كومبيوترات صغيرة جوالة .. تزداد شعبية

تجتذب رجال وسيدات الأعمال لصغر حجمها وخفة وزنها ووظائفها المتعددة

TT

يبدو ان دفاتر الملاحظات الالكترونية المحمولة، وكومبيوترات اللابتوب الخفيفة الوزن جدا التي يمكن ادخالها بسهولة في حقيبة اليد، اضحت اجهزة شائعة جدا في اوروبا وآسيا والأكثر مبيعا، والتي شرعت هي الاخرى تجد هوى خاصا لدى الاميركيين. والذي يرتاد المقاهي وقاعات الاجتماعات الادارية في الشركات، وحرم الجامعات، يجد هذا الدليل على صورة العديد من هذه الاجهزة الرشيقة الشكل.

والسبب في زيادة شعبيتها لدى الاميركيين، كما تقول الشركات الصانعة للكومبيوترات الجوالة الخفيفة الوزن، انعكاس للهوى ذاته لديهم بالنسبة الى الاجهزة الموسيقية الصغيرة جدا، والكاميرات الرقمية، التي لا يزيد حجمها عن حجم بطاقات الائتمان، والتي تتميز بشكلها وامكانية حملها ونقلها.

ويقول مايك اباري نائب الرئيس لتسويق منتجات «فايو» في شركة «سوني» للالكترونيات في الولايات المتحدة «لقد باتت القيمة تتركز اكثر فاكثر على المنتجات الجوالة، ودفاتر الملاحظات هذه الصغيرة الحجم الخفيفة الوزن، هي منتجات جوالة مثل الهواتف الجوالة واجهزة «إم بي3» الموسيقية.

ودفاتر الملاحظات الصغيرة هذه تقدم الكثير من مزايا الانتاجية والتسلية التي نجدها عادة في الاجهزة الاكبر كالكومبيوترات ومشغلات اقراص «سي دي» و«دي في دي». (لكن للاسف لم تتوفر فيها بعد، قدرات عالية الوضوح على شكل اقراص «بلو ـ راي» واقراص «دي في دي» عالية الوضوح). كما انها تميل الى ان تكون اكثر كلفة من نظرائها الاكبر حجما، بحيث يصل سعرها في بعض الحالات الى اربعة اضعاف سعر الاخيرة، وهي بحدود 2000 دولار او اكثر.

ومع ذلك فان سعرها العالي هذا لا يشكل عائقا لها، بل قد يثير نوعا من استقطاب اهتمام وانتباه حتى الاشخاص الاكثر واقعية. وفي الواقع وكما يقول منتجو الكومبيوترات فان واحدا من اكثر القطاعات التي تقوم بشراء مثل هذه الاجهزة الجوالة الصغيرة الحجم هو قطاع رجال ونساء الاعمال.

* كومبيوتر جوال ويقول مايكل فورهوس المدير الاداري لـ«فرانك ن. ماجد وشركاه» وهي شركة للاستشارات الخاصة بصناعة التلفزيون والترفيه مقرها لوس انجليس «ان افراد الجمهور يرغبون في الاجهزة الجوالة الخفيفة الوزن. وهم يرغبون في الحصول على اجهزة «بلاكبيري» لاغراض البريد الالكتروني والهواتف الجوالة لاغراض الرسائل النصية القصيرة. لكن هذا لايكفي».

ومضى يقول في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» ان «المستهلكين الاميركيين راغبون في شاشة ذات حجم مناسب». ولاحظ ان الاحصاء الاخير الذي جرى على الانترنت اظهر ان 54 في المائة من الاميركيين بين سن الـ 18 سنة والـ30 يملكون كومبيوتر لابتوب. «كما يرغبون في الحصول على شاشات قياس 12 و11 بوصة التي يمكن وضعها داخل حقائبهم اليدوية، او حقائب الظهر لينفذوا عبرها كل الاعمال، باستثناء اجراء الاتصالات الهاتفية».

كما ان الحجم الصغير للأجهزة الصغيرة الخفيفة الوزن ليس بذلك الصغر لكي يجري الخلط بينها وبين الكومبيوترات الشخصية الصغيرة الحجم جدا التي تدعى UMPC ultramobile personal computers وهي بحجم كف اليد عمليا، الا انها ليست للجميع، كما يقول ستيفن بيكر نائب الرئيس لشؤون التحليل الصناعي في مجموعة «إن بي دي».

