لعبة «فورزا موتورسبورت 2».. أفضل مستوى لواقعيّة سباقات السيارات

أكثر من 300 سيّارة والعديد من حلبات السباق العالميّة وبطولات أسبوعية عبر الإنترنت

TT

من النادر أن يتمّ طرح لعبة سباق للسيّارات تُرضي محبي ألعاب الحركة من جهة، ومحبي ألعاب السباقات الواقعيّة من جهة أخرى، حيث يطلب محبو ألعاب الحركة لعبة لا تحتاج إلا إلى القيادة ببعض التهوّر والضغط على زرّ للتسارع وزرّ آخر للفرملة، بينما يطلب محبو ألعاب السباقات الواقعيّة لعبة يمكن فيها تغيير كلّ أجزاء السيّارة الداخلية للتأثير على طريقة تسارع وتوقف وانعطاف سيّاراتهم، بالإضافة إلى ضرورة وجود عنصر الواقعية في الاصطدامات وتعطل السيّارة عن العمل. وعندما تحاول شركات برمجة الألعاب طرح لعبة توازن بين هذين الطرفين، فإنّها غالبا ما تفشل. ولكنّ لعبة «فورزا موتورسبورت» Forza Motorsport على جهاز «إكس بوكس» استطاعت إيجاد ذلك التوازن الخطر وإرضاء جميع اللاعبين في السابق. وتمّ أخيرا طرح الجزء الثاني من اللعبة على جهاز «إكس بوكس 360» وسط توقعات كبيرة، واستطاعت اللعبة تجاوز هذه التوقعات وإضافة الكثير من العناصر إلى المعادلة الناجحة، مثل تطويرات كبيرة على آلية اللعب، والمزيد من السيّارات وحلبات السباق وأنماط لعب جديدة والكثير غيرها من المزايا التي ستذهل اللاعبين.

* واقعيّة كبيرة اللعبة تقدّم أكثر من 300 سيّارة من صنع 50 شركة، معظمها مرخص من الشركات الحقيقيّة لتصنيع السيّارات، بالإضافة إلى وجود القدرة على استبدال القطع الداخلية للسيّارات وتعديلها، و12 بيئة في الحلبات المأخوذ بعضها من حلبات حقيقيّة، مثل حلبات «لاغونا سيكا» Laguna Seca، و«موغيلو» Mugello و«سيبرنغ» Sebring و«نوربيرغرنغ» Nurburgring، والكثير غيرها من الحلبات العالميّة. ويتمّ التسابق في الحلبات المذكورة في عدّة طرق، ليصل المجموع إلى 47 طريقا مختلفا.

ومن السيّارات التي يمكن قيادتها سيّارات شركات فولكسفاغن وميني كوبر، وفيراري، ومكلارين، وسالين، واكيورا، وآستون مارتن وآودي، وبنتلي، وبي أم دبليو، وبويك، وكاديلاك، وشيفرولية، وكرايسلر، ودودج، وفورد، وهايونداي، وهوندا، وانفنيتي، وجاغوار، ولامبورغيني، ولانسيا، ولكسوس، ولوتوس، ومازيراتي، ومرسيدس، ومازدا وميتسوبيشي، ونيسان واوبل، وباغانين وبيجو، وبونتياك، وبورشه، ورينو، وسآبن وسيت، وشلبيوسوبارو وتويوتا وفولفو، والكثيرغيرها من السيّارات التي تتراوح سنة إصدارها ما بين 1984 و2007.

الجدير ذكره أنّ اللاعب لن يشعر بأنّ قيادة سيّارة تشبه قيادة سيّارة أخرى نظرا للتباين الكبير بين مواصفات السيّارات في جميع النواحي، ولوجود قطع ميكانيكيّة وكهربائيّة مختلفة في كل سيّارة. هذا ويمكن الشعور بوجود القوانين الفيزيائيّة المطبقة على السيّارة بشكل كبير، الأمر الذي يُشعر اللاعب بأنّه يقود سيّارة حقيقيّة. ويبدو أنّ واقعية الحلبات تظهر بشكل أكبر في تلك المأخوذة عن حلبات حقيقيّة. ولكنّ الأوقات التي يمكن فيها للقوانين الفيزيائيّة أن لا تبرز هي عند حدوث تصادم ما، حيث أنّ هذه التصادمات تبدو ضعيفة بعض الشيء. وسيشعر اللاعبون بالفرق بين قيادة سيّارة الـ«غولف» والـ«إينزو»، بالإضافة إلى الفرق بين قيادة الـ«غولف» والـ«بيتل».

