تصاميم لكومبيوترات محمولة مستقبلية

أجهزة مدمجة أكثر قوة وأقل حجما وأخف وزنا

دفتر ملاحظات إلكتروني «إف إم في- يو 8240» عرضته «فوجيتسو» في أغسطس الماضي (الشرق الأوسط)
TT

على بائعي دفاتر الملاحظات الالكترونية، الاهتمام اكثر بزبائنهم من الشركات والمؤسسات، كما يقول غابريال فايتوس مدير قسم تقنيات المعلومات في الجمعية العامة للمحاسبين القانونيين في فانكوفر في كندا، لا في ما يتعلق بالمسائل الكبيرة فحسب، بل في ما يتعلق بالامور الصغيرة ايضا، مثل مواقع وجود الازرار مثلا.

وحتى في يومنا هذا، يضيف فايتوس، فان العديد من المديرين التنفيذيين في الشركات يشعرون ان دفاتر الملاحظات الالكترونية مجهزة ببطاريات تغص، وتتوقف في اثناء العمل، او انها ذات وزن كبير، او تفشل في الحفاظ على المعلومات المهمة مؤمنة، «فهناك الكثير من المجال للتحسينات» كما يقول.

ومع بدء العام الجديد يشعر هؤلاء المديرون بأن هناك نوعا من التفاؤل، اذ يقوم منتجو هذه الأجهزة باعطاء الاولوية للتصميم والتخزين وشاشات العرض التي من شأنها ان تجعل دفاتر ملاحظات عام 2011 شيئا مختلفا عن دفاتر اليوم التي تشكل احصنة الشغل، لان دفاتر الملاحظات شرعت تتطور بسرعة وتتحسن على حد قول روب إندرلي المحلل الرئيسي في «إندرلي غروب» للاستشارات. فهل كومبيوتر لابتوب يزن ثلاثة ارطال انجليزية ويعمل لمدة ثماني ساعات من دون شحن بطاريته مثلا، يبدو مناسبا لك؟ اذن فقد تعجبك آلات عام 2011.

* مشكلة «البدانة» وتماما مثل البدانة الحاصلة بين سكان الولايات المتحدة وكذلك العالم، فان دفاتر الملاحظات الالكترونية تواجه ازمة بدانة. وعلى الشركات البائعة الاستجابة الى مطالب الاداء المتزايدة، مع الحفاظ على منتجاتها نحيفة رشيقة، والحيلولة دون تضخمها حجما الى قياسات غير مقبولة.

ولموازنة ابعاد وقياسات الوزن والحجم، مع حياة البطارية والادامة الطويلة والامن والاداء، يتوجب على الشركات البائعة لدفاتر الملاحظات العمل بعناية ودقة مثل صانع الساعات السويسرية. كما انه للتغلب على الثقل الزائد تبحث هذه الشركات عن مواد خفيفة واجزاء اكثر تكاملا وحلولا للتصاميم الجديدة الموفرة في المساحة والحجم.

و«التصميم هو اتجاه مهم. فقد قامت «ديل» بمضاعفة عدد موظفيها العاملين في التصميم»، كما يقول اندرلي مضيفا ان «لينوفو» و«توشيبا» سيستمران في التغلب حاليا على الشركات التي تبيع الاجهزة الجوالة على صعيد التصاميم العصرية، «فالتصميم بات ساحة المعركة المهمة، والمشترون سيستفيدون في النهاية من تلقي دفاتر ملاحظات مدمجة اكثر قوة وصغرا».

ولكن ما هي التغييرات في التصميم التي نتحدث عنها؟ علينا النظر الى ألوان علب الاجهزة والمعادن الاضافية التي دخلت عليها، والتصاميم الرشيقة، وشاشات العرض الاكثر بريقا، ومكبرات الصوت الافضل جودة، والكاميرات الجيدة المتكاملة معها، ومراوح التبريد الاكثر هدوءا، ولوحات المفاتيح المضاءة، وشاشات العرض الثانوية، وفواصل الشاشة الاكثر اثارة، كما يقول اندرلي.

* أقراص جديدة في الوقت ذاته تتيح الثورة الحاصلة في تقنيات الحفظ والتخزين، مكافحة العديد من مشكلات دفاتر الملاحظات، بما في ذلك ما يتعلق بالوزن والسرعة واستهلاك الطاقة، كما نقلت مجلة «سي آي أو. كوم» الالكترونية المتخصصة في قضايا القيادات في عالم الاعمال، عن ريتشارد شيم محلل شؤون دفاتر الملاحظات في مؤسسة «آي دي سي». ومن شأن الاقراص من المواد شبه الموصلة وذاكرة فلاش، تغيير دفاتر الملاحظات عن طريق توفير وسط اكثر سرعة واقل هشاشة واكثر قوة وصداقة كما يقول.

