أجهزة جديدة لعرض أقراص «دي في دي» وتسجيلها

بلغت مرحلة النضج وتمتاز بسهولة الاستخدام

TT

أجهزة تشغيل اقراص «دي في دي» هي بيننا منذ اكثر من عقد من الزمن، لكنها بلغت اخيرا مرحلة النضج، فقبل بضعة اسابيع شرعت بعض الشركات المنتجة بشحن اجهزة «دي في دي» جديدة تحتوي على المجموعة الصحيحة من المميزات والصفات، بحيث يمكنها التسجيل على مثل هذه الاقراص، وليس تشغيلها فحسب، فبإمكانها استخدام اي قرص يمكن التسجيل عليه، وليس بعض الانواع فقط، كما يمكن موالفتها مع الاذاعات الرقمية المجانية عبر الأثير. والأمر الاخير هو الاكثر اهمية لكون مسجل «دي في دي» مع موالف رقمي بمقدوره حل مشكلتين ما زالتا عالقتين مع التلفزيون الرقمي منذ زمن بعيد.

المشكلة الاولى التي جرى تذليلها هي ان هذه الطرز الجديدة ستتيح للاشخاص الذين يملكون الاجهزة التناظرية القديمة والذين غير موصولين الى الكابلات، او الاقمار الصناعية، الاستمرار في استخدام أجهزتهم التلفزيونية بعد توقف الاذاعات التناظرية في فبراير عام 2009 ، كما انه خلافا الى «علب التحويل» الى البث الرقمي الموعودين بها التي يبلغ سعر الواحد منها 50 دولارا والتي من المفترض انها تطرح للبيع في العام 2008، فان هذه الاجهزة متوفرة حاليا.

المشكلة الثانية ان واحدا من هذه المسجلات يتيح حفظ البرامج التلفزيونية الرقمية بشكل يمكنك معه مشاهدتها على آلة تشغيل «دي في دي» او جهاز كومبيوتر. ولكن هذا قد لا يكون تسجيلا عالي التحديد والوضوح (رغم ان بعض المسجلات قد تحاكي مثل هذا التحديد والوضوح العاليين بواسطة اسلوب يدعى «التحويل العالي»). ولكن لكون على الصناعة الالكترونية ان تقدم بعد اسلوبا رخيصا سهلا للحصول على تسجيلات عالية الوضوح بواسطة الاجهزة المحمولة (الجوالة)، فان مثل هذه التسجيلات قد تكون كافية.

* تسجيل وعرض وقد طرح اثنان من اجهزة التسجيل وهما «باناسونيك DMR-EZ47» البالغ سعره 330 دولارا و RC797T من «إل جي» البالغ سعره 300 دولار. وهما ليسا رخيصي السعر لكنهما وحدتان ممتازتان بقائمة طويلة من المميزات التي تقارب النوعية العالية الوضوح عن طريق «المحولات الى الاعلى» لأقراص «دي في دي» المشيدة في اجهزة تسجيل الفيديو المنزلي العادية «في سي آر» بغية تحويل الافلام المنزلية المسجلة على شرائط الى اقراص، مع وجود شقوق خاصة لوضع بطاقات ذاكرة، او اقراص فلاش لعرض الصور على شاشة التلفزيون.

وكلا جهازي التسجيل يستطيعان بسهولة تلقي البث الرقمي لأنه عن طريق هوائي رخيص يوضع على الطاولة يمكن لجهاز «باناسونيك» التقاط البث الصادر من اغلبية الشبكات المحلية، واستطاع جهاز LG ان يفعل الشيء ذاته بفارق بسيط.

وبالنسبة الى المواقع الاكثر بعدا احتاجت هذه المسجلات الى وضع هوائيات في مكان عال كالسطوح. كما انه في بعض المواقع لم يكن الالتقاط جيدا ابدا. وبشكل عام فان التقاط الاستقبال التناظري الجيد فقط هو الذي ينبغي ان يترجم الى استقبال رقمي ممتاز، والذي يعني ايضا المزيد مما يمكن مشاهدته في البث التناظري، وذلك بفضل القنوات الرقمية فقط البديلة التي تقوم بعض المحطات بالبث عليها. وقد اكتشف الذين اشتروا التلفزيونات الرقمية الجديدة هذه الامور بانفسهم خلال السنوات القليلة الماضية، وقرر البعض منهم التوقف عن تسديد رسوم التوصيلات الى الكابلات والاقمار الصناعية نتيجة لذلك.

