برنامج ذكي ينظم العمل أو اتوماتيكيا على سطح المكتب

يجلب الملفات ورسائل البريد والمعلومات الأخرى ذات العلاقة ويضعها تحت تصرف المستخدم

TT

الكمّ الكبير من المعلومات التي تتراكم افتراضيا على كومبيوترات اليوم ربما يمثل مشكلة تنظيمية رئيسية للعديد من الاشخاص. ولكن برنامجا حديثا يدعى «سمارت ديسكتوب» Smart Desktop طوره احد فروع شركة «بي آي كوربوريشن» التي مقرها مدينة سياتل، سيجري طرحه قريبا بهدف مساعدة الاشخاص على تصنيف هذه المعلومات اتوماتيكيا وبأسلوب ذكي.

ويقول جون هيرلوكر نائب رئيس قسم الهندسة وكبير الموظفين التقنيين في فرع «بي آي سمارت ديسكتوب»، «ان حياة الاشخاص معقدة عادة بغض النظر عن صفة اعمالهم ووظائفهم، وعليهم تقسيمها وتجزئتها الى سلسلة من الكتل التي يمكن ادارتها والتصرف بها. ومثل هذه الكتل تتحول الى السياق الذي يجري من ضمنه تنفيذ الامور». لذلك فقد تم تصميم «سمارت ديسكتوب» وفقا الى ذلك، لتجميع المعلومات حسب المشاريع. لكن البرنامج يقوم اكثر من وضع جميع مستندات برنامجي «وورد» و«إكسيل» في ملف واحد.

تصنيف الوثائق

* وعادة يجري تخزين المعلومات في تطبيقات مختلفة، في حين يمكن حفظ عناوين المواقع المهمة على الشبكة في التاريخ الخاص بشبكة «فايرفوكس» مثلا، في الوقت الذي يجري ايضا تخزين البريد الالكتروني في برنامج «آوتلوك». ويقوم «سمارت ديسكتوب» بتوحيد المعلومات في منظور، او مشهد واحد. وعندما يستوعب هذا النظام ان المستخدم يعمل على مشروع معين، فإنه يقوم بجذب انتباهه الى الاضبارات والملفات ذات العلاقة مع البريد الالكتروني، والرسائل التي وصلت اخيرا.

ويقوم هذا النظام بتوفير هذه المعلومات للمستخدمين بأسلوبين، كما يقول جون فوريس رئيس فرع «بي آي سمارت ديسكتوب». اذ تتوفر جميع المواد المتعلقة بمشروع معين داخل واجهة التفاعل الخاصة بمستخدم «سمارت ديسكتوب». كما يقوم النظام بربط الملفات ببطاقات تعريف لتمكين المستخدم في البحث عن بطاقات المشروع التي اوجدها «سمارت ديسكتوب» في «آوتلوك» مثلا. وأحد الاساليب للتفكير بتقنية «سمارت ديسكتوب» هو قضية وضع بطاقات، او عروات التعريف اتوماتيكيا، على حد قول فوربس.

ويقول هيرلوكر لقد صمم المشروع للعمل مع «مايكروسوفت ويندوز» بغية اتاحة المجال امام المستخدم بالاستمرار في العمل مع نظام التشغيل الحالي، وفي الوقت ذاته الذي يشغل فيه «سمارت ديسكتوب». واضافة الى دعم تطبيقات «مايكروسوفت» الشعبية فإن «سمارت ديسكتوب» سيعمل مع تطبيقات اخرى مثل «أدوبي» و«أكروبات» و«غوغل دوكس» (مستندات غوغل) و«زوهو شيتس».

والتقنية الضمنية التي صمم المنتج منها اساسها مشروع ابحاث «تاسك تريسر» الذي اشرفت عليه جامعة ولاية أوريغون في اميركا الذي كان جزءا من مشروع CALO للذكاء الصناعي. وكان مشروع ابحاث «تاسك تريسر» قد استخدم فنون تعلم - الآلة لتشييد تطبيقات قادرة على التعلم ومراقبة الاعمال التي يعمل عليها المستخدم في اي وقت من الاوقات. لكن هيرلوكر يقول ان «سمارت ديسكتوب» هو نظام دقيق في ما يتعلق بكيفية تقديم جذور الذكاء الصناعي. «فإذا ما جرى الانتساب كثيرا الى الصفات البشرية، فإن توقعات الناس تصبح عالية جدا، مشبهين قدراته بالقدرات البشرية» كما يقول.

وفي الوقت الذي لم ينجز مشروع «سمارت ديسكتوب» تماما، فان هيرلوكر يعلق قائلا ان الهدف هو جعل الذكاء الصناعي غير ظاهر قدر الامكان، وفقا لما ذكرته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا. ومثال على ذلك قد يقوم النظام بإعادة طلب نتائج البحث لجلب النتائج ذات العلاقة الاكثر اقرب الى الاعلى. او عندما يقصد المستخدم حفظ الملف، يجري ايضا اختيار الملفات الاخرى حسب النمط الساري وفقا للمشروع الذي يعمل عليه المستخدم، مما يقلل من عدد النقرات المطلوبة لايجاد المكان المناسب لتخزين المعلومات.

«المهم هو العثور على حل يعمل من دون جعل المستخدمين يغيرون الاسلوب الذي يعملون بموجبه» كما يقول فوربس.

وشركة «بي آي كوربوريشن» ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على هذه المنتجات من هذا النوع. فـ «مايكروسوفت» ايضا عن طريق «سينتر فور انفورميشن وورك» تقوم ايضا بتطوير مساعد لسطح المكتب (ديسكتوب اسستنت) بقدرات مشابهة. ونموذجها الحالي هذا صمم لجلب جميع الاتصالات الخاصة بالمستخدم والتواريخ والمعلومات الاخرى التي لها علاقة في مشهد واحد يومي. ويقوم النظام بجلب المضمون (المحتويات) الذي له علاقة، وفقا لما يعمل عليه المستخدم، او ما يتوجب القيام به في ذلك الوقت. «ويبدو ان البرمجيات وراء «ديسكتوب اسستنت» هي من الذكاء بما فيه الكفاية بحيث تستوعب أن المعلومات مهمة، فتقوم بجدولة المعلومات واولويات الاتصالات حسب اهميتها متيحة للمستخدم ترشيح الضجيج الى مستوى يمكن ادارته، كما يقول روس بيرتنر مصمم الخبرات الاقتصادية في مركز «سينتر فور انفورميشن وورك».

و«سمارت ديسكتوب» متوفر حاليا للعرض، وفقا للدعوات الخاصة فقط، لكن هيرلوكر يقول انه يتوقع اطلاق المنتج الكامل في اواخرالعام المقبل.