توجهات جديدة لإدارة مراكز المعلومات لاسلكيا من بعد

تسهل كثيرا عمليات المراقبة والتحكم وتسيير العمليات

(كي آر تي)
TT

ادارة مراكز المعلومات.. على وشك ان تصبح متحركة وجوالة، فقد تعب المشرفون على انظمة المعلومات من العمل في بيئة محشورة مليئة بالاسلاك، التي قد تكون باردة او دافئة جدا، وبالتالي فان فكرة ادارة البرامج الالكترونية والخادمات الكومبيوترية عبر وصلة لاسلكية، ستصبح فكرة قائمة بذاتها كما يعتقد بعض المراقبين.

لكن ينبغي الاقرار ان مثل هذا النظام له مشاكله ايضا، بما في ذلك الخشية من التداخل الذي من شأنه ابطاء اداء التطبيقات المهمة الحساسة وبضمنها صيانة الخادمات والأمن. وفي غالبية الانظمة اللاسلكية التي يجري تركيبها، يجري ضمان الامن على الاكثر لكي يناسب المديرين الذين يكشفون على بريدهم الالكتروني، وليس لأمور مثل تأسيس دائرة جديدة خاصة بادارة الموارد مثلا. وان كانت شبكات "واي-فاي" قد تحولت في الواقع، بالنسبة الى غالبية الشركات الكبيرة، الى محور لنشاطات المسافرين من رجال الاعمال والموظفين التابعين لها، المسلحين دوما بالمساعدات الرقمية الشخصية "بي دي أيه" وكومبيوترات اللابتوب التي تتواصل بالشبكة اللاسلكية، في اي وقت ومكان، سواء في ابنية الشركات اوالمطارات والفنادق والمقاهي، فان مثل هذا التواصل اللاسلكي مع مركز المعلومات هو مسألة وقت فقط كما يعتقد البعض.

* مراكز معلومات لاسلكية

* ان عمليات الادارة عن بعد عبر التواصل اللاسلكي هي المطلب الكبير الذي نتلقاه باستمرار، فلا احد يرغب في الجلوس هناك يوميا طوال اليوم في مركز المعلومات ينظر الى خزائن ولوحات المراقبة، لان لهم مهامهم الاخرى التي ينبغي عليهم انجازها، وبالتالي فعليهم التحرك بين مكان وآخر، كما يقول كريغ ماثياس رئيس شركة "فاربوينت غروب" في اشلاند في ولاية ماساشوسيتس ومؤسسها والخبير في تقنية الشبكات اللاسلكية ويقول تشارليز كينغ المحلل في "بونديت- آي تي ريسيرتش" في هايوورد في ولاية كاليفورنيا "ان الارتباط اللاسلكي يوفر للادارة اسلوبا في التخلص من مستوى التشويش المستمر، والحرارة التي يولدها مركز المعلومات"، كما يقدم اسلوبا مفردا وموحدا لتقديم بيانات عن أداء مركز المعلومات، لكي تكون مفيدة لتجميعها في موضع واحد او خزانة مراقبة. وهذا من شأنه تحسين عمليات الادارة الفعالة.

وفي الوقت الراهن فان اغلبية الاداريين المشرفين يقومون بانجاز الاعمال الادارية الخاصة بالانظمة عن بعد، عبر شبكة هاتفية، او عبر نظم اتصالات سلكية تقع في البناية ذاتها التي تضم انظمة مراكز المعلومات ذاتها التي يقومون بادارتها. واذا ما استطاعوا الوصول، او الاتصال بمركز المعلومات عن بعد فان ذلك يجري عادة لمراجعة التقارير او التحذيرات عبر الهواتف الجوالة وليس لتغيير حسابات المستخدم او اعادة ترتيب ادارة الانظمة.

* فوائد ونواقص

* لكن احد المحللين غير راض عن اقتراح جعل شبكات "واي-فاي" وسيلة الاتصال المعتمدة لعمليات الادارة عن بعد. وقال لمجلة "كومبيوتر وورلد" الالكترونية انه "وبغض النظر عن كيفية توفير الامن للشبكات المحلية اللاسلكية WLAN فانه من المحذور الاتصال بالبنية الاساسية لمركز المعلومات الحساسة الخاصة بهذا الاسلوب". واضاف جورج هاملتون مدير البنية الاساسية للمشاريع في شركة "يانكي غروب ريسيرتش" في بوسطن: "اذا كنت في البناية، فلم الحاجة الى الاتصال بمركز المعلومات المجهزة بشبكة LAN المحلية عن طريق شبكة WLAN اللاسلكية؟ اذ يمكن الاتصال عن طريق الشبكة الهاتفية"، او الوصول الى مركز المعلومات عبر نظم متوفرة اخرى.

لكن آخرين يرون انه حتى ولو كانت هناك فتحة LAN في كل مكتب صغير وغرفة مؤتمرات فان التوصيلات اللاسلكية تتيح لدوائر الادارة ان تكون اكثر حركية، وبالتالي مواجهة المسائل المعلقة مع الافراد او الدوائر عبر كومبيوتر لابتوب والقيام بالاعمال من اي مكان. ويتفق هاملتون، ويقول انه حتى لو كان الاتصال اللاسلكي يعتبر امرا ضعيفا على صعيد الامن، فان هذه المتطلبات الحركية قد تفرض ضرورة الخيار اللاسلكي في ما يتعلق بادارة مركز المعلومات.

ويضيف: "اذا ما توفر الامن الصحيح فان ذلك يوفر على المشغل المرونة للوصول الى البيئة الملائمة له، اذ بمقدور المشرف اللجوء الى مهندس معين للبرامج او العتاد في البناية وتذليل المشكلات والصعوبات بوجوده". واحدى سبل حصول ذلك، كما يشير هاملتون، هي الشركات التي توفر مميزات الادارة عن بعد بالنسبة الى الهواتف الذكية والاجهزة التي تحمل باليد.

