صداقة بين الأعداء لقتال عدو جديد في لعبة «سوبر بيبر ماريو»

تسمح بتغيير أبعاد اللعبة للتقدم عبر مراحل ذات تصاميم إبداعية

مشاهد من اللعبة
TT

ما تزال ألعاب البُعدين 2D تثبت بأنّه بمقدورها تقديم ساعات طويلة من المتعة الصافية على أجهزة الجيل الجديد التي تستطيع إيجاد بيئة مجسّمة ثلاثيّة الأبعاد بكلّ سهولة. وتأتي لعبة "ماريو الورقيّ الخارق" Super Paper Mario على جهاز "وي" Wii لتؤكد ذلك، عن طريق إيجاد لعبة ثنائيّة الأبعاد تحتوي على عناصر من ألعاب تقمّص الأدوار Role Playing Games RPG، وهيّ اللعبة الأولى على جهاز "وي" التي تحتوي على شخصيّة السبّاك الإيطاليّ السمين "ماريو" المحبّب لقلوب الكثيرمن اللاعبين، خصوصا بعد مرور 8 أشهر على طرح الجهاز في الأسواق العالميّة.

* قصّة اللعبة يقوم سيّد شرير معروف باسم "كونت بليك" Count Bleck باختطاف الأميرة "خوخة" Princess Peach من مملكة الفطر، ويأخذها إلى بُعد آخر. ويقوم "ماريو" بالبحث عن الأميرة، ليكتشف عند وصوله إلى قلعة "باوسر" Bowser الشرير الذي كان دائما يقوم باختطافها أنّ "باوسر" لم يختطفها، بل كان يخطط لذلك. وتبدأ المجموعة بالبحث عنها، لتستيقظ الأميرة وتجد نفسها في فستان زفاف أمام "كونت بليك" الذي يقوم بتنويمها مغناطيسيا لتقبل بالزواج منه من أجل حصوله على "القلب النقيّ" Pure Heart الذي يستطيع تدمير كلّ شيء. وعند إتمام ذلك، ينفتح شقّ بين الأبعاد وتختفي الأميرة والـ"كونت بليك". ويقوم "ماريو" بمحاولة لإحباط خطط "كونت بليك" ومعاونيه من تدمير كلّ شيء في عالم الأبعاد الثلاثيّة المجسّمة. ولحسن الحظّ، فإنّ "ماريو" يحظى بمساعدة من بعض الأصدقاء ويقوم بخوض مغامراته عبر عالم الأبعاد المختلفة، خصوصا في مدينة "فليب سايد" Flipside التي يمكن فيها التحدث مع السكان والحصول على بعض العناصر المهمة للتقدّم في اللعبة.

* مزايا ممتعة اللعبة تأخذ اللاعب عبر 32 مرحلة مختلفة (8 عوالم، كلّ عالم مقسّم إلى 4 فصول)، يمكن إتمامها جميعا في خلال 20 ساعة من اللعب. ويجب على اللاعب الحصول على "القلب الصافي" في كلّ عالم (عدا العالم الأخير)، والذي يمكن استخدامه في أماكن محدّدة في مدينة "فليب سايد" لفتح الباب إلى العالم التالي. ويلعب تصميم المراحل الإبداعيّ دورا إيجابيّا كبيرا في جعل اللاعبين يقعون في حبّ هذه اللعبة (مثل مراحل المسابقات التلفزيونيّة ومتاجر العبيد وحتى مراحل مليئة بالنيران الحارقة). وتمّ صُنع كلّ مرحلة بشكل يسمح لـ"ماريو" بالانتقال بين البعدين إلى ثلاثة أبعاد وبالعكس، الأمر الذي يقوم بتغيير شكل المرحلة بشكل جذريّ. هذه الخاصّية هي أكثر الخواص تميّزا عن بقيّة الألعاب، وهي من نقاط قوّة اللعبة. وعندما يقوم "ماريو" بتغيير الأبعاد، فإنّه سيستطيع العثور على بعض الأسرار وجمع بعض الأمور المخفيّة والتقدّم عبر المراحل، الأمر غير الممكن باستخدام أحد الأبعاد طوال الوقت. ولكنّ تغيير الأبعاد ليس بالأمر السهل، نظرا لأنّه يوجد لدى "ماريو" زمن قصير يستطيع فيه اللعب في البُعد المجسّم، ليعود بعدها تصوير الأحداث إلى البُعدين. ولذلك، فإنّه يجب على اللاعب اختيار التوقيت المناسب للانتقال إلى عالم الأبعاد المجسّمة، وبشكل استراتيجيّ. وسيعرف اللاعبون القيمة الحقيقيّة للانتقال بين الأبعاد أثناء تقدّمهم عبر المراحل، وأثناء محاولاتهم لحلّ الألغاز التي تحتاج إلى الانتقال بين الأبعاد بسرعة في بعض الأحيان.

وسيقوم "ماريو" بإضافة الأميرة "خوخة" وشقيقه "لويجي" Luigi و"باوسر" (عدوّه الشرير في الأجزاء الأخرى) إلى مجموعته لقتال "كونت بليك" وإحباط مخططاته الشريرة. ولكلّ شخصيّة قدرات مختلفة، مثل قدرة الأميرة "خوخة" على القفز العالي واجتياز الحفر الواسعة بكلّ سهولة، أو قدرة "ماريو" على تغيير الأبعاد، أو قدرة "باوسر" على نفخ النيران من فمه وإلحاق أذى مضاعف بالأعداء، الأمر الذي يجعله مناسبا لقتال أعداء نهايات المراحل أو الأعداء المحتالين.

