روبوتات مطورة لألعاب «ليغو»

يساهم في تصميمها 100 متطوع من المبرمجين الهواة من خارج الشركة

TT

عندما تلقى غييوف غراي، مكالمة هاتفية في عمله من شركة «ليغو» Lego أخيرا، شرع هذا الشخص، الذي يهوى هذه المكعبات البلاستيكية، يقفز من الفرح حولها.

وغراي هو واحد من 100 شخص اختارتهم «ليغو» اخيرا ليكونوا أعضاء في برنامج «مايندستورمس» للتطوير. وسيكون هؤلاء الاعضاء من اوائل افراد الجمهور الذين سيضعون أيديهم على «مايندستورمس إن إكس تي»، أحدث جيل لالعاب الروبوت التي يمكن برمجتها.

ألعاب «ليغو» التي تراوح بين مكعبات البناء القديمة الى مجموعات «مايندستورمس» المتطورة جدا، حظيت بنوع من الوله من قِبل الكثيرين في السنوات الاخيرة، وهذا يرجع في غالبيته الى جهود الشركة لاحتواء واحتضان زبائنها المتزايدين. ففي العام الماضي على سبيل المثال، اكتشف بعض هواة «ليغو» اسلوبا الى التسلل الى عدد وأدوات التطوير الموجودة في موقع الشركة على شبكة الانترنت. وبدلا من ملاحقتهم قضائيا، كان رد فعل الشركة بالقول ما معناه «ان ما فعلتموه كان رائعا».

ويقول غراي إن الشركات غالبا ما تكون قلقة من ملاحقتها قضائيا وجرها الى المحاكم، لذلك فهي تنغلق على نفسها مبتعدة عن الفرص السانحة، لكن لسان حال «ليغو» يبدو انه يقول: ما الذي يضيرنا اذا ما جاء أحدهم بأسلوب مغاير لانجاز الاشياء.

* روبوتات ألعاب

* برنامج تطوير «مايندستورمس» هو أحدث اسلوب لاحتضان الزبائن، لذلك سيكون أمام المعجبين المائة بـ «ليغو»، الفرصة لتطوير المنتوج عن طريق اختباره عمليا بأساليب لم تدركها «ليغو» من قبل، وبالتالي مشاركة انطباعاتهم مع المديرين التنفيذيين في «مايندستورمس».

ونقل موقع «سي نت» عن غراي الذي يقوم بدعم برامج المشاريع لمايكروسوفت، انه يعتقد أنه من المهم بالنسبة الى «ليغو» أن تسمح للذين يستخدمون منتجاتها المشاركة في «مايندستورمس»، واضاف «انا مدرك من الاعمال التجريبية التي قمت بها لشركة مايكروسوفت، أن المعلومات وردود الفعل التي نتحصل عليها من الزبائن مختلفة تماما عن ردود الفعل التي نتحصل عليها عادة من الذين يختبرون المشاريع التجريبية».

ويبدو أن العاب «مايندستورمس إن إكس تي»، قد اثارت حماسة العديد من الاشخاص، اضافة الى غراي ورفاقه من المبرمجين. فهي آخر تحديث لمجموعة «ليغو» من المكعبات التي يمكن برمجتها والتي ظهرت لاول مرة في عام 1998، لكن التغيير الذي حصل عام 2006، والذي من المتوقع أن يتوفر للجمهور في أغسطس (آب) المقبل، من شأنه أن يوفر للمستخدمين القدرة على تشييد الروبوتات وبرمجتها التي تتضمن مستشعرات للنظر وللصوت، والتي يمكن السيطرة عليها لاسلكيا باستخدام تقنيات «بلوتوث»، كما هو الحال في الهواتف الجوالة.

وذكر مدير «مايندستورمس» سورين لند، أن فريقه يدرك أن النداء المفتوح لوضع استخدامات للبرنامج التطويري هذا من شأنه تنشيط الجماعة المتحمسة لـ «ليغو»، لكنه غير متأكد من عدد الاشخاص الذين سيجيدون العمل لتأهيلهم لدخول المسابقة، وقال «اسيكون امرا حسنا لو حصلنا على 1000 مشترك، لكن إذا حصلنا على 2000 مشترك، فإن هذا سيكون في منتهى الجنون».

وكادت الاستجابة الفعلية أن تفقد لند ومن معه من زملائه عقولهم، فقد تلقوا نحو 9600 طلب من 79 بلدا. وهذا ما جعل عملية غربلة الطلبات التي توقفت عند الرقم 100، منهم 14 كانوا مشتركين سلفا بشكل سري قبل الاعلان عنها رسميا، عملية صعبة.

