مشغل موسيقى متطور من «سامسونغ»

«كي 3» ينجح في منافسة «آي بود» بمزاياه المتنوعة

TT

بغض النظر عما يقوله البعض فإنه ليس هناك أي خطأ نحوي في شعارشركة «أبل» للكومبيوتر: «فكر بشكل مختلف»، فهو لايقول لك كيف تفكر، بل يبلغك ما الذي عليك أن تفكر به. «فكر بالأشياء الكبيرة وبالأشياء الصغيرة».

في أي حال، فإن التفكير بشكل مختلف كان جزءا من نجاح «آي بود». والشركات التي أنتجت الأجهزة المنافسة له لم تأخذ هذا الشعار محمل الجد، وظلت لسنوات أربع تصمم أجهزتها الموسيقية التي توضع في الجيب بشكل شبيه بـ «آي بود» قدر الإمكان اعتقادا منها أنها ستشارك «أبل»، الشركة الصانعة له، في كسب الارباح، مع فارق بسيط هو أن الجهاز سيكون من صنعها، وبالتالي سيكون ملكها.

لكن العملية لم تنجح، فقد فشل جميع المنافسين في إحداث أي تغيير في هيمنة «آي بود» على السوق، فمتى سيخطر على بال أحد أن يحارب الابتكار بالابتكار وأن بفكر بشكل مختلف؟

يبد أن شركة سامسونغ قد اعتمدت هذه الاستراتيجية الجديدة بالذات في جهازها الجديد «واي بي ـ كي5» YP - K5. وهو جهاز موسيقي أيضا يعمل على نظام تشغيل «ويندوز» من «مايكروسوفت» لكنه قادر على تشغيل الأغاني والموسيقى من موقع «آي تيونس ستور» التابع لـ «آبل» على الشبكة، وهو قادر ايضا على تشغيل الأغاني التي يجري شراؤها من أي من مخازن «بلايس فور شور» على الشبكة، مثل «رابسودي» أو «نابستور» أو «ياهو ميوزيك». ويمكنك شراء أغان بسعر دولار واحد لكل أغنية من هذه المحلات، أو استئجار ما ترغبه من الأغاني مقابل رسم شهري قدره 15دولارا. وعند التوقف عن تسديد الرسم تفقد مجموعتك الكاملة جميعها.

* طراز متقدم

* ويكلف جهازK5 نحو 210 دولارات للطراز بذاكرة سعتها 2 غيغابايت (نحو 500 أغنية)، أو 260 دولارا للطراز بسعة 4 غيغابايتات. ومثل هذين السعرين هما أغلى بنحو 50 دولارا من الطرازين المقابلين لجهاز «آي بود نانو»، فهل فقدت سامسونغ عقلها؟

لا، لكون K5 يملك ورقة رابحة كبيرة، ألا وهي مكبرات الصوت، فعندما تمسك هذا الجهاز بيديك فهو يبدو كثلاثة أضعاف سماكة جهاز «آي بود نانو» بلونه الاسود (3.8-1.8- 0.7 بوصة). ولسماكته سبب، وهو أن قطعة الآجر السوداء اللماعة هذه، هي في الواقع قطعتان من الآجر موصولتان بشكل عبقري بوصلات منزلقة. وعندما تدفع أحدها من طرفها ينزلق أحد النصفين ليكشف النصف الاسفل عن مشبك فضي هو عبارة عن مكبر صوت. وبالمقدور أيضا إدارة شاشة الجهاز بمقدار 90 درجة لتصبح بشكل قائم عند وضع الجهاز كله على طاولة أو مكتب. وفي مثل هذا الوضع يبدو الجهاز مزيجا بين كومبيوتر لابتوب صغير وعلبة صغيرة.

والموسيقى الصادرة عن مكبر الصوت هذا بفتحتيه المخروطتين اللتين تبلغ الواحدة منهما بوصة واحدة لاتجعلك تشعر أنك جالس في قاعة كارنيغي الكبيرة، كما لا يقوم صوت «الباس» مثلا برج الجدران، أو السقوف. ومع ذلك فإن هذه المكبرات الصغيرة هي الافضل في مثل هذا الحجم، أفضل بكثير من الموسيقى التي تسمعها من الهواتف الجوالة، وهي تصدر موسيقى كافية لملء الغرفة.

وهنا قد تفكر ماذا لو أضفت سماعات الى جهاز «إم بي3» مثلا، أليس فكرة «آي بود» كلها تقوم على سماعك القليل من الموسيقى من مجموعتك الخاصة؟

نعم هذه هي الفكرة بالذات، لكنK5 لا يشارك في الواقع فكرة «آي بود» أو مبدأه، لأنه أصبح شيئا مختلفا تماما، أي آلة تخطف مفهوم آلة «إم بي 3» وتعريفها.

* أنغام صادحة

* وكلما تعايشت معK5 كلما لاحظت مدى ملاءمة هذه المكبرات لأحتياجاتك، فهي مناسبة جدا لدى قيامك بإسماع أصدقائك الأغنية الجديدة المفضلة لديك، كما إنها مناسبة جدا لوضعها في مكان ملائم للاستماع اليها، بينما أنت منشغل مع أصدقائك في عمل ما، مثل تنظيف مرآب السيارات، أو طهي وجبة غذاء، أو حتى قيادة سيارتك. والأكثر من ذلك يمكنك التحادث مع الآخرين بينما الموسيقى تصدح منها.

