«نقطة ساخنة» جوالة تتيح لك الاتصال بالإنترنت

احملها معك أينما ذهبت للتواصل في جميع الأوقات والأمكنة التي لا تغطيها شبكة «واي ـ فاي»

TT

هل ترغب أن تكون مواكبا العصر؟ احصل على نقطة «واي ـ فاي» ساخنة متنقلة يمكن حملها، لانه حيثما كنت ورغبت في دخول الإنترنت يتوجب عليك البحث عن مقهى موصول لاسلكيا، أو تسديد مبلغ 24 دولارا في الليلة أجرة أحد الفنادق. وبدلا عن كل ذلك يمكنك السفر بصحبة علبة صغيرة توصلها بمأخذ، أو مقبس للتيار الكهربائي، أو حتى بمقبس ولاعة السجائر في السيارة، ليصبح بإمكان أي شخص على مسافة 200 قدم منها دخول الإنترنت بسرعة عالية جدا من دون أسلاك.

مثل هذه العلب موجودة فعلا وتأتي من شركات مثل «كايوسيرا» و«جنكسيون» و«توب غلوبال». وهي رائعة كوصفها، الا انه من سوء الحظ فان السلعة هذه جديدة تماما بحيث لم يجر الاتفاق بعد على الاسم، فأسم «البقعة الساخنة المحمولة» أو «الجوالة» يبدو وكأنه عملية وصف أكثر منه كاسم، واسم «البوابة الخلوية» يميل أكثر ناحية الترميز، أما الاسم الذي أطلقته عليها الشركة الصانعة «كايوسيرا» فهو «الناقل المحمول»، أو الجوال، وهو اسم جيد لا بأس به.

ولكن ينبغي أن تدرك قبل كل شيء أن مثل هذه العلب لا تعمل بمفردها، إذ تتطلب كل واحدة منها ادخال بطاقة «بي سي» الخاصة بالكومبيوترات الحضنية التي توفرها شركات الخدمات الهاتفية الجوالة مثل «فيريزون» و«سبرنت» و«سنغيولار». وتؤمن البطاقة هذه وصلا بالإنترنت بفضل جهود شركات الجيل الثالث من الشبكات الخليوية (الجوالة) لنقل المعلومات ذات السرعة العالية. إذ تقوم العلبة باعادة بث هذا الاتصال كاشارة «واي ـ فاي» بحيث يمكن لجميع الكومبيوترات القريبة، وليس أحدها فقط من المحظوظين الاتصال بالإنترنت.

* شبكات لاسلكية

* وبوجود مثل هذه البطاقات يمكنك الاتصال بالإنترنت من اي مكان توجد فيه اشارة خليوية، في سيارة التاكسي، في الحافلة، في غرف الانتظار، وفي اي مكان. وفي المدن الرئيسية الكبرى تكون سرعة نقل البيانات مريحة جدا تماما مثل النقل عبر الخطوط الرقمية للمشتركين «دي. إس. إل.» أو المودم الكابلي الابطأ قليلا (400 الى 700 كيلوبت في الثانية). وفي مناطق اخرى يمكنك الاتصال بالشبكة، ولكن بسرعة تفوق قليلا سرعة المودم الهاتفي. وعليك أن تتذكر أيضا أن سرعة التحميل هي أبطأ كثيرا من سرعة الانزال.

وقد تسأل إذا كان بمقدورك أن تجهز كومبيوترك الحضني بواحدة من هذه البطاقات التي تثير الاعجاب؟ فهل أنت بحاجة فعلا الى ناقل جوال يقوم بترجمة الوصلة الخليوية الى وصلة عن طريق شبكة «واي ـ فاي»؟

بداية ليست جميع الكومبيوترات مجهزة بالشق، أو بالفتحة الضرورية لادخال البطاقة فيها. ثانيا أن «الناقل المحمول» بمقدوره استيعاب الات لاتملك أي مزايا لاسلكية أبدا، مثل الكومبيوترات التي توضع على سطح المكاتب، وذلك بفضل المقابس القياسية العادية لشبكة الـ «إيثرنيت» الموجودة على ظهره.

