الكتابات والصور والرسوم الاجتماعية التي هي شكل من اشكال اتصالات الانسان بالاصدقاء وافراد العائلة والزملاء هي حديث الاخبار منذ ان تقدم مارك زكربيرغ مؤسس موقع «فايسبوك»، باقتراح في اوائل العام الفائت بأن المعلومات التي يتضمنها قد تكون ثمينة جدا للاعمال والتجارة التي ترمي الى نشر منتجاتها الى اكبر عدد ممكن من مستخدميه.
واليوم تدقق «آي بي إم» في «المرئيات» المختلفة للرسوم والصور والكتابات الاجتماعية (الغراف الاجتماعي) كأدوات قد تكون مفيدة ضمن ميدان الاعمال كوسيلة لمساعدة الناس للعمل بشكل اكثر فعالية واجراء اتصالات افضل. وفي الشهر الماضي اطلقت هذه الشركة، التي اطلقت قبلا منصتها البرمجية الاجتماعية «لوتاس كونيكشنس» Lotus Connections في اوائل العام الفائت، اداة دعتها «أطلس» Atlas تقوم باستخدام المعلومات في «لوتاس كونيكشنس» لمساعدة المستخدمين في تحليل العلاقات مع الاشخاص الآخرين من رجال الاعمال.
ويقول كريس لامب، كبير مديري الانتاج في «لوتاس كونيكشنس»: «انه في الوقت الذي شرع فيه الناس باستخدام البرمجيات الاجتماعية وتوسيع شبكاتهم المهنية، هناك في الواقع الكثير من الاشياء القيمة في العلاقات التي يمكن تحديدها من التحليلات الاحصائية لهذه المعلومات».
* أداة اجتماعية وأداة «أطلس» هذه الى جانب ادوات وعدد «لوتاس كونيكشنس» الاخرى، ترتكز كلها على ابحاث «آي بي إم» في الحسابات الكومبيوترية الاجتماعية التي بدأت في عام 2002، كما تقول سوزان ميناسيان، مديرة الانتاج. واذ ترمي هذه الابحاث الى مساعدة العاملين على الاتفاق حول اهداف مشتركة، فإنها تركز على اعتماد أدوات اجتماعية شعبية مثل اختيار الافضليات واقامة المدونات لأغراض التجارة والاعمال وجعلها متكاملة مع بعضها بعضا.
واكبر مجموعة «كونيكشنس» للاتصالات تتيح للعاملين تأليف سيرهم الخاصة الذاتية، ومدوناتهم اليومية، وتشكيل الجاليات والجماعات حول اهتمامات مشتركة، والتشارك في الخيارات المفضلة لديهم، والتخطيط لمتابعة المشاريع كمجموعات. وكل جزء من اتصالات «كونيكشنس» هذه تكون متكاملة مع الاجزاء الاخرى، بحيث يمكن للمستخدم الانتقال من دون اي انقطاع او مشكلة بين هذه الادوات. وتستخدم «آي بي إم» المقالات الموجودة في «كونيكشنس» منذ سنوات، داخليا. وتقول ميناسيان: ان هناك اكثر من 400 الف سيرة ذاتية في النظام.
وأفضل مميزات «أطلس» وأقواها تعتمد على المعلومات المتوفرة عبر اتصالات «كونيكشنس» كما يشرح لامب، في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، التي تجمع المعلومات عن العلاقات المهنية التي تعتمد، لا على مواصفات العمل والمعلومات التي تتوفر فوريا عبر دليل الشركات، بل عن طريق بطاقات المدونات ايضا والخيارات المفضلة وعضوية المجموعات. ويمكن ترتيب «أطلس» لكي يتفحص البريد الالكتروني ونمط التراسل الفوري ووزن الانواع المختلفة من المعلومات بشكل مكثف تقريبا. والنتيجة كما يقول لامب هي مجموعة من الادوات التي تتعدى الشبكات البسيطة، والتي تكون بعيدة عن تركيب الشركات.
