توسع مذهل لخدمات الإنترنت اللاسلكي

مشاريع أميركية كبرى والتنافس بين الشركات قد يقلل هامش الربح

TT

قد لا تشعر بالموجات اللاسلكية وهي تتحرك عبر الفضاء، الا ان أجزاء و«بايتات» المعلومات اللاسلكية تتطاير حول وادي السيليكون في الولايات المتحدة، حيث يبدو أن الجميع من عمالقة الشركات مثل «إنتيل» و«سيسكو»، وانتهاء بالشركات الجديدة التي بدأت أعمالها، مرورا بالحكومات المحلية، شرعت تطارد الفرصة الكبيرة السانحة الان، ألا وهي فتح الإنترنت على مصراعيه.

والهدف هو تأمين اتصال عالي السرعة حيثما يجول المرء بجهازه الكومبيوتري المحمول اللاب توب، وهاتفه الجوال الذكي، أو أجهزته المستقبلية مثل مشغلات الموسيقى الرقمية اللاسلكية.

* مشاريع لاسلكية

* لكن هناك مشكلة مع فرص كبيرة كهذه، فالجميع يرى فيها موجة مد عالية من الامكانات الكبيرة. وقد احصى خبير في وادي السيليكون خمسة مشاريع إنترنت لاسلكية حالية ممكنة على الاقل في المنطقة وهي:

* «سمارت فالي وايرليس»، تحالف من 40 مدينة محلية ووكالات حكومية أخرى تلقت سبعة عطاءات في يونيو الماضي لتغطية المنطقة بخدمات «واي ـ فاي» اللاسلكية.

* شرعت «غوغل» أخيرا في اختبار شبكة «واي ـ فاي» تغطي منطقة «ماونتن فيو»، حيث يتوقع قطع شريط التدشين الاحتفالي الرسمي قريبا.

* تبحث «ميترو فاي» في توسيع شبكتها «واي ـ فاي» المدعومة بالاعلانات التي تغطي كابرتينو وسانتا كلارا وصنيفايل بما في ذلك العقد الاخير لتزويد مركز مدينة سان خوزيه بشبكة «واي ـ فاي».

* استثمرت «إنتيل» في أوائل يوليو مبلغ 600 مليون دولار في «كلير واير» التي تستخدم تقنية منافسة تدعى «واي ماكس» والتي ستستخدم أموال «إنتيل» لنشرها على نطاق البلاد كلها التي قد تشمل باي إيريا.

* الشركات المقدمة لخدمات الهاتف الجوال «فيريزون وايرليس» و«سبرينت» و«سنغيولار» مستمرة بقوة في تسويق خدماتها اللاسلكية العالية السرعة لنقل المعلومات.

ولا تعتبر أي واحدة من هذه الخدمات غير منطقية بحد ذاتها، لكن من غير المحتمل أن تجد جميعها مستخدمين كافين لكي تبقى وتحيا استنادا الى اثنين من الخبراء على الأقل.

ونقل موقع «ميركوري نيوز» الإلكتروني عن مونيكا باولوني مؤسسة «سينزا فيلي كونسلتنغ» للابحاث التي تسكن في سياتل ان «النطاق العريض هو عمل تجاري ومقياسه، أو «نطاقه» هو أمر مهم، وأنت بحاجة الى كل سلاح لتخفيض النفقات».

لكن من الصعب تحقيق هذا المقياس عندما يكون الطلب منخفضا والمتنافسون الذين يكافحون يقومون بتخفيض الاسعار الى أقل من كلفة القيام بالاعمال التجارية. وتقول أندي سايبولد محررة نشرة الصناعة اللاسلكية «أوتلوك فور موبيلتي» إن الصوت يقوم بتسديد الفواتير. وهذه المرأة التي تعيش في سانتا باربارا شهيرة في عالم الصناعة اللاسلكية لانها كانت تكرر دائما أن اي شبكة لاسلكية مكرسة لنقل المعلومات فقط مصيرها الفشل الذريع.

وتظهر شركة «كلير واير» كم من الصعب تشييد مشروع لاسلكي تجاري. وكانت هذه الشركة المدعومة من قبل الشركة الرائدة في عالم الهواتف الجوالة «كريغ ماكاو» قد بدأت عملياتها قبل ثلاث سنوات وهي تغطي الآن أسواق الولايات المتحدة بعدد أشخاص إجمالي يبلغ 4.8 مليون نسمة، ومع ذلك فإن هذه الشركة التي مقرها في كيركلاند قد جذبت 88 ألفا فقط من المشتركين منذ 31 مارس الماضي.

* تشييد الشبكات

* وتشييد الشبكات اللاسلكية هو أمر مكلف مما أرغم الذين يدعمون «كلير واير» تحمل خسائر تصل الى 175 مليون دولار على مدى نهاية العام الماضي. وتقول الشركة إن خططها تشمل التوسع في جميع أرجاء البلاد، وبالتالي خدمة «مجال واسع من الفئات المختلفة ابتداء من الافراد والمنازل والاعمال الصغيرة، وصولا الى قطاعات الاسواق التي تعتمد على الاتصالات المتحركة، بما في ذلك موظفو الشرطة وفرق مكافحة الحرائق والمسافرون المحترفون والعاملون في الميدان والمقاولون ومحترفو بيع العقارات وغيرهم». ومثل قطاعات الاسواق هذه تشابه جدا ما تلاحقه شركات مثل «سمارت فالي» و«ميترو فاي» وغيرهما. في هذا الوقت تقوم «إنتيل» بمحاولة تسويق «واي ماكس» بقوة لكونها تتوقع بيع العديد من شرائحها الإلكترونية لاستخدامها في أجهزة الكومبيوتر التي تدعم نظامها هذا. لكن هناك مشكلة من نوع من جاء أولا، الدجاجة أم البيضة، لكون أسواق الكومبيوتر غير متحمسة لاعتماد نظام «واي ماكس» من دون شبكات خاصة بهذا النظام، والشركات اللاسلكية بدورها غير راغبة في تشييد شبكات «واي ماكس» قبل أن ترى كومبيوترات مجهزة للعمل بها.

وهناك أيضا التهديد المنافس الآخر الذي يلوح في الافق المتمثل في خدمات المعلومات السريعة جدا من قبل الشركات المقدمة لخدمات الجوال، إذ تقوم شركات مثل «فيريزون وايرليس» و«سبرينت» و«سنغيولار» الآن بتسويق خدمات معلوماتية لاسلكية غير محدودة مقابل 50 الى 60 دولارا في الشهر بمعدل نصف ميغابت في الثانية. وهذا يعني أن الطلب محصور بالأعمال التجارية الراغبة في تسديد الفواتير لعمالها في ميادين العمل. بيد أن خدمات المعلومات التي تعتمد على الجوال ستصبح أكثر سرعة ورخصا خلال السنوات القليلة المقبلة، مثل شبكات «واي ـ فاي» و«اي ماكس» المنافسة التي تبحث عن سبيل أو منفذ لها الى الاسواق.

ومن المؤكد أن المستهلكين سيحصلون على خدمات لاسلكية لنقل المعلومات رخيصة ومعول عليها ومتينة ومتوفرة جدا حالما يجري ترتيب كل ذلك. ولكن أي شركة تنوي الربح عن طريق الاسثمار في هذه الشبكات بحاجة الى الفطنة والحظ لتكون الاولى.