* مزايا جديدة اللعبة تقدّم عنصرا جديدا سيميّز السيّارات عن بعضها البعض، حتى تلك الموجودة في الفئة نفسها (مثل فئة D التي تحتوي على السيّارات العادية التي يشتريها اللاعب، أو فئة S التي تحتوي على السيّارات المعدّلة والمطوّرة التي تستطيع الوصول إلى سرعات عالية جدّا)، هو «معامل الأداء» Performance Index PI الذي يقوم بإظهار رقم يشير إلى مستوى السيّارة، ويتغيّر حسب تغيّر القطع الموجودة في داخل السيّارة. وإن وصل المعامل إلى مستوى معيّن، فإنّ فئة السيّارة ستتغير. ويمكن الاستفادة من هذا المعامل في مقارنة السيّارات التي سيقوم اللاعب بمنافستها في الحلبة، ومعرفة ما إذا كان سيقوم بمنافستها أو كسب المزيد من المال لتغيير بعض القطع الداخليّة وتطوير السيّارة. وقد لا تنجح هذه الطريقة في بعض السباقات التي تتطلب استخدام سيّارات ذات حدّ أعلى من الأداء، الأمر الذي سيضطرّ اللاعب إلى خفض معامل سيّارته.

ولعلّ ما يميّز اللعبة عن غيرها، هو وجود القدرة على تغيير صعوبة اللعب حسب مستوى اللاعب نفسه، حيث إن كان اللاعب لم يلعب بلعبة سباق واقعيّة من قبل ولا يفرّق بين لعبة «غراند توريزمو» Grande Turismo ولعبة «نيد فور سبيد» Need For Speed، فإنّ اللعبة تقدّم مزايا لمساعدة اللاعب في انتقاء ما يلزم لسيّارته، مثل المزايا الأساسيّة التي تقدّم نصائح حول قدرة السيّارة في الثبات على الأرض والفرملة المتعدّدة والتحكم بالإطارات. ويوجد في هذا الإصدار ميّزة المساعدة أثناء القيادة، حيث يتمّ وضع أسهم ملونة عبر الحلبة توضح متى يجب التسارع ومتى يجب الإبطاء أو الفرملة، الأمر الذي يُعطي اللاعب الأفضلية خلال السباق، بالإضافة إلى ميّزة مشتقة من هذه الميّزة تقوم بتوضيح متى يجب الفرملة فقط لمن يظن نفسه بأنّ مستواه أصبح متوسطا في اللعبة. ويمكن عدم استخدام هذه المزايا، ولكنّ ذلك سيقوم برفع مستوى الصعوبة بشكل كبير جدّا، ولا يُنصح بعمل ذلك إلا عند احتراف اللاعب للانعطافات الخطرة.

