نظم ملاحية ترسم لك الخرائط والطرق.. منعطفا منعطفا

أجهزة «جي بي إس» تركب في كل جهاز محمول وموقع متحرك

TT

تتمتع اجهزة الملاحة «جي. بي. إس.» التي تعمل بالنظام الشامل لتحديد المواقع بالشعبية، خصوصا مع حلول موسم نهاية العام، اذ انها تقدم مميزات جيدة تفوق مجرد ابلاغ الشخص الذي توده: «انك لا تملك حاسة معرفة الاتجاهات، لكن لا تقلق فإن التقنية الحديثة قد تساعدك». ويبدو ان اجهزة «جي بي إس» للعام الحالي قد اخترعت فقط لكي توضع في الاجهزة الكبيرة مثل الهواتف الذكية، والاجهزة المحمولة التي تركب على السيارات ايضا، والاجهزة المحمولة باليد التي يمكن استخدامها في رحلات التنزه مشيا على الاقدام، او خلال التمارين البدنية في خارج المنزل. ولذلك هناك مجموعة من المنتجات الرشيقة الناعمة التي تناسب العديد من اساليب الحياة والهوايات. وكان المتنزهون على الاقدام يستخدمون اجهزة «جي. بي. إس.» بدائية لسنوات، بهدف معرفة وجهاتهم في المناطق الوعرة، لكن في العام الحالي يبدو ان هذه الاجهزة التي تحمل باليد شرعت تزداد سخونة وتعقيدا، كما يكتب ولسون روثمان في «نيويورك تايمز».

* ملاحة متطورة وكانت شركة «بوشنيل»، صانعة المناظير المقربة وكشافات الضوء والكاميرات، قد انزلت جهاز «أونيكس 400» رفيق المتنزه الدائم، المصنوع من المطاط المقاوم للمياه الذي يتلقى اشارات تحديد الموقع، وحالة الطقس من القمر الصناعي «إكس إم»، وايضا الموسيقى كلما رغبت في ذلك. ويقوم أونيكس بتحديد موقعك قبل ان يحمل صورة من القمر الصناعي على شاشة جهازك الصغيرة قياس 3.5 بوصة المصنوعة من البلور السائل (إل سي دي) ليقدم لك «نظرة طائر» لما يحيط بك. وهو جهاز ممتاز بسعر مغرٍ يبلغ 500 دولار. ويمكنه حتى وضع معلومات تتعلق بالطقس فوق صور الخرائط. وتباع خدمات الصور والخرائط قمر «إكس إم» بصورة منفصلة.

وكانت شركة «ماجيلان» لاجهزة «جي. بي. إس.» للمحترفين قد ضمت جهودها الى «ناشنال جيوغرافيك» لانتاج اجهزة «تريتون» الجديدة لمساعدة المتنزهين وطلاب المغامرة التي تراوح اسعارها بين 130 و500 دولار. والجهاز المبسط جدا من هذه الاجهزة باسم «تريتون 200» هو متين ومقاوم للمياه بشاشة «إل سي دي» ملونة قياسها بوصتان. اما النماذج المتوسطة من هذه الاجهزة فلها مميزات مثل وجود شق لاستخدام بطاقات «أس دي» وادخال العديد من الخرائط المفصلة قدر الامكان، فضلا عن «باروميتر» لمعرفة احوال الطقس، وبالتالي الافادة عن ارتفاع المنطقة الموجود فيها. ويملك الجهاز الذي يتربع على قمة هذه المجموعة وهو «تريتون 2000» شاشة «إل سي دي» كبيرة وضوء كشاف مبيتا فيه ومسجلا للصوت فضلا عن كاميرا بدرجة وضوح 2 ميغابيكسل لتصوير الاماكن التي يرغب في العودة اليها عن طريق الملاحة. وجميع نماذج اجهزة «تريتون» تتناسب مع خرائط «ناشنال جيوغرافيك» بمقياس1:24000 التي جمعت من قبل «يونايتد ستايتس جيوليجيكال سورفاي» (هيئة المسح الجيولوجي للولايات المتحدة). وان كنت ترغب في حيازة جهاز «جي. بي. إس.» للاعمال المحلية اكثر، يمكنك تفحص جهاز «غارمن فوررنر205»، فعند ممارستك رياضة العدو في المناطق المجاورة، يمكنك رصد سرعتك والمسافة المقطوعة، وحتى مرتفعات الطريق التي تسلكها. وفي الوقت الذي يقدم هذا الجهاز البالغ سعره 150 دولارا الخدمات الاساسية المبسطة، يقدم جهاز «فوررنر 305» الاعلى مرتبة، راصدا لضربات القلب يتطابق مع مستشعر سرعة الدراجة الهوائية. كما ان لـ«غارمن» مجموعة اجهزة لخدمة راكبي الدراجات الهوائية المتحمسين جدا لهذه الرياضة.