وخلال السنوات القليلة المقبلة ينبغي ان تزول التحديات الكبرى التي تقف عقبة في وجه تقنية مشغلات هذه الاقراص الجديدة، مع كلفتها العالية وسعتها المنخفضة نسبيا (السعة القصوى حاليا نحو 64 غيغابايت للقرص الواحد من هذا النوع)، «فالفوائد ستكون كبيرة، فلدى التخلص من الاقراص الصلبة التي تدور بسرعة والتي تحتوي مشغلاتها على اجزاء ميكانيكية، سيكون بالامكان اختصار وقت البحث والتوفير في الطاقة».

وخلال ثلاث سنوات سيكون نحو 15 في المائة من دفاتر الملاحظات من صنف المستخدم في الاعمال والشركات مجهزة بشكل صرف بالاقراص الجديدة، كما يتوقع جاك ئي غولد الرئيس والمحلل الرئيسي في «جاي غولد اسوسيتس» للاستشارات الاستراتيجية التقنية. «في حين تتحول البقية ببطء الى اقراص هجين تجمع بين الاقراص المغناطيسية وجزء ايضا بحالة جامدة في الطرف الامامي التي تساعد ايضا في الادارة» كما يقول.

* شاشات جديدة وتماما مثل قدرة الذاكرة المنتجة من شبه الموصلات على تحويل مرافق الحفظ والتخزين، فان بمقدور شاشات العرض بـOLED (الصمام الثنائي الباعث للضوء العضوي) تغيير الاسلوب الذي ينظر اليه المستخدمون الى اجهزتهم. لكن يبدو ان التقنية هذه ما زالت بعيدة.

وبالمقارنة مع شاشات العرض التقليدية بالبلور السائل LCD فان شاشات OLED هي اكثر رقة واكثر بريقا واقل استهلاكا للطاقة. والتقنية هذه تخدم حاليا فقط السوق العليا المختارة، اي الشاشات الصغيرة العالية الجودة الخاصة بالهواتف الجوالة ومشغلات الوسائط المتعددة. وتقدم النماذج الاولية من شاشات العرض العضوية قياس 10 الى 12 بوصة الخاصة بدفاتر الملاحظات التي عرضتها «سوني» في اوائل العام الحالي ما يسر العين فعلا. اي نسبة تباين تبلغ مليوناً الى واحد.

ولكون الشاشات العضوية تبعث الضوء، او تصدره بدلا من عكسه، فإنها تؤمن رؤية افضل في الخارج من اغلبية شاشات دفاتر الملاحظات الحالية التي تعمل بالبلور السائل LCD التي تغمرها عادة اشعة الشمس، بحيث لا يتمكن الناظر من مشاهدة تفاصيلها. كما ان الشاشات العضوية المرنة لا يمكن تحطيمها غالبا، استنادا الى روبرت ستريت الباحث الرئيسي في مركز «بال التو» للأبحاث PARC. «وهذا من شأنه ان يشكل منفعة كبيرة في دفاتر الملاحظات، لا سيما في الطرز التي جرت تقويتها ودعمها للاستخدام الثقيل» على حد ملاحظته. والمشكلة حتى الآن تتمثل في ان الشركات المنتجة لم تعثر بعد على كيفية انتاجها بكميات تجارية. (وكانت «سوني» قد عرضت في أكتوبر الماضي شاشة من هذا النوع قياس 11 بوصة بسعر 1700 دولار).

وتركيب شاشات عرض عضوية في دفاتر الملاحظات، يتطلب تحويل الفنون المختبرية الى اسلوب، يمكن اعتماده في عمليات الانتاج الكبيرة. ونعتقد ان الطباعة بالحبر النفاث هو اسلوب يحمل املا كبيرا، على حد قول ستريت الذي اضاف انه لن تمضي الا سنتين قبل ان يظهر دفتر الملاحظات الاول المجهز بشاشة عضوية في الاسواق. لكن بعض الشركات المسوقة لدفاتر الملاحظات تقول إن الانتظار هذا قد يطول الى اربع سنوات تقريبا.

