هواتف ذكية رخيصة وشبكة «واي ماكس» كبيرة

7 توجهات رئيسية في ميدان الأجهزة المتنقلة والاتصالات في الولايات المتحدة

TT

التوجهات الجديدة في عالم اللاسلكي والهواتف الجوالة التي ستبرز في عام2007 الجديد في الولايات المتحدة، قد لا تكون ممكنة من دون ذكر الحدثين الكبيرين في عام 2006 الذي سبقه، الا وهما طرح الهاتف الذكي الرخيص، الاعلان عن «سبرينت نيكستل» التي تقوم بتشييد شبكة «واي ماكس» واسعة للاتصالات الجوالة على نطاق الولايات المتحدة كلها. لذلك قبل ان ننظر الى الأمام دعونا ننظر قليلا الى الوراء، فلدى بلوغ نهاية عام 2006 ظهرت موجة من الهواتف الذكية الكفوءة التي يبلغ سعر الواحد منها 200 دولار، أو اقل، التي اغرقت السوق، والتي كانت، بضعفين الى ثلاثة اضعاف، ارخص من الاجهزة المشابهة لها التي ظهرت قبلها. وتشمل هواتف مثل «بلاك بيري بيرل» و«بلاك جاك» من «سامسونغ» و«نوكيا إي 62» و«تريو 68». وسيؤدي هذا التوجه الى اعتماد اوسع، ليس بالنسبة الى الهواتف الذكية فحسب، بل بالنسبة الى العديد من التطبيقات ايضا. ويقول ديريك كيرتون المدير في «كيرتون غروب» المتخصصة في استشارات الاتصالات، ان مستوى الاتصالات سيرتفع بعد استخدام اجهزة ارسال وتلقي البريد الالكتروني.

* اجهزة لاسلكية الرواية الاخرى عن عالم اللاسلكيات والاجهزة الجوالة للعام الماضي هي اعلان شركة «سبرينت» انها ستشيد شبكة «واي ماكس» على نطاق الولايات المتحدة كلها بكلفة 3 مليارات دولار التي من المتوقع البدء بها في نهاية العام الحالي. وستستخدم نطاقا كبيرا من طيف الترددات الراديوية الذي حازت عليه بعد اندماجها مع شركة «نيكستيل» في عام 2005. ولا توجد اي شركة اخرى مشغلة لخدمات الهاتف الجوال في الولايات المتحدة قريبة منها على صعيد الحصول على مثل هذا القدر الكبير من الطيف اللاسلكي المتوفر، مما يجعل من المستبعد على اي من الشركات المنافسة لـ «سبرينت» اطلاق شبكة منافسة لها.

ويقول كيرتون ان اعلان «سبرينت» هو اكثر المغامرات اثارة ومجازفة التي شاهدناها في الصناعة اللاسلكية خلال هذه الفترة من الزمن، اذ تقول «سبرينت» انها تملك رصيدا لا يملكه احد غيرها. واذا نجحت في مسعاها هذا سيكون لها الافضلية على غيرها، ولا يستطيع احد ان يضاهيها في ذلك، لسنوات ستأتي. أما اذا كانت مخطئة في ذلك، فإن الرهان على هذه المجازفة هو أمر جدير بذلك.

ويزعم النقاد ان شبكة «سبرينت» ستخفق لكونها مكلفة ومشروع مكرر عن شبكة «سبرينت» الحالية 3G EV-DO. وتقول «سبرينت» انها متأكدة ان هذه المغامرة ستحقق اهدافها، لكونها ستؤمن اتصالات جوالة سريعة رخيصة على نطاق البلاد كلها لكومبيوترات اللابتوب وللاجهزة الاستهلاكية الاخرى الكثيرة تاركة شبكة 3G EV-DO لاغراض الوسائط المتعددة والمحتويات الاخرى للهواتف الجوالة.

