عن طريق لوحة مفاتيح وشاشات متعددة. وذكرت الشركة ان الجهاز الجديد الذي يعمل بنظام 441 يخفض تكلفة الاجهزة لنفس العدد من المستخدمين بنسبة 50 في المائة ويحافظ على تكلفة الصيانة والتشغيل بنسبة 65 في المائة.

السلبيات: اوقفت الشركة تطوير الجهاز.

نظام لينوكس > التصميم: حاولت البرازيل الترويج لجهاز كومبيوتر يعتمد على نظام لينوكس لسنوات. الا ان البرنامج يتعرض لمشاكل بيروقراطية حكومية.

لايجابيات: استخدام نظام لينوكس بدلا من مايكروسوفت يخفض ثمن جهاز الكومبيوتر. وتجدر الاشارة إلى ان نظام التشغيل STARTER EDITION XP لمايكروسوفت هو نسخة من ويندوز اكس بي للعالم الثالث، يخفض بعض التكلفة. الا ان النقاد، يلاحظون ان نسخة STARTER EDITION XP ليست مرنة مثل النسخة الاصلية.

السلبيات: بالرغم من انه نظام لينوكس، الا انه يفتقر الى التطبيقات، وقضايا التلاؤم، ويؤدي الى دفع الناس نحو استخدام نظام تشغيل ويندوز.