ويبو نظام اللائحةmenu (كالألبومات والمغنين والقنوات الموسيقية «تراكس» وغيرها) والأزرار الأربعة الدائرية الأساسية مألوفة لدى محبي «آي بود». ولكن بالنسبة الى جهازK5 لا توجد أي ازرار، وأدوات الضبط والتحكم هي في الواقع زرقاء متوهجة مع رقع حساسة للمس على اللوحة الأمامية اللماعة المسطحة المتوهجة، الزجاجية الشكل. وهذه الأزرار المضاءة مع اللائحة الأساسية والأيقونات التي يتغير شكلها من شكل الى آخر وأنت تلفها صعودا أو نزولا تعطي هذا الجهاز شكلا جذابا جدا من عالم المستقبل. غير أنها ليست سهلة الاستخدام لكونك لاتشعر بلمس الأزرار. (وفي الواقع يطلب البعض أغنية معينة من دون النظر الى جهازه الـ «آي بود»، لأنه يقوم بعد صوت التكتكة الخافت كلما أدار قرص اللف في جيبه).

وأزرارK5 قد تكون مزاجية بعض الشيء وبطيئة لدى لف قوائم الأغاني الطويلة صعودا ونزولا. كما إنه من المزعج فعلا أن يستغرق تشغيل الجهاز في البداية نحو عشر ثوان، ثم ان موالفته تنطوي على دفع المفتاح المنزلق القاسي الحركة الموجود عند الجانب والإمساك به.

على صعيد آخر فإن مكبرات الصوت تعني أنK5 بمقدوره أن يوقظك في الصباح على الموسيقى التي ترغبها، وهو أمر لا يستطيع جهاز موسيقى أخر من هذا النوع أن يفعله. وهذا المنبه الصباحي مثل الأشياء الأخرى في الجهاز صعب الإدارة قليلا بسبب ادوات الضبط والتحكم التي لاتعمل باللمس لكنها مرنة، إذ يمكنك تحديد موعد التنبيه الأول الذي يعمل من يوم الاثنين الى الجمعة مثلا، وتحديد تنبيهات أخرى مختلفة لايام العطل وآخر الأسبوع، وأخرى التي تذكرك بمواعيدك وهكذا.

* إذاعات وعروض

* و«لتحلية الكعكة» أكثر أضافت سامسونغ راديو إف إم. وهو يعمل فقط عندما تكون السماعات الصغيرة التي تشبه الأعواد القطنية الصغيرة لتنظيف ألأذن مركبة على الأذن، لكون الأسلاك داخلها تضاعف من قوة الهوائي.

والحديث عن هذه السماعات غريب فعلا، فالأجزاء التي تدخل الأذنين هي سوداء مطاطية وشكلها يشبه القناة الأذنية. والفكرة هنا هي في إغلاقها كلية من أجل سماع أفضل، وهي فكرة تعمل فعلا، لكن قد يرتفع الصوت الى مستوى عال مصم للأذنين، كما أن كل سماعة من السماعتين تخرج منها دائرة معدنية غريبة الشكل بحجم قطعة النقد المعدنية الصغيرة التي تبرز من الأذن، مما قد يترتب عليها تعليقات لاذعة من الحضور. والملاحظ أيضا أن السماعتين هاتين توفران صوتا غنيا عالي الجودة من درجة «باس»، ربما أكثر قليلا مما ترغبه، في الوقت الذي يفتقر هذا الجهاز الى أداة موازنة من شأنها تخفيف هذا التأثير.

وبمقدور جهازK5 أيضا نقل الصور من جهاز ال «بي سي» ليعرضها على شاشة صغيرة قياس 1.7 بوصة بوضوح قدره 128-160 بيكسل. وهي لاتبدو هنا واضحة المعالم، أو براقة جدا، لكون K5 لا يوفر أداة لضبط بريق الشاشة أو أي أداة أخرى تعززها وتغنيها.

وللجهاز هذا مزعجاته ايضا فمستوى الصوت يضبط ذاته في منتصف المجال كلما أدرت مكبر الصوت، أما حياة البطارية فجيد لدى استخدام سماعات الأذن (30 ساعة). لكنك تحصل على ست ساعات فقط لدى إدارة مكبرات الصوت. ولا يمكنك ترتيب لائحة بالأغاني والقطع الموسيقية، بل عليك استخدام «ويندوز ميديا بلايرز»، أو برنامج مشابه توفره سامسونغ. ثم إن سطح الجهاز اللماع الأسود اللون يتلطخ بسرعة ببصمات الأصابع أسرع من التفوه بعبارة «شأنه شأن آي بود».

والجدير بالذكر أيضا أنK5 يشارك أغلبية أجهزة «آي بود» الأخرى في كونه لايأتي مع ملحقاته الخاصة به، إذ لا توجد مواقع على الإنترنت مليئة بوصلات مهيأة ملائمة لاستخدامها داخل السيارة، أو شحانات للبطارية، أو علب لحملها، أو ميكروفونات، أو وصلات مهيأة ستيريو، أو أدوات تحكم وضبط من بعيد. فضلا عن كونه كبير الحجم. وبعبارة أخرى فهو ليس للجميع.

لكن من الناحية الأخرى فإن الجهاز يفعل ما لا يفعله أي جهاز موسيقي أخر يوضع في الجيب. فهو يحتوي على ساعة تنبه للاسفار، مما يعني أن مصمميه حاولوا إنتاج نسختهم الخاصة من جهاز «إم بي3»، عندما فكروا بطريقة مختلفة ونجحوا بشكل عام.

* خدمة نيويورك تايمز