قليلا ما تتغير ملامح الانسان الرئيسية منذ خروجه الى النور لأول مرة، وذلك خلافا لعالم الالكترونيات الاستهلاكية التي تواظب الشركات العاملة فيه دائما على البحث عن الجديد لتضمه وتستوعبه في منتجاتها كلما خرجت من مصانعها وطرحت في الاسواق. وهي تقوم باستمرار بتطوير منتجاتها المتواضعة وصقلها وتهذيبها عبر نسخ متتالية ومتعاقبة حتى تصبح ناجحة جدا.. هذا اذا كانت تدرك ماذا تفعل!
* شعبية «بلاك بيري»
* وفي هذا الصدد تدرك شركة «ريسيرتش ان موشن» R.I.M. صانعة الهاتف الجوال «بلاك بيري» الذي يدعم البريد الالكتروني، ماذا تفعل، اذ يكفي النظر الى جهازها «بلاك بيري كيرف» الذي يتوفر الآن عبر خدمات «سنغيولار/ أيه تي آند تي» للتأكد من ذلك بثمن 200 دولار. وكانت «ريسيرتش ان موشن» قد اعلنت ايضا عن جهاز «بلاك بيري 8830» الذي يعمل على شبكات «فيريزون» في الولايات المتحدة، وايضا على شبكات «جي. إس. إم» غير المتطابقة خارجها.
وجهاز «بلاك بيري» كما يخبرك اي موظف عامل في الشركات، هو هاتف جوال يدمن الموظفون على استخدامه بلوحة مفاتيح تعمل بالإبهام من نوع «ستوارت ليتل ثمب». ولعل ميزته الكبرى هي قدرته على تسلم وارسال البريد الالكتروني من اي حساب مسجل في الوقت الحقيقي حالما يصل من دون الحاجة للبحث عنه. وفي الواقع اذا كنت تملك حسابا بريديا في «ياهو»، او بريدا في الشركة التي تعمل بها، يستطيع هذا الجهاز من مزامنة عملياتك لاسلكيا وارسال جواب منه لتجد هذا الجواب في ملف البريد المرسل في جهازك الكومبيوتري.
وكانت «ريسيرتش ان موشن» تسعى في الفترة الاخيرة الى استقطاب بقية الناس الذين يهتمون باجراء المكالمات الهاتفية والاستماع الى الموسيقى، وليس موظفي الشركات والمؤسسات فحسب. من هنا جاء جهاز «بلاك بيري بيرل» الذي طرح في العام الماضي بالكروم واللون الاسود على انه الافضل بين الهواتف الذكية على صعيد التصميم، واكتسب الكثير من الهواة الجدد الذين لا علاقة لهم بالشركات والاعمال.
وكما يشهد مصممو الهواتف الذكية الذين طالما حكوا رؤوسهم تفكيرا وتمحيصا، فانه لا يمكن الحصول على كل الاشياء معا، فالهاتف اما ان يكون رشيقا او انه يملك لوحة مفاتيح كاملة. ولكن ليس الاثنين معا. ويملك «بيرل» 14 مفتاحا تمثل الاحرف الابجدية جميعها، يوضع على اغلبيتها حرفان، وقد رتبت في سياق برنامج يتكهن بالكلمة التي ترغبها.
ومثل هذا النظام هو ناجح اجمالا، لكنه قد يثير اعصابك، فطباعة كلمة ليست في القاموس قد تستغرق دقائق، كما اكتشفت في اليوم الذي حاولت فيه ان اوجه رسالة الى احد اصدقائي.
* «بلاك بيري كيرف»
* من هنا فان الجديد في جهاز «بلاك بيري كيرف» BlackBerry Curve الجديد هذا (الذي يدعى ايضا «بلاك بيري 8300») هو امر بسيط جدا، الا وهو تزويده بلوحة مفاتيح تقليدي «كويرتي» QWERTY keyboard كاملة حيث يحتل كل حرف مفتاحا كاملا.
وبالطبع فان الهاتف الجديد هذا هو اعرض من «بيرل» لكنه يتضمن اصغر لوحة مفاتيح كاملة اطلاقا قياس 4.2 × 2.4 × 0.6 بوصات التي هي اقصر وانحف، لكنها اعرض قليلا من لوحة مفاتيح «بالم تريو 700».
وكان من الجيد ان تختار «ريسيرتش ان موشن» اسما جذابا مثل «كيرف» (المنحني) بدلا من ان تطلق على آلتها الجديدة اسما اخر معقدا او غيره. ومع ذلك يبقى «كيرف» اسما محيرا لمثل هذا النوع من الهواتف، لانه ليس اكثر انحناءً من اجهزة «بلاك بيري» الاخرى، كما لا تقوم «ريسيرتش ان موشن» بانتاج اي شيء منحن او مقوس كأمر غير متوقع. لكنه يبقى، بعد كل شيء، وريثا جيدا ومنطقيا لجهاز «بيرل». وهو حتى يملك «كرة تعقب» («تراك بول» التي تحل محل الماوس) مركزية نصف شفافة فعالة جدا للابحار بحيث تنسيك كل ما يتعلق بالشاشة التي تعمل باللمس في جهاز «تريو».
