تلاعب بقوانين الفيزياء واختيار الشخصيات في لعبة «ماس إيفيكت»

قصّة رائعة عبر المجرّات ونهايات متعدّدة تعتمد على قرارات اللاعب

مشهد من اللعبة
TT

طرحت شركة «بايو ووير» BioWare لعبة جديدة مميّزة على جهاز «إكس بوكس 360» اسمها «ماس إيفيكت» Mass Effect تسمح بتلاعب الشخصيّات بالقوانين الفيزيائيّة لصالحها، خصوصا قوانين الكتلة، عبر زراعات طبيّة تعزز القدرات الكامنة فيهم. ويمكن للاعب تخصيص الشخصيّة التي يلعب بها بشكل كامل، ويجب عليه الاختيار ما بين سلوك الطريق الخيّر أو قتل أيّ شيء يراه، الأمر الذي سيؤثر على أحداث اللعبة بشكل كبير، ولتتغير نهاية اللعبة عدّة مرّات وفق أفعال اللاعب، الأمر الذي سيجعل اللاعبين يقومون باللعب فيها لعدّة مرّات، خصوصا أنّ تغيير فئة شخصيّته تقوم بتغيير طرق اللعب والقتال، لتصبح لعبة جديدة في كلّ مرّة يلعب اللاعبون فيها.

* قصّة كونية تدور أحداث اللعبة في عام 2183، حيث يأخذ اللاعب دور جنديّ في القوّات الخاصة اسمه «كوماندر شيبارد» Commander Shepard، الذي يقوم باكتشاف الكون الكبير من حوله بواسطة سفينته المسمّاة «إس إس بي نورماندي» SSV Normandy. ويتمّ إرسال السفينة إلى مستعمرة للإنسان لاسترجاع مسبار خاصّ قامت سلالة متطوّرة منقرضة اسمها «بروثيانز» Protheans ببنائه. ويقوم مجلس المجرّات بإرسال أفضل عميل لهم للمساعدة في هذه المهمّة، والمسمّى «نيهلوس» Nihlus. ويكتشف «كوماندر شيبارد» و«نيهلوس» وطاقمهما بأنّ المستعمرة تتعرّض لهجوم مكثف من مخلوقات فضائيّة اسمها «غيث» Geth. وتقوم شخصيّة اسمها «سارين» Saren بقتل «نيهلوس والطلب من مخلوقات «غيث» تدمير المستعمرة. وبعد انتهاء المعركة يكتشف «كوماندر شيبارد» المسبار ويقوم بتشغيله، ليرى صورة إعدام آلات لمخلوقات حيّة.

ويقرّر المجلس بأنّ الأدلة غير قاطعة لإدانة «سارين»، ولكنّ «كوماندر شيبارد» يقدّم تسجيلا لمحادثة دارت بين «سارين» وبين أحد حلفائه المسمّى «بينيزيا» Benezia، يتبادلون فيها الأحاديث حول انتصارهم في المستعمرة، ويذكرون عودة قوّة اسمها «ريبرز» Reapers والتي يُعتقد بأنّها سلالة من الآلات الحارسة قامت بمسح سلالة «بروثيانز». هذا وتذكر المحادثة شيئا غامضا اسمه «كوندويت» Conduit. وبسبب هذا الدليل الجديد، فإنّ المجلس يطلب من «كوماندر شيبارد» ملاحقة المجرم وجلبه إلى القضاء. ويعثر اللاعب على شخصيّات مختلفة أثناء اكتشافه للمجرّات، مثل نباتات متقدمة استطاعت امتصاص المعلومات من سلالة «بروثيانز»، وحشرات فضائيّة وجيوش من المحاربين الأعداء الذين يمكن التحكم بعقولهم، وذكاء اصطناعيّ. ولن نقوم بسرد المزيد من تفاصيل القصّة لترك اللاعب يكتشفها بنفسه ويستمتع بها. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشركة المصنّعة للعبة تنوي طرح 3 أجزاء من اللعبة، وتقديم مراحل إضافيّة للتحميل عبر الإنترنت لوصل قصص الإصدارات ببعضها بعضا.

* مزايا اللعب اللعبة تسمح للاعب بتصميم شكل شخصيّته كما يريد، وتحديد جنس الشخصيّة وفئتها وحتى تحديد ماضي الشخصيّة (هذا الأمر سيؤثر على الحوار الذي تقوم به شخصيّة اللاعب في الكثير من الأماكن والمراحل الإضافيّة المخفيّة في اللعبة)، مع وجود خيار اختيار التصميم القياسيّ للشخصيّة الذي تقترحه الشركة. اللعبة تقدّم 6 فئات مختلفة و6 فئات أخرى يمكن الحصول عليها بعد إتمام شروط محدّدة، ويوجد لدى كلّ فئة مجموعة من المواهب.

