ملابس .. بألعاب إلكترونية

ثياب تحمل في نسيجها وطياتها ألعابا وفوازير مسلية وتروج لبضائع وخدمات أخرى

TT

اذا وجدت نفسك ترتدي ملابس من شركة جديدة تدعى «إيدوك لاوندري»، احذر الغرباء، فقد يأتون اليك وأنت تسير في الشارع لفحص قميصك، ونسق حياكته. والسبب أنه من المتوقع أن تطرح الشركة هذه في اوائل شهر مارس الحالي ثوبا يتضمن في حياكته لعبة متعددة الوسائط. ومن المعتقد أن الشركة هذه التي مقرها سياتل في الولايات المتحدة هي الشركة الاولى من نوعها التي تحاول مثل هذا المنتوج الجديد في عالم الازياء.

الفكرة هذه امتداد لالعاب، هي بديل لالعاب الواقع الحقيقي التي تدعى اختصارا «أيه آر جي» ARG التي يحاول خلالها الناس حل العاب التسلية والفوازيرالتي شرعت تنتشر بكثرة على الإنترنت، لكنها تتطلب لاعبين يتعاونون للعثور على قرائن تمت الى العالم الحقيقي. وعادة تكون هذه الالعاب وسائل ترويجية لمنتجات أخرى تتضمن العاب فيديو وأفلاما سينمائية.

ومثال على العاب «إيه آر جي» لعبة «أنا أعشق النحل» عام 2004 التي كانت تعريفا لفيلم «هالو 2» الذي صورته استديوهات «بونجي ستوديوس» لحساب شركة «إكس بوكس»، ولعبة «لاست كول بوكر» عام 2005 التي روجت لفيلم الحركة والمغامرات «المسدس».

مجموعة منتجات «إيدوك لاوندري» تقوم بدمج العاب «إيه آر جي» في القمصون والقبعات والملحقات الاخرى. وتنطوي إحدى القصص على وفاة غامضة لمدير احدى الفرق الموسيقية الوهمية يدعى «بور ريتشارد». ويقوم اللاعبون بالعثور على قرائن وادلة مثل الكلمات والرموز المبطنة داخل الثياب. ثم يقومون بعد ذلك بالتوجه الى موقع على الشبكة لفك غوامض العناصر المعقدة لقصة «بور ريتشارد» وموسيقاه.

ويقول جونثان وايت كبير محرري نشرة «أرغن» ARGN على الإنترنت المتخصصة بـ «إيه آر جي» «اعتقد أنها فكرة ممتازة لم اسمع انها جربت من قبل، ألا وهي الجمع بين التحدي العقلي والفكري والملابس معا، فالثياب غالبا ما تكون نوعا من المسرة الجمالية، ولكن تبطينها وتضمينها طبقة بعد طبقة من المواد الفكرية هو ابتكار جديد تماما».

وقد تأسست «إيدوك لاوندري» على يد ألان لي المصمم الرئيسي في مؤسسة «42 إنترتيمنت» المنتجة الرئيسية لـ «إيه آر جي» وداون وايزمان زوجة جوردان مؤسس «42 إنترتيمنت». وللمساعدة في جعل الثياب التي تنتجها تقف بمفردها كماركة مشهود لها بغض النظر عن تقبل الناس أم لا لعنصر الالعاب هذه، قامت «إيدوك لاوندري» بتوظيف شون سمول المتخصص بالملابس الخارجية. ويقول لي «ان العنصر الرئيسي هو ان جميع قمصاننا تبدو جيدة الشكل جدا، فهي تجذب انتباه الجميع في الشارع»، فهي مليئة بالرسومات الفنية والاشكال المطلقة بحيث تتداخل اشكال الطيور مع البشر، أو مع أجهزة الغيتار التي قد تبدو كالاشجار. ويقول الذين شاهدوا هذه الثياب ان الشركة تتجه الى الهدف الصحيح.

وتقول غريس كيم المساعدة في قسم المشتريات في «إيفو سياتل» التي هي من أوائل المحلات التي ستعرض مجموعة «إيدوك لاوندري» انها انجذبت تماما الى خليط الرسومات وتخطيطات الغرافيك والعناية المبذولة في الجودة والتفاصيل، «وهذا ما جذبني في البداية، كالصور والرسومات والخلط بين الازياء والفن».

«إن «إيدوك لاوندري» هي شركة ثياب في المقام الاول، وشركة العاب في المقام الثاني»، على حد قول سمول الذي له باع طويل في الازياء والملابس الخارجية، وهذا ما دفعه فعلا الى القيام بعمل جديد.

في هذا الوقت اذا أخذنا بعين الاعتبار القرائن والادلة التي تتضمنها التصميمات المطبوعة على الثياب على انها من الامور الذكية، أو في بعض الاحيان حيكت داخلها، فان ذلك يعني أن «إيدوك لاوندري» تواجه تحديا في محاولة التوضيح أن مجموعتها من الثياب تتضمن أمرا اضافيا تقدمه، وبذلك فهي اشبه بمن يرفع شعارا يقول: «مجموعة ثيابنا تحمل في طياتها اسرارا» تأمل من ورائها أن تثير فضول المشترين المحتملين.

وتأتي هذه الثياب أيضا مصحوبة ببطاقات معلقة عليها تفصل الالعاب التي ستحتويها وطريقة ممارستها. ورغم أن «إيدوك لاوندري» تأمل أن يقوم زبائنها بشراء أثواب متعددة، الا انها مدركة أيضا أن بعض الاشخاص في محاولة منهم لحل لغز اللعبة سيذهبون ببساطة الى الإنترنت والعثور على رسومات من الثياب، أو القبعات التي نشرها هناك أولئك الذين اشتروها. لكن هذا لن يزعج الشركة التي تامل أنه حالما تنتشر قصة هذه الثياب والعابها فانها ستثير اهتمام العديد من الناس، وبالتالي سترتفع معدلات الشراء.