«أكباك» (ACCPAC) شركة أميركية متخصصة بالبرامج. وعلى الرغم من رأسمالها الذي يصل إلى 6 مليارات دولار أميركي هي في الواقع مملوكة من شركة «كومبيوتر أسوشياتس» التي تعد من كبرى شركات البرمجة على مستوى العالم. وتتخصص «أكباك» ببرامج المحاسبة بشكل خاص، وتقدم حلولا شاملة للأعمال الإلكترونية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تتميز بمرونة عالية بحيث يمكنها أن تتطور مع تطور حجم الشركة بكل سهولة وبدون الحاجة إلى تغييرات شاملة مكلفة. وقد أبدت «أكباك» أخيرا اهتماما خاصا بالمنطقة العربية تمثل بالعديد من الخطوات الهامة، كان إحداها فتح مكتب إقليمي له لخدمة المنطقة في مدينة دبي للإنترنت. ولعل من أهم هذه الخطوات استثمار الشركة في تعريب برمجياتها، ففي لقاء أجرته «الشرق الأوسط» مع مارك فاندرفن المدير الإقليمي للشركة في الشرق الوسط، أثناء مشاركته في معرض جيتكس القاهرة 2001، صرح لنا بأن النسخ المعربة من حلول «أكباك» ستطلق في أسواق المنطقة خلال شهرين من الآن، حيث تعمل الشركة حاليا على تعريبها في الأردن. ويقول فاندرفن «تتميز حلول «أكباك» المحاسبية عن غيرها من مئات وربما الآلاف من الحلول بانتشارها الواسع من جهة وبوصولها إلى مستوى من الاتقان جعل جامعات كندا (الموطن الأصلي لشركة «أكباك») تختارها لتكون جزءا أساسيا من منهاج تدريس المحاسبة فيها، التي تحرص على تزويد طلبتها بالخبرة العملية على التطبيقات الكومبيوترية المناسبة قبل خروجهم إلى الحياة العملية». ويضيف «وبعد أن نشرنا ذلك في مناطق عديدة من العالم، ها نحن الآن نحاول أن نفعل نفس الشيء في منطقة الشرق الأوسط، إذ لدينا الآن برنامج للتدريب على استخدام «أكباك» في جامعة الملك عبد العزيز في السعودية، كما أن لدينا خطط اًلتطبيق ذلك في الأردن والإمارات سنعلن عنها قريبا». ويرى فاندرفن أن تصميم «أكباك» يتيح للطلبة بعد تخرجهم التعامل مع أي نظام محاسبة على الكومبيوتر وليس مع «أكباك» فقط، كما أن اعتماده في الجامعات الكندية منذ زمن قد ساهم في توفر مجموعة من الكتب التي كتبها أساتذة متخصصون تشرح استخدامه بأسلوب تعليمي أكاديمي، من النادر أن يتوفر لأي برنامج آخر. ويقول فاندرفن ان هذه الخطوة تشكل مساهمة من «أكباك» في تعويض النقص الكبير في الأيدي العاملة المتخصصة بتقنية المعلومات والتي يعاني منها العالم بشكل عام، ويضيف «لن يحتاج المتخرج من جامعة تدرس «أكباك» أن يبحث عن عمل لأنه عدا عن الحاجة العالمية لأفراد يجمعون بين مهارة المحاسبة واستخدام التقنيات الحديثة، لدينا أصلا قائمة كبيرة من الزبائن المنتشرين في جميع أنحاء العالم، والذين يطلبون منا دائما مساعدتهم في إيجاد موظفين جدد لديهم الخبرة المطلوبة».
ومن المزايا الأخرى لنظام «أكباك» تقديمه لبيئة وعدة تطوير تتيح للمطورين تقديم حلول قائمة عليه بسهولة، وهو الأمر الذي يوفر لمن يقوم بذلك العديد من الفوائد القيمة، فمن جهة يجعل كل شركة إضفاء خصوصيتها على أنظمتها، كما أنه يمكن أن يساعد على إنتاج تطبيقات جديدة. وهذه النقطة الأخيرة تشكل برأي فاندرفن ميزة هامة جدا إذ أنها ستوفر للشركات المنتجة لهذه التطبيقات مصدر دخل جديد، إذ يقول «كلما طور أحد زبائننا تطبيقا يحتاجه زبائن آخرون فإننا نساعده على تحديد هؤلاء الزبائن ونسوقه بينهم بالنيابة عنه حتى يقوموا بشرائه بدلا من أن نصممه لهم من الصفر أو يضطروا هم لتصميمه بأنفسهم الأمر الذي قد يكلفهم مبالغ كبيرة، وقد قمنا بذلك في الفترة الأخيرة عندما سوقنا برنامجا صممته شركة في دبي لصناعة الخرسانة الجاهزة، اشترته شركة أخرى كانت تحتاجه».
وحتى يتواكب مع الاتجاهات التقنية الحديثة التي تتجه نحو تنفيذ الأعمال إلكترونيا، تطرح شركة «أكباك» امكانية استخدام تطبيقاتها من خلال الإنترنت أو بما يعرف بخدمة تأجير التطبيقات (ASP)، مما يسمح للمؤسسات الصغيرة التي لا ترغب بشراء التطبيق وشراء أجهزة كومبيوتر مناسبة لتثبيته عليها، أن تستخدمه من خلال أجهزة خادمة آمنة لدى مراكز بيانات متخصصة مقابل اشتراك شهري، يحدد حسب مدة استخدامه وعدد مستخدميه والحلول المطلوبة منه. وعن مدى إمكانية تقديم هذه الخدمة في المنطقة العربية قال فاندرفن «نحن لسنا في عجلة من أمرنا، وإن كنا نتفاوض حاليا مع مزود خدمة ASP محلي لتوفيره لمن يرغب بذلك في هذه المنطقة، والذي قد نعلن عن اسمه قريبا». وبشكل عام فإن ما تسعى إليه «أكباك» حاليا هو توسعة قاعدة زبائنها في المنطقة من خلال النشاطات التي ذكرت أعلاه، ومن خلال جولات ميدانية لاستقطاب شركاء محليين، وللتعريف بهذا المنتج الذي يعتمد على خبرة تمتد لعشرين عاما، وسمعة طيبة تدعمها العديد من جمعيات المحاسبين في الولايات المتحدة وبريطانيا، بالإضافة إلى تميزه بسعر مناسب جدا مقارنة مع منافسيه نظرا لمزاياه العديدة، كما قال لنا فاندرفن.
لمزيد من المعلومات: wwwaccpaccom وwwwaccpaconlinecom