* الطاقة والإنارة وشاشات العرض ذات الانارة الخافتة قد تكون من الامور المزعجة. لكن الشحنات الضعيفة للبطارية، قد تمثل الشكوى الكبرى بين مستخدمي دفاتر الملاحظات اليوم. ولسوء الحظ لا توجد حاليا تقنية جديدة للبطاريات. ولكن لماذا يستمر انزعاج مستخدمي دفاتر الملاحظات من البطاريات؟ بداية هو انه في الوقت الذي تقدمت فيه تقنية البطاريات بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، الا ان المعالجات الالكترونية الجديدة القوية، والمستقبلات والمرسلات اللاسلكية المستخدمة، والاجزاء والمكونات الاخرى المدعومة قد قلصت من شأن مكاسب الطاقة الجديدة هذه في البطاريات. وتبقى تقنية الـ«ليثيوم أيون»، متمثلة في المستوى الذهبي الراهن في ما يتعلق بمنتجي بطاريات دفاتر الملاحظات الذين يقولون إنهم لن يتوقعوا خليفة لهذه التقنية التي تقوم بمد المزيد من الطاقة لمثل هذه الدفاتر، ما لم يجر عمل شيء في ما يتعلق بحجم الاجهزة واوزانها. وبدلا من ذلك يركز هؤلاء المنتجون على اساليب وفنون اخرى لتوفير الطاقة مثل اعادة ضخها بصورة ذكية الى اجزاء دفتر الملاحظات المختلفة.

ويقول بريت ماكانلي كبير المديرين لمجموعة منتجات دفاتر الملاحظات «لاتيتيود» من «ديل»: إنه لا يتوقع اي تغيير مهم في تقنية البطاريات في المستقبل المنظور. ولتأمين شحنة طويلة للبطارية، علينا النظر في كيفية جعل الاجهزة تناسبنا عن طريق تحليل سلوك المستهلك، وبالتالي التوفير في استهلاك الطاقة، كلما استطعنا الى ذلك سبيلا. وحتى اليوم فهذا هو افضل الحلول.

* تعزيز الأمن على الصعيد الامني، فإن اغلبية مديري الشركات يخشون من فقدان دفاتر الملاحظات، لكن هذا الامر سوف يتغير مع تسهيل عملية ادارة قارئات بصمات الاصابع التي اصبحت اكثر قوة.

ويتوقع سافيار ليوريت مدير الانتاج في «سوني الكترونيكس» منتجة دفاتر الملاحظات ان العدد المتزايد لدفاتر الملاحظات التي سيجري شحنها في السنوات القليلة المقبلة، ستتضمن اجهزة متطورة للقياسات الحيوية مثل انظمة التعرف على الاصوات وماسحات شبكات العين التي اساسها كاميرات شبكات الانترنت. وقال: «إن الشركات التي تقوم بالتعامل مع الكثير من المعلومات الشخصية مثل المصارف وشركات التأمين، ستأخذ بعين الاعتبار مثل هذه التقنيات التي هي في الواقع استثمار معقول الكلفة لدى مقارنته بالمخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه الامور».

وتقوم شركات مثل «أبسليوت سوفتواير» بتقديم «كومبيوتريس» الذي هو خدمة تدعى «لو جاك» خاصة بكومبيوترات اللابتوب التي تساعد الشركات على تعقب واستعادة دفاتر الملاحظات المفقودة او المسروقة عن طريق تعقب عناوين بروتوكول الانترنت التي تبثها مثل هذه الاجهزة.

وترغب شركات مثل «فينيكس تكنولوجيس» المعروفة في تجهيز برنامج BOIS للشركات التي تبيع اجهزة «بي سي»، في ان تطور «لو جاك» الى مستوى آخر متقدم، فنظامها الاداري الجديد لدفاتر الملاحظات الذي يدعى «فايل سايف»، الذي يستطيع منتجو دفاتر الملاحظات ان يضعوه في قلب عتاد جهاز الكومبيوتر، يساعد في التعقب والتحكم واستعادة دفاتر الملاحظات المفقودة او المسروقة. اذ يستطيع مستخدمو هذه الاجهزة ترميز المعلومات الحساسة، او الشخصية الموجودة عليها، او اقفالها، او حتى تدميرها، في حال فقدانها او سرقتها.

«والفكرة ليست في امكانية العثور بسرعة على دفتر الملاحظات المسروق، بل ازالة المعلومات المحفوظة على قرصه الصلب وتنظيفه تنظيفا كاملا» كما يقول اندرلي. وتقول «فينيكس» ان «فايل سايف» سيكون في دفاتر الملاحظات ابتداء من اواسط العام المقبل. وربما الاكثر إثارة من كل ذلك هو ان «فينيكس» شرعت تطور تقنية افتراضية بالنسبة الى اجهزة اللابتوب التي تسميها «هايبر سبايس». وتتيح هذه التقنية تشغيل دفتر الملاحظات خلال ثوان، وبالتالي استخدام التطبيقات مثل البريد الالكتروني ومشغل الوسائط المتعددة، ومتصفح الشبكة من دون تشغيل «ويندوز» مع الانتظار فترة حتى تكتمل عملية التحميل. وتأمل «فينيكس» في ظهور اجهزة اللابتوب الاولى مع وجود «هايبر سبايس» مزروعة في داخلها العام المقبل.