هذان الحدثان الكبيران من عام 2006 سيقوداننا الى وضع توقعات حول التوجهات السبعة الرئيسية لعام2007 الجديد في عالم الاتصالات اللاسلكية والجوالة. وبعض هذه التوجهات سيتحقق تماما هذا العام، في حين نرى في حالات اخرى بداية اتجاه كبير سيتطور بشكل كامل في الاعوام المقبلة. واذا التزمت «سبرينت» ببرنامجها فسيتيسر اختبار بعض خدمات «واي ماكس» الجوالة في نهاية العام الحالي الجديد. والى جانب كونها متنقلة، وعلى نطاق البلاد كلها، ستكون شبكة «سبرينت» حسب تعهداتها سريعة ورخيصة مقارنة على الاقل مع خدمات «3 جي» الجوالة للمعلومات والبيانات.

ولكن هذا ليس النوع الوحيد من الاتصالات التي سنشهدها في عام 2007، لاننا سنشهد اطلاق عدد من شبكات «واي ـ فاي» الرئيسية الخاصة بالمدن، اذ تقوم مدينة فيلادلفيا بتشييد مثل هذه الشبكات. وتقوم نحو 300 بلدية، اما بتشييد مثل هذه الشبكات المثيرة للجدل، أو التخطيط لها.

* حركية وتنافس والنقطة الاساسية هنا ان هذين النوعين من الشبكات سيؤديان الى زيادة الحركية والطلب المتزايد على الخدمات الجوالة وتطبيقاتها، وربما في افضل الحالات الى المزيد من التنافس للحصول على المال المدفوع لقاء الاتصالات الجوالة.

واذا رغبت في الحصول على خدمات الاتصالات الجوالة، فأنت لن تكون مقيدا بعد الآن باستخدام خدمات الشركات المزودة للخدمات الخليوية الهاتفية، او محاولة العثور على نقطة «واي ـ فاي» ساخنة، لان شركات مثل «إيرث لينك» و«ميتروفاي» ستقوم بتركيب وتشغيل شبكات بلدية مما يجعلها في بعض الحالات منافسة للشركات المشغلة للخدمات الخليوية، او حتى لشركات الاتصالات الحالية مثل تلك التي تؤمن خطوط الاشتراك الرقمية «دي إس إل». ومثل هذا النوع من المنافسة المتزايدة هو امر جيد لكل من اصحاب المشاريع والمستهلكين معا.

* حزمة كبيرة ومثل هذه الاتصالات الهاتفية الجوالة التي باتت متوفرة بشكل متزايد ستؤدي الى الشروع ايضا في اتجاه اخر سيدعى «الحزمة الكبيرة»، فقد اشارت «سبرينت»، التي تتشارك مع عدد من مشغلي الكابلات الكبار، انها تخطط لتقديم حزمة واحدة كبيرة الخدمات الهاتفية الصوتية والمعلوماتية، الارضية والجوالة معا، الى جانب الوسائط المتعددة والتسليات الاخرى. ومن المتوقع ان يقوم مشغلو الاتصالات الحاليون بالسير على الخطوات ذاتها، كما ان من السهولة على شركات مثل «إيرث لينك» التي تقوم بتركيب شبكات «واي ـ فاي» في حافلات الميترو (قطارات الأنفاق) في عدد من المدن عقد اتفاقات شراكة لتأسيس حزم كبيرة مشابهة. ويقول كيرتون، في حديث لمجلة «بي سي وورلد» «حاليا، هناك في الغالب احتكارات في ما يتعلق بمثل هذه الخدمات، وهذا ما سيؤدي الى احتكارات مزدوجة قد تكون الى حد ما افضل». ومثل هذا التوجه، في اي حال، يجعل من الصعب ايضا على الشركات التي تدعى شركات الاتصالات الهاتفية التنافسية البقاء في اعمالها، فهناك شركات صغيرة لتشغيل الاتصالات الموجودة في مناطق كثيرة، لكنها لا تملك امكانيات انشاء مثل هذه الحزم الكبيرة. لذلك فان مثل هذا التوجه على المدى البعيد يهدد في تقليص مبدأ المنافسة. ومرة اخرى قد نشهد بداية هذا التوجه في العام 2007 الحالي، لكنه لن يصبح عاملا رئيسيا الا بعد عام او عامين من تاريخه.

