أجهزة وشبكات إلكترونية.. في خدمة رجل الأعمال الجوال

وصف لرحلة في عصر التقنيات الحديثة

TT

كريس بيريرا المسؤول في شركة "آي بي إم" هو من الاشخاص الذين يعتمدون على انفسهم تماما عندما يتعلق الامر بالسفر. وهو يتفادى قدر الامكان الاتصال بأرقام الخدمات الهاتفية المساعدة ووكلاء السفر وموظفي المطارات، لكنه يعتمد بدلا من ذلك على الادوات العصرية الجوالة مثل حهاز "بلاك بيري" والهاتف "وورلد فون 8830" وكومبيوتر "آي بي إم ثنك باد" و"آي بود نانو"، فضلا عن مكاتب المطارات ونظام "جي بي إس". ولكونه من رجال الاعمال من محترفي السفر يقول ان التقنيات قد حسنت عموما من الحياة على الطرقات. وهو يقول ان تجربة الاسفار قد تدهورت وضعفت نظرا الى ان شركات الطيران شرعت تقلص من خدماتها التي كنت تستمتع بها سابقا، ومن موظفيها، لتحل التقنيات محلها كلها. "لكن هذه تتيح لي التجاوب بسرعة اذا ما تعطلت رحلتي، او تخللتها المتاعب"، على حد قوله. وفي ما يلي وصف لإحدى رحلاته:

تخطيط السفرة

* للتحسين من قدرة المساومة على السعر، تطلب شركة "آي بي إم" كسائر الشركات الكبيرة من موظفيها استخدام وكيل سفريات معين، او موقع محدد على الشبكة لأغراض الحجز. وبيريرا ليس من المعجبين بنظام "آي بي إم" الذي قام بتطويره احد وكلاء خدمات السفر الخارجية، لأنه لا يوفر سوى خيارات قليلة تعتمد على الكلفة، بدلا من الملاءمة او الراحة. ويقول: "لقد استخدمت النظام فترة طويلة بحيث يمكنني الجلوس هناك واستغلاله قدر الامكان. لكن الامر قد يستغرق ساعة كاملة للعثور على الرحلة المناسبة، وانا لا أملك مثل هذه الساعة. وقد يطلب مني الموقع على الشبكة استخدام شركة طيران واحدة للذهاب والإياب"، وهذا ما يكرهه بيريرا ايضا. وان كان هذا الامر قد جرى تعديله لكي يجري فصل الرحلتين (الذهاب والإياب) بعضهما عن بعض.

وعندما عجز عن العثور على رحلة مثالية للعودة لا تجعله ينتظر طويلا في المطار، استسلم للامر الواقع، واتصل بوكيل سفر تتعامل معه "آ ي بي إم" الذي وجد له رحلة إقلاع مبكرة في الصباح من بيرلينغتون في ولاية فيرمونت مع شركة "يونايتد" والعودة مع شركة "نورث ويست" من مينابوليس.

وفي الليلة التي سبقت سفره قام بيريرا بالدخول الى موقع "يونايتد.كوم" لطباعة تذكرة ركوب الطائرة. وهذا يمكن عمله خلال 24 ساعة قبل الطيران. وهو يفضل "يونايتد.كوم" لسهولة التعامل مع الموقع، لا سيما انه يتيح له رفع درجة مقعده الى درجة رجال الاعمال مستخدما خدمة "أميال الاشخاص متعددي الاسفار". وهو ينتظر حتى الليلة الاخيرة قبل السفر لرفع درجة مقعده لكي يحصل على تأكيد فوري لذلك، "لأنني ان فعلت ذلك قبل ثلاثة او اربعة ايام قبل السفر فانهم لا يؤكدون هذا التعديل، بل يضعونك على لائحة الانتظار بعد الركاب الذين يملكون "اميال سفر" اكثر منك" على حد قوله.

في المطار

* في الخامس من سبتمبر الماضي اجتاز بيريرا حاجز الامن في مطار بيرلينغتون الدولي في مدينته خلال خمس دقائق، كما اجتاز جهاز الكشف المغناطيسي، وبالأشعة السينية، بسلام.

وخلال الدقائق العشر التي كان ينتظر خلالها امام بوابة ركوب الطائرة، قام بالكبس على ازرار متصفح الانترنت في جهازه "بلاك بيري" لتنزيل التوجيهات التي ينبغي اتباعها للوصول من فندقه في روشستر الى المطعم القريب الذي من المقرر ان يلتقي به بأحد الزبائن هناك في المساء.

وشبكة المعلومات اللاسلكية التي توفرها شركة "فيريزون وايرليس" هي اداة لا يستغنى عنها كما يقول، فمقابل 100 دولار شهريا يحصل على خدمة صوتية ومعلوماتية التي غالبا ما يستخدمها للقيام باعمال صغيرة مثل البحث عن الخرائط والعناوين. وهي خدمة تنزيل سريعة جدا كما يقول بحيث مقابل 15 دولارا اضافية شهريا يستطيع استخدام خدمة "فيريزون وايرليس برودباند اكسيس" التي تمكنه من وصل هاتف "بلاك بيري" الى جهازه اللابتوب واستخدام الهاتف كموديم بالنسبة الى شبكة "فيريزون وايرليس". "لكنني لا استخدم ذلك بالنسبة الى الملفات الكبيرة" كما يقول.

