موسيقى ترضي الجميع.. حتى المتأففين

خادمات رقمية جديدة وأقراص صلبة لتخزين الملفات الموسيقية

نظام U.S.B.-DAC (خدمة صور نيويورك تايمز)
TT

هواة الموسيقى قد يلجأون الى تحويل كومبيوترهم الشخصي او جهاز «آي بود»، الى نظام الاستيريو للاستماع الى مجموعاتهم من الالحان بواسطة اسلوب افضل قليلا من اسلوب الاستماع فقط بالاعتماد على سماعات الاذن الصغيرة.

واذا كانوا من عشاق الموسيقى الجديدين والشغوفين بها، فربما قد يفضلون واحدة من الخادمات الرقمية الجديدة للموسيقى مثل «ياماها ميوزيك كاست 1000» الذي هو عبارة عن «جوكبوكس» لملفات الموسيقى الرقمية، وقرص صلب لتخزين الملفات وبعض البرمجيات لضخ الموسيقى عبر نظامك الاستيريو الحالي، وهو بكلفة 1000 دولار تقريبا.

وفي الواقع ان اجهزة الكومبيوتر و«آي بود» هي الشيء ذاته في الاساس، لكننا نتحدث عن الموسيقى وعشاقها هنا. وهم اذا حاولوا تشغيل المنتوج الصوتي، او السمعي لجهاز الكومبيوتر عبر نظامهم الصوتي، حتى لو كان الاخير من اغلى الانواع، فقد يصابون بالخيبة. فصوت اجهزة الكومبيوتر يجتزئ الترددات العالية والمنخفضة. ولأن على شريحة الكترونية واحدة في اللوحة الام، القيام بجميع المهام الروتينية، الرقمية منها والتناظرية الخاصة بتحويل الرموز الرقمية الى صوت لمقطوعة بتهوفن مثلا، فان الصوت الناجم من قبل دارة الكومبيوتر الكهربائية ذاته يجري انتاجه ايضا.

* جودة الصوت وعن طريق اضافة قابس بسيط في الجهاز يدعى U. S. B.-DAC (مكونات المعالج التسلسلية الشاملة - المحول الرقمي الى التناظري) فانه حتى اجهزة ال «بي سي» او «ماك» القديمة قد تصلح ان تكون خادمات موسيقية ممتازة بجودة كبيرة للصوت تضاهي او تتجاوز صوت مشغلات اقراص «سي دي».

ويقدم U. S. B.-DAC جودة افضل للصوت عن طريق نقل هذه المهمة الى خارج الكومبيوتر حيث القيود الوحيدة على جودة الصوت هو مدى استعدادك لانفاق المال. وتبدأ اسعار U. S. B.-DAC انطلاقا من 200 دولار، كما انه حتى ولو كان بمقدورك انفاق 60 الف دولار، فانه حتى الاجهزة المتدنية السعر تستطيع تأمين اصوات واستماع افضل بكثير من بطاقات الصوت الكومبيوترية.

وقد تحتاج الى مضخم ومكبرات للصوت اذا لم تكن تخطط الى وصل الكومبيوتر الى جهازك الاستيريو، او نظامك السينمائي في المنزل. وقد تحتاج ايضا الى قرص خارجي، لأن تخزين الملفات الضرورية التي لا تفقد اي شيء منها للحصول على افضل النتائج الصوتية lossless files تستحوذ على الكثير من حيز التخزين. وبمقدورك ربط اقراص ال «سي دي» الى القرص الصلب عن طريق استخدام مفك او فاتح الرموز "أبل لوسليس إنكودر"، مع مصحح للاخطاء من «آي تيونز». وعلى الرغم من ان مثل هذه الملفات الكبيرة هي ضرورية للحصول على الاصوات المناسبة، الا انك قد تحصل على نتائج جيدة مدهشة من عمليات التنزيل على اجهزة «إم بي3» وراديو الانترنت واقراص «دي في دي». ومع وجود الملفات التي لا تفقد شيئا من قيمتها، فانك لا تستطيع الافلات من الحاجة الى المزيد من السعة التخزينية على الاقراص. فتخزين ملف موسيقي في صيغة عدم الفقدان او الخسارة هذه من «أبل» او ما يعادلها يتطلب نحو 25 ميغابت لاغنية طولها اربع دقائق، او نحو ستة اضعاف حجم ملف «إم بي3». وهذا يعني انك بحاجة الى قرص صلب سعة 250 غيغابت لتخزين مجموعة موسيقية نموذجية. وهو يكلف نحو 80 دولارا، لكن خذ في الاعتبار شراء اثنين بحيث يمكنك دعم مجموعتك في واحد منها.

ونظرا الى ان U. S. B.-DAC يقوم بجميع الاعمال الثقيلة، فانه حتى الكومبيوتر القديم من شأنه ان يتحول الى خادم موسيقي جيد طالما انه يعمل على نظام تشغيل OS-X من «أبل» او «مايكروسوفت ويندوز»، او على تطبيقات «آي تيونس» من «أبل»، او على واحد من البدائل المجانية مثل «فوبار». وفي الواقع انه حتى جهاز «ماك كيوب» القديم من «ماك» الخاص بولدي البالغ من العمر سبع سنوات اشتغل بصورة جيدة جدا.