واختيار مسجل «دي في دي» الرقمي المناسب قد يتطلب عملية تسوق دقيقة في اي حال لان العديد من الاجهزة التي تباع اليوم هي من الطرز القديمة الخالية من الموالفات الرقمية. وحتى لو كانت الانواع المناسبة موجودة في السوق (من شركات مثل إل جي وباناسونيك وفيليبس وسامسونغ وتوشيبا) فانك لا تستطيع الاعتماد على المتجر فقط، او الموقع على الشبكة لمعرفة منافعها ومميزاتها الرقمية، بل عليك بدلا من ذلك النظر الى طراز تصفه حروف مثل ATSC التي هي مختصر لاسم المجموعة الصناعية التي وضعت المقاييس والمواصفات التلفزيونية الرقمية.

* برمجة التسجيلات وتسجيل الاذاعات الرقمية في طرازي «إل جي» و«باناسونيك» يجري تماما كما هو الحال لدى استخدام جهاز تسجيل الفيديو المنزلي العادي، ولكن من دون الازعاج الذي تسببه اعادة لف الشريط. وليست هناك اي حاجة لشراء نوع معين من الاقراص القابلة للتسجيل، وهو تغيير جميل عن المسجلات القديمة التي كانت لا تقبل الا بعض صيغ «دي في دي» المنافسة.

وقد يحتاج القرص الفارغ (غير المسجل عليه بعد) الى دقيقة او دقيقتين من التحضير والتشكيل قبل استخدامه لاول مرة، ولكن من هنا وصاعدا يظل الامر ذاته كالسابق. فقط اكبس على زر التسجيل، وعلى زر التوقف لفترة pause ، او الايقاف عندما تنتهي من تسجيل ما تريده.

وبالامكان ايضا برمجة التسجيلات اللاحقة، رغم ان مثل هذا العمل الروتيني ليس اسهل من العمل ذاته في اجهزة تسجيل الفيديو العادية القديمة، فكلا الآلتين لم تسمحا لي باختيار برنامج من لائحة العروض والبرامج المقبلة.

وتماما مثل اشرطة الفيديو تختلف فسحة التسجيل حسب مستوى الجودة، فحسب نظام «إكس بي» فان افضل تسجيل يمكن تخزينه هو ما مدته ساعة من البرامج التلفزيونية على اقراص «دي في دي». وبمقدور السرعة تمديد ذلك الى ساعتين، والى اكثر من ذلك، الى اربع وثماني ساعات من الفيديو، لكن على حساب الجودة والنوعية. وبمقدور جهاز «ال جي» ايضا تسجيل برامج تلفزيونية رقمية على شريط فيديو.

ولدى الانتهاء من التسجيل يمكن قذف القرص لإخراجه من مكانه، وبالتالي مشاهدته على آلة تشغيل ثانية، او على الكومبيوتر رغم انه يتوجب الانتظار دقائق معدودات حتى تقوم الة التسجيل بـ«اختتام» مراحل التسجيل على قرص «دي في دي»، او انهاء عملية معالجته.

وكلا المسجلتين من شأنهما عرض لائحة بسيطة على الشاشة خاصة بالقرص تدرج العروض والبرامج عليها. وتقوم «باناسونيك» اوتوماتيكيا بعنونة كل منها بعنوان البرنامج، وهي لمسة تساعد كثيرا. وبالمقدور تحرير هذه اللائحة عن طريق طباعة عناوين جديدة بواسطة اختيار احرف من الشاشة بواسطة جهاز التحكم عن بعد.

وبدت النتائج رائعة على التلفزيونات القديمة، ولكن ليس بتلك الجودة على شاشة الكومبيوتر وانت تنظر اليها عن قرب. ولم يتمكن الـ«ي في دي» من التقاط جميع مميزات التحديد والوضوح العاليين وبعض التفاصيل الدقيقة مثل تجاعيد الوجه التي زالت في الصور المتحركة بسرعة، كما ان بعض التفاصيل ظهرت مهزوزة ومرتجة بعض الشيء.

ولا يعاني مسجل الفيديو الرقمي العالي الوضوح من هذه المشاكل، لكنه في الوقت ذاته ايضا لا يسمح لك باصطحاب تسجيلاتك الى اي مكان. وقد تبدو التسجيلات العالية الوضوح لمباراة الليلة الماضية رائعة على مسجل «دي في دي» (دي في آر)، ولكن اذا رغبت في ان تشارك ذلك مع صديق لك عليك ان تعطيه هذا المسجل اولا. من هنا فان المتاجرة بامكانية حمل الجهاز ونقله على حساب الجودة والنوعية قد يسيء الى عشاق الفيديو، لكنها تبقى تجارة عادلة، وهذا ما كنا نفعله مع اجهزة VHS سابقا، وما زلنا نفعله مع ملفات «إم بي 3» اليوم. من هنا يستحق مشاهدو التلفزيون الرقمي الخيار ذاته.

* خدمة «واشنطن بوست»