* خرائط ومحطات الوقود ولا بد انك ألفت منتجات «غارمن» الخاصة بالسيارات، ففي الوقت الذي يكون فيه استخدام اجهزة «نيوفي» الملاحية المحمولة من «غارمن» سهلة الاستخدام، الا ان الملاحة عبر مجموعة الانتاج هذه البالغ عددها 20 حسب الاحصاء الاخير، قد تكون اكثر صعوبة. وتعرض هذه المجموعة للبيع على نطاق العالم كله ويتراوح سعرها بين 200 و700 دولار.

والجهاز الاساسي البسيط «نيوفي 200» لا يملك اي اضافات لا ضرورة لها مثل مشغل «إم بي 3»، او سماعات للاذن، كما تنقصه شريحة «جي. بي. إس.» المعول عليها لتلقي الاشارات الموجودة في اشقائه من الاجهزة الاغلى سعرا. لذلك في ما يتعلق بهذا الطرف من ميزان الاسعار فانه من الحكمة اكثر اختيار «نيوفي 350» (سعره 340 دولارا تقريبا) لانه يملك مستقبلا افضل، فضلا عن خرائط معبأة سلفا عن الطرقات في الولايات المتحدة.

وما ان تقوم باستعراض اجهزة «نيوفي» كلها حتى تلاحظ تزايد المزايا، فجهاز 650 يملك شاشة كبيرة، في حين يضيف جهاز 660 «بلوتوث» مميزات لاغراض الاتصالات من دون استخدام اليدين، فضلا عن جهاز ارسال «إف إم» لارسال تعليمات الى نظام الستيريو في سيارتك منعطفا منعطفا. والزيادة الاخرى في الجهاز هذا هي احتواؤه على الخرائط الاوروبية. اما جهاز 680 فيتميز بخدمة «إم إس إن» المباشرة لتحديثات الطقس وحركة المرور، ولكنها ليست بذات فائدة كثيرة في الوقت الحاضر.

اما جهاز «نيوفي 750» الجديد فله مميزات لا بأس بها بتاتا، فهو يلفت نظرك الى الامكنة المهمة، مثل الفنادق ان كنت مسافرا على الطرقات السريعة ليلا، او محطات الوقود ان شرع خزانك يفرغ تدريجيا من محتوياته. وهو يذكرك ايضا بالمكان الذي اوقفت فيه سيارتك في اعقاب مباراة رياضية شيقة.

وعلى الرغم من ان «غارمن» تضع المقاييس الخاصة بالملاحة منعطفا بمنعطفا، الا ان المنتجين الآخرين يحاولون الآن الخروج بمبتكرات لم تأت عليها «غارمن» قبل،. اذ كانت كل من «ماجيلان» و«توم توم» رائدة في مضمار تلقيم المعلومات بالأوامر الصوتية بحيث يمكن ابلاغ هذين النظامين وجهتك بدلا من ادخال المعلومات باليد عبر شاشة تعمل باللمس. وهناك ايضا مزية امنية فيهما بحيث يمكنك ابلاغهما بالسكوت قليلا ان اصبت بالتعب والارهاق من ثرثرتهما المستمرة خلال اصدار توجيهاتهما الصوتية.

اما جهاز «ديجي والكر سي 720 تي» الاخير من «مايو» فمزود بكاميرا رقمية 2 ميغابيكسل. ويقوم هذا الجهاز الذي يبلغ سعره 600 دولار بالتقاط صور الاماكن التي تود ان تتذكرها ليتيح لك بعد ذلك التخطيط لطريق العودة اليها ان شئت. ولكون هذا الجهاز يستخدم المقياس الصناعي للصور التي يمكن تعقبها جغرافيا فانه بالامكان المشاركة بها مع الآخرين الذين يملكون الجهاز ذاته، وفي احيان كثيرة تنزيل صور للتخطيط الى طرق جديدة.

