لارا كروفت بطلة ألعاب المغامرات تعود إلى الأضواء

لعبة «تومب ريدر: ليجند»: عودة لإبداعات الماضي واقتباس عناصر ناجحة من ألعاب أخرى

TT

مضى عقد من الزمن على تعرّف اللاعبين للإصدار الأوّل الرائع للعبة تومب ريدرTomb Raider ولشخصيّة لارا كروفت Lara Croft التي أعطت جاذبيّة جديدة لشخصيّات الألعاب، من ثمّ أصبحت بطلة في شاشات السينما في فيلمين ناجحين من بطولة كبار نجوم التمثيل، ويتمّ تصوير الجزء الثالث الآن. ودخلت لارا كروفت حديثا موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة كأكثر الشخصيّات ظهورا على أغلفة المجلات. وفي السنوات العشر التي مرّت منذ ولادة هذه اللعبة، تطوّرت الألعاب الإلكترونيّة بشكل كبير، ولكنّ سلسلة ألعاب تومب ريدر لم تتطوّر بنفس المقدار والسرعة، وعانت من مشاكل تقنيّة مثل التحكم السيّئ وزوايا تصوير غير مناسبة. ولكنّ شركة آيدوسEidos الناشرة (شركة كور Core هي الشركة المصمّمة لسلسلة ألعاب تومب ريدر سابقا، والتي لم تستطع تطوير اللعبة بشكل مناسب في الإصدارات اللاحقة، الأمر الذي جعل شركة آيدوس تستعين بخبرات شركة كرسيتال دايناميكس Crystal Dynamics قرّرت إرجاع ما جعل الجزء الأوّل ممتعا: الكثير من الألغاز والحركة في بيئة ساحرة، وباستخدام أسلوب تحكم بسيط.

هذا الأمر أعاد لعبة تومب ريدر إلى الحياة مرّة أخرى في إصدار جديد اسمه تومب ريدر: ليجند Tomb Raider: Legend، وأدخلها فعليّا في عالم ألعاب القرن الحادي والعشرين. واقتبس فريق كرسيتال دايناميكس الكثير من العناصر من ألعاب أخرى ممتازة، مثل التحكم الممتاز لثلاثيّة برينس أوف بيرشيا Prince Of Persia الجديدة، وألغاز سلسلة ألعاب ميترويدMetroid وزيلدا Zelda، ومشاهد تفاعلية من سلسلة ألعاب ريزدنت إيفل Resident Evil وشينموShenmue وغاد أوف وور God Of War. تومب ريدر: ليجند تكمل محاولات لارا كروفت في معرفة ماضيها، وبالتحديد التحقيق في وفاة والدتها قبل بضع سنوات. وتتابع الأحداث وتترابط بطريقة ما مع أسطورة الملك آرثر والسيف السحريّ الذي تمّ تحطيمه إلى عدّة أجزاء متناثرة حول العالم. هذه القصة تعطي لارا كروفت السبب للانتقال منطقة بريّة لأخرى بحثا عن الآثار هذه. اللعبة تأخذ اللاعب إلى بلدان مثل غانا وبيرو واليابان وإنجلترا وكازخستان، ومناطق مثل منشأة أبحاث مهجورة وناطحات سحاب ضخمة وحتى قرية قديمة. تنوّع المراحل ممتع ويجلب روحا جميلة للعبة.

