برامج واسعة لاعتماد البطاقات اللاسلكية للتعريف بالهوية

تتعقب المنتجات وترصد المسروقة منها

TT

تراهن شركة «آي بي إم» على برنامج جديد قادر على استيعاب الحجم الكبير من المعلومات التي تجمعها اجهزة التعريف اللاسلكية العاملة في نطاق الترددات الراديوية RFID، لكن بعض المناورات القانونية قد تخمد من حِدة الحماس لمثل هذه التقنية.وفي الشهر الماضي قامت شركة «بيغ بلو» بإنزال برنامج WebSphere RFID information Center، المصمم للسماح للفرقاء المهتمين من المنتجين والموزعين وبائعي الجملة ووكالات الجمارك الحكومية التعامل مع بطاقات التعقب والتقصي هذه، والتشارك معها في المعلومات.

وسيجري وضع هذه التقنية في سياقها الصحيح في برامج تجريبية من قبل شركات توزيع المواد الصيدلية العملاقة، مثل «اميريسورس بيرغن» و«كاردينال هيلث»، ومن قبل ITAID (مبادرة الاتحاد الاوروبي لتسديد رسوم الجمارك الكترونيا)، وشركة «يونيليفير» العملاقة المتعددة الجنسيات المسؤولة عن منتجات تجارية مثل شاي «ليبتون» وصابون «دوف» و«كنور» الغذائية، وغيرها من المنتجات.

وبطاقات التعريف بالترددات الراديوية، هي شرائح كومبيوترية توضع على البضائع والمنتجات، سواء عليها بشكل افرادي، او على الحاويات الكبيرة الموجودة فيها، لتعقب حركتها. وتقوم مستشعرات بقراءة هذه البطاقات لرصد الشحنات وارسال انذارات او تنبهيات عن اوضاعها مثل درجة حرارتها وتعرضها الى الضوء، وكذلك موقعها الجغرافي كخطوط العرض والطول، وذلك بالاعتماد على النظام العالمي الشامل لتحديد المواقع «جي بي إس».

«التركيز هنا ينصب على الاجهزة والعتاد والبرامج الخاصة بهذه البطاقات. كما نرى برامج وسطية لها علاقة بذلك ايضا، لكننا تعاملنا كثيرا حول كيفية التقاط المعلومات من RFID».. كما يقول مايكل ليارد، مدير قسم الابحاث الخاصة بالتعريف عبر الترددات الراديوية التابع لشركة «إيه بي آي»، ويضيف «اما الآن، فإنه يتوجب علينا التركيز على كيفية استخلاص المعلومات التي نجمعها والاستفادة منها. ويبدو انه يتوجب على كل قطاع التفكير بكيفية حل هذه المشكلة».

وبمقدور برنامج «آي بي إم» الجديد قراءة بطاقات الراديو في النطاقين العالي التردد، والعالي التردد جدا، والعمل معهما، كذلك الترددات الواقعة بينهما باستخدام تقنية خدمات معلومات رمز المنتج الالكتروني، كما يقول كريستيان كلاوس، الذي يعمل في ادارة المعلومات الاستشعارية في مجموعة البرمجيات الخاصة بالشركة. وترددات البث المستخدمة في الجهاز يمكنها ان تراوح وفقا لانظمة الشركة، كما ان «مستشعر المعلومات الموجود في مواصفات رمز المنتج الالكتروني» EPCIS، الذي يعتمد على «المفتاح الالكتروني للمنتج» المحدد Electronic Product Code والخاص بترميز المنتجات يؤمن اسلوبا للتغلب على الفروقات والاختلافات.

ويقول كلاوس «ان الكثير من المشاكل الخاصة بالبطاقات اللاسلكية للتعريف حتى اليوم هو عدم وجود مستويات ومقاييس كافية لتبادل المعلومات. وها هي EPCIS، تقوم بتثبيت ذلك، وها قد اصبح لنا منتج يشكل مقياسا يمكن تطبيقه، وهذا منعطف جديد في اعتماد RFID.

ومجموعة «إي بي سي غلوبال» التي انطلقت لترويج رمز المنتج الالكتروني EPC، ليست جهة رسمية لتحديد المستويات والقياسات. لكن رغم ذلك يعتقد ليارد ان التفرعات عن EPCIS، قد تتحول مقياسا شائعا في صناعة تقنيات البطاقات الاسلكية.

ويضيف ليارد «لقد ركزنا نحن في قطاع تقنيات RFID على جمع المعلومات، والآن نركز على البرمجيات والبنية الاساسية. وهذا ما يجعل RFID ان تصبح وحدة قياسية».

في اي حال، هناك دعوى قضائية اقيمت اخيرا تتعلق بملاحقة وتعقب الادوية قد تبطئ من التبني العام لـ EPCIS، لا سيما بين موزعي الادوية والعقاقير. وكانت الوكالة الاميركية للغذاء والدواء قد حددت موعدا، انقضى الشهر الماضي، لكي تتجاوب شركات الادوية الاميركية مع الانظمة الخاصة بأوراق المنشأ العائدة للادوية والعقاقير. واوصت الوكالة RFID، كأحد الخيارات التقنية التي قد تساعد على تلبية هذه المتطلبات استنادا الى ليارد.

وطالبت انظمة الوكالة الاميركية للاغذية والعقاقير من بائعي الجملة الثانويين تأمين معلومات عن المنشأ، تعود في اصلها حتى الى المنتج، وهو نظام قد يساعد على التغلب على بيع الادوية المسروقة، او المزيفة. كما ان الصناعات الصيدلية مهتمة بشكل خاص بما تستطيع تقنية RFID، ان تفعله بالنسبة إليها وتسهيل متاعب تعقب ادوية الوصفات الطبية كما يلاحظ ليارد.

ان البرنامج الجديد لـ «آي بي إم» قد يمكن بائعي الجملة الثانويين من الحصول على معلومات اصلية من بطاقات RFID الخاصة بالمنتجين، وبالتالي اضافة معلوماتهم الخاصة بالتعقب والملاحقة عليها لتشكل سجلا اصليا عن مصدر الادوية والمنشأ الذي أتت منه.

ويبدو ان لـ «آي بي إم» منتجين في السوق متعلقين بتقنية RFID، وهما برنامج البنية الاساسية WebSphere RFID Device، الذي يكمن داخل جهاز قراءة البطاقة اللاسلكية ويعمل بموجات الترددات العالية HF، أو بطاقة الترددات العالية جدا UHF، او بكليهما معا. والثاني WebSphere RFID Premises Servers، الذي يقوم بتشييد مجموعات من المعلومات من البطاقات العاملة. ويبدو ان «بيغ بلو» ليست وحدها في اهتمامها تأمين التقنيات لمساعدة الموزعين وتعقب البضائع، وهي تدور حول المستودعات والبلدان والعالم كله.

ومن المتوقع ان يشكل اللاعبان القياسيان «أوركل» و«إس إيه بي» المنافسان لـ «آي بي إم» في هذا الحقل، كما قال ليارد في حديثه الى موقع «سي مت» الالكتروني، واضاف انه من المثير مراقبة كيف سيقوم هذان الاثنان بمعالجة هذا الامر.