ومثل هذه المزايا رائعة جدا لكن الافادة عن حالة السير والمرور في الزمن الحقيقي هو الامر المهم، لانه من الصعب تسليم نظام يدرك دائما وبصورة لا تنقطع حالة المرور. وعلى الرغم من ان العديد من المنتجات تتلاءم مع مستقبلات «إف إم» لحركة المرور، او ما شابهها من الاجهزة الاخرى (التي تباع بصورة مستقلة) الا انها تعاني كثيرا عندما تكون التقارير الخاصة بالمرور في المنطقة ضعيفة او غير موجودة.

* هواتف ملاحية وفي يناير المقبل من السنة الجديدة ستبدأ شركة جديدة تدعى «داش» بتقديم جهاز ملاحة جديد للسيارات يدعى «داش اكسبريس» ذي «موديم» خليوي مبيت فيه يمكنه الاتصال بالانترنت لتنزيل المعلومات. فان رغبت في مطعم، فانه يمكنك معرفة مكانه عبر «ياهو». واذا رغبت في شراء عقار يمكنه الاتصال بـ Zillow.com ليقوم بعرض اسعار السوق وقيمة العقارات فوق خريطة القيادة مباشرة. وهو كسائر الاجهزة الاخرى يمكنه الكشف على تقارير حركة السير والافادة ايضا عن اي مشاكل معتمدا على ما يواجهه المستخدمون الاخرون لجهاز «داش».

و«داش اكسبريس» هو جهاز ملاحة بتقنية الهاتف الخليوي. ويعتقد بعض الناس ان مستقبل الملاحة هو الهاتف الخليوي الجوال بذاته. والهواتف الجديدة شرعت سلفا في إظهار وعرض ذلك، وانها هي كل الذي تحتاجه فعلا وليس غيرها. وبفضل التكامل الحاصل بين الشرائح الخاصة بـ«جي. بي. إس.» لاغراض الطوارئ فان الهواتف الجديدة التي تقوم «فيريزون وايرليس» و«سيرينت» ببيعها باتت قادرة على دعم الملاحة شارعا شارعاً مع تطبيقات التسلية الاخرى. (شركتا «أيه تي & تي» و«تي-موبايل» يملكان هواتف «جي. بي. إس.» ولكن ليس بالعدد ذاته).

ويأتي على رأس قائمة هواتف «فيريزون» الهاتف «فوياجير في إكس 1000» الذي تصنعه شركة «إل جي» الذي يملك شاشة كبيرة تتسع للمشاهد الطبيعية، مما يسهل الوصول واستخدام برنامج الهاتف «في زد إن نافيغيتور» الخاص بملاحة «جي. بي. إس.» الدقيقة منعطفا بعد منعطف. وعلى الرغم من ان برنامج «في زد إن نافيغيتور» متوفر بالنسبة الى العديد من هواتف «فيريزون»، الا ان الشاشة الصغيرة والازرار الصغيرة الخاصة بهذه الاجهزة الاخرى ليست سهلة الاستخدام. ولكن من سوء الحظ بالنسبة الى العديد من سكان البلاد، فان «في زد إن نافيغيتور» لا يعمل الا اذا كانت الشبكات الخليوية متوفرة على الرغم من توفر خدمة «جي. بي. إس.» في اي مكان في العالم.

وافضل هاتف «جي. بي. إس.» متوفر حاليا في الاسواق هو هاتف «كيرف» من صنع R.I.M. الذي تستخدمه خدمة «أيه تي & تي». وللحصول على الملاحة العادية منعطفا بعد منعطف يمكن اضافة «تيلي ناف» اليه. وهناك برنامج «جيوكاش» الذي يتيح لك ممارسة هواية البحث عن الكنوز الوهمية المدرجة عادة على الانترنت.

في هذا الوقت يبحث العلماء عن وسيلة اخرى لوضع خدمة «جي. بي. إس.» في احذية هواة العدو، او في ساعات اليد، او الحلي، وحتى تحت جلد الانسان. ولكن حتى نرى مثل هذه الاشياء الجديدة التي ستأتي، هناك حاليا العديد من الخيارات المصممة لتلبية حاجات الانسان النشيط