الفئات الست الأساسيّة هي الجنديّ Soldier والمهندس Engineer والخبير Adept والمتسلل Infiltrator والحارس Sentinel وقائد الجبهة Vanguard. ومن البديهيّ أن يكون الجنود مهرة في استخدام الأسلحة الناريّة، بينما يستطيع المهندسون استخدام الأدوات والقدرات التقنية، فيما يقوم الخبراء باستخدام المزايا الحيويّة المتطوّرة لديهم والمسمّاة بـ «بايوتيكس» Biotics. وبالنسبة للفئات المتبقيّة، فإنّها عبارة عن مزيج من الفئات الثلاث المذكورة (المتسلل هو هجين من الجنديّ والمهندس، والحارس هو مزيج من المهندس والخبير، بينما يُعتبر قائد الجبهة هجينا من الجنديّ والخبير). ويمكن اختيار تاريخ الشخصيّة من بين «فضائيّ» Spacer (وُلد ونما في الفضاء) أو «مستوطن» Colonist أو من «مواليد الأرض» Earthborn، بالإضافة إلى قدرة اللاعب على اختيار ما إذا كانت شخصيّته هي الناجي الوحيد من معركة كبيرة، أو إن كان بطل حرب، أو حتى جنديّا لا يعرف معنى للرحمة.

ويستطيع اللاعب زيادة قدرات شخصيّته بشكل مستمرّ، والحصول على المزيد من القوى المختلفة، بالإضافة إلى حصوله على قدرات متطوّرة لأسلحته. وتحتوي كلّ فئة على مهارة مختلفة عن الأخرى، وترتبط هذه المهارات بالماضي العسكريّ للشخصيّة والكثير من الامور الأخرى غيرها. ويمكن للاعب استخدام شخصيّتين إضافيّتين تقومان بمساعدته أثناء القتال والحوار، ولكنّه لا يستطيع التحكم بهما بشكل دائم ولا تغيير أشكالهما. وسيقوم اللاعب بلقاء 6 شخصيّات أثناء تقدّمه في اللعبة (شخصيّتين تابعتين للجنس البشريّ، و4 من المخلوقات الفضائيّة)، كلّ له قصّته المختلفة وأسبابه للمساعدة. ومن أجناس المخلوقات الفضائيّة التي سيواجهها اللاعب «كروغان» Krogan التي تشابه أشكال الزواحف، و«توريان» Turian التي تقارب أشكالها أشكال الطيور الجارحة، و«أساري» Asari الذين يشبهون إناث الإنسان.

هذا وتؤثر قرارات اللاعب في اللعبة على نهايتها، حيث إنّ مستقبل الإنسانيّة يعتمد على خيارات اللاعب، مثل اعتماد الإنسان كعضو دائم في القوّات الخاصّة الكونيّة، أو أن يقوم مجلس المجرّات بالتخلي عن الإنسان، والكثير غيرها من النهايات المختلفة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ نهاية هذه اللعبة ستُسجل في الجهاز، وسيتمّ اعتماد تلك النهاية في إكمال القصّة في الإصدارات اللاحقة، أي أنّ قرارات اللاعب ستؤثر على مجريات الاحداث ككلّ، وليس في هذا الإصدار فقط. وتقوم اللعبة بمنح نقاط للاعب عند اختياره الاتجاه اللطيف Paragon، ونقاط أخرى Renegade عند قراره بإلغاء الرحمة في أفعاله.

وسيقوم اللاعب بالتجوّل في جميع أنحاء الكون بواسطة سفينته، وسيمرّ بمراحل مختلفة من حيث الحجم، من مجموعات النجوم الضخمة والنظم الشمسيّة، وصولا إلى الكواكب الفرديّة. هذا وتوجد معابر فضائيّة تسمح لسفينة اللاعب بالانتقال من نظام إلى آخر يبعد عنه مئات الآلاف من السنوات الضوئيّة وبشكل فوريّ، الأمر الذي يسهّل على اللاعب عمليّة التنقل. ويمكن للاعب الهبوط على كواكب لجمع الموارد فقط، أو لاكتشاف الكواكب، أو مجرّد العبور بالقرب منها. هذا ويمكن الذهاب إلى بعض الكواكب لإتمام بعض المهامّ الجانبيّة غير المتعلقة بالقصّة، ويمكن للاعب الانتقال على الكواكب نفسها بواسطة آلة لنقل الجنود اسمها «ماكو» Mako، والتي تمّ تخصيص بعض المراحل لها فقط، حيث يجب على اللاعب خوض معركة كبيرة أثناء وجوده في داخلها، ولكنّ غالبيّة الاحداث تدور أثناء سير اللاعب على أقدامه. هذا وتقدّم اللعبة تصميما جديدا للحوار بين الشخصيّات، حيث يقوم اللاعب باختيار نوعيّة الحديث، مثل أن يكون لطيفا أو عدائيّا أو انتهازيّا، لتقوم الشخصيّات بتغيير حوارها بدون تدخل اللاعب بين الحين والآخر. هذا الأمر يسمح للاعبين بمراقبة الحوار ككلّ عوضا عن التركيز على جمل صغيرة.