وأضاف لند «لقد قلصنا العدد في الخطوة الاولى من 9600 الى 450 ثم الى 150. عند ذلك أصبحت العملية أكثر صعوبة لكونهم جميعا جيدين، مما جعلني اتأسف على الاشخاص الذين لم تخترهم «ليغو». والاشخاص الـ 100 من أعضاء برمجة التطوير الذين أعلنتهم «ليغو» ينتمون الى 26 بلدا (رغم أن 40% منهم أميركيون)، تتراوح أعمارهم بين الـ 18 و75 سنة. وهم جميعهم تقنيون من الدرجة الاولى. غير ان ستة منهم نساء فقط»، واضاف لند ان «ليغو» كانت تبحث عن اشخاص لهم خبرة واسعة في أي من هذه الحقول الثلاثة، أو جميعها. الاول كانت الشركة تبحث عن أشخاص اظهروا القدرة على تشييد بعض الروبوتات المعقدة. الثاني أرادت «ليغو» أشخاصا أبدوا القدرة على كتابة شيء مهم يتعلق بالبرنامج، سواء كان كتابا، أو مراجعة، أو «بلوغس» (مدونات يومية على الشبكة)، أو مادة تدريبية حول «مايندستورمس».

وأخيرا كانت الشركة هذه تبحث عن أشخاص بمقدورهم التسلل الى موقعها على الشبكة ومساعدتها على انتاج بيئة برمجية ثالثة.

وبالنسبة الى بيل تيني، مطور البرامج في شركة «فلاش» في مدينة سياتل في الولايات المتحدة، فإن تذكرة الدخول الى برنامج «مايندستورمس» الجديد هذا كان تصميمه على برمجة روبوتاتها على كومبيوترات ماكنتوش. ويقول تيني «انا مستخدم شره لكومبيوترات ماكنتوش، ولكون «مايندستورمس» لم تفتح أبوابها سابقا الى هذه العائلة من الكومبيوترات، فإنني أعتقد أنه ينبغي اختبارها عليها».

ويرفض كل من تيني وغراي الافصاح تماما عن نوع الروبوتات التي سيبنونها بصفتهما عضوين في برنامج التطوير، لان كلا منهما وقع على إقرار بعدم الافصاح، لكن من المحتمل أن يقوم الـ 114 شخصا المشاركين في البرنامج (14 منهم ينتمون ربما الى شركة «ليغو» نفسها)، بتشييد كل أنواع الحشرات والوحوش والحيوانات والابطال المتفوقين والحيوانات الطائرة.

وخلال معرض الالكترونيات الاستهلاكية الذي أقيم في لاس فيغاس في يناير (كانون الثاني) الماضي، قام لند بعرض مجموعة من روبوتات «مايندستورمس إن إكس تي»، شملت عقربا من شأنه أن يلدغ أيدي المعجبين، وروبوتا يعمل بوضع قطع النقد داخله، وروبوتا آخر يتحرك على الطاولات ويشعر بوجود الكرات عليها والتقاطها.

* تصاميم متميزة

* وأضاف لند أن «ليغو» حاولت أن تتأكد من أن المجموعة متنوعة الجنسيات، وأن كل مجموعة من الفئات الثلاث من المختارين متساوون في التمثيل، لكن خياره المفضل كان شخصا لم يكن يتوقع أن ينتهي في برنامج كهذا. لقد كان استاذا في جامعة بيركلي في الخامسة والسبعين من عمره، الذي قدم طلبا للانضمام قائلا انه راغب في استخدام «مايندستورم إن إكس تي» كأداة تعليم في صفوفه الجامعية. أما لند فلم يسعه الانتظار قبل أن يلحق هذا الرجل الى البرنامج. وفي الواقع خضع هذا الرجل الى عملية المسح والاختيار «أليس ذلك رائعا» كما يقول لند. والامر الذي ساعد «ليغو» على أن يكون الذين تقدموا الى البرنامج جادين في عملهم، هو أن الذين جرى اختيارهم سيحصلون على منتج مجاني من «مايندستورمس». ورغم أنهم سيحصلون أيضا على تخفيض بسيط من من المنتجات التي سيشترونها لاحقا، إلا أن الاغراء الحقيقي، كما يقول لند، هو الفرصة في الاشتراك في وقت باكر وتقديم ما يرونه مناسبا بالنسبة الى المنتجات الجديدة، وهذا ما يردده فعلا بعض الذين جرى اختيارهم.

ويعلق غراي (الذي يعمل أيضا الى جانب عمله مع مايكروسوفت في تحرير مجلة «بريك» لهواة ألعاب «ليغو»)، على كل ذلك بقوله «أرغب في النظر في كل جانب من جوانب لعبة «إن إكس تي»، سواء على صعيد البرمجيات أو العتاد (الجهاز)، التي من شأنها أن تؤثر عليّ، أو على أطفالي بأي شكل من الاشكال سلبا أو إيجابا، وأن أرى إمكانية ادخال أفكاري في التصميمات الجديدة، وأن استغل هذه الخبرة لتطبيقها لتمكينهم ـ أي «ليغو» ـ للحصول على منتجات ناجحة جدا»، ويضيف لند وهذا ما سيحصل بالضبط، وأضاف «انه شأن كبير بالنسبة الى «ليغو»، فالامر الاول الذي سنطلبه منهم هو الضرب على منتجاتنا، أي معاملتها بقساوة بالغة».ويأمل لند في نهاية المطاف أن يقوم العديد من أعضاء برنامج التطوير بابتكار روبوتات رائعة تمكن ليغو أن تعرضها على موقعها Mindstorms NXT Web في اليوم ذاته لدى اطلاق المنتج في الاسواق خلال الصيف الحالي.