وفي الوقت الذي يؤكد فيه ان الاجهزة النقالة الصغيرة الحجم جدا هي فكرة جيدة، لكنه يتساءل عما اذا كانت فائدة دفتر الملاحظات الالكتروني العالي جديرة بسعره الاصلي المرتفع. ويتساءل الى اين يؤدي ذلك؟ الى بضعة ارطال انجليزية من تخفيف الوزن؟

ويضيف بيكر انه لا يعتبر بشكل عام الكومبيوترات التي تزيد مساحة شاشاتها عن 12 بوصة من فئة الاجهزة النقالة الصغيرة الحجم جدا، لأنه يجري رسم حدود ذلك عند قياس 10 بوصات وما دون.

* قدرات أكبر وبالرغم من ان التحديد الدقيق للاجهزة النقالة الصغيرة الحجم جدا يتراوح بين الخبراء، لكن هناك صعوبة في التمييز، كالتمييز بين السيارة الرياضية، والسيارة الرياضية الوعرة المتعددة الاغراض (إس يو في). وتملك كومبيوترات دفاتر الملاحظات العادية عادة شاشات قياس 15 بوصة لدى قياسها افقيا (17 بوصة هي من القياسات الشعبية ايضا كما تقول بعض محلات البيع). وتقوم العديد من الشركات الصانعة لاجهزة الكومبيوتر، بما في ذلك «توشيبا» و«سوني» و«هيوليت ـ باكارد» بتصنيف دفاتر الملاحظات النقالة الصغيرة الحجم جدا بتلك التي تبلغ قياسات شاشاتها 12 بوصة او اقل.

وتلاحظ الشركات الصانعة لاجهزة الكومبيوتر انه عندما تملك اجهزة اللابتوب شاشات اصغر، فانه يتوجب على بقية الكومبيوتر الالتزام بالنسبية التي ترغم لوحة المفاتيح والحجم الاجمالي للكومبيوتر لكي يكونا اصغر حجما من الحجم العادي. وفي المقابل غندما ينحف بدن الكومبيوتر فانه يصبح اخف وزنا. والعديد من دفاتر الملاحظات الصغيرة الحجم جدا يبلغ وزنها اربعة ارطال (الرطل 453 غم تقريبا)، او اقل، في حين ان دفتر الملاحظات «ديل انسبايرون 1501» بشاشته البالغ قياسها 15.4 بوصة بالمقابل يزن 6.19 رطل.

ويقول الخبراء انه خلال السنوات الماضية كان وضع الاجزاء المختلفة يتم بحيث يجري «ترزيمها» كلها قريبة من بعضها البعض للحصول على ما يطلق عليه صانعو الكومبيوترات اسم «أثر القدم» الصغيرة. وهذا ما شجع العديد من منتجي اجهزة اللابتوب على استخدام معالجات مركزية اقل قوة من تلك التي في الكومبيوترات الكبيرة لتخفيض درجة الحرارة، ولكي لا يجري إجهاد البطاريات الصغيرة. لكن التقدم الحاصل في تصميم المعالجات وفي انظمة التبريد قد خفض تماما من الحاجة الى مثل هذه التسويات الكبيرة لاسيما في ما يتعلق بدفاتر الملاحظات الصغيرة الحجم جدا من مرتبة الاسعار العالية.

* نماذج متميزة وتعلق على ذلك كارين ريغيس مديرة مجموعة المنصات الجوالة في «إنتيل» بالقول «نحن مسرورون للحقيقة القائلة ان بمقدور كومبيوترات اللابتوب حاليا احتواء المزيد من القوة في رزمة صغيرة خفيفة الوزن وعالية الكفاءة على صعيد الطاقة». او كما يقول اباري من «سوني» :«التصغير بات فنا من فنون الهندسة».