* معارك مميّزة وبالنسبة للقتال والمعارك، فإنّها تحدث في الوقت الحقيقيّ، أيّ أنّه يإمكان اللاعب إعطاء الأوامر المختلفة لأعضاء فريقه لتغيير أحداث المعركة. ويستخدم اللاعب الأسلحة الناريّة التي يمكن تعديلها وتطويرها أثناء تقدّم اللاعب، والقدرات والمهارات التقنيّة والمزايا المتطوّرة «بايوتيكس» لقتال الأعداء. ويستطيع اللاعب التحكم بجميع حركات شخصيّته والطلب من فريقه الإختباء أو جمع انفسهم أو مهاجمة هدف محدّد أو حتى اكتشاف المنطقة المحيطة، واستخدام مزاياهم الخاصّة الإضافيّة. وتعتمد المهارات والمزايا الموجودة لدى الشخصيّات على درجة تطوّرهم ونوع المهارات الموجودة لديهم والتي يمكن تحديدها في بداية اللعبة. ومن المزايا الخاصّة الموجودة في اللعبة القدرة على تحريك الاجسام (والأعداء) من بُعد وخفض قدرات الدروع الموجودة بحوزة الأعداء. هذا ويستطيع اللاعب الحصول على مهارات «المحاورة» و«الرهبة» حسب النقاط التي يجمعها أثناء اللعب. ويمكن للاعب استخدام المهارات التقنية في تعديل برمجة الرجال الآليين الأعداء لجعلهم يقومون بمحاربة أصدقائهم، أو تدمير دروع الأعداء، ويمكن للمهندس والحارس والمتسلل استخدام هذه المهارة. أمّا بالنسبة للمزايا الخاصّة الحيويّة المتطوّرة «بايوتيكس»، فإنّه يمكن استخدامها عن طريق زرع شرائح خاصّة في جسد اللاعب والتي تقوم بتعزيز وتطوير قدراته الكامنة والسماح له بالتلاعب بالطاقة المظلمة Dark Energy.

ومن هذه المزايا الخاصّة إيجاد دروع تقوم بردّ طلقات الأعداء عنها، ولكنّها تسمح لطلقات اللاعب بالمرور عبرها، وإيجاد ظروف فيزيائيّة خاصّة تقوم بقذف عناصر البيئة من حول اللاعب نحو الأعداء. هذا وتستطيع فئات «الخبير» و«قائد الجبهة» و«الحارس» استخدام هذه المهارات.

أمّا بالنسبة للأسلحة والمعدّات، فإنّ اللعبة تقدم 4 فئات مختلفة من الأسلحة والكثير من التطويرات والتحسينات لها. ويمكن للاعب إيقاف اللعب في أيّ وقت وتغيير الأسلحة التي يستخدمها اللاعب وأعضاء فريقه. هذا الأمر يزيد من عامل الإستراتيجيّة بشكل كبير جدّا، حيث أنّ استخدام السلاح المناسب في الموقف الصحيح سيكون العامل الرئيسيّ بين الدخول في معركة سهلة أو أخرى مضنية، أو حتى الخسارة. ويمكن ملاحظة الأسلحة على جسد اللاعب، حيث أنّ الدروع تبدو مختلفة والأسلحة تظهر مطويّة على ظهر اللاعب. هذا ويؤثر العامل النفسيّ على مجريات الأحداث بشكل كبير، حيث إن قام اللاعب بإعطاء أوامر لفريقه تخالف آراءهم الشخصيّة، فإنّه من الممكن أن يترك بعض الأعضاء الفريق بسبب الإختلاف في وجهات النظر.