وحتى لو قام اللاعب باستخدام المساعدة في الفرملة، فإنّ القيادة الحذرة ضرورة لا غنى عنها في هذه اللعبة، حيث إن قام اللاعب بالانعطاف بالمزيد من السرعة، حتى لو كانت النسبة صغيرة، فإنّ سيّارته ستقوم بالالتفاف والدوران حول نفسها. أمّا لو قام بالالتفاف بشكل بطيء، فإنّه لن يستطيع الحصول على مراتب متقدمة في السباقات، حيث سيقوم الذكاء الصناعيّ باستغلال هذا الضعف ودخول المنعطفات بشكل مذهل، ليسبق اللاعب في أغلب الأحيان. ولن يقوم الذكاء الصناعيّ بصدم سيّارة اللاعب إلا إن قام اللاعب بالقيادة بشكل خاطئ، حيث ستبتعد عنه السيّارات التي يقودها سائقون إلكترونيون حذرون، بينما ستقترب منه تلك التي يقودها سائقون عدائيّون وسيحاولون الإطاحة به من على الحلبة إن سنحت لهم الفرصة. وسيقوم الذكاء الصناعيّ بالقيادة بشكل جيّد في معظم الاوقات، عدا تلك التي يحاول فيها اللاعب اجتيازه، أو يحاول هو نفسه اجتياز اللاعب. اللعبة تحتوي على الكثير من المزايا الأخرى التي تزيد من متعة اللعب، مثل وجود واجهة تفاعل مع المستخدم تتفوّق على الكثير من الألعاب الأخرى، حيث يمكن عبرها عرض موقع الأضرار التي لحقت بالسيّارة، أو درجة حرارة الإطارات أو حتى بعض المعلومات التقنيّة عن أداء السيّارة، والتي قد تبدو في غاية الصعوبة للاعبين المبتدئين، ولكنّها ستصبح في غاية الأهمية بعد احتراف اللعبة. ولعل أفضل ميّزة في هذا الإصدار هي وجود أنماط لعب متعدّدة، مثل تحدي الوقت والسباق الفوريّ والتنافس عبر الإنترنت ضدّ أفضل سائقي العالم، أو حتى خوض رحلة طويلة من نقطة الصفر إلى القمة في نمط «العمل» Career الذي يُعتبر نواة اللعبة. ويبدأ اللاعب في هذا النمط عن طريق اختيار موقع جغرافيّ لمنزل اللاعب (مثل الإتحاد الأوروبيّ أو آسيا أو الولايات المتحدة الأميركيّة). ويؤثر هذا الاختيار على أنواع السيّارات التي يمكن استخدامها بسبب سهولة إيجاد علاقات تجاريّة مع مصانع السيّارات القريبة من موقع اللاعب، الأمر الذي سيؤدي إلى الحصول على خصومات خاصّة من المصانع الموجودة في منطقته. وبعد ذلك، يقوم اللاعب بشراء سيّارة ما، ومن ثمّ التنافس عبر بضعة سباقات بسيطة، ليحصل على المال والقدرة على تطوير مستوى قيادته عن طريق الفوز في السباقات المختلفة، وشراء الكثير من القطع لتطوير سيّارته أو شراء سيّارات أخرى. وإن طوّر اللاعب مستوى قيادته، فإنّه سيحصل على خصومات أخرى من مصانع السيّارات، وسيقوم بالحصول على حلبات جديدة للمنافسة فيها. وسيستمتع اللاعب بالمنافسة في هذه السباقات، حتى لو تمّ السباق في نفس الحلبة مرارا وتكرار، ذلك أنّ كلّ سباق يقوم باستخدام طريق خاصّ حسب قدرة السيّارة وفئتها والكثير غيرها من العوامل. وكأمثلة على هذه السباقات، فإنّ سباق الصمود Endurance سيطلب من اللاعب التسلبق وإتمام عدد كبير جدّا من الدورات في الحلبة. ولكنّ عدم وجود تنوّع كبير في الحلبات سيجلب بعض الملل بعد فترة من اللعب. وبالنسبة لنمط اللعب عبر الإنترنت، فإنّ اللاعب سيحصل فيه على المال، تماما مثل نمط اللعب الفرديّ. ولكنّ بعض مزايا التخصيص ستكون متوفرة للاعب واحد فقط (اللاعب الذي يقوم باستضافة السباق)، مثل نوع الطريق وعدد الدورات التي يجب إتمامها، واستبعاد بعض فئات السيّارات من السباقات للحفاظ على مستوى تنافس شريف بين اللاعبين جميعا. ويمكن للمستضيفين إزالة مزايا المساعدة من بعض السباقات أيضا. ومن النادر ملاحظة وجود تأخير أثناء السباق (هذا الأمر يعتمد أيضا على سرعة الإنترنت المستخدمة لدى اللاعبين). هذا وتقوم شركة «مايكروسوفت» بعقد بطولات أسبوعيّة للعديد من الفئات والتي يمكن لأيّ لاعب الانضمام إليها. ويجب على اللاعبين الراغبين بالتنافس التسجيل في بطولة قبل بدايتها عن طريق المشاركة في دورة تجريبيّة لإحدى الحلبات، ويتمّ اختيار عدد معيّن من السيّارات التي أكملت هذه الدورة حسب سرعة إتمامها. ويقوم اللاعب بعدها بالمنافسة في سباق واحد يوميّا والحصول على نقاط حسب ترتيبه في السباق. ولكنّ هناك بعض المشاكل العشوائيّة في هذه البطولات، حيث لا يتمّ دائما قبول الفائزين فيها، وبدون قديم «مايكرو سوفت» سببا لذلك! هذا ويمكن حفظ بعض الصور أثناء السباق للمشاركة بها عبر الإنترنت مع الأصدقاء عبر موقع اللعبة. ويمكن أيضا منح سيّارات اللاعب للاعبين آخرين أو بيعها عبر الإنترنت في مزادات علنيّة. ولكنّ اللاعبين الذين يريدون المزايدة على سيّارة ما لن يستطيعوا عمل ذلك بشكل آلي عن طريق تحديد سقف أعلى للمزايدة، بل يجب عليهم المزايدة بشكل يدوي في كلّ مرة إلى أن يستطيع أحد المنافسين شراء السيّارة. ومن أجل لفت نظر المشترين، فإنّه يمكن في هذه اللعبة تغيير شكل السيّارة لإظهارها في شكل أفضل، ووضع عناصر التغيير التي يختارها اللاعب فوق بعضها البعض على شكل طبقات متعدّدة (يوجد حدّ أعلى لعدد الطبقات، ولكنّه مرتفع جدّا).

