كومبيوترات لابتوب خفيفة الوزن بأقراص فلاش

تصلح للاستخدامات القاسية ولا تتعطل بسرعة

«ماك أير»
TT

مع قدوم كومبيوترات لابتوب باقراص صلبة سعة 500 غيغابايت قريبا، فلماذا ينبغي عليك التفكير بشراء دفتر ملاحظات الكتروني رديء باقراص الحالة الصلبة solid state وهي نظم الخزن المطورة الجديدة، بسعة 32 غيغابايت، او 64 غيغابايت؟ الجواب هذا ما يأمله منتجو الكومبيوترات، لان مثل هذه الاقراص ستلاقي هوى خاصا من قبل العاملين على الطرقات المثقلين بالمعدات التي يحملونها، والشركات المرهقة من اصلاح الاقراص الصلبة او دفاتر الملاحظات المعطوبة التي تقع من ايدي الموظفين على الارض. والمعلوم ان اقراص الحالة الصلبة التي تستخدم ذاكرة فلاش هي اغلى بكثير من اجهزة اللابتوب المجهزة باقراص صلبة. وهي على خلاف الاقراص الصلبة لا تحتوي على قطع متغيرة، وتعتبر ايضا اكثر متانة، واكثر موثوقية ، كما يمكن تشغيلها بسرعة، وبالتالي فإنها توفر حياة اطول للبطارية.

وفي العام الماضي جرى اطلاق العديد من دفاتر الملاحظات في مدى الوزن الذي يتراوح بين رطلين الى اربعة ارطال (الرطل 453 غراما تقريبا) التي تستخدم اقراص فلاش الحالة الصلبة من قبل شركات مثل «ديل» و«توشيبا» و«سوني» باسعار تتراوح بين 2100 و3400 دولار.

* توجه جديد ويعتبر جهاز «ماكبوك إير» من «أبل» الذي اعلن عنه قبل اسبوعين واحدا من الامثلة الكبيرة على هذا الاتجاه الجديد. وهو يأتي بشاشة قياس 13 بوصة بنسختين. الاولى مجهزة بقرص صلب سعة 80 غيغابايت ويبدأ سعره من 1799 دولارا. والثانية مجهزة بقرص الحالة الصلبة سعة 64 غيغابايت ويبدأ سعرها بـ 3098 دولارا. وكلتاهما لا تأتي بقرص ضوئي رغم تشابه شكلهما الخارجي.

«وهما يبدوان عاديين من الخارج بحيث انه لا يوجد اي عامل مثير خاص بهما» كما يقول توماس كوغهلن مؤلف دليل «التخزين الرقمي في الالكترونيات الاستهلاكية: الدليل الاساسي» الذي سيصدر في مارس المقبل. «ولكن ان كنت تستخدم هذا الكومبيوتر بشكل خشن، وكانت عوامل الارتجاج ومقاومة الصدمات هي من الامور الاساسية بالنسبة اليك، فانت تكون مستعدا لدفع المال الاضافي للحصول على دفتر ملاحظات الذي يعمل في مثل هذه الظروف».

ويقول جيف جانيوكويز مدير الابحاث لشؤون الاقراص بالحالة الصلبة واجزاء الاقراص الصلبة في مؤسسة «آي دي سي» لابحاث السوق «انه من المثير فعلا ان نرى شركة مثل «أبل» تحاول تقديم خيار الحالة الصلبة». واضاف «نحن في بداية موجة قادمة لرؤية المزيد من الكومبيوترات الشخصية المجهزة باقراص في حالة الجمود». وتعتقد «آي دي سي» انها ستكون موجة كبيرة في نهاية المطاف. ويتوقع ان تزداد عائدات الاقراص بالحالة الصلبة من 373 مليون دولار في عام 2006 الى 5.4 مليار في عام 2011.

وتستخدم ذاكرة فلاش بشكل واسع جدا في العديد من الاجهزة الصغيرة مثل مشغلات الموسيقى الرقمية والهواتف الجوالة ووحدات «جي بي إس» للملاحة والكاميرات. ويعلم العداؤون من هواة الموسيقى ان المشغلات التي اساسها الفلاش هي خيار افضل بالنسبة الى تمارينهم اليومية مقارنة بالمشغلات المزودة باقراص صلبة. فالاولى سريعة في التشغيل ولا تواجه مخاطر العطب، كما هو الحال بالنسبة الى المشغلات من النوع الثاني المجهزة باقراص صلبة.

* أقراص غير متحركة وتستخدم الاقراص الصلبة اطباقاً مغناطيسية دوارة للقراءة والكتابة وتخزين المعلومات. اما الاقراص بالحالة الصلبة التي اساسها الفلاش فهي مصنوعة من الشرائح الالكترونية التي هي اكثر استقرارا لانها اقل تقلبا و«تطايرا». «وهي يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير، والسبب لانها تفتقر الى الاجزاء المتحركة، فلا شيء يدور فيها» كما يقول جيم اليوت مدير تسويق فلاش في «سامسونغ سيميكوندكتور» لشبه الموصلات. «من هنا فهي تملك مقاومة كبيرة للصدمات، وفي الواقع لا توجد هناك حرارة ولا ضجيج» كما يقول.

