طرحت شركة "مايكروسوفت" تطويرا جديدا مجانيّا لنظام التشغيل "ويندوز فيستا" وبالتحديد لإصدار "آلتيميت" Ultimate، اسمه "مجموعة الإضافات" Extras Pack، الذي يحتوي على العديد من التطويرات الأمنيّة، وآليات تسهل عملية التفاعل مع النظام، وبعض الألعاب الصغيرة الجميلة، وبرنامج يسهل عملية استخدام نظام الأمن الخاصّ "بيتلوكر" BitLocker الذي يقوم بتشفير الملفات الموجودة على الأقراص الصلبة. ولعلّ أهمّ التحديثات في هذه المجموعة والذي سيلفت الأنظار، برنامج اسمه "دريم سين" DreamScene (يعني مشهد الحلم) يسمح لسطح المكتب باستخدام صور متحرّكة أو عروض فيديو (من امتدادات MPEG وWMV)، أو حتى العروض المرسومة على الكومبيوتر، وإعادة تشغيلها فور نهايتها بشكل آليّ. ويمكن للمستخدم وضع عروضه الخاصّة أو تحميل بعضها من مواقع الإنترنت، أو حتى تبادلها مع الأصدقاء. تجدر الإشارة إلى أنّه كان من المفترض أن يتمّ طرح هذا التطوير في الصيف الماضي تحت اسم "بوريليس" Borealis أو"موشن ديسكتوب" Motion Desktop، لكنّ الوقت لم يسمح للشركة بطرحه إلا اخيرا. ويعتمد هذا التطوير بشكل كبير على ميزة "مدير نافذة سطح المكتب" Desktop Window Manager DWM، والتي هي جزء من هيكل "إيرو" Aero الخاصّ بتطوير رسومات وبيئة التفاعل في نظام "ويندوز فيستا".
ومن المزايا التي تجعل هذا التطوير أفضل من غيره أنّه يقوم باستخدام قدرات معالج بطاقة الرسومات لعرض الفيديو في الخلفيّة، وليس المعالج الرئيسيّ، الأمر الذي لا يقوم بإبطاء عمل الجهاز على الإطلاق. ويجب على مصمّمي العروض الموازنة بين أحجام ملفات العروض ونسبة ضغطها، إذ أنّ فكّ الضغط يتطلب بعض العمل من المعالج الرئيسيّ، ولكن زيادة حجم الملف تعني أنّه سيشغل مكانا أكبر في الذاكرة أو على القرص الصلب، ناهيك عن صعوبة تحميل العروض الكبيرة من الإنترنت للكثير من المستخدمين. هذا ويقوم التطوير الجديد بإيقاف تشغيل عروض الفيديو على الكومبيوترات المحمولة (يبقى الخيار للمستخدم) في حال عملها بواسطة البطاريّة، وذلك لتوفير الطاقة الكهربائيّة للكومبيوتر، وسيقوم التطوير بعرض صورة ثابتة فقط آنذاك.
وقامت شركة "ستاردوك ديزاين" Stardock Design بتطوير بعض العروض الخاصّة المرسومة بالكومبيوتر Rendered Computer Graphics المرفقة مع التطوير، وقامت محطة "ديسكفري" Discovery بتوفير الصورّ الطبيعيّة. ويمكن زيارة موقع شركة "ستاردوك ديزاين" لتحميل الكثير من العروض المميّزة من صُنع الشركة أو المستخدمين، وبشكل مجانيّ. ويمكن وضع عروض فيديو جميلة في الخلفية، مثل انعكاس أضواء المنازل من على بقع المياه الموجودة في الشارع في ليلة ممطرة، أو مشاهدة حيوان الباندا الظريف يتثاءب مرارا وتكرارا، أو مشهد لشلال جميل يهدئ الأعصاب، أو مشاهدة نحلة تقوم بجمع العسل في مرج زهور ربيعيّ، أو مراقبة المدفأة وهي تشتعل في ليل الشتاء البارد، أو حتى مشاهدة لقطة رائعة من سباق للسيّارات أو أجمل أهداف المباريات الرياضيّة. ومن المؤكد أنّه سيتمّ تطوير خدمات عديدة تقوم بالتفاعل مع هذا النظام، مثل خدمات "آر إس إس" RSS الإخباريّة التي تجلب الأخبار من الإنترنت إلى كومبيوتر المستخدم بشكل آليّ، لتقوم بجلب عروض الفيديو إلى الكومبيوتر عوضا عن النصوص، ووضعها في الخلفية بشكل آليّ (مثل مشاهدة عروض لأهداف مباريات حيّة لكرة القدم أو كرة السلة على سطح المكتب)، أو تطوير برامج للبريد الإلكترونيّ تقوم بوضع ملفات عروض الفيديو التي يستقبلها المستخدم كخلفيّة، وبشكل آليّ.
وعلى الرغم من تقديم الشركة للكثير من المزايا الجديدة لنظام "ويندوز فيستا"، إلا أنّ الأفراد والشركات يترددون كثيرا قبل شراء النظام، وذلك بسبب متطلباته الكبيرة التي تحتاج إلى وجود ذاكرة كبيرة ومعالج سريع وقرص صلب كبير، بالإضافة إلى بطاقة رسومات متقدمة، وهي الأمور التي تُعتبر الأغلى في قطع الكومبيوتر.
هذه الأمور جعلت كبرى شركات تصنيع الكومبيوترات، مثل"إتش بي" و"ديلّ" و"لينوفو" تقوم بمنح المستخدمين أقراصا ليزريّة خاصّة تقوم بإرجاع نظام التشغيل إلى إصدار "ويندوز إكس بي" الذي لا يتطلب قدرات خارقة من الكومبيوتر.
وتجدر الإشارة إلى أنّه كان من المفترض طرح إضافات للغة التشغيل لنظام "ويندوز فيستا"، إلا أنّ بعض المشاكل التقنية جعلت الشركة تقوم بسحب 19 لغة مختلفة وإصلاح المشاكل فيها، على أن يتمّ طرحها في نهاية شهر "أكتوبر" (تشرين الأوّل) الحاليّ. هذا وستقوم الشركة بطرح "مجموعة الصيانة" Service Pack الأولى لنظام "ويندوز فيستا" في أوائل عام 2008.