هواتف متطورة وبرامج تراسل فوري متحرك وكومبيوترات بقدرات كبيرة

العالم على أعتاب تطورات كبيرة في عالم التقنيات المحمولة

TT

تشهد التقنيات المحمولة نموا كبيرا في المبيعات، ولذا فإن من البديهي أن يتم تطويرها يوما بعد يوم، لتقديم المزيد من الخدمات والفوائد لمستخدميها. ويرغب مستخدموها في حدوث قفزات سريعة في التقنيات، هم يريدون أجهزة صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وتستطيع العمل لفترات طويلة بدون إعادة شحنها، ولكنّ التقنيات الحديثة غالبا ما تكون كبيرة في الحجم وتستهلك طاقة كبيرة. وتمّ اخيرا الإعلان عن العديد من التقنيات الجديدة في الأجهزة المحمولة، الأمر الذي سيغيّر من نوع البرمجيات الموجودة عليها ليستفيد المستخدمون منها بشكل أفضل. ومن الجديد في عالم الهواتف المحمولة هاتف «آي فون»، ونظام التراسل الفوريّ المتحرّك، وبرامج للإستماع إلى الموسيقى التي يملكها المستخدم في برنامج «آي تونز» عبر هاتفه المحمول، ومجسّات ضوئية تلتقط الصور بدقة 50 ميغابيكسل. أمّا بالنسبة للكومبيوترات المحمولة، فإنّه سيتمّ طرح معالجات جديدة خاصّة عالية الأداء ولا تستخدم طاقة كبيرة من البطاريّات، ولا تقوم بإصدار كميّة حرارة كبيرة. وسيتمّ أيضا طرح كومبيوترات رخيصة الثمن للبلدان النامية، بالإضافة إلى بطاريات تستطيع العمل لأكثر من 12 ساعة بشكل متواصل. كما سيتمّ طرح كومبيوترات محمولة صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، توضع في الجيب وتستخدم نظام التشغيل «ويندوز فيستا»، ويستطيع بعضها مقاومة السوائل والصدمات.

* تقنيات جوّالة

* لعلّ أبرز حدث في عالم الهواتف المحمولة في هذه الفترة هو اقتراب طرح هاتف «آي فون» iPhone من صُنع شركة «أبل» Apple (في 29 من الشهر الحالي)، والذي سيقوم بتغيير طريقة تفاعل المستخدمين مع هواتفهم لسنين عديدة، إذ أنّ الهاتف لا يحتوي على أزرار أو لوحة مفاتيح، بل يتفاعل مع المستخدم عن طريق لمس الشاشة بعدّة أصابع في وقت واحد. ويمكن للهاتف تصفح الإنترنت وتشغيل الموسيقى والأفلام وعرض الصور، والاتصال بأجهزة البريد الإلكترونيّ (مثل «هوتميل/لايف» Hotmail/Live و«غوغل» Google و«إيه أو إل» AOL، والكثير غيرها)، كما يقوم الهاتف باستشعار ميلانه بشكل أفقي أو عرضي، ليقوم بتغيير طريقة عرض الصورة لتناسب وضعيّة الجهاز، وبشكل آليّ، بالإضافة إلى ميّزة سريّة للغاية لم يتمّ الإعلان عنها حتى الآن. ومن المتوقع أن تقوم الكثير من الشركات المصنّعة للهواتف المحمولة بتبني تقنيات مشابهة في هواتفها الجديدة إن أثبت هذا الهاتف نجاحه في الأسواق العالميّة.

ومن التقنيات الجديدة في عالم الاتصالات اللاسلكية توفير القدرة على التراسل الفوريّ المتطوّر بين الهواتف لتبادل ملفات الفيديو والصور والموسيقى أو الرسائل العاديّة بشكل سريع جدّا، تحت اسم «التراسل الفوريّ المتحرّك» Mobile Instant Messaging MIM. ومن المتوقع أن تقوم هذه التقنية باستبدال تقنية التراسل الفوريّ SMS التي يستخدمها حاليّا حوالي مليار شخص. ويتمّ الآن إعداد البرمجيات التي تقوم بتسهيل عملية تكامل هذه التقنية الجديدة مع الأجهزة الخادمة الحاليّة لشركات الاتصالات العالميّة بشكل سلس ومباشر، ليتمّ تحديد رقم إنترنت خاصّ لكلّ هاتف محمول Internet Protocol IP لتكامل عملية إرسال الصوت والمعلومات عبر الشبكات اللاسلكيّة، ولتكون بداية عصر التحادث عبر الإنترنت Voice Over IP VoIP بشكل رسميّ ومعتمد من شركات الاتصالات.

