غرف الدردشة وعمليات التراسل الفوري أقل خطرا على الأطفال من المواقع الاجتماعية

في دراسة أميركية جديدة

TT

الآباء والأمهات القلقون من تعرض اطفالهم الى المهووسين جنسيا وغيرهم، من الذين يشكلون خطرا على الانترنت، عليهم الكف عن التفكير في أن مواقع الشبكات الاجتماعية مثل «ماي سبايس» و«فايسبوك» هي مصدر الخطر الاكبر، بل انها غرف الدردشة وجلسات التراسل الفوري التي تجعل الاطفال يتحولون الى ضحايا للشريرين بشكل عام. هذا ما استنتجته دراسة قام بها باحثون في صحة الاطفال من «إنترنت سوليوشنس فور كيدس» (حلول الانترنت للاطفال) في سانتا أنا، وهي مجموعة لا تستهدف الربح في ولاية كاليفورنيا في اميركا، بالاشتراك مع «مركز ابحاث جرائم ضد الاطفال» في جامعة نيو همبشاير في اميركا.

وقد تناول الاستطلاع الذي جرى في سبتمبر 2006، 1588 شابا تتراوح اعمارهم بين العاشرة والخامسة عشرة على الرغم من نشر نتائجه اخيرا. وكانت «مراكز التحكم بالامراض والوقاية منها» قد اقرته وراجعته ايضا.

واظهرت نتائج الاستطلاع ان الكثير من الاعتقادات العامة التي تتعلق بالاطفال وسلامتهم على مواقع الشبكات الاجتماعية هي في غير موضعها على حد قول ميشيل يبارا مؤسسة «إنترنت سوليوشنس فور كيدس» التي اشتركت ايضا في اعداد هذا الاستطلاع.

وتقول ميشيل: «كان هناك الكثير من القلق في وسائل الاعلام وفي اماكن اخرى حول الاخطار المحتملة التي قد يتعرض لها الاطفال على مواقع الشبكات الاجتماعية، لكن من غير الواضح لدى النظر الى معلومات الاستطلاع ان مثل هذه المواقع هي خطيرة كما تعتقد العامة».

واقرت نسبة 15 في المائة من الذين استجابوا الى الاستطلاع انهم تعرضوا الى تحرشات جنسية، في حين افادت نسبة 33 في المائة انهم تعرضوا الى مضايقات على الانترنت خلال السنة التي مضت. وافادت نسبة 4 في المائة من الضحايا هؤلاء انها تعرضت الى تحرشات جنسية في المواقع الاجتماعية على الشبكة، في حين افادت نسبة 9 في المائة انها تعرضت الى مضايقات على مثل هذه المواقع. ولاغراض الدراسة فقط، فإن المضايقات على الشبكة شملت استخدام لغة عدائية، وتهديداً ووعيداً، وتعليقات خبيثة موجهة الى افراد معينين.

ومقابل ذلك فإن نحو 43 في المائة من اولئك الذين افادوا عن تعرضهم الى تحرشات جنسية ذكروا ان ذلك حصل عبر عمليات التراسل الفوري، في حين ذكر 32 في المائة منهم ان مثل هذه التحرشات حصلت في غرف الدردشة. وعلى المنوال ذاته ذكر 55 في المائة من الذين تعرضوا الى مضايقات، ان تلك حصلت خلال جلسات التراسل الفوري.

«وبالتأكيد فان هذا التركيز على المواقع الاجتماعية والافتراض ان الشباب يواجهون خطورة كبيرة عليها، لا يبدو انها مدعومة من قبل المعلومات» على حد قول يبارا.

ومثل هذه المسألة مهمة نظرا الى مقدار الاهتمام المتزايد من قبل المشرعين ورجال القانون بالنسبة الى المهووسين جنسيا المتربصين في المواقع الاجتماعية، كما تقول يبارا. ومثل هذه المراقبة الصارمة ادت الى المزيد من التنظيم والاشراف على هذه المواقع وتحركاتها للحد من دخول مثل هذه المواقع من قبل الصغار.

وزيادة على ذلك لاحظ التقرير الصادر عن الاستطلاع «ان ثمة مباحثات ومناقشات جارية بين المدعين العامين في الولايات الاميركية حول امكانية اتخاذ اجراء قانوني ضد المواقع الاجتماعية لارغامها على ادخال تقنيات التحقق من السن لمنع الاحداث دون سن الـ16 او الـ18 من وضع سيرهم الذاتية على مثل هذه المواقع».

ونقلت مجلة «كومبيوتر وورلد» عن يبارا، ان اغلبية الاجراءات التي يجري التفكير بها تستهدف حماية الاحداث من سن الـ16 وما دون. والاطفال في مثل هذه السن ممنوعون تقنيا من الاشتراك في المواقع الاجتماعية. و«ماي سبايس» على سبيل المثال تشترط ان يكون الاعضاء في سن الرابعة عشرة على الاقل قبل تسجيلهم. ونتيجة لذلك فان الاطفال الصغار يكونون اكثر احتمالا لكي يقوموا باستخدام نظام التراسل الفوري وغرف الدردشة من اقرانهم الكبار كما تقول. واضافت ان الاستطلاع اظهر ان الذين قاموا بالتسجيل في مواقع مثل «ماي سبايس» واجهوا تعديات اقل من تعديات غرف الدردشة والتراسل الفوري.

وتقول يبارا ان المشكلة ليست في تعريف اي المواقع على الشبكة هي مصدر الخوف بالنسبة الى اولادنا، بل ان الواقع، كما يظهر الاستطلاع، هو انه حيثما تواصل الشباب على الشبكة، هناك احتمالات حصول تفاعلات ايجابية وسلبية.

وشددت «اننا بحاجة الى التوقف عن التركيز على بعض المواقع، بل التركيز بدلا من ذلك على اطفالنا. وعلينا ايضا ان لا نفكر في تقييد دخول الشباب الى الانترنت، بل في كيفية توفير المهارات الضرورية التي يحتاجونها، لكي يشقوا طريقهم عبر البيئات المتعددة على الشبكة».