زيادة على ذلك فان شبكة «واي ـ فاي» تتيح الى العديد من أجهزة الكومبيوتر الاشتراك باشارة الإنترنت ذاتها، من هنا فان خدمة بطاقة بي سي الخليوية هي مكلفة جدا بحدود 60 دولارا في الشهر للاستخدام غير المحدود. وهذا، كما ذكرنا، مكلف جدا بالنسبة الى جهاز كومبيوتر واحد لكي يرتبط بالإنترنت. أما الناقل المحمول فانه يفتح لك الاشارة لاي جهاز كومبيوتر يقع ضمن مسافة 200 قدم مقابل 60 دولارا شهريا، وهو أمر يمكن استساغته عندما يكون 10 الى 20 شخصا يشاركون في دخول الشبكة.

وباتت «النواقل المحمولة» أو المتنقلة (الجوالة) من المعدات الاساسية للمسافرين بحيث تقوم شركات القطارات والحافلات باجراء تجارب على هذه العلب للتأكد من أن وجود شبكات «واي ـ فاي» عالية السرعة على متن هذه القطارات والحافلات قد تعجب المسافرين. كما إنها أصبحت من المرافق العادية لإذاعة، أو بث العروض التلفزيونية والسينمائية، وبالنسبة أيضا الى فرق الروك بحيث يمكنهم من الكشف على بريدهم الإلكتروني، أو تصفح الإنترنت حيثما كانوا، أو لدى وجودهم في حافلتهم التي تنقلهم من مكان الى آخر.

وتكون النواقل المتنقلة هذه مفيدة أيضا حتى في البيئات الثابتة والاشغال الصغيرة بحيث يمكن استخدام واحدة منها كوصلة احتياطية للدعم كلما انقطع التيار الكهربائي، لأنها تستمد طاقتها من السيارة، أو من بطارية احتياطية.

ويقوم العديد من الاشخاص الان بالاستغناء عن الخطوط الرقمية الهاتفية «دي. إس. إل» في منازلهم، أو خدمة الموديم الكابلي كلية. فبدلا من تحمل كلفتين للاتصال بالإنترنت، واحدة للموديم الكابلي والاخرى بالنسبة الى كومبيوتر حضني متصل بالشبكة الخليوية، فانهم يستخدمون الان البطاقة الخليوية في منازلهم، وعلى الطرقات لتوفير الكثير من المال.

ولاستخدام الناقل المحمول أدخل بطاقة الكومبيوتر الخليوية (التي ينبغي تنشيطها أولا في الكومبيوتر الحضني ويندوز). ثم قم بوصل الناقل الى جهازك الكومبيوتري مستخدما كابل إثيرنيت (يأتي مع الناقل) واطبع عنوان العلبة الرقمي على متصفح الشبكة الخاص بك لترى أمامك صفحة الترتيبات والتقسيمات. وهنا عليك أن تبين أي نوع من بطاقات بي سي تملك، كبطاقة «نوفاتيل» مثلا، أو «سيارا وايرليس». قم بتشغيل حامي كلمة المرور، واعبث بصفحات وصفحات من الشبكة وترتيبات الحماية والأمن اذا كنت من هذا النوع.

والعلبة التي تصنعها شركة «جنكسيون» وسعرها 600 دولار عبارة عن بلاطة كبيرة من الصفائح المعدنية الملفوفة، منظرها غير جذاب باستثناء طلائها الاخضر. ويبلغ حجمها 6.3 ـ 10.3 ـ 1.1 بوصة (البوصة 2.5 سم تقريبا). وبالنسبة الى مثل هذا السعر فقد يتوقع المرء أكثر، كما ان المتحمسين الى مثل هذه الاشياء قد يتوقعون أن تكون الاشارة اللاسلكية 802.11 غيغاهيرتز بدلا من اشارة النسخة القديمة «بي». علاوة على ذلك فان علبة «جنكسيون» تملك مزايا أخرى كالقدرة على تحية الزملاء العاملين معك عبر الشاشة والترحيب بهم.

أما العلبة الجديدةKR1 من «كيوسيرا» التي طورتها بالاشتراك مع «دي ـ لنك» فهي أكثر جاذبية لسببين رئيسيين، الاول هو أن سعرها ثلث العلبة الاولى، أي 200 دولار. كما أنها أصغر كثيرا وأفضل شكلا. ويبلغ حجمها 8.5 ـ 5.3 ـ 0.3 بوصة وتبدو وكأنها منتوج تجاري نهائي.

ولكن ينبغي الملاحظة هنا أن علبةKR1 تعمل فقط مع الخدمات التي تقدمها شركة «فيريزون» وبطاقات «سبرينت»، أو كما يقول الفنيون فانها تعمل فقط على شبكات EV-DO. وعلى خلافها سيمكن للمنتجات المنافسة لها استيعاب أي بطاقة من أي خدمة كانت بما في ذلك خدمة الوصل بالنطاق العريض «برود باند كونيكت» الجديد من «سنغيولار» الذي يتوفر حاليا في 16مدينة أميركية.