وهناك الكثير من شركات البيع المتخصصة في ادارة مركز المعلومات عن بعد، فقد اعلنت "افوسينت كورب" اخيرا عن مجموعة من خادمات المراقبة لاغراض الادارة عن بعد لمراكز المعلومات الصغيرة والمتوسطة التي تدار عن بعد. وهناك شركة اخرى هي "ادر كورب" البريطانية التي تملك مكتبا في نيوبيريبورت في ولاية ماساشوسيتس التي اعلنت اخيرا عن AdderLink ipeps التي تساعد في الوصول الى الخادمات بغض النظر عن مكان وجودها، "فاذا كنت حاصلا على قدرة اتصال او ربط عن بعد بمركز المعلومات، فلا يهم اذا كنت قرب المستخدم ام لا، او قرب مركز المعلومات ام لا"، كما يضيف ماثياس موافقا على ان شبكة "واي-فاي" تقدم فوائد عن بعد، "المهم هو الملاءمة" كما يقول.

* مخاوف أمنية تمكن المخربون اخيرا من التسلل الى شبكة لاسلكية في شركة المبيعات "تي جاي كومبانيس" وسرقة 45 مليون رقم بطاقة ائتمان. ولجوء هؤلاء اللصوص الى التجوال بسياراتهم بحثا عن نقاط دخول مفتوحة هو اجراء شائع حول مقرات الشركات، كما تتوفر مراكز لتوزيع ادوات "لينوكس" لاختراق اجراءات الترميز الخاصة بالملفات. ومن اكثر محاولات الاحتيال شيوعا هو التكهن برمز المرور الخاص بالادارة عن بعد، الذي يجري عن بعد، عبر وصلة لاسلكية تفتح الباب على مصراعيه لسرقة المعلومات المالية، او معلومات الشركة المؤتمن عليها.

في اي حال فان الوصلة اللاسلكية، ولدى تأمينها بشكل صحيح، هي منيعة على الاختراق مثلها مثل الوصلة السلكية تماما. وقد يجادل البعض بان اجراءات الامن الطبيعي هي افضل في الوصلة السلكية ما دام بمقدور المشرف ان يقفل الاجهزة في مركز المعلومات"، كما يقول ماثياس، الا انه ومن الجانب الآخر فان هناك امورا لا تتعلق بالشبكات اللاسلكية وأمنها، مثل ضرورة دقة كلمات المرور الى التطبيقات الحساسة، اضافة الى تدقيق كلمات المرور على كومبيوترات اللابتوب، وهما اجراءان مهمان للهوية. ويوافق كينغ على ذلك بقوله "ان الترميز القوي والادارة الاساسية للمستخدم من شأنهما معالجة اكثر المسائل الامنية إلحاحا. ولكون مثل هذه العمليات شائعة في العديد من مراكز المعلومات، فان توسيعها وايصالها الى شبكة الادارة اللاسلكية ليس بالامر العسير كما يقول. كما ان الاعتماد على موقع مركز المعلومات يجعل رصد الشبكة ومراقبتها خوفا من اعمال التطفل خيارا اخر.

ومع الترميز القوي ومفاتيح المستخدم واجراء التحقق من هوية الاداريين باقوى البرامج المخصصة لها سيصبح بالامكان استخدام الشبكة اللاسلكية. لكن التداخل يظل مشكلة مزعجة، فاذا كانت نقطة الدخول واقعة قرب مركز المعلومات فان الخزانات المعدنية الموجودة في المركز قد تسبب اخفاقا في سير الاتصالات. ويقترح كينغ العمل مع مستشاري شبكات لاسلكية من ذوي الخبرة لترتيب الشبكات وازالة مشكلات التداخل والقيام بعمليات الاختبار الكاملة.

ويوضح ماثياس ان التداخل هو مشكلة تتزايد باستمرار رغم انه يوجد في الشركات عادة تصميم شبكات افضل بحيث ان شبكة WLAN لا تسبب مشكلة لشبكة اخرى. وهذا مخالف للبيئات المنزلية حيث اختناق الاقنية هو امر شائع. وعندما يحصل التداخل ايضا يكون عادة على شكل اشارة تسبب تأخيرا بسيطا كما يقول ماثياس. وفي البيئات المنزلية يكون مثل هذا التأخير اكثر مدعاة للملاحظة لكون المستخدمين يشاهدون تشوشا في البث الفيديوي، او يسمعون تقطعا في المكالمات الهاتفية الانترنتية.

"واذا كنت قلقا بشأن التداخل هذا، والذي هو عادة من سمات شبكات WLAN الواسعة، فهناك ادوات مثل "كوغنيو سبيكتروم إكسبورت 3" الذي يتمكن من رصد جميع التداخلات التي تحصل، وليس فقط من الشبكات اللاسلكية المحلية الاخرى" كما يقول ماثياس الذي يقترح ايضا ادواتا ومعدات من "بيركلي فاريتونيكس سيستمس". وكلا الاداتين تتيح قياس سرعة البث اللاسلكي وقوته.

ويوافق كينغ على ان التداخل هو مسألة شائكة وبمقدورها بسهولة جعل الاتصال بواسطة "واي-فاي" بالنسبة الى مركز المعلومات عامل اعاقة بدلا من عامل مساعدة. وبدلا من الاتجاه نحو مبدأ التجوال والحركية داخل الابنية يتوجب على الادارات العاملة في انظمة العمليات الحساسة ربما الاعتماد على الاتصالات السلكية والهاتفية.