* «العثور والوصول» والمميزات الاربع لـ «أطلس» هي «العثور» و«الوصول» و«الشبكة» و«شبكتي». وتركز ميزتا «العثور» و«الوصول» على العثور على الخبرات في حقول معينة، فعن طريق «العثور» يمكن للمستخدم ادخال تعابير بحثية ليتلقى لائحة بالخبراء مصنفة اعتمادا على معلومات مستحصلة من المعلومات الاجتماعية ومستوى نشاط كل خبير في هذه الجماعات والجاليات ومدى اتصالاته مع اقران مستخدم الكومبيوتر الذين يثق بهم. وتساعد مزية «الوصول» المستخدم على تخطيط اقصر سبيل الى اجراء الاتصالات مقترحة الاشخاص الذين يعرفهم المستخدم سلفا الذين بمقدورهم ايصاله الى الخبير.
اما ميزتا «الشبكة» و«شبكتي» فتعنيان بشكل رئيسي بمساعدة الاشخاص على تحليل شبكاتهم الحالية، اذ تظهر «الشبكة» انماطا من العلاقات ضمن قطاعات مواضيع ومسائل محددة على المستوى الواسع للشركات. ومثال على ذلك فقد تقوم «الشبكة» بتحليل المعلومات الخاصة بالاشخاص المهتمين بالمواقع الاجتماعية على الشبكة، وانتاج خريطة حول كيفية اتصالات هؤلاء الاشخاص مع بعضهم بعضا عن طريق قراء المدونات اليومية، وما يشغل الجماعات والجاليات. اما «شبكتي» فتتيح للافراد تحليل شبكاتهم مظهرة لهم الجهات والاشخاص المتصلين بهم، وعدد المرات التي يبقون متصلين بهم.
* مميزات شبكية ويقول لامب: ان المديرين قد يرغبون في استخدام اجزاء «شبكة» «أطلس» للكشف على سبيل المثال عن مدى تكامل شركتين بعد اتحادهما. او على صعيد آخر، كما يقول، قد يرغب بائع استخدام «شبكتي» للتأكد من اتصالاته المتينة مع اشخاص عبر الشركة، الذين يعرفون المنتجات التي يبيعها.
ويقول روب كوبلووتز، المحلل مع «فوريستر ريسيرتش»: ان استخدام مميزات الحسابات الكومبيوترية الاجتماعية في الاعمال والتجارة هو مهم جدا كأهمية استخدام الادوات والعدد هذه للعلاقات غير الرسمية. وأحد مميزات البرمجيات الاجتماعية المصممة بشكل خاص للاعمال هي القدرة على حماية المعلومات الحساسة كما يقول «لأنني استطيع تأسيس علاقات ومضمون (محتوى) قد لا تكون ملائمة خارج مشروعي. وفي العالم الاستهلاكي يفترض الانسان ان المعلومات هي عامة، وهي التي يمكنك الوصول اليها». لكن مع وجود البرمجيات المصممة للشركات الكبيرة يمكن للشركات، كما يقول، ان تفترض ان الوصول هذا هو سليم اكثر على الصعيد الامني، مع الخيار لجعل المزيد من المعلومات متوفرة. وبينما يعتقد كوبلووتز ان على الشركات ان تكون اكثر حرصا حول كيفية اختيار ترتيب «أطلس» ونوع المعلومات التي عليها ان تختارها لتشييد المحتوى (المضمون) الغرافي (من نصوص ورسوم وصور واشكال وجداول)، الا انه يقول ايضا: ان عمليات التكامل التي تقوم بها «كونيكشينس» للادوات الاجتماعية هي مفيدة للغاية، التي ستصبح اخيرا، في يوم من الايام، جزءا من عدد وادوات الشبكات الاكثر عفوية.
ويجري حاليا بيع «أطلس» عن طريق IBM Software Services for Lotus لكونها بحاجة الى ترتيب وتنظيم يعتمدان على رغبة الشركات في كيفية الوصول الى المعلومات وتحليلها.