أصبح بإمكان محبي سلسلة الألعاب "راتشيت وكلانك" Ratchet & Clank الاستمتاع بأحدث إصدار على جهاز "بلايستيشن 3" Playstation 3، والمسمّى "مستقبل راتشيت وكلانك: أدوات الدمار" Ratchet & Clank Future: Tools Of Destruction. ومن المناسب وضع كلمة "مستقبل" في اسم هذه اللعبة، نظرا لأنّها ترفع من معايير الألعاب التي سيتمّ طرحها في المستقبل. وهذا الإصدار يقدّم المزيد من كلّ شيء: المتعة والأسلحة والفكاهة والمراحل والرسومات، وحتى التشويق. اللعبة تعود إلى جذورها من حيث الابتعاد عن الاعتماد على الأسلحة بشكل مطلق، والتركيز بعض الشيء على القفز والتقدّم من مكان لآخر، وذلك بعد قيام اللاعبين بطلب ذلك من الشركة المصنّعة، خصوصا بعد اللعب بالأجزاء الأخيرة من اللعبة على جهاز "بلايستيشن 2". ويمكن للاعبين تحريك شخصيّة الرجل الآليّ "كلانك" في بعض المراحل، الأمر المشوّق بعد تهميش دوره في الإصدارات السابقة.
ويوجد في اللعبة 18 منطقة مختلفة في البيئة، مثل Kerwan وJasindu وCobalia وStratus City وZordoom Prison وSlag’s Fleet وIris Supercomputer وBorag Nebula وRykan V وArgolus وغيرها، تتراوح بين الكواكب المأهولة والفضاء والمياه والغابات والبراكين والجبال، والكثير غيرها. وتمّ تقديم الكثير من الأسلحة والآليات الجديدة التي يمكن استخدامها في الاماكن المفتوحة أو المغلقة، والتي يختلف دورها من واحد لآخر.
* قصّة اللعبة اللعبة تروي قصّة "راتشيت" و"كلانك" أثناء إقامتهما على كوكب "ميتروبوليس" Metropolis، عندما يصلهما نداء استغاثة من "كابتن كوارك" Captain Qwark الذي يخبرهما أنّ أسطولا كبيرا من الرجال الآليين قادم لمهاجمة الكوكب، قبل أن ينقطع الاتصال عند مهاجمته. وهكذا، فإنّ الأبطال يجدون أنفسهم في منتصف حرب طاحنة يقودها الإمبراطور الشرير "بيرسيفال تاكيون" Percival Tachyon. ويهرب الأبطال من الكوكب، ولكنّهم يعلمون بعد ذلك أنّ "راتشيت" هو المستهدف من الغزو. وأثناء تجوالهم، يلتقي الأبطال مع شخصيّة "تالوين" Talwyn التي تخبرهم عن سرّ فصيلة "اللومباكس" Lombax التي ينتمي إليها "راتشيت" و"تالوين". ويقوم "راتشيت" و"تالوين" عندها بالبحث في جميع أنحاء المجرّة عن أصولهم وماضيهم. ويوجد للرجل الآليّ "كلانك" قصّته الخاصّة الجانبيّة التي يكتشف فيها بأنّه يوجد لديه روح، وأنّه يستطيع التحدّث مع رجال آليين آخرين لا يستطيع غيره مشاهدتهم يعرفون باسم "زوني" Zoni، والذين يستطيعون جعله يستخدم قوى لم يكن يعلم أنّها بحوزته.
وتحتوي اللعبة على شخصيّات مختلفة، مثل "راتشيت" البطل ومساعده "كلانك"، بالإضافة إلى "كابتن كوارك" الذي يساعدهم (سيقدّم الكابتن مفاجأة كبيرة خلال مجريات اللعب)، والإمبراطور الشرير "بيرسيفال تاكيون" الذي يريد قتل جميع أفراد فصيلة "لومباكس"، والسبّاك الذي يعطي اللاعب نصائح وهدايا بعد إتمام بعض المهامّ له، و"تالوين" التي تساعد الثنائيّ البطل على مغامراتهم، والتي يبحث والدها عن سرّ فصيلة الـ"لومباكس"، و"كرونك وزيفر" Cronk & Zephyr اللذان يقومان بحماية "تالوين" ولا يطيقون بعضهما بعضا!