ويورد ريغيس جهاز «فايو» Vaio VGN-TXN15 من «سوني» الذي اطلق في الربيع الحالي، كنموذج لهذه الهندسة الجديدة، وهو جزء من سلسلة «تي إكس» لدفاتر الملاحظات الصغيرة الحجم الكاملة المزايا. والجهاز هذا مزود بشاشة قياس 11.1 بوصة بشكل تبلغ ابعاده النسبية 16:9 وبوزن يبلغ 2.8 رطل. ويقول اباري ان الكثير من الاقتصاد او التوفير في الحجم والوزن والقوة جرى تحقيقه عن طريق الهندسة الابتكارية فضلا عن استخدام الالياف الكربونية لبدن الجهاز.

وجهاز «فياو» هذا الذي يكلف 2300 دولار مجهز بمعالج «انتل» بفرق جهد كهربائي منخفض جدا، يعمل بسرعة 1.2 غيغاهيرتز، ويوفر حسب ظروف الاستخدام حياة لشحنة البطارية تدوم 5 الى 11 ساعة استنادا الى مهندسي «سوني». وهو يتميز ايضا بمستشعر لبصمات الاصابع لأغراض الامن، ومستشعرات اخرى لحماية القرص الصلب في حالة سقوط الجهاز الى الارض، او في حالات هزه ونخعه بقوة وعنف.

والى جانب مشغل اقراص «دي في دي» للقراءة والكتابة فهو يشمل ايضا على مزية «إنستانت مود» (النمط او الوضع الفوري) الذي يتيح الدخول السريع الى المزايا والوظائف الاخرى للجهاز مثل الموسيقى واعادة عرض الافلام السينمائية من دون تشغيل نظامه الخاص بذلك، وهو «ويندوز فيستا» من «مايكروسوفت». والمزية الاخرى ايضا هو نظام EV-DO الذي يستخدم شبكة النطاق الخليوي اللاسلكي من «سبرينت» للدخول الى الانترنت اثناء التجوال والسفر. كما يملك امكانية «واي ـ فاي» التقليدية ايضا. وهو خلافا لبعض الاجهزة من فصيلته لم يقم بتقليص حجم لوحة المفاتيح، كما يقول اباري، بل ان حجمها قريب من العادي.

ومن دفاتر الملاحظات الاخرى المتطورة ايضا جهاز «فيوجيستو لايفبوك» P7230 الذي يزن 2.63 رطل، اي اقل حتى من جهاز «سوني» الانف الذكر. وهو مغلف ببدن من المغنيسيوم الفخم. لكن شاشته اصغر ايضا قياس 10.6 بوصة. وهو مكتمل الصفات والمميزات، يعمل بمعالج سرعة 1.2 غيغاهيرتز من «إنتل». ووفقا الى القائمة الطويلة من الخيارات ويتراوح سعره بين 1650 و2180 دولارا.

ويقول بول مور كبير المديرين للمنتجات الجوالة والتسويق لشركة «فيوجيتسو كومبيوتر سيتمس»: «ان تجاوز حاجز الثلاثة ارطال هو عامل رئيسي في تحقيق الاجهزة الجوالة الصغيرة الحجم بشكل تلقائي من دون وعي. اما شركة «أفيراتيك» من كوريا الجنوبية التي لها مكتب في سانتا انا في ولاية كاليفورنيا فهي قادمة جديدة الى صناعات كومبيوترات دفاتر الملاحظات التي تقوم بانتاجها منذ العام 2002. وجهازها الجديد «أفيراتيك Averatec 2371» هو آخر ما انتجته من دفاتر الملاحظات الصغيرة الحجم جدا بشاشة قياس 12.1 بوصة، وزنة لا تتعدى الأربعة ارطال. والجهاز صلب تماما وخفيف على الجيب كما تقول دارين لي مديرة الشركة لشؤون التسويق.

ويكلف الجهاز هذا ما بين 900 و 950 دولارا وفقا للخيارات المطروحة معه، وهو متوفر على الشبكة على الموقع www.shopaveratec.com . وطرحت «أفيراتيك» حديثا جهازا اصغر واخف وزنا من طراز 1579 بزنة 3.4 رطل بسعر 1300 دولار. وتتوفر اجهزة «أفيراتيك» بالاضافة الى شبكة الانترنت في محلات مثل «سيركويت سيتي» و«سامس كلوب» و«ستايبلس» باسعار تراوح بين 850 و950 دولارا.