نظم «الذكاء التجاري».. لتحسين الأعمال والمبيعات

العالم يواجه انفجارا معلوماتيا بحلول عام 2010 مع تضاعف البيانات والصور

TT

في الوقت الذي يجد فيه الكثيرون مفهوم «الذكاء التجاري» او الذكاء في ميدان الاعمال Business Intelligence متناقضا في مضمونه، فإن الاهتمام به يعكس القلق المتزايد للعديد من المؤسسات في ما يتعلق بتوفر الكثير من المعلومات والكثير من المشاكل والصعوبات التي تتخللها. وكان آخر الابحاث الصادرة قبل اسبوعين من شركة «آي دي سي» IDC قد حذر قطاع الاعمال بانه سيواجه انفجارا في المعلومات والبيانات خلال السنوات الثلاث المقبلة مع تضاعف عدد الصور الرقمية والرسائل الواردة الى صناديق البريد الالكتروني، وتضاعف سرعات النطاقات العريضة بحلول العام 2010 .

* الذكاء والنجاح

* من جهتها اشارت جين هاريس، مديرة الابحاث في شركة «إس إيه إس» SAS خلال مؤتمر اقامته الشركة حول الذكاء التجاري اخيرا، الى ان تحليل هذه المعلومات هو واحد من اسس الاعمال الناجحة. ونقلت عنها مجلة «بيزنيس ويك» ان «الشركات التي تعمل جيدا هي اكثر تحليلا، مقارنة بالمؤسسات القليلة الانجاز والنجاح. وهي على اكثر احتمال تملك قدرات ذكاء تجارية مع معلومات جرى دمجها وتكاملها وتحليلها عبر قطاع العمل كله، بدلا من تخزينها فقط». اما جيم غودنايت، المدير التنفيذي لـ«إس إيه إس»، فقال ان «الشركات التي تفشل في استخدام جميع معلوماتها وبياناتها، تتجاوز فرص النجاح». واضاف متحدثا في المؤتمر «ان كمية المعلومات التي يجري انتاجها وجمعها تتضاعف سنويا، والبعض يعتقد انها ستتضاعف كل شهر. والمعلومات التجارية هذه لها قيمة استراتيجية، واذا لم تستخدم فانها ستذهب هدرا. والذكاء التجاري مهم للغاية ونراه ينمو ويتضاعف».

واشار الى ان ما تعتقده اغلبية الناس حول الذكاء التجاري هو انه مجرد أداة بسيطة للاستفهام، يتم بعد الانتهاء منها رفع تقرير بذلك ليس اكثر. واضاف «لكننا نود ان ندرج ايضا قدرة الذكاء التجاري على توقع المستقبل وتشييد نماذج معقدة... لماذا نكتفي بالتكهن عن طريق العودة الى الماضي، عندما يكون بمقدورك تشييد نماذج والنظر الى المستقبل».

* نجاحات مصرفية

* وقال ان القطاع المرشح للنمو والتوسع هو الذكاء التجاري، «فنحن ما زلنا نرى الكثير من الاهتمام في الجانب المنخفض، او الضعيف من ميدان الذكاء التجاري، فالمبيعات تنمو بكثرة كذلك الاعمال المصرفية».

ومثال على ذلك يستخدم مصرف «رويال بنك اوف سكوتلاند» تقنية شركة «إس إيه إس» لإعطاء موظفي فروعه نظرة كاملة عن الزبون. ويقول دايفيد سامسون رئيس قسم التحليل الادائي في المصرف انه كان على الموظفين في السابق قضاء نحو 20 دقيقة يجمعون خلالها معلومات من مصادر عديدة تتعلق باحد الزبائن قبل الجلوس معه لمناقشة مسألة من المسائل. اما الآن فانهم، وخلال نصف دقيقة من استخدام نظام «آي بال» iPal system الجديد، يحصلون على معلومات عن الزبون. واضاف «نحن نستخدم برنامج إس إيه إس لقطع الميل الاخير»، أي للوصول بسرعة الى الهدف.

ويجري المصرف ايضا تجارب واختبارات في 100 فرع من فروعه على المزيد من هذه الخطط المطروحة خلال الاشهر القليلة المقبلة، «مما زاد فعلا من المبيعات التي هي سر الصيرفة الناجحة في المملكة المتحدة» كما يقول. وفي ما يتعلق بعمليات المبيعات بالمفرق فان الشركة تعمل مع زبائنها من الشركات على اساس التلاؤم والتناسب مع القياسات مثلما هو الحال مع محلات الازياء التي لا تعرض بالضبط المجموعة ذاتها من الاحجام والقياسات، استنادا الى غودنايت. واوضح قائلا ان بعضها قد يحتاج اكثر الى القياسات الصغيرة بينما يحتاج البعض الاخر الى قياسات اكبر، «واذا اخذت ذلك في الحسبان فلا يحتاج الامر الى عرض المزيد من البضائع في موسم الحسومات في نهاية الفصل. وهذا امر جيد بالنسبة الى الزبون وصاحب المحل على السواء».

وتقوم متاجر «ويتروز» الغذائية البريطانية باستخدام تطبيقات «إس إيه إس» كذلك لتحسين توقعاتها بحيث يمكنها التنبؤ مسبقا ما هي اكثر منتجاتها طلبا. وتعتبر «إس إيه إس» واحدة من اكبر شركات البرمجة الخاصة في العالم.