ومن ناحية أخرى فان علبةKR1 يمكنها الاتصال بالإنترنت عبر الهواتف الجوالة العاملة على شبكات EV-DO بدلا من بطاقات سي دي. أي يمكن وصل هاتف «سامسونغ إيه 890» أو «أوديوفوكس 8940» على سبيل المثال بكابل ممتد من فتحة «يو. إس. بي» ليتحول الهاتف الى نوع من هوائي الإنترنت بالنسبة الى «الناقل المحمول».

واذا كانت علبة جنكسيون تمثل غياب التصميم الصناعي كلية فان «3 جي فيوبس» من «توب غلوبال» تمثل أعلى التصاميم. فهذا «الناقل المحمول» هو عبارة عن هرم بلاستيكي أبيض، أو رمادي، أو أسود بحجم 7 ـ 7 ـ 5.5 بوصة والذي لا يحاول أن يقوم بأي محاولة لان يبدو كقطعة من معدات الشبكات. فأنت إما أن تحب مثل هذا المسعى، أو الشكل، أو لا.

واذا وضعنا مسألة التصميم جانبا فان «فيوبس» عنده الكثير لكي يوصي باستخدامه، فهو الطراز الوحيد بمفتاح للتشغيل والتوقيف بواجهة من المرمر المصنوع من الكروم، كما انه الطراز الوحيد الذي عند استخدامه مع بطاقات «سبرينت» أو «فريزون» ترتب ذاتها بذاتها أوتوماتيكيا، مما تجعلك تتجاوز خطوات التحضير والتشغيل التي تنطوي على كابل الـ «إثيرنيت» ومتصفح الشبكة. فما عليك سوى قبس العلبة وادخال البطاقة للشروع في تصفح الشبكة في بساطة متناهية.

العقبة الوحيدة قد تكون هي مقبس الـ «إثيرنيت» في الظهر الذي يبلغ سعره 400 دولار، وبالتالي صعوبة العثور على محل لشرائه. ولا بد هنا من ذكر السعادة الغامرة التي تعتريك وأنت تحمل معك نقطة ساخنة من شبكة «واي ـ فاي» جاهزة لكي يستمتع بها جميع الرفاق والزملاء كلما عثرت على مأخذ للتيار الكهربائي، حتى ولو كان ذلك مقبس ولاعة السجائر في السيارة.

ولكن ليس الجميع سعداء بهذا المنتوج، فشركة «فريزون» اللاسلكية بوجه خاص تعترض بشدة على لسان الناطقة باسمها بريندا راني التي تقول: «الدخول الى النطاقات العريضة أمر مصمم للافراد وليس الجماعات. ولدى قيام هؤلاء باستخدام أجهزة غير مصرح بها للمشاركة في الخدمة، فهم بذلك يخالفون اتفاقات الخدمة التي عقدوها».

بيد أن مثل هذا الاعتراض قد يبدو مألوفا لاي شخص يتذكر الايام الاولى لعصر المودم الكابلي. فقد ساور شركات الكابلات الامل في البداية أن تفرض رسما قدره 40 دولارا شهريا مقابل كل جهاز كومبيوتر موجود في كل منزل، وحاولت بكل ما في وسعها جعل الناس يمتنعون عن وصل نواقل الشبكة التي تتيح المشاركة في الاشارة. لكن في نهاية المطاف تغلب المنطق وخسرت شركات الكابلات وباتت جميع المنازل اليوم، سواء كانت مرتبطة بالكابلات، أو بالخطوط الرقمية الهاتفية يتشارك فيها أكثر من جهاز كومبيوتر.

فإذا أعجبتك فكرة هذه النواقل المحمولة (الجوالة)، فان أيا من هذه النقاط الساخنة الموجودة في علبة بإمكانها أن تقوم بالمهمة. ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار المظهر الخارجي والسعر المتدني فانKR1 من «كايوسيرا» هو الافضل شرط أن تكون من زبائن «سبرنت»، أو «فريزون». والى أن تقوم الامم المتحدة بتغطية الارض كلها بغطاء كامل من شبكات «واي ـ فاي»، فان مثل هذه الاجهزة هي الافضل لاجراء الاتصال اللاسلكي اينما ذهبت وحيثما حللت.