مجموعة «آي بود» الجديدة.. سحر التكنولوجيا وجاذبية الألوان

قدرات استيعاب عالية واتصال شبكي سريع وتصاميم متميزة

«أي بود توش» (الشرق الاوسط)
TT

قد لا تكون هي السلع التي تفكر بها.. ولكن هي التي كانت تفكر بها "أبل" عندما طرحت الشهر الماضي نسختها السنوية المنقحة من عائلة اجهزة "آي بود" الشعبية. وبشكل اجمالي فقد تقلصت مشغلات الموسيقى/الفيديو هذه، في الحجم والسعر، وازدادت سعتها ومزاياها وعدد الطرز المنتجة منها.

والجهاز الأصغر في هذه العائلة هو "آي بود شافل" iPod Shuffle الذي لم يتغير تقريبا، فهو ما زال لا يتعدى البوصة المربعة مع مشبك نابضي، كما انه ما زال يستوعب 240 اغنية، لكنه يأتي بصقل من خمسة الوان. اما جهاز "آي بود" الكامل الحجم فقد اكتسى وجهه بمعدن مصقول ايضا باللون الفضي، او الاسود وهو التغيير الكبير من الواجهة القديمة المصنوعة من الاكريليك التي كانت معروفة جدا والتي خدمت جيدا منذ عام 2001.

* «آي بود كلاسيك»

* والموديل هذا الذي يدعى حاليا "آي بود كلاسيك" iPod Classic هو الجهاز الوحيد من "آي بود" الذي يتضمن قرصا صلبا (الاجهزة الاخرى تستخدم ذاكرة فلاش). وهو للاشخاص الراغبين في نقل ملفات كبيرة من الموسيقى والفيديو، او بالنسبة للراغبين في استخدامه كقرص صلب خارجي للكومبيوتر. ومثل هذه الامكانية الاخيرة يمكن تخيلها بسهولة الآن حين نعلم ان الاقراص الصلبة في اجهزة "آي بود" الجديدة هذه هي بسعة 80 او 160 غيغابايت بسعر 250 دولارا و350 دولارا على التوالي. وهذا يعني ان القرص الصلب الموجود فيها سعة 160 غيغابايت هو اكبر من قرص الكثير من الكومبيوترات الاخرى. وهو يكفي لتخزين 40 الف اغنية، مما يعني ان الاستماع اليها دفعة واحدة يستغرق ثلاثة اشهر، هذا اذا استطاعت البطارية ان تدوم لمثل هذه الفترة الطويلة، اي ان "أبل" جعلت الطراز الكبير من اجهزتها قادرا على عرض الموسيقى المسجلة عليه لمدة 40 ساعة متوالية وسبع ساعات من تسجيلات الفيديو. اما الطراز الصغير فقادر على عروض لمدة 30 ساعة من الموسيقى وخمس ساعات من الفيديو.

تذكر ان جهاز "آي بود" الاصلي 2001 كان يتسع لـ 1000 اغنية. وعلى هذه المعدل من التوسع والتطور فان جهاز "آي بود" في عام 2010 سيتسع الى نحو ستة ملايين اغنية الموجودة حاليا في مخزن "آي تيونز" على الشبكة.

* «آي بود نانو»

* اما "آي بود نانو" iPod Nano الصغير فقد اعيد تصميمه كلية بشكل جذري. والتغيير الكبير هنا هو انه بات قادرا على تشغيل الفيديو.

واي شخص يألف جهاز "آي بود نانو" القديم قد يتساءل عن مدى الرضا الذي يحصل عليه من مشاهدة البرامج التلفزيونية او الافلام السينمائية على شاشة لا يتعدى حجمها الطابع البريدي (او حجم اصبع الابهام). ولا بد ان الفكرة ذاتها راودت "أبل" لكون جهاز "نانو" الجديد له شاشة اكبر قياس بوصتين، حيث البيكسلات 320×240 تكون محشورة في هذا الحيز. كما ان للشاشة تحديدا افضل من شاشة "نانو" القديمة، بل حتى افضل من اي منتج لـ"أبل" في السابق، مما يجعل عروض الفيديو واضحة جدا.

ولكون القوانين الفيزيائية تقتضي انه لا يمكن توفير شاشات كبيرة من دون جعل الجهاز ذاته كبيرا، لذلك جاء جهاز "نانو" الجديد اكثر عرضا واقل طولا من السابق.

