تطبيقات تحول الهواتف الجوالة الرخيصة إلى أجهزة ذكية

تشغل العروض والصور وتوفر الاستماع إلى الألحان في الطرازات القديمة

لعبة «الجلاد» الالكترونية تعرض على الهواتف القديمة بواسطة تطبيقات APX
TT

التطبيقات المطورة خصيصا للهواتف الجوالة تصبح شعبية اكثر، وذلك بسبب التطور الحاصل في ميدان الهواتف الذكية مثل "آي فون" من "آبل". لكن العديد من التطبيقات لا تتوفر الا في الجانب الاعلى المتطور من الاجهزة، او في الطرازات الجديدة. لكن شركة جديدة أسست قبل عدة اسابيع تدعى "سكايوورد موبايل" ومركزها وبورن في ولاية ماساشوسيتس الاميركية تقول ان بمقدورها ان تستغل الهواتف القديمة الرخيصة والانتفاع بها الى ابعد الحدود. ويزعم مطورو الشركة ان تقنيتهم التي تدعى APX تسمح لهم بانتاج تطبيقات متطورة لتشكيلة واسعة من الهواتف بعضها يرجع في القدم الى ثماني سنوات. والعديد من مطوري البرمجيات طوروا ويطورون تطبيقات في اغلب الاحوال لأكثر من اربعين جهازا متطورا، التي تسود في السوق، على حد قول جيرمي دي بونيت المدير التنفيذي لـ"سكايوورد موبايل". والاجهزة اليدوية تختلف عن بعضها تماما، بحيث ان اعتماد اي تطبيق لجهاز جديد قد يكون بمثل بناء التطبيق من العدم ، أي من لا شيء. كما ان احجام الشاشات المختلفة، وترتيب لوحات المفاتيح ونسقها، والقدرات على المعالجة، وسعات الذاكرة، تمثل تحديات رئيسية بالنسبة الى اي مطور. ويقوم العديد من مطوري البرامج باستئجار شركات كطرف ثالث بغية جعل برمجياتها تتأقلم مع العديد من الهواتف المختلفة، مما يزيد من سعر البرمجيات والوقت الذي تستغرقه لتوفيرها في متناول اليد. ولتوزيع واحد من هذه التطبيقات عبر كبرى شركات تشغيل الهاتف في اميركا الشمالية يتوجب على المطور ايجاد 100 نسخة مختلفة لتغطية الاجهزة المختلفة على حد قول الين لاو المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لمؤسسة "تيرا وايرليس" الشركة المتخصصة في مساعدة المطورين الكبار مثل "ياهو" لتبني تطبيقات سوق الاجهزة الجوالة. وزيادة على ذلك يقول لاو ان شركات الخدمات الهاتفية المختلفة لها متطلبات مختلفة بحيث يتوجب على المطورين تحضير نسخ مختلفة من التطبيق لدعم حتى جهاز شعبي واحد.

وتقول "سكايوورد موبايل" انه وعن طريق استخدام APX، لا يتوجب على الشركة المعنية تحويل كل تطبيق بشكل مستقل الى كل من الاجهزة اليدوية المطلوب دعمها. "واذا كنت تعتقد ان قطاع الاجهزة اليدوية هو قطاع وعر، فانه يمكن التفكير بما نفعله على انه اشبه بالصيد الجماعي تماما، كطلي الجدران بالجبس لجعلها ملساء ناعمة" كما يقول دي بونيت. وعندما يقوم الزبون بتنزيل تطبيق "سكايوورد موبايل" فان الذي ينزله فعلا هو طبقة رقيقة تكون خاصته، على شكل ملف من 60 كيلوبايت من "جافا" التي تدعم الهاتف، والذي يقوم بالتعويض عن بعض المسائل القليلة في الجهاز، لكن الاهم تشكيل وصلة بالزمن الحقيقي مع خادم الشركة. ويقوم خادم الشركة الذكي بالتواصل مع الزبون في وقت تشغيل التطبيق وعمله معوضا عن بقية القضايا الاخرى المتعلقة بالهاتف الجوال، مثل القضايا التي هي قيد الاستخدام، كتأمين المعلومات حول كيفية لعب الفيديو عليه، رغم انه غير مجهز بنظام مشيد داخله، او انه قد يعدل من بعض القضايا الديناميكية الحيوية مثل التقلبات في عرض النطاق.

ويقارن دي بونيت نظام APX مع تلك التي تستخدمها التطبيقات التي اساسها الشبكة التي تتيح للكومبيوتر الذي يقوم بتشغيل "موزيلا فايرفوكس" مثلا الوصول الى الالعاب، وتطبيقات معالجة الكلمات، والبريد الالكتروني عبر تطبيق تصفح واحد مركب على القرص الصلب.