* أسلحة ممتعة اللعبة تحتوي على الكثير من الأسلحة الجديدة والقديمة والتي تقدّم مستويات مختلفة من القوّة. ويمكن إتمام اللعبة باستخدام مجموعة صغيرة من الأسلحة، إلا أنّ التنوّع الموجود سيقدّم نكهة أفضل لأحداث اللعب. ومن الأسلحة الرائعة في اللعبة "قاذف الإعصار" Tornado Launcher الذي يقوم بإطلاق إعصار صغير، ليقوم اللاعب بالتحكم في اتجاهه بواسطة أداة التحكم التي تستشعر ميلانها في الهواء وتحاكي اتجاه تحريك اللاعب للأداة وتعكس ذلك على الإعصار. ويقوم الإعصار بإطلاق جميع الأعداء الذين قد يكونون أمامه إلى جميع الاتجاهات، ويمكن للاعب التحكم بالشخصيّة أثناء ذلك. ويعود سلاح "درع البلازما" في هذا الإصدار، ولكن على شكل سلاح خاصّ موجود في الصناديق عوضا عن سلاح دائم بحوزة "راتشيت". ومن الأسلحة الممتعة "غروفيترون" Groovitron الذي يطلق قنبلة في الهواء تتحوّل إلى كرّة ملونة للرقص تطلق موسيقى تُجبر الأعداء على ترك أسلحتهم والرقص فورا (كلّ عدوّ يرقص بأسلوب مختلف وطريف)، الأمر الذي يُظهر بأنّ اللعبة تحتوي على الكثير من العناصر الفكاهيّة. ومن الأسلحة الأخرى قنبلة دخانيّة يمكن رميها نحو الأعداء لجعلهم يقومون بقتال بعضهم بعضا، و"كومباستر" Combuster الذي يطلق الرصاص بسرعة كبيرة، و"قنابل الانصهار" Fusion Grenades التي يمكن رميها نحو الأعداء، و"نيغوشياتير" Negotiator الذي هو عبارة عن صاروخ يستطيع اللحاق بالأعداء، و"بايرو بلاستر" Pyro Blaster و"فيزي-كوبتر" Visi-Copter و"باز بليدز" Buzz Blades و"السيّد زوركون" Mr. Zurkon و"زنبركات الموت" Death Springs و"بريديتر لونشر" Predator Launcher و"آلفا ديسرابتر" Alpha Disruptor و"وحوش البلازما" Plasma Beasts والكثير غيرها (يوجد في اللعبة حوالي35 سلاحا وآلة مختلفة).
ومن الأساليب الطريفة في قتال الأعداء تحويلهم إلى بطاريق أو رمي نحل بحجم الـ"نانو" Nano (المتناهي في الصغر) نحوهم، أو حتى التنكر بملابس قرصان والرقص! ويمكن أيضا التسلل بين الأعداء بعد تنكر اللاعب، والاستماع إلى أحاديثهم الهزليّة، التي قد يكون بعضها مهما للتقدّم في مرحلة ما، ومن ثمّ الوصول إلى عدوّ يقوم بتلقيم مدفعه، ليقوم اللاعب بالعودة إلى شكله الطبيعيّ وقتال العدو المتفاجئ والمذهول. ويمكن أن نسرد تفاصيل الكثير من الأسلحة الأخرى، ولكنّنا سنترك متعة اكتشافها للاعبين أنفسهم. ويمكن الانتقال بين سلاح وآخر عن طريق الضغط على زرّ المثلث واختيار السلاح من القائمة التي تظهر على الشاشة.
ويمكن للاعب شراء بعض الأسلحة أو تعديلها من بعض المحطات الموجودة في اللعبة في كلّ كوكب في مجرّة "بولاريس" Polaris (محطة في كلّ كوكب)، وذلك عن طريق تبديل بعض القطع الميكانيكيّة التي يحصل عليها بعد قتاله للأعداء أو تحطيم الصناديق المتناثرة في جميع أرجاء المراحل. هذا الأمر يُشعر اللاعب بوجود تسلسل كبير في التطوّر واستمراريّة في تقديم عناصر جديدة في كلّ مرحلة. هذا ويمكن تطوير الكثير من الأسلحة في اللعبة لزيادة قدراتها بشكل أو بآخر عبر طريقتين، الأوّلى تتمثل في زيادة قوّة السلاح، والثانية اختيار مسار التطوّر لها، حيث يمكن تطوير السلاح بالأسلوب التقليديّ، بالإضافة إلى القدرة على تطوير قوّته أو طاقته التخزينيّة أو سرعة إطلاق النار أو مداه عن طريق استخدام مادة الـ"راريتانيوم" Raritanium. هذا ولا يمكن تطوير الأجهزة الموجودة بحوزة اللاعب، وذلك تلافيا لزيادة قوّتها بشكل غير طبيعيّ. التعدّد الكبير في الأسلحة ووفرة طرق تطويرها تجعل إعادة اللعب باللعبة باستخدام أسلحة مختلفة أمرا ممتعا وتحديا جديدا، نظرا لأنّ اللاعب ليس معتادا على استخدام أنواع معيّنة من الأسلحة، الأمر الذي يزيد من عُمر اللعبة بعد إتمامها.