* ألغاز ممتعة أوّل ما يلاحظه اللاعب في هذا الإصدار هو كثرة الألغاز التي يجب استخدام عناصر موجودة في البيئة لحلّها. ويمكن للارا كروفت أن تقفز من وإلى أعمدة متباعدة، أو أن تقوم بالتدليّ من على طرف جبل ما والتحرك إلى اليمين أو اليسار، أو القفز من حبل إلى آخر أثناء التأرجح، أو القفز منصة لأخرى من على ارتفاعات كبيرة، أو حتى استخدام أداة خاصة تلتصق بالأسطح، ومن ثمّ تقوم لارا كروفت برفع نفسها باستخدام حبل مدمج في هذه الأداة. التحدي في هذه اللعبة موجود بسبب عدم قدرة اللاعب على معرفة طريقة حلّ اللغز الموجود أمامه مباشرة، الأمر الذي يعيق تقدمه في اللعبة. وبعض الألعاب تفرض مستوى تحدّ معيّنا على اللاعب عن طريق طلب قفزات دقيقة جدّا منه أو التحرك من مكان إلى آخر في وقت ضيّق. لعبة تومب ريدر: ليجند تهدف لإرجاع روعة الجزء الأوّل والذي تميّز بألغازه الرائعة والممتعة. تصميم المراحل والألغاز ممتاز ويرضي اللاعبين جميعا، ويجبر اللاعب على استخدام البيئة، تماما مثل سلسلة ألعاب برينس أوف بيرشيا، حيث يجب على اللاعب استكشاف المنطقة قبل أن يستطيع معرفة حلّ اللغز الموجود فيها، أو القفز من مكان لآخر عن طريق الصدفة (في أماكن قليلة جدّا). ويمكن إطلاق النار على عناصر معيّنة في اللعبة (يتمّ عرض أيقونة على الشاشة بالقرب من هذه العناصر) مثل تفجير براميل أو إيقاع عمدان أثريّة على الأعداء. موت شخصيّة اللاعب ليس أمرا مهما كثيرا في هذه اللعبة، حيث انّ نقاط الاستمرار (أماكن في اللعبة يستطيع اللاعب متابعة اللعب من عندها في حال موت شخصيّة اللعب) موجودة بوفرة في اللعبة، ويمكن تسجيل تقدم اللاعب عندها. الألغاز كبيرة في الحجم، وبعضها يعطي انطباعا بالخطر، وهي ألغاز إبداعيّة. قوانين الفيزياء موجودة ومستخدمة في هذه الألغاز، مثل لغز من الألغاز الأولى في اللعبة حيث يجب على اللاعب قذف صناديق من مكان منخفض لآخر مرتفع باستخدام آليّة لعبة الميزان See-Saw.

ولكنّ لارا كروفت مشهورة ببطولاتها وبقتالها الشرس، ولذلك يجب تواجد مواقف قتاليّة في هذه اللعبة الجديدة، خصوصا بعد الجهد العقليّ الذي يبذله اللاعب في حلّ الألغاز. ومن النادر أن تجد لغزا طويلا لا تتخلله مواجهة قتالية مع حيوانات ضارية أو أناس عدائيّين. ولدى لارا كروفت بعض الحركات القتالية الجميلة، حيث تستطيع إمساك عدوّ قريب ومن ثمّ القفز بعيدا عنه وإطلاق النار عليه أثناء ذلك (تشبه حركة في لعبة برينس أوف بيرشيا ولكن لارا كروفت تستخدم مسدساتها عوضا عن السيف)، وتستطيع أيضا أن ترمي القنابل على الأعداء من دون تغيير الأسلحة، الأمر الذي يزيد من متعة اللعب. وهنالك أيضا مرحلتان تقوم فيهما لارا كروفت بركوب دراجة ناريّة (من نوع دوكاتي Ducati) وملاحقة عربات أخرى تسير بسرعات عالية، أثناء إطلاقها النار على كميّات كبيرة من الأعداء أو أثناء قفزها في الهواء. وهنالك بعض المشاهد التفاعليّة التي تطلب من اللاعب الضغط على زرّ معيّن في وقت معيّن من أجل التقدّم.

* الرسومات والصوتيّات بيئة تومب ريدر: ليجند متنوّعة وفريدة، وتحتوي على الكثير من التفاصيل. فهنالك الأشجار والحشائش والشلالات والحيوانات البريّة وجذوع الأشجار التي تطوف على برك المياه، والصخور والحجارة التي يمكن تحريكها. مستوى الرسومات يختلف من جهاز لآخر، حيث أنّ إصدار بلاي ستيشن بورتابل Playstation Portable PSP جميل في رسوماته ولكنّه ليس بجمال رسومات الإصدارات على الأجهزة الأخرى. أمّا إصدار بلايستيشن 2 Playstation2 يدعم خاصيّة بروغريسف سكانProgressive Scan التي تزيد من وضوح الصورة، وإصدار نينتندو غيم كيوب Nintendo Gamecube لارا كروفت تظهر لأوّل مرّة في حياتها على جهاز لنينتندو عدا غيم بوي كلرGameboy Color وغيمبوي أدفانس Gameboy Advance وإكس بوكسXbox يشابهان إصدار بلاي ستيشن 2 ولكنّهما يبدوان أفضل. أمّا إصدار إكس بوكس 360 Xbox360 فإنّه الأفضل على الإطلاق، حيث يختلف مستوى الرسومات بشكل كبير جدّا عن الإصدارات الأخرى ولديه مؤثرات ضوئيّة أفضل وأجمل، ووفرة في الأسطح اللامعة.

