الفيروسات .. تلاحق الجوال

استعدادات لحماية الهواتف بعد ازدياد مبيعاتها 4 مرات عن الكومبيوترات العام الماضي

TT

بات بوسع اصحاب الهاتف الجوال وضع لقطات فيديو وألعاب وصور وموسيقى على جهازهم.. تُرى: هل ستضاف لهذه الهواتف مستقبلا برامج مكافحة الفيروسات؟.

اصبحت برامج حماية اجهزة الكومبيوتر من الفيروسات، شرا لا بد منه. وتحول الآن اهتمام الشركات المنتجة لهذه البرامج الى الهواتف الجوالة، إلا ان شركات هذه الهواتف لا تزال محجمة عن السير في هذا الاتجاه على اعتبار ان الهواتف الجوالة ليست بالمكان المناسب لمعالجة الجانب الأمني. فشركة «فيريزون» الاميركية، على سبيل المثال، لا ترى ان ثمة ضرورة لتنزيل زبائنها برامج لمكافحة الفيروسات على هواتفهم الجوالة. ويؤكد جيفيري نيلسون، المتحدث باسمها، ان الشركة لم تتلق طلبات من زبائنها لتزويد هواتفهم بهذه الخدمة.

إلا ان الشركات المصنعة للبرامج الواقية من الفيروسات تبدي الآن اهتماما كبيرا بالوصول الى سوق الهواتف المحمولة، إذ وصل عدد الاجهزة التي بيعت خلال العام الماضي فقط 812 مليون جهاز، مقارنة بـ 219 مليون جهاز كومبيوتر بيعت خلال نفس الفترة. وتتوقع مراكز بحوث متخصصة في السوق، ان تصل شحنات اجهزة الهواتف المحمولة وتوابعها الى مليار وحدة سنويا ابتداء من عام 2008.

وعلى الرغم من ان الأخطار التي تتهدد هذه الاجهزة لا تزال ضئيلة مقارنة بأخطار الفيروسات والتسلل التي تتهدد اجهزة الكومبيوتر، فإن خبراء في هذا المجال يرجحون ألا يستمر الوضع كما عليه الآن، أي ان الهواتف المحمولة ستصبح هدفا للفيروسات والهجمات الالكترونية الاخرى، شأنها شأن اجهزة الكومبيوتر. وخلال هذه الفترة، التي يرى البعض انها فترة الهدوء الذي يسبق العاصفة، لا يزال مصممو برامج مكافحة الفيروسات الالكترونية وشركات الهواتف الجوالة على خلاف بشأن الدفاعات المطلوبة. وبدون التوصل الى حل، ربما يخسر مستخدمو الهواتف الجوالة.ومنذ يونيو (حزيران) 2004، اكتشف 150 نوعا من الفيروسات الالكترونية التي تستهدف اجهزة الهاتف الجوال وجرى الإبلاغ عن عشرات الآلاف من الأضرار التي تسببت فيها هذه الفيروسات، إلا ان هذا الرقم ضئيل جدا مقارنة بالفيروسات التي تستهدف اجهزة الكومبيوتر التي وصل عددها الى 15 الفا.

ويقول خبراء ان الغرض من ابتكار غالبية الفيروسات الالكترونية التي من المفترض ان تستهدف اجهزة الهاتف الجوال، هو إثبات انها امر ممكن ولم تطلق حتى الآن.

ويدق بعض الشركات المصممة لبرامج مكافحة الفيروسات الالكترونية التي تستهدف الهواتف الجوالة ناقوس الخطر، مؤكدة ان عدد الهجمات سيتغير على مدى فترة عام او عامين في وقت يزداد فيه باستمرار عدد الاشخاص الذين يستخدمون اجهزة هاتف جوال ذات تقنيات متقدمة يمكن استهدافها بفيروسات الكترونية من نوع جديد. «سيمانتيك» و«ماكآفي» و«اف ـ سيكيور» من ضمن أسماء الشركات المعروفة التي تعتزم تزويد السوق بمنتجاتها من برامج مكافحة الفيروسات الالكترونية التي تستهدف اجهزة الهاتف المحمول. وكانت شركة «اف ـ سيكيور» قد وسعت في الآونة الاخيرة من علاقاتها مع شركة «نوكيا» بغرض بيع برامج لمكافحة هذه الفيروسات لمستخدمي هواتف «نوكيا». وتتوقع هذه الشركات ان تصبح منتجاتها لمكافحة الفيروسات على كل اجهزة الهاتف الجوال قريبا، ويؤكد ميكو هيبونين، كبير ضباط الأبحاث بشركة «اف ـ سيكيور»، ان كل الهواتف الجوالة ستكون مزودة مستقبلا ببرنامج لمكافحة الفيروسات الالكترونية.

إلا ان وجهة النظر هذه لا تتفق معها تماما بعض شركات الهواتف الجوالة الاميركية التي تبيع الهواتف وتوفر خدمات الاشتراك للزبائن، فشركة «فيريزون»، على سبيل المثال، عارضت بوضوح ما ذهبت إليه شركات انتاج برامج مكافحة الفيروسات الالكترونية التي تستهدف هذه الهواتف، كما ان مسؤولين في «تي ـ موبايل يو اس أي»، قالوا إن الشركة لا تزال بصدد دراسة السوق كي تحدد السبل اللازمة لتلبية احتياجات مشتركيها وزبائنها على افضل وجه، وأكدوا ايضا ان الشركة تعمل حاليا على تقييم ودراسة الأخطار التي من المحتمل ان تتهدد الأجهزة التي تبيعها الشركة لمشتركيها والزبائن العاديين على حد سواء، وتعمل في نفس الوقت على تحديد الخطوات اللازمة لمقابلة أي مخاطر محتملة. اهتمام شركات الهواتف المحمولة يتركز في الأساس على حماية شبكاتها وليس اجهزة هواتفها، لكنها اتخذت خطوات لا يراها المستخدمون مثل مسح الرسائل المتبادلة بين الهواتف لتحديد ما اذا كان أي منها يحتوي على برامج ضارة. وقال ممثل «تي موبايل يو اس أي»، إن الشركة تستخدم اجهزة للمسح والتدقيق في فحص رسائل الجوال القصيرة لكشف الشفرات الضارة. ويقول مسؤولون فنيون في هذه الشركات ان الشفرات ذات الصلة بفيروسات الهواتف المحمولة لا تزال محدودة وغالبيتها مرتبط بالرسائل المكتوبة القصيرة التي يتبادلها اصحاب هذه الهواتف.