* موسيقى وصور

* وعلى صعيد آخر، أصبح الآن بالإمكان الاستماع إلى الموسيقى التي تملكها في برنامج «آي تيونز» iTunes على هاتفك المحمول، وبدون استخدام هاتف «آي فون»، عن طريق استخدام برنامج «نوتسي» NuTsie الذي يستطيع تخزين مكتبة كاملة من الموسيقى وأيّة أغاني موجودة في برنامج «آي تونز» وبثّها للهواتف المحمولة عبر الإنترنت حسب طلب المستخدم. هذه الخدمة ما تزال تجريبيّة Beta، ولكنّها مجانية حتى الآن، وتدعم مجموعة من الهواتف المحمولة مثل Motorola RAZR و Nokia N76. ويجب التنويه إلى أنّه يجب أن يكون لدى المستخدم اشتراك مع شركة الاتصالات اللاسلكيّة غير محدود من حيث كميّة المعلومات التي يتمّ تحميلها من أجل عدم تسجيل مبالغ إضافيّة عليه.

وبالنسبة للصور التي يتمّ التقاطها عبر الهواتف المحمولة أو الكاميرات الرقميّة، فإنّ شركة «كانون» Canon قامت بصُنع نموذج لمجسّ ضوئيّ Sensor يقوم بالتقاط الصور بدقة 50 ميغابيكسل (أكثر من ضعف دقة المجسّات الموجودة في أفضل طرازات الكاميرات الرقميّة في الأسواق الآن)، وهو صغير في الحجم (28x19 مليمترا)، الأمر الذي يسهّل وضعه في الكثير من الأجهزة المحمولة المختلفة. ولتسجيل الصور الملتقطة بهذه الدقة المرتفعة جدّا، فإنّ الشركة تقوم بتطوير امتداد جديد لملفات الصور، والذي سيقوم باستبدال الامتدادات التقليديّة المستخدمة اليوم، مثل JPEG و CR2 RAW.

* كومبيوترات محمولة

* تعتزم شركة إنتلّ Intel المصنّعة لمعالجات الكومبيوتر طرح معالجات رباعيّة النواة Quad Core تعمل بتقنية 45 نانومتر (1 على 2000 من سماكة شعرة الإنسان) مخصّصة للكومبيوترات المحمولة للمكاتب ولمحبي الألعاب الإلكترونيّة. وتختلف التقنيات الجديدة المستخدمة في هذه المعالجات،عن نظيرتها الموجودة في الكومبيوترات المكتبية في أنّ هذه المعالجات ستكون موجودة على قطعة سيليكونيّة واحدة (وليست عبارة عن معالجين مزدوجي النواة متصلين ببعضهما البعض)، بالإضافة إلى اعتماد تقنيات أداء العمليات بشكل متعدد Multithreaded في البرمجيات المختلفة، والتي تقوم بتوزيع العمل على المعالجات المتوفرة للحصول على النتائج بشكل أسرع.

ومن المتوقع أن تكون الحرارة الناتجة في هذه المعالجات مرتفعة، ولكن شركة إنتلّ ستستخدم تقنيات تبريد متنوّعة لخفض الحرارة إلى مستوياتها الطبيعيّة. ومن المتوقع أن يتمّ طرح هذه المعالجات في العام المقبل.