الجدير ذكره أنّ إصدار الحاسب الآليّ يتباين حسب سرعة المعالج وذاكرة الجهاز ونوع كرت الشاشة المستخدم. ومن يريد الحصول على مستوى رسومات إكس بوكس 360 على الحاسب الشخصيّ فإنّ مواصفات الجهاز المطلوب ستكون عالية جدّا. ولا ننصح بالضغط على زرّ «محتوى الجيل الجديد»Next Gen Content لمن ليس لديهم جهاز حديث جدّا (المواصفات المثاليّة هي جهاز بينتيوم 4 سرعته 3،4 غيغاهيرتز (أو آثلون إكس بي/64) مع ذاكرة قدرها 2 غيغابايت وكرت شاشة ذاكرته 512 ميغابايت ونظام تشغيل ويندوز إكس بي ومساحة 9،9 غيغابايت على القرص الصلب!).

الموسيقى جميلة جدّا وتناسب أجواء اللعب، وهنالك الكثير من المؤثرات الخاصّة وأصوات البيئة (مثل هدير المياه وزقزقة العصافير وتكسّر أغصان الشجر إن مرّ فوقها وزن ثقيل)، وأداء أصوات الشخصيّات متقن ويعطي بعدا وشخصيّة لارا كروفت.

* مآخذ على اللعبة العنصر القتاليّ في اللعبة يحتاج لبعض التطويرات ليصبح ممتازا، حيث أنّ المبرمجين قرّروا أن يخففوا على اللاعبين عناء تحديد العدوّ الذي يتمّ إطلاق النار عليه وجعل هذا الأمر يتمّ بشكل آليّ، ولكن في بعض الأحيان يتمّ اختيار عدوّ بعيد بينما يوجد عدوّ قريب يقوم بإطلاق النار على لارا كروفت، ويقوم اللاعب بإطلاق النار على العدوّ البعيد وكله أمل بأن تختار اللعبة العدوّ القريب بعد القضاء على العدوّ البعيد. الشيء الوحيد الذي قد يزعج بعض اللاعبين هو كون اللعبة قصيرة بعض الشيء، ولذلك فإنّ الإستمتاع بهذه اللعبة الجميلة لن يكون لفترة طويلة (يمكن إنهاء اللعبة في حوالي 8 إلى 9 ساعات). ولحسن الحظّ فإنّ هنالك بعض الإضافات التي تزيد من عمر اللعبة، ولكنّها ليست كثيرة. الإضافات هذه تشمل ملابس جديدة وأفلاما مخفيّة والكثير غيرها. أنّ هذا الإصدار أفضل على أجهزة الفيديو غيمز نظرا لسهولة التحكم باستخدام أذرع التحكمGame Pads الخاصة بهذه الأجهزة، الأمر الذي قد يعيق اللاعبين الذين يلعبون اللعبة على أجهزة الحاسب الشخصيّ بدون استخدام ذراع تحكم منفصلة. اللعب باستخدام الفأرة ولوحة المفاتيح ليس أمرا سيّئا، إلا أنّ استخدام ذراع تحكم منفصل يزيد من متعة اللعب، خصوصا وأنّ اللعبة لا تتطلب دقة كبيرة في التوجيه والقفز. ولكنّ مواقف القتال في اللعبة تجعل من الصعب تحريك الكاميرا والتحرّك وإطلاق النار من المسدسات أثناء القفز، في آن واحد.

* معلومات عن اللعبة الشركة الناشرة: آيدوس إنترآكتيف Eidos Interactive http://www.eidosinteractive.com الشركة المصنّعة: كرسيتال دايناميكس Crystal Dynamics http://www.crystald.com صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.tombraider.com نوع اللعبة: مغامرات حركيّة من المنظور الثالث Third-Person Action Adventure أجهزة اللعب: بلاي ستيشن2 Playstation2 بلاي ستيشن بورتابل Playstation Portable PSP إكس بوكس Xbox إكس بوكس 360 Xbox 360 نينتندو غيم كيوب Nintendo Gamecube الحاسب الشخصيّ PC تاريخ الإصدار:4/2006 لجميع الأجهزة عدا نينتندو غيم كيوب، حيث يتمّ إصدارها عليه في خريف عام 2006 تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للمراهقين Teen عدد اللاعبين: 1