وتملك "سكايوورد موبايل" مثلا تطبيقا يقوم ببيع ألحان لرنين الهاتف وملصقات الجدران. وعلى الرغم من ان اغلبية واجهات الاستخدام المتحركة الجوالة تتطلب مستخدما لكي يجول عبر لائحة من الاوصاف النصية، وشراء الحان رنين من دون سماعها، او ملصقات جدارية من دون رؤيتها، يقوم تطبيق "سكاي وورد" بتشغيل هذه العروض مسبقا وتوفير الاستماع الى الحان الرنين، كما يعرض صورا بحجم الطوابع البريدية (بمساحة إصبع الابهام) للملصقات الجدارية. ويشكل المشغل الصوتي جزءا من التطبيق بحيث يمكن للمستخدم شراء الحان الرنين والاستماع اليها ضمن واجهة الاستخدام اياها، وهو امر غير ممكن في بعض الهواتف الاخرى.

وعلى الرغم من ان الخادم يقوم بهذا القدر الكبير من الاعمال الا ان بعض الهواتف الاخرى على سبيل المثال لا تشغل ملفات "إم بي 3"، لكن دي بونيت يقول في حديث لمجلة "تكنولوجي ريفيو" الصادرة عن معهد ماساشوسيتس للتكنوبوجيا، ان الجزء الاساسي من استراتيجية الشركة هو الوصول الى السوق الكبيرة عن طريق دعم الهواتف التي تقدم مجانا، كذلك الهواتف الحالية ذات الجانب العالي المتطور. ويضيف ان "سكايوورد موبايل" تأمل في منافسة الشركات الكبيرة عن طريق الترويج لـ APX لتشييد التطبيقات بشكل اسرع من العادي.

ويقول ناثان ايغل العالم الباحث في معهد ماساشوسيتس للتقنية (إم آي تي) الذي يقوم ايضا بتطوير التطبيقات الجوالة ان هناك طلبا كبيرا على الشركات المطورة للحصول على العدد والأدوات التي تقوم بتوحيد مقاييس تطوير التطبيقات لاستخدامها من قبل الاجهزة المتعددة . ومن شأن تطوير أداة ناجحة من هذا النوع ان تعطي المطور القدرة على الوصول الى المئات من ملايين الهواتف والزبائن المحتملين. وتحاول العديد من الشركات حل هذه المشكلة كما يقول، بما في ذلك "أدوبي" التي شيدت منصتها "فلاش لايت" في قلب اجهزة وعتاد العديد من الاجهزة العصرية والحديثة.

ويقول لاو من "وايرليس" انه يتوقع ان يكون انتشار العديد من الاجهزة المختلفة مشكلة كبيرة نظرا الى ان منتجي الاجهزة اليدوية سيستمرون في تطوير منتجات موجهة الى القطاعات المختلفة من السوق. وفي الوقت الذي يعتقد لاو ان مثل هذا النوع من السعي الذي تقوم به "سكايوورد موبايل" قد يقضي على العديد من المشاكل التي تصاحب دعم الاجهزة المختلفة، الا انه يخشى من ان بناء طبقات من المبادئ التجريدية في الاجهزة قد لا يتيح للتطبيقات الانتفاع الكامل من الوظائف الخاصة التي تمتلكها هذه الاجهزة. وتتخصص "تيرا وايرليس" في انها تقوم بتحويل التطبيقات حسب الطلب للهواتف المختلفة بشكل افرادي. وحاليا بمقدور المستهلكين شراء تطبيقات "سكايوورد موبايل" الافرادية عبر خدمة "سبرينت" و"سنغيولار"، او مباشرة من الشركة عن طريق شبكة الانترنت. ويقول دي بونيت ان نسخة اخرى من APX سيجري اطلاقها قريبا التي من شأنها جلب التطبيقات الى زبائن "فيريزون" ايضا. ومستقبلا قد تستغل الشركة نظامها لبيع حزم من التطبيقات الى المشتركين، وهي الخطوة الواضحة المقبلة لكون جميع تطبيقات الشركة تركب البرنامج ذاته على الاجهزة اليدوية. وعلى الرغم من ان الشركة قد تسمح في يوم ما للمطورين الآخرين البناء على منصتها الخاصة بها، الا ان دي بونيت يقول ان شركته ستحتفظ بالتقنية هذه لاستخداماتها فقط في الوقت الراهن.