* مواصفات تقنية ولعلّ أوّل ما سيلفت نظر اللاعبين (أو سيخطف أبصارهم) هو جمال بيئة اللعبة وروعتها ودقة الرسم الموجودة فيها. وتحتوي المرحلة الأولى على الكثير من العناصر المتحركة، مثل السيّارات التي تطير في الهواء والدخان والسحب والنباتات والمياه والأعداء والإعلانات والتماثيل، بالإضافة إلى عدد لا يُحصى من الألوان المختلفة الرائعة. هذا الأمر يحوّل اللعبة إلى واحد من أفلام الرسوم المتحرّكة المجسّمة التي تقوم أفضل ستوديوهات الأفلام بإنتاجها، مثل "بيسكار" Pixar الذي أنتج أفلاما رائعة مثل "توي ستوري" Toy Story و"مونسترز إنك" Monsters Inc. و"فايندنغ نيمو" Finding Nemo و"كارز" Cars و"راتاتوي" Ratatouille، والكثير غيرها. هذا ويتمّ وضع عشرات الأعداء في مكان واحد ليقوموا بقتال اللاعب أثناء تحرّك الخلفيّّة بجميع العناصر المذكورة، ووجود طلقات ناريّة وليزريّة من جميع الجهات، بعضها يمرّ في الهواء والبعض الآخر يرتدّ عن الأرض بعد أن يترك أثره فيها، ووجود مؤثرات ضوئيّة واقعيّة.
اللعبة تدعم تقنيات الوضوح العالي High Definition بدقة 480 و720 المتسلسلة Progressive و1080 المتعاقبة Interlaced. ولا ينخفض معدّل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة) في أيّ لحظة على الإطلاق، بل أنّه يمكن اعتبار أنّ الشركة كانت تتحدى قدرات الجهاز إلى أقصى الحدود في محاولة لخفض معدل الرسومات، إلا أنّها لم تستطع عمل ذلك، لتكون النتيجة النهائيّة واحدة من أفضل الألعاب شكلا (ومضمونا) حتى الآن. ولمن يريد مقارنة الأرقام فإنّ 125 مبرمجا عملوا على تطوير هذه اللعبة، وقاموا بوضع 90 مفصلا في وجه شخصيّة "راتشيت" وحدها، مقارنة بـ112 مفصلا في جسد الشخصيّة كلها في الإصدار السابق على جهاز "بلايستيشن 2"، وعشرات الآلاف من المؤثرات البصريّة مقارنة بـ3 آلاف في الإصدار السابق، و60 رسمة في الثانية مقارنة بـ30 في لعبة "ريزستانس: فول أوف مان" Resistance Fall Of Man على الجهاز نفسه، وللشركة نفسها. ويمكن ملاحظة التفاصيل الصغيرة التي قد لا ينتبه إليها بعض اللاعبين أثناء اللعب، مثل تحرّك رأس "راتشيت" عند إطلاقه الإعصار.
وبالنسبة لصوتيّات اللعبة، فإنّ الموسيقى جميلة جدّا، وأداء الأصوات متقن وطريف، وأصوات المؤثرات رائعة، خصوصا طلقات المسدسات المختلفة والانفجارات. ويمكن سماع موسيقى مقتبسة من فيلم "قراصنة المحيط الكاريبي" Pirates Of The Caribbean في مرحلة القراصنة، أو الاستماع إلى أحاديث المذياع في مرحلة السجن التي توجد فيها دلالات لألعاب سابقة، مثل "سليم كوغنيتو" Slim Cognito و"إيس هاردلايت" Ace Hardlight.