وبالنسبة لتقنيات «سينترينو» Centrino المستخدمة في الكومبيوترات المحمولة، فإنّ شركة إنتل تقوم بتحضير إصدار جديد منها تحت اسم خاصّ («سانتا روزا» Santa Rosa)، وستكون متوفرة في الأسواق في شهر يوليو (تمّوز) من هذا العام. وتقدّم هذه التقنية تطوّرا كبيرا عن التقنية الحالية، حيث أنّها تحتوي على ميّزة «التسارع المتغيّر» Dynamic Acceleration التي تقوم بزيادة سرعة معالج واحد من المعالجات الموجودة فوق السرعة المفترضة له، وإيقاف عمل المعالج الثاني إن لم تكن هناك حاجة له، وبالتالي الحصول على مستوى أداء أفضل وبدون وجود درجات حرارة مرتفعة قد تعرّض المعالجات إلى الخطر. وهذه التقنية تختلف عن تقنية تسريع السرعة بشكل يزيد عنّ الحدّ المسموح Overclocking التي يستخدمها بعض المستخدمين التقنيين، والتي قدّ تقوم بإتلاف المعالج بشكل نهائيّ. ولمن يريد كومبيوترا محمولا سريعا الآن، فإنّ شركة توشيبا Toshiba طرحت كومبيوترا محمولا من طراز Tecrea M8 يحتوي على معالج مزدوج النواة Core 2 Duo يستطيع توفير الكثير من طاقة البطاريّة باستخدام تقنية الذاكرة السريعة Turbo Memory التي تزيد من سرعة معالجة المعلومات بشكل كبير جدّا. ويقوم القرص الصلب بإيقاف نفسه عن العمل عندما يستشعر سقوط الكومبيوتر، لحماية المعلومات المخزنة. ولعلّ أكثر ما يميّز هذا الكومبيوتر عن غيره هو سعره المناسب والذي يبلغ حوالي 1400 دولار أميركيّ. وبالنسبة لمحبّي الألعاب الإلكترونيّة على الكومبيوترات المحمولة، فإنّ شركة إنتلّ تقوم بتحضير معالجات خاصّة مزدوجة النواة مصمّمة لتسريع عمل الألعاب من طراز Core 2 Extreme، ولا تقوم باستخدام طاقة كهربائيّة عالية. وستستخدم هذه المعالجات تقنيات «سانتا روزا» المذكورة، وتعمل على قنوات معلومات BUS بسرعة 800 ميغاهيرتز (هذه السرعة قابلة للتغيير قبل موعد طرح هذه الكومبيوترات).

وبالنسبة للبلدان النامية، فإنّ شركة إنتلّ وشركة «إيزوستيك» Asustek قرّرتا البدء في تصميم كومبيوترات محمولة لا تكلف أكثر من 200 دولار أميركيّ، في محاولة لمحو الأميّة التقنية في تلك البلدان، ولتسهيل عملية التعلم الإلكترونيّ فيها. ومن المتوقع أن يتراوح قطر الشاشة في هذه الكومبيوترات ما بين 7 إلى 10 بوصات، وإماّ قرص صلب عاديّ أو قرص صلب يعمل بذاكرة «فلاش» Flash، وقدرات على الاتصال بالإنترنت بشكل لاسلكيّ.

* نظم جديدة وأعلنت شركة توشيبا عن خطط لطرح كومبيوترات محمولة تستطيع العمل بشكل متواصل لـ12 ساعة ونصف، تحت اسم «داينابوك إس إس آر إكس» Dynabook SS RX في اليابان أو «بورتيج آر 500» Portege R500 في الأسواق العالميّة الأخرى. وسيتمّ طرح هذه الأجهزة في 22 من الشهر الحالي (في اليابان والولايات المتحدّة الأميركيّة). ويبلغ وزن الجهاز حوالي كيلوغرام واحد، وتبلغ سماكته حوالي 2 سنتيمتر، ويحتوي على قرص صلب يعمل بتقنية «فلاش» ذي سعة تبلغ 64 غيـغابـايت (أو 120 غيغابايت إن أراد المستخدم، ولكنّ وزن الجهاز سيزداد قليلا)، وشاشة تعمل بتقنية الدايودات (الصمامات الثنائية) المشعّة للضوء Light Emitting Diode LED ذات قطر يبلغ 12 بوصة، وتحتوي على إضاءة خلفية اختياريّة لزيادة وضوح الصورة في البيئة الخارجيّة أو الداخليّة. وتحتوي هذه الكومبيوترات على معالج من صًنع شركة إنتلّ ومن طراز Coreaa 2 Duo ذي سرعة تبلغ 1 غيغاهيرتز، بالإضافة إلى وجود ناسخة أقراص «دي في دي» تبلغ سماكتها حوالي 7 مليمترات فقط. ويمكن لهذه الكومبيوترات تحملّ الصدمات من ارتفاعات تبلغ حوالي 76 سنتيمترا، وهي مقاومة للبلل والسوائل. وتحتوي هذه الكومبيوترات على نظام التشغيل «ويندوز»، ويبلغ سعرها حوالي 2000 دولار أميركيّ.