ومن مزايا مطار بيرلينغتون الدولي انه لا يعاني من الازدحام الكبير، ويمكنك ركن سيارتك هناك بسهولة، لكن بيريرا يتمنى ايضا لو ان هناك المزيد من المقابس ومآخذ التيار الكهربائي عند بوابات دخول الطائرات، فضلا عن الزوايا التي تقدم الخدمات. ويقول: "لو كان ذلك متوفرا لوصلت جهازي اللابتوب بأحد المقابس، لان شحنته الكهربائية كانت على وشك النفاد". واضاف "ان مطار اوهير في شيكاغو" مجهز بلوحات كاملة من المقابس الكهربائية". لكنه، من ناحية اخرى، ممتن الى خدمة "واي-فاي" المجانية في مطار بيرلنغتون الذي هو من قلائل المطارات التي تقدم هذه الخدمة، "كما انني لم اعان من اي مشكلة تتعلق بالسرعة" كما يقول.

في الطريق

* ولانعدام خط طيران مباشر بين بيرلنغتون ومينابوليس كان على بيريرا ان يوصل رحلته في مطار اوهير في شيكاغو. وشركة الطيران "يونايتد" لا تقدم اي نوع من التسلية والترفيه اثناء الرحلات القصيرة. لذلك يعتمد بيريرا على جهازه "آي بود" لاغراض التسلية والاطلاع على الاخبار، فهو يصغي الى الموسيقى، والى محاضرة خاصة بالتدريب قام بانزالها من شبكة "انترانت" الداخلية الخاصة بشركته.

ويقول بيريرا انه يرحب جدا بعودة شبكات "واي-فاي" الى متن الطائرات، رغم انه غير مستعد لدفع كلفة استخدامها. وكانت هذه الخدمة متوفرة على اسس محدودة، الى ان قررت عملاقة الصناعات الجوية والفضائية "بوينغ" الخروج من المشروع. واضاف: "ينبغي ان تكون هذه الخدمة مجانية على الاقل للزبائن المهمين. واذا قامت احدى شركات الطيران بتقديمها مجانا، او بأسعار متهاودة لكنت فعلت المستحيل لاستخدام خدمات هذه الشركة دائما".

وكان بيريرا قد اشترك مع "يونايتد.كوم" لتسلم رسائل تنبيهية على هاتفه الجوال، لانه كما توقع كانت هناك رسالة في انتظاره على بريده الصوتي عندما هبط في مطار شيكاغو تبلغه ان رحلته التكميلية التالية الى مينابوليس قد تأخرت. "وهي تتأخر دائما، فانا اتلقى الكثير من هذه التنبيهات الهاتفية منهم". ثم تمتم يقول: "ولكنها مفيدة فقط كفائدة الخطوط الهاتفية الارضية الخاصة بالمواعيد والاوقات والمعلومات. واحيانا قد اصل الى المطار قبل ان يرن هاتفي منبها بتأخر الرحلة. وهذا لا يساعدني كثيرا".

وقبل ساعة من موعد اقلاع الطائرة فتح بيريرا هاتفه مستطلعا عن اي وصلة "واي-فاي" مجانية موجودة في المطار. وعندما فشل في العثور على واحدة قرب بوابته، استخدم هاتفه كموديم لارسال البريد الالكتروني من كومبيوتره اللابتوب مستخدما شبكة "فيريزون" اللاسلكية استئجار السيارة

* ومرفق استئجار السيارات في مطار سانت بول الدولي في مينابوليس على مسافة سير قصيرة من قاعة الوصول. ولكون بيريرا عضوا في "هيرتز غولد" فان بإمكانه ان يجد اسمه وموضع سيارته على لوحة العرض الالكترونية التابعة للشركة الواقعة قرب صفوف السيارات الواقفة. وقال: "لقد كان اسمي مضاء في اللوحة". وكانت سيارة كبيرة فارهة في انتظاره مجهزة بنظام شامل لتحديد المواقع "جي بي إس" يدعى "هيرتز نيفر لوست" (اي لا تضيع ابدا مع هيرتز).

"وهذا من شأنه توفير الكثير من الوقت علي، لانني اضيع حتى عند مدخل بيتي" يقول بيريرا. والحجز الذي اجراه عن طريق الانترنت والمعاملة الرائعة التي تلقاها من هيرتز لكونه عضوا في "غولد" يعني ان بيريرا حتى هذه المرحلة لم يجر اي اتصال بشري معها، اي مع شركة "هيرتز".