وتعتبر «سامسونغ» واحدة من الشركات الاساسية في سوق الفلاش، وتخطط لانزال قرص بالحالة الصلبة سعة 128 غيغابايت خلال العام الحالي لخدمة كومبيوترات دفاتر الملاحظات كما فعلت «هيتاشي».

وحتى الآن تتوفر كومبيوترات اللابتوب باقراص الحالة الصلبة بسعات 32 غيغابايت و64 غيغابايت. وهذا لا يبدو كثيرا لا سيما بالنسبة الى اولئك الذين يحتفظون بالكثير من ملفات الفيديوهات والموسيقى والصور في اجهزتهم من اللابتوب.

وكانت كل من «سامسونغ» و«هيتاشي» قد اعلنتا اخيرا انهما ستصنعان اقراصا صلبة للابتوب هذا العام بسعة 500 غيغابايت. «لكن دفتر الملاحظات العادي الخاص بالاعمال لا يملك الكثير من ملفات الوسائط المتعددة بحيث ان 64 غيغابايت هو اكثر من كاف» كما يقول اليوت. وأضاف «حالما ندخل في حيز الـ 128 غيغابايت في وسط العام الحالي، حتى نشرع في لفت انتباه المستهلكين». وقال «اذا كنت من المتعلقين جدا بممتلكاتك الشخصية الموجودة على الجهاز مثل الصور والفيديوهات والمكتبة الموسيقية فانك ولا شك راغب في حمايتها». لذلك ستكون هناك قيمة كبيرة للاقراص في الحالة الصلبة في مثل هذه المجالات. ولا احد يستطيع ان يستوعب اهمية ذلك على الصعيد الشخصي سوى الذين فقدوا مثل هذه المعلومات والملفات المخزنة والمحفوظة على اقراص صلبة بسبب اصابة الاخيرة بالعطب».

وكومبيوترات اللابتوب باقراص صغيرة تتقارب وتتجانس مع الاعتقاد القديم، وهي ان الانواع الصغيرة النحيفة منها لا تحاول ان تكون لها سعة تخزين كبيرة، كما هو الحال مع الاقراص الصلبة. اذ ان الفكرة برمتها تقوم لدى استخدامها، هو الحصول على التطبيقات والمضمون من شبكة الانترنت، وليس مما هو مخزن موضعيا.

وبالنسبة الى العديد من المستهلكين يبقى السعر العائق الاكبر في التوجه الى الاقراص بالحالة الصلبة لان كلفة انتاج هذه الاقراص الموازية في سعتها للاقراص الصلبة هي اعلى بكثير. لكن هذا الامر قد يتغير مع الوقت مع تغير العوامل الاقتصادية وحصول التحسينات التقنية. وهناك مسألة اقل اهمية وهي، ان حياة الاقراص الصلبة هي غير محدودة، خلافا الى خلية الذاكرة الاساسية في جهاز ذاكرة فلاش التي تضمحل بعد عدد من التسجيلات وعمليات الحفظ عليها. في اي حال يقول اليوت من «سامسونغ» ان الاقراص في الحالة الصلبة تتحمل 10 آلاف دورة تسجيلية عليها، مما يعني توقع دوام المحفوظات والمخزونات عليها اطول بكثير من حياة الجهاز ذاته. والمعلوم ان كومبيوتر «إكس او» المصنوع خصيصا للاطفال في الاقطار النامية من قبل البرنامج الذي لا يتوخى ربحا «لابتوب واحد لكل طفل» مجهز بقرص فلاش سعة غيغابايت واحد ويعمل على نظام «لينيوكس» للتشغيل، ويكلف الواحد منه 188 دولارا.

وعن طريق استخدام ذاكرة فلاش يمكنك ان تصنع كومبيوترا يقدم سعة تخزين كافية، فضلا عن قدرته على معالجة سرعة النطاق ليكون مفيدا للاشخاص الذين يقومون بتطبيقات خفيفة على حد قول كوفلن رئيس «كوفلن اسوشيتس» المتخصصة في الخدمات الاستشارية لتخزين المعلومات ومؤسس مؤتمر «كرييتيف ستوريج» الذي اقام معرض لاس فيغاس الاخير في حديث له لموقع «ام اس بي اس» الالكتروني. وعن طريق القيام بمثل هذه الامور يمكن انتاج كومبيوترات قليلة الكلفة يمكن استخدامها في الاماكن الفقيرة. وهو يرى ان العلاقة بين ذاكرة فلاش والاقراص الصلبة هي نوع من التكافل بدلا من التنافس.

واضاف ان الناس شرعت بصورة متزايدة في ادراك اهمية دعم المحتويات الخاصة بهم وحمايتها. وقال «ربما سيكون وراء المشغلات التي اساسها ذاكرة فلاش، او الكومبيوتر قرص صلب خارجي لتأمين عملية دعم المخزونات والمحفوظات». واردف قائلا «الذي يجري انتاجه حاليا هو نظام بيئي يستخدم العديد من اساليب التخزين للمحتويات المشتركة مهما كان نوعها وأحجامها وسعاتها ودرجة وضوحها لخدمة الانواع المختلفة من الاجهزة».