* بريد الكتروني جوال توفر المزيد من الاجهزة الرخيصة وخيارات الاتصالات الجوالة سيعني ان المزيد من الناس سيقومون باستخدام المزيد من التطبيقات الجوالة. والاكثر شعبية بينها على صعيد الاحتمالات هو البريد الالكتروني المتجول. وفي السابق كان اول من اعتمدوا البريد الالكتروني المتجول من المديرين التنفيذيين فقط من ذوي المناصب العالية والذين يملكون اجهزة جوالة للبريد الالكتروني، مثل «بلاك بيري»، ولكن مع توفر الهواتف الجوالة القادرة على دعم مثل هذا البريد للجماهير العادية، فإن هؤلاء سيبدأون حتما في استخدامها.

ويقول كيرتون ان اجهزة «بلاك بيري» كانت تكلف نحو 500 الى 600 دولار، مما جعلها متوفرة فقط للاشخاص من اعضاء مجالس الادارة والموظفين من الرتب العالية، وهذا ما يبرر كلفتها العالية. ولكن اليوم وقد اصبح مديرو تقنيات المعلومات اكثر الفة مع البريد الالكتروني الجوال، فإن ذلك سيحد من مستوى تحدي مثل هذه التقنية، لانه مع اضافة الاجهزة الرخيصة بات هناك انخفاض ملموس في الكلفة الاجمالية للحصول عليها وامتلاكها. من هنا فإننا ننظر الى الموظفين الذين يقضون فترات طويلة بعيدة عن مكاتبهم والذين سيحصلون على خدمة البريد المتجول.

وستأتي بعض قدرات الدخول الى البريد الالكتروني عبر تطبيقات اساسها الخوادم الخاصة بالشركات مثل «مايكروسوفت اكسشينج»، لكن كيرتون يتوقع ايضا تطورا في الخدمات الخاصة بشركات تبيعها مثل «فيستو» و«سيفن نيتووركس» التي تقدمها شركات مشغلة للخدمات الخليوية الجوالة لتأمين دخول سهل لا يتطلب الكثير من التدابير الى البريد الالكتروني بالنسبة الى اولئك المستخدمين العاديين غير التقنيين.

* بحث ورصد على صعيد اخر ستبدأ بالظهور في العام الحالي تطبيقات خرائطية متطورة مقرونة بالقدرة على تعقب الاشخاص الحاملين للهواتف الجوالة. ومثل هذه التقنيات تقوم على القدرة المعروفة لمشغلي الخدمات الجوالة في معرفة اين هي مواقع هواتف المشتركين.

ونتيجة لذلك سنرى تطبيقات متزايدة من «شايلد فايندر» و«بدي فايندر» التي ستمكن الاباء والامهات على سبيل المثال من معرفة موقع اولادهم الحاملين لهواتفهم الجوالة. ويقول كيرتون «انه امر متعلق بالابوة ومعرفة اين هم اولادي الذين سأبحث عنهم في الخريطة». وكانت مثل هذه الخدمات قد قدمت لاول مرة في الولايات المتحدة من قبل والت ديزني الذي يقوم بتشغيل خدمته الخليوية الجوالة الخاصة به، لكن المزودين الاخرين شرعوا في نسخها. ومثل هذه الخدمة تتيح بسهولة العثور على الاصدقاء والزملاء في «قائمة الاصدقاء». وعلى صعيد اخر مشابه سيصبح النظام الشامل لتحديد المواقع «جي بي إس» المشيد في الهواتف الخليوية شعبيا بشكل متزايد، كما يقول سكوت سميث المتخصص في التوقعات المستقبلية في شركة «سوشال تيكنولوجيس» للاستشارات في واشنطن.

ويضيف سميث ان الولايات المتحدة كانت وراء ترويج بعض الامور مثل «جي بي إس» في السيارات، «لكننا بلغنا مرحلة بحيث يمكن الذهاب الى احد المحلات وشراء جهاز «جي بي إس» يمكن تركيبه على لوحة القيادة الامامية للسيارات بمبلغ اقل من المال مما كان في السابق. وهذا ما سنراه بشكل متزايد في الهواتف الجوالة».