* خلايا الوقود بصورة اجمالية فإن الشركات التي تبيع دفاتر الملاحظات تميل الى ان يكون لها قاسم واحد مشتركاً مع كبار موظفي قسم المعلومات وهو معالجة التقنيات الجديدة بشكل متحفظ. وهذا يعني ان بعض الافكار المطروحة جدا تستغرق سنوات حتى تتحول الى اجهزة وآلات تستخدم من قبل الشركات. «فالناس لا تزال تتحدث عن بطاريات خلايا الوقود، ومع ذلك فهناك شركات قليلة تفكر فعلا في وضعها قيد الاستخدام في دفاتر الملاحظات خلال السنوات القليلة المقبلة» على حد غولد. لكنه لا يعتقد ان مستخدمي مثل هذه الدفاتر سيبتهجون لدى حملهم لقناني من السوائل الملتهبة في جيوبهم وحقائبهم.

* كومبيوترات لابتوب خفيفة ورقيقة.. بحلول عام 2011 > ما هو الشكل الذي ستبدو عليه دفاتر الملاحظات الالكترونية التي ستستخدمها الشركات والمؤسسات خلال ثلاث سنوات؟ اليكم رؤية من كيفين رين كبير نواب رئيس عمليات اعمال الكومبيوترات في شركة «فيوجيتسوكومبيوتر سيستمز» الذي قال: ان دفتر الملاحظات المثالي، خلال ثلاث سنوات، سيزن ثلاثة ارطال (الرطل نحو 453 غراما)، وسيكون مجهزا بشاشة قياس 14 بوصة، وبطارية تبلغ مدة شحنتها ثماني ساعات.

وهذا قد يبدو توقعا جريئا جدا حتى بالنسبة الى دفتر ملاحظات رقيق وخفيف الوزن. ويوافق المحللون مثل جاك إي غولد الرئيس وكبير المحللين في «جاي غولد اسوسيتس» وهي مؤسسة للاستشارات الاستراتيجية التقنية، على مثل هذه التوقعات بقوله: «سنرى آلات رقيقة وخفيفة الوزن زنتها ثلاثة ارطال او اقل، مجهزة ببطاريات شحنتها ثماني ساعات، او اكثر للذين يعملون على الطرقات».

ويقول رين ان الدعم المتكامل للتقنيات اللاسلكية في الاماكن الواسعة المساحة، مثل شبكات «واي ماكس»، او الانواع الاخرى كالشبكات المحلية WWAN Wireless wide area network سيصبح من الاشياء العادية القياسية، «فشبكة WWAN باتت ضرورة ملحة، كما ان الرسوم والنفقات ستبدأ بالهبوط، في حين تصبح هذه الشبكات امراً عاديا في هذا الميدان.

وعلى جبهة الحفظ والتخزين يعتقد رين ان سعة الاقراص الصلبة ستتعدى 300 غيغابايت، في حين ان الاقراص التي تصنع من المواد شبه الموصلة التي ستعوض الاقراص الحالية ستتعدى الـ 100 غيغابايت. كما يتوقع، انه وعندما تضحى الشبكات اللاسلكية موجودة في كل الامكنة، فإن عملية التخزين على الشبكة ستزداد شعبية.

وسيجري تمديد فترة تشغيل دفاتر الملاحظات الالكترونية عن طريق الادارة الاوتوماتيكية للمصادر مقرونا بخلايا بطاريات ذات سعة اكثر قليلا. وعن طريق القيام بذلك بشكل فعال، ستستطيع اطفاء الاجهزة عندما لا تحتاج اليها ما يوفر الطاقة ويخفض من درجة حرارتها، كما يلاحظ رين الذي توقع ايضا ان مثل هذا الاتجاه سيستمر، علاوة على ذلك، سنرى ارتفاع سعة البطاريات ايضا».

ويتوقع رين ان الانتقال من الشاشات المربعة الى الشاشات المستطيلة العريضة سيكون جاهزا في عام 2009، لكن شاشات OLED المرنة الكبيرة ما زالت بعيدة اربع سنوات بالنسبة الى اجهزة اللابتوب. ولكن كم سيكلف جهاز الحلم مثل هذا؟ ثم هل لاحظت يوما ان سعر دفاتر الملاحظات الالكترونية يرتفع دائما؟ هكذا كان رد فعل رين الذي توقع في البداية ارتفاع اسعار بعض هذه السلع. لكن كما يحصل دائما، تنخفض كلفتها بعد ذلك، لتشق طريقها مع الاتجاه العام.