شبكات «واي - ماكس».. تغزو العالم

إنترنت جوال أسرع 5 مرات من خدمات الجيل الثالث للاتصالات اللاسلكية

TT

خدمات الانترنت اللاسلكية تعمل جيدا ما دمت موجودا في النقطة الساخنة لـ"واي- فاي"، وهي شبكة الاتصالات اللاسلكية للمدى القريب. ولكن ماذا لو كان لك شبكة لاسلكية للاتصال بالانترنت اينما توجهت في كل مكان لتتوفر لجهازك الكومبيوتري اللابتوب المحمول وهاتفك الجوال، تعمل بسرعات تتعدى سرعات خطوط الاشتراك الرقمي "دي إس إل" الهاتفية وتقنيات "3 جي" (الجيل الثالث) للاتصالات اللاسلكية؟

هذا ما سيحصل عليه زبائن "سبرينت نيكستيل" في العام الحالي عندما تقوم الشركة المقدمة لهذه الخدمة "ريستون" في ولاية فيرجينيا في الولايات المتحدة بطرح شبكتها الجوالة "واي- ماكس" بكلفة 3 مليارات دولار.

وما ستقدمه شبكة "واي- ماكس" التي تعني "العمليات العالمية للدخول عبر موجات الميكروويف" worldwide interoperability for microwave access كان حديث الجميع لسنوات. وهي خلافا الى شبكة "واي-فاي" التي صممت لارسال الاشارات الى مسافة لا تتعدى الـ300 قدم، لا تحتاج سوى الى عدد قليل من اجهزة الارسال الخاصة بها (أي بـ"واي- ماكس") لتغطية مدينة بكاملها بالسرعة العالية للانترنت.

وبدأت تقنيات "واي- ماكس" تهز كل شركات الاتصالات وتلك التي توفر خدمات الانترنت مثل شركات الهاتف، والكابلات، ومشغلي الهواتف الخليوية الجوالة، التي ستتعرض للاضطراب.

* شبكة لثلاث مدن وتقول "سبرينت" ان خدمتها الجديدة ستدخل ثلاث اسواق هي مدن بالتيمور وشيكاغو وواشنطن في نهاية العام الحالي. وستكون اول شركة اميركية للخدمات التي ستطلق الجيل المقبل من الشبكات الموجودة حاليا في كوريا الجنوبية، وهي اسرع خمس مرات من الخدمات الخليوية "3 جي" الحالية. وتأمل "سبرينت" ان توفر تغطية لـ 100 مليون اميركي في نحو 35 منطقة في اميركا في عام 2009.

ومن شأن ذلك تأمين دعم لهذه الشركة التي تعد الثالثة في اميركا والتي عانت اخيرا من بعض الصعوبات، ففي الربع الاخير وحده فقدت الشركة اكثر من 200 الف مشترك.

ولكن ما السحر في هذا التطبيق الاخير؟ انه القدرة على دخول الانترنت اينما ذهبت وحللت، كما يقول باري ويست رئيس قسم النطاقات العريضة الجوالة في "سبرينت" الذي اضاف "ان "واي- ماكس" ستكون اشبه بـ"واي- فاي" بجرعات قوية متعاظمة. وتعني ايضا نموذجا للاعمال الجيدة، فمع خدمات المعلومات "3 جي" يمكن فرض رسوم منفصلة للهاتف ولادخال اللابتوب الى شبكة الانترنت. وسيكون بمقدور الزبائن استخدام التطبيقات مثل "سكايب" للمكالمات عبر الانترنت ومنافسة الخدمات التي تقدمها شركات الاتصالات الصوتية.

ويقول ويست "تميل الشركات الخليوية للهاتف الجوال ان تكون حديقة مسورة، لكن "واي-ماكس" ستعطينا القدرة على فتح الانترنت تماما". ويبدو ان المحللين متفائلون جدا في مستقبل "واي- ماكس"، اذ تتوقع مجموعة "يانكي غروب" التي مقرها بوسطن تسجيل 28 مليون مشترك بحلول عام 2011. وذكرت مجلة "بيزنيس 2.0" الالكترونية ان شركة الابحاث "ان- ستات" تشير الى ان معدات بنية "واي- ماكس" الاساسية واجهزتها ستتحول الى سوق بقيمة خمسة مليارات دولار خلال اربع سنوات انطلاقا من 177 مليون دولار حاليا.

ولامداد الهواتف الضرورية وشرائح الكومبيوتر والمعدات الطرفية النهائية، تعمل "سبرينت" مع شركات لها ثقلها مثل "انتل" و"موتورولا" و"نوكيا" و"سامسونغ". وستتوفر بطاقات "بي سي" لدى اطلاق الخدمة لتتبعها بعد ذلك اجهزة الالعاب واللابتوب والكاميرات، وحتى الهواتف المشيدة داخلها تطبيقات "واي- ماكس"، وذلك في نهاية العام المقبل.

* تقنيات جديدة وستمكن شبكات "واي- ماكس" استخدام جميع انواع المعدات الجديدة التي لم نفكر بها سابقا، كما يقول فريد رايت نائب رئيس قسم الشبكات والمشاريع في "موتورولا". وأضاف ان "اي تطبيقات لا يمكن استخدامها بسهولة اليوم نظرا لان الهواتف الجوالة لا تستطيع تقديم نقل سريع للمعلومات، إلا انه سيكون بمقدور "واي- ماكس" معالجتها". ومثل هذا الامر من شأنه افادة الشركات التي تصنع شرائح "واي-ماكس" مثل "انتل" و"بيسيم كوميونيكيشنس" التي مقرها في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا التي قدمت اكثر من 100 مليون دولار كتمويل للمشروع.

و"سبرينت" ليست اللاعبة الوحيدة في مجال "واي-ماكس" فهناك ايضا "كليرواير" التي اسسها رجل الاعمال الشهير كريغ ماكاو التي ستنطلق شبكتها في العام المقبل لتغطي نحو 45 مليون شخص، "فنحن نفعل للانترنت ما كانت تفعلة الهواتف الجوالة للصوت قبل 20 سنة" على حد قول المدير التنفيذي لـ" كليرواير" بين وولف.

وفي كوريا الجنوبية تقوم كبار شركات الهاتف الجوال مثل "إس كيه تيليكوم" و"كيه تي" بتقديم خدمة "واي- ماكس". اما البنية الاساسية والاجهزة فتقدمها "سامسونغ". "وفي نهاية المطاف نحن نرغب في وضع التجوال والحركية في كل جهاز" كما يقول هونغ سونغ نائب الرئيس لمجموعة التسويق العالمية في "سامسونغ".

وفي العاصمة الكورية سيول الموصولة جدا بالشبكات، يستخدم نحو 90 في المائة من الزبائن المتجولين سلفا خدمات المعلومات. وهذا هو السبب الى حد ما في ان 5000 شخص قد سجلوا في هذه الخدمة منذ انطلاقها في يونيو الماضي. وتتوقع سامسونغ ان يكون العدد اكثر ارتفاعا في نهاية العام الحالي.

ولم تكشف "سبرينت" بعد عن رسوم هذه الخدمة، لكنها ستكون منافسة لخدمة "دي إس إل" الهاتفية والكابلات. "ونحن ننوي ان نجعل ذلك من ابسط الامور"، كما يقول ويست، "فكل ما عليك هو ان تشتري جهاز لابتوب الذي سيسألك ما اذا كنت تريد خطا للاتصالات الجوالة بالنطاق العريض، ونحن سنتكفل بالباقي، فمسألة البحث عن النقاط الساخنة الخاصة بـ"واي- فاي" باتت من الماضي"، على حد قوله.