* شبكات اجتماعية وسيصبح المسعى الاساسي للجاليات والمستوطنات الاجتماعية الخاص بالشبكة 2.0 جزءا من ظاهرة الاجهزة الجوالة في عام 2007. «وهذا سيكون العامل الذي سيلصق العديد من التطبيقات معا» كما يقول سميث الذي اضاف «انه قد يكون بسيطا كبساطة موقع «ماي سبايس» الجوال، او المشاركة في الوسائط المتعددة مع الاصدقاء، او قد يكون موقع جوال للـ «بلوغ» (موقع للمدونات اليومية)».

ورغم شعبية هذه المواقع سلفا مع مستخدمي الكومبيوترات المكتبية، الا انه قد يستغرق بعض الوقت لكي تصبح بمثل هذه الضخامة بالنسبة الى المستخدمين الجوالين، كما يقول كين ديوليني نائب رئيس شركة «غارتنر» للخدمات الكومبيوترية الجوالة. وبالتأكيد فإن المزيد من الاجهزة الجوالة القوية المزودة بشاشات كبيرة، كالجيل الجديد من الهواتف الذكية غير الغالية الثمن ستسرع من عملية اعتماد هذه التطبيقات الجوالة الجديدة نظرا لان مثل هذه الاجهزة ستسهل الدخول الى مثل هذه المواقع. وفي نهاية المطاف يمكن وصل الجاليات الجوالة مع خدمات ذات مواقع محددة، كما يتفق على ذلك الخبراء. اي بعبارة اخرى قد لا يكون بالامكان الوصول الى ما يدخله الاشخاص في موقع «ماي سبايس» فحسب، بل بالامكان العثور على اماكنهم ايضا ان شاءوا ذلك.

* هاتف ورقم واحد التقاء الاجهزة في جهاز واحد، او الخدمات المختلفة في جهاز واحد، عبارة تشير الى حلم قديم لم يتحقق بعد، وهو استخدام هاتف واحد ورقم واحد لكل من خطي الاتصالات الارضية والجوالة معا. وبالتأكيد ان بعض الاشخاص قد تحولوا الى سيناريو الجوال فقط، لكن الالتقاء الحقيقي يعني انه يمكن استخدام الهاتف ذاته لجميع الاتصالات الجوالة والارضية معا. وسيكون بمقدور الهاتف التحقق اوتوماتيكيا عن افضل وانفع شبكة مناسبة يستخدمها على صعيد الكلفة، او قوة الاشارات، والطريق الذي يسلكه الصوت وبيانات المعلومات عبر الشبكة. و«اذا كنت تملك الجهاز المناسب»، يقول سميث، «فأنت لست بحاجة الى معرفة اين ومتى ستستخدم تقنية معينة»، لان الاجهزة التي تلتقي فيها الخدمات المختلفة ستشمل الخدمات الخليوية الجوالة، وخدمات الصوت عبر بروتوكول الانترنت معا عن طريق استخدام شبكات «واي ـ فاي». ومن شأن البرمجيات المبيتة في هذه الاجهزة نقل المكالمات والاتصالات بين النوعين المختلفين من الشبكات.

* الوسائط المتعددة المزيد من الاتصالات الجوالة الرخيصة الكلفة، والمزيد من الاجهزة الرخيصة ذات الجودة العالية، سيؤديان الى استخدام اكثر للوسائط المتعددة الجوالة.

ويقول سميث «ان تطوير تطبيقات الوسائط المتعددة يتزايد»، ويضيف «انظروا الى نجاح هواتف «وكمان» من «سوني اريكسون»، فشركة «ابل» تواجه حاليا منافسة على اجهزتها «آي بود»، وسوف تطلق قريبا هاتف «آي فون». وستقوم «مايكروسوفت» بتطوير السوق وتمهيده امام اجهزة «زيون». وكل هذه الامور من شأنها تسريع الوسائط المتعددة الجوالة بأسلوب اكثر اتحادا واندماجا مما كان عليه الحال قبلا».