* رسومات مذهلة للسيارات ومؤثرات ضوئية مدهشة

* رسومات اللعبة مذهلة، خصوصا تصاميم السيّارات التي تبدو في غاية الإتقان والجمال. وتستخدم اللعبة مؤثرات ضوئيّة ممتازة تعكس دقة الرسم والانتباه إلى أدقّ التفاصيل (مثل مؤثرات الإضاءة وانعكاسها من على الأسطح). وقد يشتكي البعض من أنّ زوايا السيّارات تبدو متعرّجة عن استخدام التلفزيونات عالية الوضوح، ولكنّ ذلك أمر لا يؤثر على مجريات اللعب أبدا، ولا يشكل أيّ سبب لعدم شراء اللعبة. ويمكن للسيّارات أن تعكس آثار العراك والمناوشات التي قد تحدث أثناء السباق على هيكل السيّارة، حيث يمكن للصدّامات أن تتخلخل أو تنفصل عن السيّارة، أو تغيّر شكل جسد السيّارة أو حتى تقشّر الدهان ووقوع المرآة الجانبية والكثير غيرها من التفاصيل الرائعة. ولكنّ هذه الواقعية تضمحل بسرعة بسبب أنّ صدم جدار ما بسرعة 200 كلم/س، له الأثر نفسه فيما لو صدم اللاعب سيّارة أخرى بسرعة 70 كلم/س! وإن قام اللاعب بصدم سيّارته مرّات عديدة في سباق ما، فإنّه لن يتمكن من إتمام السباق (يمكن إلغاء ميّزة محاكاة تأثير الأضرار).

معدّل الرسومات Frames Per Second FPS ثابت على سرعة 60 رسمة في الثانية، والإحساس بسرعة القيادة موجود بشكل جميل جدّا. الجدير ذكره أنّه إذا قام اللاعب بالتدقيق في دقة رسم الشارع على تلفزيون عالي الوضوح، فإنّه سيفاجأ بانخفاض دقة رسمه بشكل ملحوظ، ولكنّ معظم اللاعبين سيكونون منشغلين بالتركيز على التسابق وسط السرعات العالية، ولن ينتبهوا إلى دقة رسم الشارع. اللعبة تحتوي على 4 زوايا للتصوير (2 من خارج السيّارة، وواحدة من غطاء السيّارة الأمامي وواحدة من على صدّام السيّارة الأمامي)، ولكن لا توجد زاوية تصوير من داخل قمرة القيادة، الأمر الذي سيزعج الكثير من محبي القيادة الواقعية.

وبالنسبة للصوتيات، فإنّ أصوات هدير المحرّكات رائعة، بالإضافة إلى أصوات صرير الإطارات واحتكاكها بالأرض، وأصوات تشقق الصدّامات أثناء اصطدامها ببعضها البعض. ولكنّ الفروقات بين أصوات محرّكات السيّارات المختلفة ليست واضحة على الرغم من الاختلاف الكبير بين الأنواع والطرازات. اللعبة لا تحتوي على موسيقى أثناء اللعب، ولكنّها موجودة في القوائم وتحتوي على أغان للكثير من الفرق المعروفة، مثل فرق The Chemical Brothers وThe Crystal Method وBloc Party وProdigy وCSS وLCD Soundsystem والكثير غيرها. ما تقدّمه لعبة «فورزا موتورسبورت 2» من مستوى كبير للواقعية في ألعاب السباق هو اتجاه صحيح نحو تقدّم هذا النوع من الألعاب نحو جيل جديد أكثر تطوّرا. وسترضي هذه اللعبة معظم محبي ألعاب سباق السيّارات بسبب وجود عدد هائل من السيّارات والحلبات الواقعيّة، وتأثر السيّارات بالصدمات المختلفة. وجود أنواع لعب عديدة فرديّة وعبر الإنترنت ووجود البطولات الدورية هي عناصر تزيد من زمن الاستمتاع باللعبة بشكل كبير جدّا. الرسومات مذهلة ويجب مشاهدتها لمعرفة دقّتها بشكل كامل. إن كنت تحب ألعاب سباق السيّارات، فإنّ هذا الإصدار مصمّم لك!

* معلومات عن اللعبة ـ الشركة المصنّعة: مايكروسوفت غيم ستوديوز Microsoft Game Studios http://www.microsoft.com/games ـ الشركة الناشرة: مايكروسوفت غيم ستوديوز Microsoft Game Studios http://www.microsoft.com/games ـ صفحة اللعبة على الإنترنت: http://forzamotorsport.net ـ نوع اللعبة: سباق سيّارات Racing ـ أجهزة اللعب: إكس بوكس 360 Xbox 360 ـ تاريخ الإصدار: 05/2007 في الولايات المتحدّة الأميركيّة واليابان، و06/2007 في الاتحاد الأوروبيّ ـ تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للجميع (E) ـ عدد اللاعبين: 1 ـ 8