وأثناء تقدّم اللاعب عبر العوالم الثمانية، فإنّه سيواجه مختلف أنواع الأعداء والزواحف، من ضمنها مخلوقات غريبة تطير في الهواء اسمها "بيكسلز" Pixls تقوم بمنح قدرات إضافيّة لـ"ماريو" ولجميع الشخصيّات الأخرى التي ترافقه (مثل رمي الأشياء واستخدام القنابل والسقوط على الأعداء)، وتقوم بإرشاده عبر المراحل وتمنحه بعض الأدلة لحلّ الألغاز التي يواجهها. الجدير ذكره أنّ بعض الأعداء مضحكون، مثل التنين الآليّ الذي لا يعمل بشكل صحيح، أو العمالقة البشعين الذين يحاولون لفت أنظار الأميرة "خوخة" عن طريق قيامهم بالتنافس عبر بعض الألعاب على الألواح، والكثير غيرها من الشخصيات الطريفة.

اللعبة لا تحتوي على جميع عناصر ألعاب تقمّص الأدوار، مثل القتال بالتناوب (يستطيع "ماريو" القتال بطريقته التقليديّة)، ولكن يمكن زيادة كميّة الضرر الذي تلحقه شخصيّات اللعبة بالأعداء، ومراقبة مستوى قوى اللاعبين وضمان عدم وصولها إلى الصفر (يمكن استخدام بعض العناصر التي يعثر عليها اللاعبون في مدينة "فليب سايد" لإعادة بعض القوى إلى الشخصيّات التي تحتاج إلى ذلك). هذا وتتناثر مواقع حفظ تقدّم اللاعبين عبر مدينة "فليب سايد". وإن وصل مستوى قوى اللاعب إلى صفر، فإنّه يجب عليه إعادة المحاولة من آخر منطقة قام فيها بحفظ المعلومات. ويمكن أيضا الخروج من أيّ مرحلة والعودة إلى المدينة، على حساب إعادة المرحلة من بدايتها عند العودة إليها مرّة أخرى. ويمكن ل"ماريو" إتمام بعض المهامّ الجانبيّة بعد انضمام الشخصيّات الجديدة ومخلوقات الـ"بيكسلز" إليه.

* مواصفات تقنية قبل بداية التقييم التقنيّ للعبة، يجب معرفة أنّ هذه اللعبة كان من المفترض أن يتمّ طرحها على جهاز "غيم كيوب" Gamecube، جهاز "نينتندو" السابق قبل جهاز "وي"، ولكن تمّ تحويلها في أواخر مراحل البرمجة إلى جهاز "وي". هذا الأمر يظهر واضحا في مستوى الرسومات وعدم استخدام مزايا أداة التحكم "ويموت" Wiimote بشكل مقنع.

اللعبة تقدّم رسومات بسيطة ولكنّها ساحرة في الوقت نفسه. المؤثرات الخاصّة جميلة، وتُبرز تصاميم وألوان المراحل جمال اللعبة بشكل رائع. وينخفض معدّل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) في بعض الأحيان، الأمر الذي قد يؤثر على مجريات الأحداث. ولكنّ مستوى الرسومات ليس بمستوى جهاز "وي"عند ازدياد أحجام بعض الشخصيّات بشكل كبير، بل يقارب مستوى جهاز "غيم كيوب".

الموسيقى جميلة جدّا وتحتوي على إعادة توزيع Remix لألحان "ماريو" المشهورة، ومؤثرات صوتيّة معروفة لدى اللاعبين الذي لعبوا بالأجزاء السابقة. وسيسعد أنصار الأجزاء السابقة لسلسلة ألعاب "ماريو" بهذا الجزء من اللعبة، نظرا لأنّ المعارك فيه تتطلب الركض والقفز على شتى أنواع الأعداء، تماما مثل الأجزاء السابقة، ولكن مع استخدام أداة التحكم "ويموت" بشكل أفقي لمحاكاة أدوات التحكم الكلاسيكيّة، الأمر الذي يجعل التحكم بالشخصيّات بديهيّا لجميع اللاعبين. ومن الممكن استخدام الـ"ويموت" لكشف بعض الأبواب المخفيّة أو لاستخدام بعض العناصر أو توقيت تحريكه مع هبوط "ماريو" على أحد الأعداء للحصول على نقاط إضافية.

اللعبة سريعة الإيقاع وسهلة اللعب، وستمنح وقتا ممتعا للكثير من اللاعبين إلى حين طرح لعبة "سوبر ماريو غالاكسي" Super Mario Galaxy. قصّة اللعبة الغريبة جدّا تجعل من هذه اللعبة لعبة مشوّقة، والمتعة الكبيرة التي تقدّمها اللعبة أعلى بكثير من مستويات الألعاب الأخرى الموجودة في الأسواق لهذا الجهاز. وعلى الرغم من بعض النواقص في مجال الرسومات، إلا أنّ هذه اللعبة لا تزال ممتعة للغاية، ولا يجب غضّ النظر عنها إن كان لديك جهاز "وي".