* أجهزة وخدمات وكما جميع الامور، فان تركيب U. S. B.-DAC هو اسهل على جهاز «ماك» من جهاز «بي سي»، لكن في النهاية، العملية ليست صعبة بالنسبة الى الجهازين. وكنت قد اختبرت ثلاثة انواع مختلفة من U. S. B.-DAC يراوح سعرها بين 200 و1750 دولارا. ويبدو الطراز «ستيريو-لينك موديل 1200» المصقول بالبلاستيك الازرق اللماع والخفيف الوزن جدا اكثر شبها بجهاز كومبيوتر طرفي من كونه جهازا موسيقيا، لكن مصمميه ومنتجيه لهم مميزاتهم في عالم الصوتيات لكونهم عملوا مع مؤسسات مثل «أيه آر» و«بوسطن اكوستيكس أند سيجتيك». وهو بسعره البالغ 200 دولار، بما في ذلك «يو. إس. بي». والكابلات السمعية، يقدم افضل خدمة من بين جميع الاجهزة الاخرى. ومع فتحة دخل واحدة لـ «يو. إس. بي». ومخارج اصوات سمعية ومضخم لسماعة الاذن، فإنه جهاز بسيط لكنه قادر جدا.

وكانت الموسيقى المنتجة عبر وصلة الستيريو حيوية جدا مع الوضوح والنعومة والسلاسة، التي يفتقر اليها ما ينتج مباشرة من جهاز الكومبيوتر. كما وجدتها اهدأ واكثر موسيقية من مشغل الـ «سي دي». وهذا ما انطبق ايضا على جميع U. S. B.-DAC التي اختبرناها.

ويقول رون جينيروكس رئيس قسم ابحاث «سوناس» في بروفيدانس: «ان هدفنا هو تصميم جهاز يكون بنفس جودة مشغلات اقراص «سي دي» المتوسطة الجودة. واحد الامور التي لم نقم بفعلها هو انتاج شيء ساحر رائع لان مثل هذه الامور مكلفة».

ويشبه شكل جهاز «بينشمارك» Benchmark DAC1 U. S. B. الذي يبلغ سعره 1275 دولارا شكل المعدات التي يستخدمها المحترفون مع واجهة من الالمنيوم المصقول وقرص رفع الصوت وتخفيضه الثقيل والمفاتيح الاخرى. ومثل هذا التصميم هو الذي اعطى الخلفية للشركة المنتجة على انها مجهزة الاجهزة لاستوديوهات التسجيل. وللجهاز انتاجياته المتعددة التي تستوعب ليس فقط صوت الكومبيوتر، بل الانتاج الرقمي ايضا من مشغلات اقراص «سي دي»، او مسجلات الاقراص الصلبة.

لكن هل كانت الاصوات المنتجة من هذا الجهاز افضل من تلك المنتجة من وصلات الستيريو الاقل كلفة؟ نعم بالتأكيد، انها افضل ستة اضعاف؟ كما انه كان افضل صوتا من صوت اي مشغل «سي دي».

وقد صمم «بينشمارك» ليكون حصينا بشكل خاص ضد الاهتزاز، وهو «نوع من الخطأ في التوقيت الموروث في مشغلات اقراص «سي دي» على حد قول جون سيو مدير قسم الهندسة في «بينشمارك ميديا» في سيراكروز في الولايات المتحدة الذي اضاف «ان الاهتزاز ينتج في الواقع انغاما اضافية، في الصوت، التي لا ينبغي ان تكون هناك، وبالتالي احداث ضجة وضوضاء في الخلفية التي تحول دون سماع التفاصيل الهادئة في الموسيقى». وتابع يقول: «لكن مع «بينشمارك» يمكنك الاصغاء الى اقراص «سي دي» التي سمعتها 100 مرة سابقا، وفجأة تسمع هنا اشياء لم تسمعها من قبل».

وينقسم عشاق الموسيقى الى مدرستين في ما يتعلق بالصمامات الالكترونية المفرغة من الهواء التي كانت رائدة اجهزة التحكم والمخترعة قبل قرن من الزمان. المدرسة الاولى تقول ان المكونات التي تستخدم تلك الصمامات تستطيع التقاط اعماق وأبعاد (في الموسيقى) لا توصف، ولا تستطيعها افضل المعدات التي تعمل على الدوائر الالكترونية الحاوية للترانزسترات الحالية. اما المدرسة الثانية فتقول ان الصمامات المفرغة تغسل الاشارة في سياق المسار العذب من التشويش المتناسق الذي قد يكون مسرّا ورائعا، لكنه بعيد عن الدقة. اما انا فأعد نفسي من اتباع المدرسة الاولى، خاصة بعد انطباعاتي عن جهاز «وايف لينغث بريك» الذي يستخدم صماما واحدا 12AX7 في قسمه التناظري، والذي يبلغ سعره 1750 دولارا. فقد وجدت الموسيقى التي تنساب عبره بشكل ثلاثي الابعاد، ذات دفء خاص. وهو ما يفوق ما سمعته عن اجهزة DAC . اما بالنسبة الى مسألة الدقة فلا استطيع التعليق هنا. وتقدم شركة «وايفلينغث» المزيد من الصمامات والمميزات والتوضيب لاجهزة U. S. B.-DAC الاخرى، مما تفعله علبة الالمنيوم السوداء «بريك» مما يرفع سعرها الى 15 الف دولار للجهاز الواحد على حد قول مؤسس الشركة وكبير المصممين فيها غوردون رانكين الذي اضاف «انها ليست للجميع».

* خدمة نيويورك تايمز