* مواصفات تقنية مستوى الرسومات في اللعبة مرتفع جدّا، حيث يمكن ملاحظة التفاصيل الصغيرة في كل شيء في البيئة والشخصيّات والأسلحة والمركبات، والجهد الكبير الذي وضعته الشركة في تطوير مستوى الرسومات بالشكل الكبير الموجود في اللعبة. وتبدو الشخصيّات مميّزة وفريدة من نوعها، ولكنّها لا تبتعد عن نمط الأشكال الموجود في أفلام الخيال العلميّ. ويوجد خيار في اللعبة يسمح بتغيير طريقة عرض الصورة لتصبح الصورة «متسخة» ومليئة بالغبار لتحاكي أسلوب أفلام الخيال العلميّ القديمة. وقامت الشركة باستخدام أسلوب ممتاز لتصوير لأحداث الذي يُعطي شعورا بأنّ اللعبة ملحميّة. رسومات تحرّك الشخصيّات Animation ممتازة وكثيرة وستبهر اللاعبين، خصوصا وأنّ شفاه جميع الشخصيّات تتحرك بشكل صحيح خلال المحادثات، وتقوم الشخصيّات برفع حواجبها وأداء الكثير من الحركات اللاإراديّة غير المعهودة في عالم الألعاب. وبالنسبة لمعدّل الرسومات (معدل الرسومات Frames Per Second FPS هو عدد المشاهد التي تظهر على الشاشة في كل ثانية، ويصل إلى 60 رسمة في الثانية في الوضع المثالي. وينخفض مع ازدياد الضغط على معالج الرسومات نظرا لزيادة الطلب على معالجة بيانات الرسومات. وغالبا ما ينخفض المعدل عند زيادة عدد الشخصيات في الشاشة الواحدة أو ازدياد حجم الشخصيات، أو كثرة المؤثرات الخاصة في الشاشة الواحدة)، فإنّه ينخفض في بعض الأحيان بشكل عشوائيّ، ولا تظهر تراكيب الرسومات Texture (تراكيب الرسومات هو مصطلح لوضع صورة شيء ما فوق مجسم ثلاثي الأبعاد، حيث يتم رسم المجسّم في بادئ الأمر، ومن ثمّ كسوه بأكمله بغطاء ليعطيه شكله الملموس، وكأن التركيب هو جلد للمجسم. ويكون هذا التركيب عبارة عن صورة عالية الوضوح. وكمثال على ذلك، فإنّه يمكن للمبرمج رسم هضبة على شكل مجسّم مجرّد، ومن ثم كسوه بصورة للتراب مع الحشائش والحجارة) بشكل سريع في بداية كلّ مرحلة، بل تحتاج اللعبة إلى بضع دقائق بعد تحميل كلّ مرحلة لتظهر جميع التراكيب.

وقامت الشركة بتسجيل محادثات لكلّ نصّ بين الشخصيّات، وتمّ أداء الأصوات بشكل متقن للغاية بفضل طاقم من الممثلين الممتازين، مثل Seth Green وFred Tatasciore. ونظرا لأنّ اللاعب يستطيع اختيار أن يلعب بذكر أو أنثى، فقد تمّ تسجيل جميع المحادثات بأصوات رجال ونساء لزيادة واقعيّة اللعب. ويمكن اعتبار أنّ موسيقى اللعبة مستوحاة من موسيقى أفلام الخيال العلميّ «دون» Dune و«بليد رانر» Blade Runner نظرا للتأثير الواضح لهذه الأفلام في الموسيقى الرائعة للعبة، بالإضافة إلى أنّ المؤثرات الصوتيّة ممتازة ومتنوّعة لجميع الشخصيّات والأسلحة وعوامل البيئة المختلفة (مثل العواصف الثلجيّة والرمليّة).

وتجدر الإشارة إلى أنّ اللعبة حصلت على جوائز عديدة بعد طرحها، مثل أفضل لعبة تقمّص أدوار من Spike TV، وأفضل لعبة جديدة وأفضل لعبة تقمّص ادوار من GameTrailers، وأفضل لعبة لعام 2007 وأفضل قصّة وأفضل لعبة تقمّص ادوار من TeamXbox، وأفضل موسيقى وأفضل أداء أصوات من GameSpot، والكثير غيرها من الجوائز المعروضة في موقع اللعبة. هذا وتمّ إصدار رواية كاملة عن اللعبة تحت اسم Mass Effect: Revelation والتي تقدّم أحداثا تدور قبل بداية أحداث اللعبة، وسيتمّ طرح رواية أخرى في صيف هذا العام.

* معلومات عن اللعبة الشركة المصنّعة: «بايو ووير» BioWare http://www.bioware.com الشركة الناشرة: «مايكروسوفت غيمنغ ستوديو» Microsoft Gaming Studio http://www.microsoft.com/games صفحة اللعبة على الإنترنت: http://masseffect.bioware.com نوع اللعبة: حركة وتقمّص الأدوار Action Role-Playing Game RPG أجهزة اللعب: «إكس بوكس 360» Xbox 360 تاريخ الإصدار: 10/2007 تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للبالغين M عدد اللاعبين: 1