وتمّ اخيرا الإعلان عن كومبيوتر محمول صغير جدّا اسمه «نانوبوك» NanoBook من صُنع شركة «فايا» Via يبلغ وزنه حوالي 850 غراما فقط، ويبلغ قطر شاشته التي تعمل بدقة 480x840 بيكسل حوالي 7 بوصات، وبه أزرار خارجيّة تعمل باللمس. معالج الجهاز يعمل بسرعة 1,2 غيغاهيرتز، وهو يدعم زيادة حجم الذاكرة لغاية 1 غيغابايت، وبه قرص صلب بسعة 30 أو 60 غيغابايت، ويدعم أنظمة التشغيل «لينوكس» Linux و«ويندوز إكس بي»، ولكن ليس نظام «ويندوز فيستا» (عدا إصدار «بيسيك»، ولكنّ كميّة استهلاك البطاريّة ستزداد بشكل ملحوظ). ويحتوى الجهاز أيضا على قارئة لبطاقات الذاكرة، ويدعم تقنيات الاتصال اللاسلكيّ بالإنترنت (g802.11) وتقنية بلوتوث. الجدير ذكره أنّ الجهاز يحتوي على مأخذ بجانب الشاشة، يمكن إضافة بعض الملحقات إليه لزيادة قدرات الجهاز التقنية، مثل ملحق هاتف للاتصال عبر الإنترنت يعمل بتقنية بلوتوث Bluetooth VOIP، ووحدة تحديد الموقع عبر الأقمار الصناعيّة GPS، ووحدة تقنيات الجيل الثالث للهواتف المحمولة 3G/CDMA، والكثير غيرها من الملحقات المتنوّعة. وتبلغ أبعاد الجهاز حوالي 29,4x171x230 ملليمترا فقط، وتستطيع بطاريّته العمل لـ5 ساعات بشكل متواصل، ويبلغ سعره حوالي 600 دولار أميركيّ.

وإن أردت كومبيوترا محمولا يوضع في جيبتك، فإنّ شركة «آمتيك» Amtek تقوم بتصميم كومبيوتر محمول في غاية الصغر Ultra Mobile Portable Computer UMPC (حجم هذه الأجهزة يكون أصغر من حجم الكومبيوترات المحمولة العاديّة، ولكنّها أكبر من حجم الهواتف الذكية Smart Phone أو الكومبيوترات الجيبيّة PocketPC) من طراز «يو 560» U560 يعمل بسرعة 600-800 ميغاهيرتز، وبه كاميرا مدمجة تلتقط الصور بدقة 1,3 ميغابيكسل، ولوحة مفاتيح كاملة مخفية وراء الشاشة (الشاشة تنزلق إلى الأعلى لتظهر لوحة المفاتيح). الجدير ذكره أنّ الكومبيوتر يستطيع تشغيل نظام «ويندوز فيستا»، وبه سمّاعات مدمجة جانبيّة. وبالحديث عن الكومبيوترات المحمولة الصغيرة، فإنّ شركة «باني» Panny قد قامت بالإعلان عن نيّتها طرح كومبيوتر محمول صغير اسمه «غو بوك إم آر-1» GoBook MR-1 مصمّم من مادّة الألمنيوم المقاومة للصدمات والضربات العنيفة، ليكون الرفيق المناسب أثناء الرحلات الجبليّة أو في الأماكن الوعرة. الكومبيوتر يحتوي على معالج من صُنع شركة إنتلّ، ويبلغ وزنه كيلوغراما واحدا فقط، ويبلغ سعره 4,450 دولارا أميركيا.