عصر جديد للأفلام السينمائية المجسمة

نظم لآلات عرض ونظارات مطورة تحقق المتعة للمشاهدين

جمهور يرتدي النظارات الخاصة لمشاهدة فيلم سينمائي مجسم عرضته شركة «ديزني وورلد» في لوس انجليس (خدمة صور «نيويورك تايمز»)
TT

تتوجه تقنيات السينما الرقمية نحو تحسين التأثيرات المجسمة للمشاهد واللقطات، والذين يقصدون دور السينما يحصلون على تجربة افضل لمشاهد ثلاثية الابعاد بفضل بروز السينما الرقمية التي تختزن البيانات حول لقطاتها على اقراص صلبة وشرائط، محل الفيلم القديم. ويجري حاليا دمج انواع جديدة من المعدات الخاصة بالأبعاد الثلاثة في آلات العرض الرقمية لتظهر جيلا جديدا من الافلام المجسمة.

والفكرة الاساسية وراء افلام اليوم الثلاثية الابعاد هي ذاتها كما كانت في القرن التاسع عشر، كما يقول مات كوان كبير العلماء في "ريل دي" Real D الشركة التي مقرها بيفرلي هيلز في ولاية كاليفورنيا التي تطور وتصنع تقنيات السينما الثلاثية الابعاد، فهنا وفي الاساس، يجري عرض نسختين من الفيلم ملتقطتين، من زوايا مختلفة قليلا، في وقت واحد، احداهما مخصصة للعين اليمنى والثانية للعين اليسرى.

في الافلام الثلاثية الابعاد الاولى التي تم انتاجها، جرى استخدام اسلوب يدعى "أنا غليف" ana glyph بحيث ان نسخة من الفيلم صبغت باللون الاحمر والاخرى باللون الازرق. وكانت وظيفة العدسات المطلية بالاحمر والازرق الخفيف هو ترشيح (فلترة) النسخة الصحيحة لكل عين.

اما اليوم فتقوم تقنيات الابعاد الثلاثية بفرز وفصل محتويات العين اليمنى عن العين اليسرى بأساليب مختلفة. ويستخدم نظام "ريل دي" عدسات خاصة على آلة عرض الافلام التي تقوم باستقطاب الضوء المنبعث منها، وتقوم بتعديل اتجاه الموجات الضوئية بشكل مختلف بالنسبة الى العين اليمنى والعين اليسرى. وينعكس الضوء الصادر عن آلة العرض عن شاشة خاصة موجودة في مقدمة الصالة مطلية بطلاء فضي للحفاظ على استقطاب الضوء. ويقوم المشاهدون بوضع نظارات استقطاب لترشيح الضوء لكل عين. ورغم وجود هذه النظارات فان بعض الصور او المشاهد في الافلام الثلاثية الابعاد ترى وتشاهد بالعينين الاثنتين، وهو تأثير يدعى "الشبحية"، أي ظهور ما يشبه الأشباح. ويستخدم نظام "ريل دي" برنامجا رقميا خاصا للمعالجة في محاولة للتعويض عن الصور التي من المحتمل ان تصاب بـ"الشبحية".

والنوع الثاني من التقنية يعتمد على النظارات المصراعية التي تتزامن مع تتابع صور العين اليمنى واليسرى التي يجري عرضها وتسليطها على شاشة سينما تقليدية. وبالنسبة الى هذه التقنية تقوم آلة العرض بإرسال صور للعين اليمنى في نصف الوقت، والعين اليسرى في النصف الاخر. كما ترسل ايضا اشارات بالاشعة تحت الحمراء التي ترصدها النظارات المصراعية التي تحافظ على تزامن هذه النظارات مع الصور. وهذه النظارات هي اكثر فعالية في تخفيض الشبحية الى حدها الادنى من الانظمة الاخرى الثلاثية الابعاد، على حد قول هوارد لوك نائب رئيس استوديوهات والت ديزني في بيربانك في كاليفورنيا لشؤون التقنية، في حديثه لمجلة "تكنولوجي ريفيو" التي يصدرها معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا. في اي حال لكون النظارات المصراعية تستخدم الالكترونيات البصرية والبطاريات، كما يقول لوك، فانها تكلف اكثر بكثير من النظارات الاستقطابية. ولكونها تكلف اكثر، اي بنحو 50 دولارا للزوج، فانه يجري عادة جمعها بعد انتهاء عرض الفيلم لتعقيمها وإعادة استخدامها، مما يعني اضافة تكاليف اخرى.

وهناك نظام ثالث يجري تطويره من قبل شركة "دولبي" للتقنيات التي اوجدت النظام الصوتي المحيط في العديد من الصالات والمسارح. وهي تستخدم تقنية مرخصاً بها من "إنفيتيك" التي مقرها أولم في المانيا. وهنا تقوم عجلة داخل آلة العرض الرقمية بتقسيم الحزم الضوئية الحمراء والزرقاء والخضراء، كما يوضح دايف شونويل مدير "دولبي" لتقنية الصور. ويجري تقسيم الالوان بحيث يجري ارسال الاطوال الموجية الاقصر التي تقابل الاحمر والازرق والاخضر الى احدى العينين، في حين ترسل الموجات الاطول التي تقابل هذه الالوان ايضا الى العين الاخرى. ويقوم المشاهدون بوضع نظارات تقوم بترشيح الالوان لكل عين من الاثنتين، لكنها لا تغير اللون المدرك، او الملاحظ للفيلم، كما تفعل نظارات "أناغليف". وبالرغم من ان هذا النظام لا يتطلب شاشة مطلية، كما يفعل نظام "ريل دي"، الا ان النظارات هي عالية الكلفة في انتاجها، استنادا الى شونويل، نظرا الى انها ما تزال قيد التطوير. ولكل اسلوب من هذه الاساليب فوائده وعيوبه، "لكن جمال نظام "دولبي" يكمن في انه قادر على استخدام الشاشة العادية" كما يقول لوك، "لان بعض الناس يجدون عللاً مع الشاشة الفضية". وأحد اكبر التحديات هو ضمان انعكاس الضوء بشكل متساوٍ عبر سطح الشاشة بحيث انه حتى المشاهدين الجالسين قرب الممرات الطرفية يحصلون على رؤية جيدة. لكن لوك يضيف بقوله ان الانظمة الاستقطابية جذابة للعديدين نظرا الى ان النظارات لا تكلف كثيرا، وهي خلافا للنظارات المصراعية لا تحتوي في داخلها على اي الكترونيات، مما يعني انها لاتتطلب صيانة خاصة.