وهو راض جدا مع خدمة "جي بي إس" هذه التي تقوم بتوجيهه منعطفا منعطفا بصوت مركب صناعيا. لكنه يتمنى وجود خريطة غرافيكس افضل، وشاشة عرض اكبر، ومزية التعرف على الصوت التي تتيح له املاء العنوان الذي يقصده بدلا من قيامه بطباعته.

وقد جاءت سيارته من طراز "شيفي امبالا" مع راديو "أكس إم" يعمل عن طريق الاقمار الاصطناعية، لكن بيريرا كان يفضل وجود موقع لإرساء جهازه الـ "آي بود" عليه للاستماع الى موسيقاه الخاصة. ومع ذلك فهو يستمتع عادة بهذا الراديو وببرامجه المنوعة وهو في طريقه الى روشستر التي تبعد مسافة 90 دقيقة بالسيارة.

في الفندق

* في روشستر قام بيريرا بالتسجيل في فندق "هيلتون غاردن إن". لكن هذا الفندق لا يقدم خدمة التسجيل عن بعد التي طالما اعجب بها في فندق "حياة". وكانت فنادق "حياة" قد اوجدت موقعا الكترونيا مجانا مخصصا فقط للاجهزة المحمولة باليد تمكن المسافرين من تأكيد حجوزاتهم ووصولهم الى الفندق عبر الانترنت، وبالتالي يكون مفتاح غرفهم بانتظارهم في قاعة الاستقبال.

ويقول بيريرا: ان على جميع الشركات التي تسوق الخدمات الى المسافرين من رجال الاعمال، ان يكون لها موقع مستقل على الشبكة، من دون صور او رسوم، مخصص فقط للاجهزة المحمولة باليد مثل الهواتف الذكية، او "بلاك بيري". وكان بيريرا قد اخفق في وقت سابق من النهار في العثور على عنوان فندقه عبر جهازه "بلاك بيري" على موقع "هيلتون. كوم". ووجد بيريرا ان التقنيات في غرفته ملائمة، فقد اعجب بالساعة المنبه الرقمية الجديدة المصممة للمستخدمين المبادرين لكون بعض هذه الساعات في الفنادق معقدة من دون اي سبب.

وأبدى بيريرا استغرابه لان المزيد من الفنادق لا تملك نظاما جيدا للاستيريو لاغراض استخدامه لاجهزة "آي بود"، او حتى اقراص "سي دي"، وقال: "اود ان يكون هناك نظام صوتي عالي الجودة". لكنه لم يزعجه ان لا تكون غرفته مجهزة بتلفزيون بشاشة مسطحة او مشغل لاقراص "دي في دي"، غير انه تمنى لو ان المزيد من الفنادق تتيح لزبائنها طلب افلام سينمائية حسب اختيارهم. "اما بالنسبة الى الذين يقضون ليلة واحدة في الفنادق من امثالي، فان جهاز التلفزيون هو الاقل اهمية بالنسبة الي، لكنني املك تلفزيونا عالي الوضوح في منزلي واتوقع وجوده في الفنادق الجيدة".

اما بالنسبة الى شبكة "واي-فاي" في الغرف، فهذا امر ضروري كما يقول. وقام جهازه اللابتوب بالكشف عن 12 خيارا من هذه الشبكة، ربما واحد لكل دور من ادوار الفندق كما يتصور، لكنه اختار الشبكة التي تحتوي على اكثر الاشرطة والاشارات التي تشير الى جودة الاتصال. وشبكة "واي-فاي" في فندق "هيلتون غاردن" هي مجانية، لكن اذا شاء الفندق ان يفرض رسما عليها فانه يفضل ان تأتي بالفاتورة الاخيرة وليس عندما يسجل النزيل نفسه في الفندق لدى دخوله.

ويتذكر بيريرا آخر مرة حل فيها في جناح "شانغري لا" في فندق "فار ايسترن بلازا" في تايبه عاصمة تايوان المزود بلوحة للتقنيات، مركبة على المكتب التي تقوم بالتحكم بالستائر، وباشارة "عدم الازعاج" على باب الغرفة، وبالتلفزيون، وحتى بالنسبة الى استدعاء موظفي خدمة الغرف، وبالاتصال بالانترنت. وهو يعشق مثل هذه الامور كما يقول. العودة الى البيت

* ولدى عودته بالسيارة التي استأجرها الى مطار "سانت بول انترناشنال" الدولي في مينابوليس قام احد موظفي هيرتز بإصدار ايصال له بسرعة بواسطة جهاز الكتروني يحمل باليد. وقال: "اود لو ان العديد من الاماكن تفعل ذلك ايضا مثل المطاعم، بحيث يمكن للنادل ان يكشف حسابك على الطاولة لتسدده بسرعة. اما في اوروبا فان بطاقة الائتمان لا تفارق ناظريك غالبا". ولكن لدى وصوله عائدا الى بيرلينغتون، كان منفذا الخروج الاوتوماتيكيان من موقف السيارات اللذان يستخدمان بطاقة الائتمان معطلين، لذلك توجب عليه انتظار المحاسب لكي يصل اليه.

* خدمة يو اس ايه توداي ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»