محرك بحث إعلاني ينافس «غوغل» و«ياهو»

يربط الإعلانات بمحتوى الصفحات الإلكترونية ويبعد دور النشر عن سطوة البوابات العملاقة

TT

لا تتمتع شركة «كويغو»Quigo بنفس الإقبال الذي تحظى به شركات البحث العملاقة الأخرى. لكن هذه الشركة الخاصة التي تتنافس مع بوابتي «غوغل» و«ياهو» الالكترونيتين في ميدان أساسي من إعلانات الانترنت، راحت تتحول إلى لاعب أكبر.

تبيع شركة كوينغو منتجا يسمى «أد سونار» AdSonar للناشرين عبر الانترنت، وهو يبحث في كل صفحات الويب، مثلما هو الحال مع «أد سينس» AdSense من «غوغل» و«كونتينت ماتش» Content Match من «ياهو»، ليجلب كل الإعلانات التي ترتبط بالنص المعروض على الصفحة الالكترونية. وعلى سبيل المثال يستخدم موقعا «سي إن إن. كوم» العمومي و«سي إن إن موني» CNNMoney المالي، موقع ياهو المعروف «كونتنت ماتش» بينما يوظفه الكثير من المؤسسات الإعلامية او يستخدمون «أد سينس» الخاص بـ «غوغل». لكن عددا متزايدا من الشركات بدأت باستخدام «أد سونار». وفي يوليو الماضي قالت شركة «كوكس نيوزبيبرس» التي تمتلك 17 صحيفة بارزة إنها بدأت استعماله. وقبل ذلك في الشهر نفسه حققت كويغو انتصارا كبيرا حينما أعلن الموقع الاخباري الرياضي الشعبي ESPN.com أنه سيبدأ باستخدام «أد سونار» ابتداء من هذا الخريف. ويستخدم هذا الموقع الأخباري «كونتنت ماتش» من «ياهو». وهناك مواقع أخرى تستخدم «أد سونار» مثل موقع صحيفة «يو إس إيه توداي» وموقع «فوكس نيوز. كوم» الاخباري وغيرهما.

وتروم شركة «كويغو» اللعب على المخاوف من تسلط بوابتي غوغل وياهو الالكترونيتين الكبريين، والاستفادة من تحفظ العديد من الشركات منهما. ويقول غريغ سترلينغ مدير شركة «سترلينغ ماركت انتليجنز» المتخصصة في الإعلان عبر الانترنت، إن كويغو قادرة على تسويق نفسها كشركة تريد حقا أن تكون شريكا جادا لمؤسسات الإعلام الأخرى، لا منافسا لها.

ولهذا الهدف لم تحاول كويغو أن تكون شركة إعلامية تتنافس مع مؤسسات إعلامية قديمة. وكويغو لا تعتبر نفسها موقعا حيث يتجه الأفراد إليه للبحث عن رسائلهم الالكترونية أو قراءة الأخبار أو البحث عن العمل أو مشاهدة أفلام الفيديو.

ويضيف سترلينغ إن «كويغو» تستفيد من مفهوم الاستقلالية. هناك قلق عام من سلطة غوغل وياهو، جعل كويغو قادرة على بيع منتجاتها. ولهذا السبب تمكنت من الحلول محل غوغل وياهو في الكثير من الصحف.

ويوافق هنري فوغل المسؤول المالي في كويغو على أن شركته استفادت من حقيقة أنها لا يُنظر إليها كتهديد. وضمن هذا السياق تبيع كويغو نسخة من «أد سونار» تسمح لأصحاب مواقع الويب أن تكون لديهم علاقة مباشرة مع المعلنين التجاريين الذين يقدمون عروضا من أجل موقع ضمن نصوص محددة.

ونقل موقع «سي ان ان موني» عن فوغل ان «شبكات الناشرين على غوغل وياهو هي شبكات عمياء. وغوغل وياهو تجلسان في الوسط، أي انهما وسيطان، لذلك فإنه من وجهة نظر الناشرين أنت تحصل على صك لكنك لا تمتلك علاقة مع المعلن التجاري. والرقعة التي تحمل عنوانا خاصا هي مقاربة تمكن الناشرين من الحصول على أرباح أكثر لأن الناشرين سيقدمون عروضا».

أما اندرو فرانك مدير البحوث في شركة غارتنر للبحوث فيشير الى ان شركات مثل كويغو قادرة على الازدهار إن هي ركزت على منتج واحد. وفي حالة كويغو فإن المنتج يمكن أن يكون الإعلان المحلي عبر نسخة ملصق إعلاني خاص من «أد سونار» لمؤسسات الصحف. وقال فرانك «تجد الكثير من الشركات أن التركيز على قدرات متخصصة يمنحها امكانية العثور على زبائن على جانب النشر وجانب الإعلان في الصفحة الواحدة وهذا لم يتم شراؤه في شبكة الإعلانات المزدوجة».

وقال تيم دولمان نائب رئيس شركة ESPN لقضايا الاستراتيجية والأعمال إن «لياهو وكويغو منتجات جيدة لكننا أحببنا فكرة امتلاك قدر من التحكم بمصيرنا عن طريق الحصول على ملصق خاص باسمنا. وللمعلنين الفرصة كي يشتروا إعلانات على ESPN.com ولذلك قرر الموقع التحول إلى «أد سونار».

الا ان النقاش يظل محتدما حول مدى «توافق الإعلان مع موضوع البحث» contextual advertising الذي لا يزال بعيدا عن الكمال، وهذا ما يثير أسئلة حول مدى فاعلية هذا الشكل من الإعلان.

وعلى سبيل المثال عندما قام الموقعان «سي ان ان» و«فوكس نيوز» بنشر القصة نفسها حول انتشار جرثومة أي. كولاي في أوراق السبانخ قبل فترة، وسجل كاتب هذه المقالة ملاحظاته حول الإعلانات المتوافقة مع الخبر في كلا الموقعين، ظهرت له النتيجة التالية: في قصة سي ان ان كانت هناك روابط الكترونية بإعلانات عن «اللياقة» و«الفيتامينات». لكن الإعلانات المرتبطة بالمقالة نفسها في قصة «سي ان ان» كانت لخدمات الهاتف الانترنتي لشركة «فوناج»، اضافة الى اعلانات مقارنة بين شركات قروض عقار.

لكن ما ظهر على فوكس نيوز كان أفضل قليلا، فأحد الإعلانات ذات العلاقة بالقصة كان حول شركة أغذية هي «نيوتلاي سيستم» وهذا إعلان أكثر تناسبا لقصة جرثومة إي. كولاي.

لذلك يقول سترلينغ ان «كويغو أصبحت أكثر إدراكا وتمتلك تكنولوجيا جيدة».