ويبدو هذا الجهاز في الصور من دون اي اشارة الى حجمه الصحيح، غريبا بعض الشيء. ومواقع الشبكة المتخصصة بالشائعات تطلق عليه لقب الـ"نانو السمين" او "الثخين". لكن حالما تستخدم هذا الجهاز تدرك فورا ان هذه التسمية غير صحيحة ابدا، فهو بسماكته البالغة ربع بوصة فقط (البوصة 2.5 سم تقريبا) يمكن استخدامه كسكين لفتح مظاريف الرسائل.

ولا يمكن الادراك ان شيئا بهذا الرفع والنعومة قادر على احتواء بطارية تكفي شحنتها الى 22 ساعة من تشغيل الفيديو، وشاشة وذاكرة سعة 4 الى 8 غيغابايت تكفي لاستيعاب ما بين الف والفي اغنية، وكل ذلك بسعر 150 او 200 دولار. وانت تشعر لدى استخدامك الجهاز انك تشاهد افلاما سينمائية على بطاقة تعريف من بطاقات رجال الاعمال.

وعن طريق كابل ثمنه 50 دولارا يمكن لـ"نانو" تشغيل الفيديو على جهازك التلفزيوني، وهذه هي المرة الاولى بالنسبة الى جهاز بمثل هذا الصغر.

ولا بد ان تكون دقيقا جدا لكي تعثر على اي عيوب في مثل هذه القطعة الصغيرة الحلوة من الهندسة، لكن فتحة سماعة الرأس هي في الاسفل، مما يصعب وضعه بشكل مستو على جهاز "تريدميل" ( طاحون الدوس) لدى ممارسة الرياضة. وعلى الرغم من ان واجهة "نانو" تأتي بخمسة الوان معدنية مصقولة، الا ان الواجهة الخلفية هي تماما مثل واجهة الكروم المصقولة كالمرايا الموجودة على اجهزة "آي بود" الكبيرة التي تستقطب طبعات الاصابع.

* «آي بود توش»

* وكلا جهازي "نانو" و"كلاسيك" يأتيان مع ثلاث العاب ولائحة وظائف (مانيو) جديدة مصورة مع لمسات اخرى برمجية. ولعل اكثر اعلانات "آي بود" اثارة الشهر الماضي كان الاعلان عن "آي بود توش" iPod Touch الجديد الذي سيطرح في الاسواق نهاية الشهر الحالي.

ولدى طرح "آي فون" في الاسواق في يونيو الماضي حاول الكثير من المخربين ومحاولي التسلل تجاوز المتطلبات وشروط التعاقد الخاصة بشركة "إيه تي أند تي" المقدمة لخدمة الاتصالات، فقد رغبوا في شاشة هذا الهاتف الرائعة التي تعيد تشغيل الفيديو ومزايا "واي- فاي" اللاسلكية الانترنتية، وكذلك نظام التشغيل الشهير الآن، بإصبعين على الشاشة العاملة باللمس. انهم ببساطة لم يكونوا راغبين بالخدمة الهاتفية التي يوفرها. ولم يكن عليهم ان يقلقوا كثيرا، اذ ان جهاز "آي بود توش" الجديد هو تماما ما يريدونه ويرغبونه، اي انه هاتف "آي فون" من دون هاتف. وهو يبدو مشابها تماما الى "آي فون" باستثناء انه اقل سماكة منه بكثير (0.3 بوصة). وهو متوفر بـ8 و16 غيغابايت مقابل 300 و400 دولار. وهناك شاشة تعمل باللمس قياس 3.5 بوصة، وهناك ايضا الشاشة الاخرى Home ذات الايقونات التي يمكن الكبس عليها لفتح التقويم السنوي، والساعة، والآلة الحاسبة، والموسيقى، والفيديو والصور. وهناك ايضا متصفح الشبكة.

وبمقدور جهاز "آي بود" هذا دخول شبكة الانترنت بسرعة من اي نقطة لاسلكية ساخنة. وتتوفر فيه جميع الاساليب الخاصة بتصفح الشبكة التي يحتويها هاتف "آي فون"، اذ ان نقرة واحدة من شأنها فتح وصلة الانترنت، كما ان ادارة لائحة المحتويات صعودا ونزولا تجري عن طريق سحب الاصبع عليها. كما ان النقرة المزدوجة من شأنها توسيع الصفحة وتكبيرها، كذلك فإن قرصها بإصبعين من شأنه تقليصها واعادتها الى حجمها السابق. أدر الجهاز 90 درجة لتدوير صورة الشاشة.

