تقنية المعلومات كانت حاضرة بقوة في المعرض الدولي الـ 62 للسيارات في فرانكفورت، الذي اعتبر معرض "المقود الأخضر" بلا منازع، بعد أن عرضت شركات السيارات أكثر من 120 سيارة بيئية تلتزم بالحد الأعلى لإطلاق غاز من عادم السيارة (130غم/ كلم). ولم يقتصر هذا الالتزام على السيارات الصغيرة مثل فيات بادنا باندا وفولكسفاجن بولو وإنما تعداه إلى سيارات الديزل الضخمة من مرسيدس وأودي بي إم دبليو.
ويبدو أن تقنية المعلومات دشنت مرحلتها الخضراء من خلال السيارات رغم سيادة التقنية الزرقاء الممتدة بين "البلوتوث" و"البلو راي". وتحدثت شركة "بلاوبنكت" الألمانية عن أول جهاز ملاحة رئيف بالبيئة لا يستخدم الأسلاك ويتخلى قدر الإمكان عن المواد الصناعية في تصميمه. وطرحت شركة سيمنز، بالتعاون مع بي إم دبليو، نظاما يعمل بالبلوتوث ويجمع بين أجهزة التلفزيون والراديو والملاحة ويستخدم طاقة كهربائية أقل. وعموما تعتبر شركات انتاج الأنظمة المعلوماتية، أن التخلي عن الكابلات وتقليل حجوم الأجهزة وتقليل استخدام الطاقة من أهم ما حققته في مجال حماية البيئة وتقليل النفايات الإلكترونية.
* ملاحة وترفيه
* وتفردت شركة "بلاوبنكت"، التابعة لشركة بوش الألمانية، في عرض أول جهاز ملاحة متعدد الوظائف ومزود بشاشة كبيرة نسبيا ذات وجهين. وأطلقت الشركة على النظام اسم Dual View System الذي يتيح رؤية شاشة الجهاز من جهتين. وهكذا يستطيع سائق السيارة من جهته أن يشاهد الملاح الإلكتروني الذي يقوده على الطريق في حين تستطيع زوجته، الجالسة إلى جنبه، ( من زاويتها) متابعة أي فيلم أو مسلسل تلفزيوني.
واستعرض يواخيم زيدلر، المسؤول الصحفي في الشركة، لـ"الشرق الأوسط" كيفية عمل الجهاز الذي لا يزيد وزنه عن 250 غراما. وكان بإمكاننا أن نشاهد معطيات جهاز الملاحة ونحن نقف في اليسار (السائق) وأن نتابع فيلم "بن هور" عند انتقالنا إلى اليمين حيث يجلس مرافق السائق. وقال زيدلر أن "بلاوبنكت" لم تنشر أية صور عن الجهاز وتفاصيله لأنها باعت حقوقه إلى "شركة كبيرة" لصناعة السيارات. وتنوي هذه الشركة تزويد سياراتها بالجهاز بدءا من السنة القادمة.
والجهاز صالح لأن يوضع في أية سيارة ويشغل الموسيقى والراديو والأفلام والفيديو وتعمل شاشته باللمس. ويستعرض هذا "الملاح" خرائط 40 دولة أوربية بدقة كبيرة مع حديث يصف الشوارع باللغات الألمانية والانجليزية والفرنسية والايطالية والاسبانية. عدا عن ذلك فهو مزود ببرنامج يقطع عرض الأفلام ليبث حالة المواصلات على الطرق وذلك على شاشة كبيرة نسبيا قياس 8,6 بوصة. الا ان الشركة لم تفلح في أخذ صورة تظهر صورتين في الشاشة مرة واحدة!
* رصف السيارات لا تخلو مدينة أوربية من أنظمة المرآب ورصف السيارات التي تحاسب السائق بالغرامات المالية عند تخطيه فترة التوقف المؤقتة. ولذلك، توفر شركة كارتايم الدنماركية امكانية لضبط وقت رصف السيارة والاستغناء عن الساعة البلاستيكية التقليدية.
