8 مليارات دولار.. خسائر الفيروسات وعمليات الاحتيال الإلكترونية

مسح أميركي يؤكد على ازدياد مخاطرها

TT

أنفق مستخدمو الكومبيوتر في الولايات المتحدة نحو 8 مليارات دولار في غضون العامين الماضيين، لاستبدال كومبيوتراتهم التي تعطلت بسبب الفيروسات او برامج التلصص والتجسس، بكومبيوترات جديدة او لإصلاحها، وفقا لنتائج «مسح المستهلكين» الذي اجري على مئات العائلات الاميركية.

ورغم ان المبلغ الذي انفق في هذا المجال، ومقداره بالتحديد 7.8 مليار دولار، يقل عن المبلغ الذي اعلن العام الماضي للعامين اللذين سبقاه، الا انه يشير الى ان مستخدمي الكومبيوتر لا يزالون ينفقون مبالغ طائلة لمكافحة فيض الفيروسات والبرامج الاخرى الخبيثة التي تؤدي الى إبطاء عمل الكومبيوتر وتخريبه.

وعلق دان هابارد نائب رئيس شركة «ويبسينس» الاميركية بأن من الصعب اليوم معرفة من الذي يخسر الأموال.. وفي الحقيقة، فإن الجميع يخسرونها ابتداء من شركات التأمين مرورا بالمصارف التي تقدم بطاقات الائتمان الى افراد الجمهور. وقال جيف فوكس المحرر التقني لمجلة المستهلكين التي نشرت نتائج المسح: إن الكلفة الوطنية على مستوى الولايات المتحدة عالية جدا، وحذر من اللامبالاة في مجال الحماية، لان اقوى الكومبيوترات قد تخترق. واظهر المسح ان البريد التجاري غير المرغوب فيه «المتطفل» ، يمثل اكبر مشكلة تواجه أمن الكومبيوتر في العالم. وبالمقابل فإن مكافحة الفيروسات هي الاعلى كلفة، اذ انفقت مبالغ وصلت الى 5.2 مليار دولار عامي 2004 و 2005 لاصلاح الكومبيوترات المصابة بها او استبدالها نهائيا.

الا ان اعداد الاصابات ببرامج التلصص او التجسس قد تدنت خلال الاشهر الستة المنصرمة. ومع ذلك فإنها أدت الى استبدال آلاف العوائل لكومبيوتراتها الأمر الذي كلفها نحو مليون دولار. وتراقب هذه البرامج عادات مستخدم الكومبيوتر بهدف جمع معلومات حساسة عنه.

اما الخسائر الناجمة عن التصيد الاحتيالي، وهو الاسلوب الذي يتم فيه خداع مستخدم الكومبيوتر بارسال «طعم» اليه لصيده وجره الى مواقع إلكترونية مزيفة بهدف سحب معلوماته الشخصية الحساسة، مثل جره نحو مواقع مصارف وهمية تطلب كلمات المرور الى الملفات المهمة، فقد ازدادت خمس مرات عما كانت عليه في نتائج المسح السابق. وقد أدى ذلك الى انفاق مبالغ وصلت الى 630 مليون دولار.

وكانت مؤسسات اخرى تراقب النشاطات على الإنترنت، قد اشارت الى ازدياد عدد الشكاوى من عمليات النصب والاحتيال الإلكتروني. ووصل عدد الشكاوى منها حوالي نصف العدد الكلي للشكاوى من الاحتيال المالي لعام 2005 وقفا لاحصاءات مفوضية التجارة الفيدرالي، بينما وصلت المبالغ التي طلبها مقدمو هذه الشكاوى الى 335 مليون دولار.

كما تضاعفت عام 2005 ثلاث مرات مبالغ الخسائر المالية المعلنة المقدمة الى مركز الشكاوى من الجرائم على الإنترنت وهو مؤسسة مشتركة بين وكالة التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» ومركز الجرائم الأنيقة القومي، ووصلت الى 183مليون دولار.

ويقول الخبراء: إنه ورغم ان الكثيرين من مستخدمي الكومبيوتر لا يبالون بالهجمات التي يتعرضون لها الا ان هذه الهجمات اصبحت اكثر خطورة عن ذي قبل خصوصا هجمات التصيد الاحتيالي.

وتجدر الاشارة الى ان المسح الجديد اظهر ان 20 في المائة من العائلات الاميركية لا تستخدم برنامج لمكافحة الفيروسات في كومبيوتراتها، بينما لا يستخدم 35 في المائة منها برامج مضادة لبرامج التجسس.