ويحتوي الجهاز على منظار لموقع "يو تيوب" وايقونة لـ"آي تيونز". ولأول مرة يمكن تصفح الكتالوغ (الدليل) والبحث فيه، والإصغاء الى 30 ثانية من النماذج الموسيقية وشراء الاغاني مقابل دولار واحد وتنزيلها مباشرة على "آي بود". ولدى عودتك الى المنزل يمكن نسخ هذه الاغاني ثانية على جهاز كومبيوتر "ماك" او "بي سي". وفي الواقع اذا ما اضطربت عملية التنزيل من جهاز "آي بود" يقوم جهازا الكومبيوتر المذكوران بتنزيل هذه الاغاني اتوماتيكيا. ويجري كل ذلك بسلاسة فائقة وبسرعة وبشكل مرض.

* مآخذ على الأجهزة وكوننا نعتبر "آي بود" عبارة عن هاتف "آي فون" مختزل، يبدو ان "أبل" لم تشأ ان تقتطع الكثير من مميزات الاخير رغم ان بعض الاختزالات كانت سهلة لكون ان "آي بود" ليس هاتفا جوالا. فهو ينقصه مكبر للصوت وسماعة اذن وبطاقة "سيم" وكاميرا و"بلوتوث". ولانه لا يمكنه دخول الانترنت من اي مكان، فقد زالت الحاجة ايضا الى برامج خدمة الاسهم والخرائط وبرامج الطقس والبريد. ومع ذلك يمكن الدخول الى البريد الالكتروني على الشبكة عبر خدمات "جي مايل" و"هوت مايل" و"ياهو".

لكن يبدو ان مبضع "أبل" الجراحي قد شطح بعض الشيء لدى تصميم ازرار التحكم بمستوى الصوت التي تعتبر من الادوات المهمة في جهاز مخصص للاستماع الى الموسيقى. كما ان سماعات الاذن الصغيرة التي تشبه حكاشات الاذن لا تملك ازرارا صغيرة للنقر عليها اسوة بجهاز "آي فون"، التي توقف عملية الاستماع الى الاغاني للحظات، او تغييرها، او تعديل مستوى الصوت وارتفاعه. لذلك فان الاسلوب الوحيد للقيام بذلك هو اخراجه من الجيب واستخدام اليدين لطلب ادوات التحكم الموجودة على الشاشة.

وفي هذا السياق فان تشغيل الموسيقى ليس بذلك المستوى الكامل لكونه اقل مزايا جهاز "آي بود توش" نجاحا، الا ان عرض البرامج التلفزيونية والسينمائية على الشاشة العريضة يبدو رائعا. كما ان امكانية الحصول على آلية كاملة لتصفح الانترنت في جيبك من دون رسم شهري هي مشروع مغر بحد ذاته.

* أسرة «آي بود»

* وعلى الصعيد الفردي فان سلسلة "آي بود" المجددة والمنقحة للعام الحالي تحتفظ بالبساطة ذاتها التي جعلت سابقاتها شهيرة. ولكنها كمجموعة، فان توسيع عدد الطرز وزيادتها هي اكثر مدعاة للتشويش. واذا حسبنا "آي فون" بينها الذي اصبح سعره الان 400 بدلا من 600 دولار ، فهناك الان خمسة طرز من "آي بود" تتوزع بين 14 لونا وسعات متعددة. والمهم هو التركيز على المميزات الخاصة لكل منها، مثل الحجم الصغير (شافل او نانو)، التخزين (كلاسيك)، الانترنت اللاسلكي (توش)، واخيرا الاتصالات الهاتفية (آي فون).

وللبحث عن المميزات العادية عليك البحث في مكان اخر عن اجهزة مجهزة براديو مبيت داخلها، ومسجل للصوت، او بطارية يمكن استبدالها. وايضا كأمر عادي عليك ان تسدد رسما الى "أبل" لاستبدال البطاريات القديمة التي لا تستطيع الاحتفاظ بشحنتها: 86 دولارا لجهاز "توش" و66 دولارا لاجهزة "آي بود" الاخرى.

مع ذلك تبقى اجهزة "آي بود" افضل الاجهزة التي يمكن ابتياعها. وحتى لو كنت من اولئك الاشخاص الذين لا يهوون شيئا سوى المميزات التقنية فان اجهزة "آي بود" هذه لا يمكن التغلب عليها. طبعا هناك الاجهزة الاخرى من مشغلات الوسائط المتعددة مثلا بسعة 160 غيغابايت، لكنها كبيرة الحجم جدا واغلى ثمنا من "آي بود كلاسيك". واذا كنت تقدر امورا مثل الجمال والبرمجيات الجيدة والتكامل الخالي من المشاكل مع اجهزة الكومبيوتر، فانه لا يمكن مقاومة جاذبية "نانو" الجديد. وهكذا تأتي اليكم اسرة "آي بود" الجديدة بحلتها القشيبة من المعدن المصقول لتكون جاهزة لكم في موسم مناسبات اخر العام.

* خدمة نيويورك تايمز