أمّا التحكم، فإنّه ممتاز ودقيق، حيث انّ الشخصيّات تستجيب بسرعة كبيرة لأوامر اللاعب، مهما كانت بسيطة أو صغيرة. ويمكن التحكم بالشخصيّات في بعض المواقف عن طريق تغيير زاوية ميلان أداة التحكم في الهواء، الأمر الذي قد يبدو غريبا لمحبي هذه السلسلة، إلا أنّ التحكم ممتاز في هذه الأوقات، وسيصبح بديهيّا بعد تجربته لأوّل مرّة، خصوصا عند هبوط "راتشيت" في الهواء في المرحلة الأولى ومحاولته الابتعاد عن السيّارات التي تطير، أو تحريكه أثناء استخدام "كلانك" لأجنحته، أو حتى في مراحل "قرصنة" Hack الكومبيوترات في اللعبة عن طريق تمرير كرة معدنية بين أسلاك كهربائيّة. هذا ويعود العراك في الفضاء في هذا الإصدار، إلا أنّ مسار اللاعب محدّد ولا يمكنه التحليق إلى أيّ مكان يريده، ويمكن تحريك السفينة بواسطة عصا التحكم اليسرى، وتحديد الهدف وإطلاق النار عليه بواسطة العصا اليمنى. وتُعتبر هذه اللعبة الأولى على جهاز "بلايستيشن 3" التي تقدّم ميزة اهتزاز أداة التحكم بعد طرح هذه الأداة الخاصّة في الأسواق قريبا.
مستوى الصعوبة في اللعبة متواضع بعض الشيء، ويمكن إتمامها في حوالي 15 ساعة، ولكنّ المناطق الأخيرة في اللعبة تمتحن قدرات اللاعبين. هذا وتقوم اللعبة بالسماح للاعبين باللعب بمستوى صعوبة أعلى بعد إتمامها. وسيتمّ طرح لعبة "العميل السريّ كلانك" Secret Agent Clank على جهاز "بلايستيشن بورتابل بي إس بي" Playstation Portable PSP في عام 2008، والتي يمكن فيها وصل الجهاز المحمول بجهاز "بلايستيشن 3" ليتمّ التفاعل بين اللعبتين بطريقة سريّة.
هذا وواجه بعض اللاعبين مشكلة تقنية عند تشغيل اللعبة، تتمثل في ظهور رسالة تخبرهم بأنّه لا توجد مساحة كافية على القرص الصلب في جهازهم لتشغيل اللعبة، على الرغم من وجود الكثير من المساحة. وتقوم الشركة حاليّا ببرمجة تحديث للعبة يمكن تحميله من الإنترنت، والذي سيقوم بحلّ هذه المشكلة من جذورها، ولكن يبقى الآن على المستخدمين القلائل الذين يواجهون هذه المشكلة أن يقوموا بعمل "حيلة" بسيطة مؤقتة، تتمثل في مسح أو إضافة حوالي 500 ميغابايت من المعلومات عن القرص الصلب، مثل إزالة أو تحميل مراحل تجريبيّة Demo لإحدى الألعاب التي قد يكون اللاعب قد حصل عليها عبر الإنترنت أو من قرص ليزريّ من إحدى المجلات. لعبة "مستقبل راتشيت وكلانك: أدوات الدمار" تقدّم متعة عائليّة كبيرة، وطرافة لا تنتهي. الرسومات مذهلة، والتنوّع الكبير في المراحل والأعداء والأسلحة يعطي تجدّدا دائما للعبة، بالإضافة إلى وجود مراحل ضخمة، وأعداء نهايات المراحل الذين يقدّمون أوقاتا جميلة وعصيبة للاعبين، وأسلوب التحكم ممتاز ومتغيّر. هذه العناصر تجعل اللاعبين ينتظرون الإصدارات المقبلة بفارغ الصبر، وتجعل من هذا الإصدار الأفضل والأكثر متعة في هذه السلسلة.
* معلومات عن اللعبة - الشركة المصنعة: "إنسومنياك غيمز"Insomniac Games http://www.insomniacgames.com - الشركة الناشرة: "سوني كومبيوتر إنترتينمنت" Sony Computer Entertainment http://www.scea.com - صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.us.playstation.com/ratchetandclank - نوع اللعبة: منصات وقتال Platform Shooter - أجهزة اللعب: "بلايستيشن 3" Playstation 3 - تاريخ الإصدار: 10/2007 في الولايات المتحدة الأميركيّة و11/2007 في باقي العالم - تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: لجميع من هم أكبر من 10 سنوات "E+10" - عدد اللاعبين: 1