ونظام " بارك ووتش" عبارة عن ساعة رقمية تعمل مع محرك السيارة، وقد نالت حاليا إجازة الاستخدام في الشوارع الدنماركية والألمانية. وتعرض الساعة الوقت كأية ساعة أخرى، لكنها تعود إلى الصفر وتبدأ باحتساب الوقت حال توقف المحرك. ويمكن للسائق، إذا أراد رصف سيارته في الليل بعد مضي الساعات المحددة للتوقف، أن يبرمج الساعة بحيث تنطلق من الصفر حال بدء العد في صباح اليوم الثاني. عدا عن ذلك فيمكن للساعة أن تعمل مع جهاز صغير ينبه السائق إلى مرور الوقت المحدد لبقاء سيارته وضرورة وضع المزيد من المال في جهاز المراقبة الاوتوماتيكي أو تحريك سيارته. وسعر الجهاز 89 يورو إضافة إلى كلفة نصبه في أية سيارة.
وقدمت شركة" ميديون"، من خلال جهازها P4425، أصغر وأخف جهاز للملاحة من نوعه في المعرض. وتعمل شاشة الملاح من ميديون باللمس، لكنه مزود أيضا بنظام يتعرف على صوت الإنسان ويستجيب لأوامره بالبحث عن هذه المدينة أو تلك. ويشغل الجهاز أجهزة MP3 والراديو والفيديو ولا يزيد سمكه عن 1.6 سم. ويعمل النظام من شركة ميديون بتقنية بلوتوث ولا يستجيب للسائق إلا من خلال التعرف على بصمة أصبعه.
* نظم مدمجة
* وفضلت شركة سيمنز الألمانية التعامل مع مايكروسوفت بهدف تحقيق أفضل اندماج بين أجهزة البيت والمكتب والسيارة. وطرحت للسيارات جهاز "ملتيميدا بلاتفورمMMP" الذي يجمع الراديو والملاّح والفيديو وقادر على سحب الأفلام والفيديو كليب من الأفلام المعروضة للبيع أو الإيجار على الانترنت.
وأدخلت سيمنز التلفزيون الرقمي إلى جهاز الملاحة من خلال جهازيPN4000 وPN6000. ويمكن للسائق أو مرافقه متابعة برامج التلفزيون على شاشة من قطر 4.3 بوصة ( في الطراز الأول) وشاشة 5.3 بوصة في الطراز الثاني. والجهازان مزودان ببطارية صغيرة وقوية، ونظام استقبال حساس وقوي، يتيح للسائق فصل الجهاز عن السيارة واستخدامه لمتابعة برامج التلفزيون في الحديقة خلال الرحلات الترفيهية.
ويوفر جهاز باي كار فون PaiCarPhone من شركة بايتاك استخدام هاتف السيارة كهاتف نقال بفضل نظامه الصوتي العالي الدقة والجهوري. فهاتف السيارة، غير المزروع داخل بدن السيارة، ينقل المكالمات بصوت عال يتيح استخدامه في الشاحنات الهادرة أو في حافلات نقل الركاب. وهو مزود بـ"وظيفة الخصوصية "Private Mode، بمعنى أنه يكتم الصوت حال سحبه من بيته ويقصره على أذن السائق. كما يتيح إمكانية الخروج به من السيارة خلال الأحاديث الشديدة الخصوصية. وهو هاتف مزود بتقنية للاتصال بكل العالم عبر الأقمار الصناعية. كما عرضت شركة بايتيك أول هاتف جوال، للأفراد والسيارات، يمكن استخدامه في المناطق والمصانع التي يمكن للهواتف الجوالة أن تؤثر في عمل الأجهزة الأخرى أو أن تتسبب بانفجار. ونالت الشركة إجازة استخدام الجهاز في ألمانيا في المصانع الكيميائية وشركات الاسلحة لانه لا يتسبب بحصول أي انفجار.