وفي الواقع فان العديد من مكونات «كيرف» هي تحسينات عما سبقه، فالكشاف الضوئي (الفلاش) هو اكثر قوة وبات تحديد الصور الآن 2 ميغابيكسل (رغم ان الصور تبدو كما لو انها جاءت من جهاز هاتفي). ويمكنك تشغيل كشف كامل جديد بالأخطاء الاملائية قبل ارسال رسالة مهمة، رغم انه لا تظهر علامات، او اشارات كلما قمت بطباعة الكلمات كما يفعل نظام «وورد». ويرتفع الصوت اوتوماتيكيا عندما تكون تتحدث من مكان مزدحم، وهو مزية مهمة جدا ينبغي ان تكون في جميع الاجهزة الهاتفية.
ولعل افضل صفات «كيرف» في اي حال هي الوسائط المتعددة، فهناك البرنامج الجديد الرائع للاستماع الى الموسيقى وعرض الصور والفيديو. ويمكن تركيب بطاقة ذاكرة «إس دي» صغيرة جدا ايضا، وهو امر مستحب نظرا الى ان السعة التخزينية للجهاز البالغة 64 ميغابايت لا تتسع سوى الى انغام قليلة مهمة. لكن الغريب انه ينبغي ازالة البطارية للوصول الى ذلك.
وهناك قطعة جديدة من برنامج ويندوز التي تتيح لك انشاء ملف للمشاهدة على سطح مكتب جهاز الكومبيوتر «بي سي» خاص بك، فأي عروض مرئية (مقاطع فيديو) او لقطات من الصور التي تلقى داخله تتحول فورا الى صيغة يرغبها «بلاك بيري» لأخذ نسخ عنها.
* مزايا ونقائص
* والافضل بعد، هو ان «كيرف» هو من اوائل الهواتف الجوالة التي تسمعك موسيقى الاستيريو. وهو يمكنه بث الموسيقى من جيبك لاسلكيا الى زوج من سماعات «بلوتوث» الخفيفة الوزن. والصوت الصادر عنهما رائع، وبعض هذه السماعات مجهزة حتى بميكريفونات لاجراء الاتصالات الهاتفية، فلدى حصول مكالمة تتوقف الموسيقى اتوماتيكيا لحين انتهائها.
واذا كان هذا الامر يبدو من العام 2012 فان هناك سماعة رأس اقل تعقيدا التي تجهز عادة جهاز «آي بود»، وكل جهاز موسيقى اخر موجود حاليا. وهذا يعني في «بلاك بيري» ان بمقدورك الاستماع الى الموسيقى مع اي سماعة رأس ترغبها. كما يأتي جهاز «كيرف» ايضا بسماعات سلكية استيريو صغيرة من النوع الذي يدخل في الاذن. وهذه هي في الواقع قصة جهاز «كيرف» ذلك الجهاز الصغير الخفيف الوزن الجيد جدا في الوسائط المتعددة. اما البقية فهو مجرد جهاز «بلاك بيري» عادي تقليدي وجذاب. ويمكن شحن الهاتف عن طريق كابل «يو. إس. بي» موصول الى جهاز لابتوب. وبمقدور برنامج البريد الالكتروني ان يفتح لك الرسائل المرفقة لبرامج «وورد» و«إكسيل» و«باوربوينت» و«بي دي إف» و«جاي بي إي جي» و«جي آي إف» وهو امر رائع فعلا.
ويعني هاتف «جي. إس. إم» انه قادر على العمل في جميع البلدان (عن طريق اضافة رسم اضافي طبعا). وهو يعمل ايضا كهاتف بمكبر صوت، كما بالإمكان طلب الارقام الهاتفية الاخرى بواسطة الصوت، مع امكانية تعيين طلب الارقام بسرعة لأي مفتاح من المفاتيح. كذلك فان صوت رنينه غني جدا ومتعدد الدرجات.
لكن لسوء الحظ فقد ورث هذا الجهاز بعض عيوب «بيرل» الاخرى، فهو لا يستطيع التقاط مشاهد الفيديو، ورغم لوحة مفاتيحه الكاملة، فانه لا يستطيع الدخول الى اي من شبكات الدردشة مثل «أيه آي إم» و«إم إس إن» او «ياهو»، باستثناء «غوغل توك» والشبكة الخاصة بـ«بلاك بيري».
ومن الامور الجذابة الاخرى هو متصفح الشبكة في «بلاك بيري» المصمم تصميما جيدا، لكنه بطيء بحيث يتوجب عليك الانتظار نحو 10 ثوان لكي تظهر الصفحة التالية من الشبكة و 15 ثانية اخرى لكي تظهر الصور، وذلك لان على هذا الجهاز ان يتصل فقط بـ«سنغيولار/ أي تي أند تي» الشبكة القديمة البطيئة، وليس بالشبكات السريعة المتوفرة حاليا في المدن الكبيرة. كما ان الجهاز يفتقر ايضا الى شبكة «واي فاي» اللاسلكية. واخيرا يبقى القول ان بطاريته تدعم اربع ساعات من المكالمات والاتصالات المستمرة و17 يوما من الانتظار وحالة السكون.